أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - الظلم .. في العراق سيبقى أزلياً














المزيد.....

الظلم .. في العراق سيبقى أزلياً


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق خيره في أرضه وشرّه في أهله .. وتكاد هذه الثنائية أن تكون صفة متلازمة للعراق حتى كادت أن تكون لازمة ضرورية له تشكلت من خلال التركيبة النفسية لأهل العراق مهما تبدلت وتغيّرت ملامح الحياة على وجه البسيطة ، ومهما تقدمت شعوب وتأخرت أخرى ، وهو هو العراق .. نفسه لا من المتقدمين ولاهو باق مع المتأخرين ، فحتى أولائك المتأخرين مازالوا يحتفظون بقيمهم وأخلاقهم والأسس التي نشأوا عليها أول مرة ، ولم يحيدوا عن طقوسهم تلكم البالية لأعتقادهم سلفاً أنها ولاغير هي المنجي لهم من مرابع الشر ، وهي المنقذ ، وخلاصهم من العذاب .
والظلم واحدة من تلك سجايا البشر التي لاتخلو من عنجهية الظالم والحاكم على مر العصور والأزمنة حتى دغدغ الظلم مشاعر منحرفة عند شرائح كبيرة ، وباتت له رائحة يتحببها أولائك الرعاع من الناس ، وتثار لها شهيّتهم فيعاجلون لها بأمرهم بغير ما وعي وإدراك لحقيقة مايفعلون ، وكأن القدر خلق منهم وجعل فيهم خصلة الظلم والظلامة وإستعباد العباد ، وعبادة القائد الظالم والمتحكم برقاب الناس وتأليهه وتنزيهه من الأخطاء لأنه القائد والضرورة ورجل المرحلة ، وإذا ماحصل وإنفلت من لدن الحاكم الظالم وصلبه خليفة على قاعدة الطيب من الخبيث ، فأن هذا الطيب سرعان ماتسري إليه العدوى وحمى الظلم بسبب الحاشية اللعينة والبطانة الفاسدة التي إبتنت لها مقاعد ثابتة نابتة في جوف السلطة رغماً عن السلطة والسلطان ، فلامناص له من الخنوع والخضوع لكل أهوائها ورغباتها والأنصياع لما تحب وترضى ، ولاسلطة له ولاسلطان أبداً في المكنة على التحرر والخلاص من شباك الشيطان إيّاها التي حبكوها بدراية وخبرة على مر سني الظلم والأستعباد للآخرين والهيمنة على مقدراتهم ، ولذا ترى الظلم يستبطن الظلم ، والمحسوبية والمنسوبية لاتستسقي أحداً غير نفسها ، وذاك الطبع فيها متأصّل ومتجذّر لأسباب تتعلق بفواتير حساب يدفعها العراقي على مر السنين ، وينبجس منه كل مايترتب على أثر ذلك من حيف وقهر وحرمان للشرائح الأكبر من المجتمع ، فضلاً عن عمليات النصب والأحتيال والمخاتلة ، وعند ذاك ترى السلطان وقد هيّأوا له بأنفسهم كل أسباب النزاهة فيما يدّعيه إن كان غافلاً أو مستغفلاً في أحسن حالاته ، أوهو يحاول أن يدّعيه فيما لوكان على دراية بما يجري على الأمة من عمليات نصب وإبتزاز وإحتيال من باب مكرمات الرئيس وعطفه الأبوي ورعايته لكل شرائح المجتمع وهو لايفرّق بين غني أوفقير ، وتراه وقد زيّنوا له ذلك أنه يقيم بينهم حكمه بالعدل والمساواة ، ويساوي بينهم في المكرمات ، وأحجيته في ذلك عليهم كل مايسوّغه أولائك المنتفعين من السلطان من بين أرباب المناصب التي تسلّقوها وهم يضحكون على الذقون من تلك التي عفا عليها الزمن في النسيان ، ومن تلك التي لم تحصل حتى على الوعد مجرد الوعد من السلطان قبلاً ، وهاهم أذكوا فيهم شعلة الأمل بخبث وأعطوهم مايتمنون من الوعود ولكن بلا عهود ، فكان أن علا الظلم وإستعلى على العباد فضاع عليهم الحساب وباتوا لايفرّقون بين الديمقراطية والديكتاتورية فالظلم هو هو في الأثنتين سيّان ، وحار الجمع وإحتار فيهم عقلاء قومهم فيمن سيصدّقون وفيمن سيكذّبون ، وهذه هي واحدة من الأشكاليات وواحدة من أزليات الظلم في العراق . وفي العراق الجديد مازال الجديد قديماً ، وقد تجمّل القديم بأبهة الوجه الجديد ، فأستبشر فيه خيراً من أن دنياه وعالمه مازال عامراً زاهراً بظلمه وإستعباده شاخصاً في نفوس أربابه وأزلامه ، وأن تغيّرت عناوين هويّاتهم ، ولكن بختم العصر الجديد والعهد الجديد ، وبتوقيع العم سام وبختمه ، وهو دالة العالم الجديد وأي غطاء هو أجمل من أن يلتحف المرء في أتون القرن الحادي والعشرين بلحاف العولمة ، ووداعاً للظلم ، ووداعاً لأزمة السكن .



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسيّوا الغلس ... والغلاسة
- قراءة مبكرة ... في نتائج الأنتخابات القادمة
- العراق .. بين إزمة القيادة ......... وقيادة الأزمة
- العلوجيون ... وديماغوجية الفرصة
- ماذا نحن فاعلون ... وشعبنا يستغيث وهو يعيش ميّتاً
- لاحجاً مبرور .. ولاسعياً مشكور
- الطبقية ... ومعاييرها في المجتمع
- الطرش ... مرض جديد يصيب النواب العراقيين
- تركيا وأردوغان .. وأذنابهم من العرب المتخاذلين
- ماجرى في ذي قار إنتخاب .. أم إنقلاب ؟ ..
- تأشيرة دخول .. ولماذا ؟ ..
- البطاقة التموينية .. تنظيم إرهابي جديد
- مؤشرات .. وأسئلة بعد الأجتماع الرمزي
- الوطنية .. معيار أخلاقي
- الحداثوية .. مظهر تجديد حقيقي أم مظهر إنحرافي خطير
- مسلسل القتل في العراق .. إلى أين ؟ ..
- مامعنى ان يكون الكاتب مبدعاً .. وأن يكون مأجوراً ومنافقاً
- إنتهاك الدستور والقانون .. منهج إحترافي أم حذاقة لصوص
- الأكراد .. هل هم قادمون ؟
- الأنفجارات .. وثقافة الأستقالة


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - الظلم .. في العراق سيبقى أزلياً