أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - أيلول جديد وانفجار الصمت !















المزيد.....

أيلول جديد وانفجار الصمت !


خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيلول جديد وانفجار الصمت !

هل يتكرر نموذج ايلول الاسود من جديد. نعم في حالة الانحدار الكارثي للهويتين الاردنية والفلسطينية على يد ساسة الشعبين المتشابكين حد العشق مع املاءات المشاريع الدولية ومخرجاتها، والربيع العربي وكوارثه.

فالرسميين في انكارهم للمشاريع التي تحاك للمنطقة، بعد انفصالهم الممنهج عن القواعد الوطنية الشعبية، وجدوا ان الطريق الامثل لبقاءهم، ينحصر فقط، في خدمة المشاريع الدولية لاغلاق القضية الفلسطينية،،سيما وانهم ينظرون لهذه المشاريع باعتبارها وسيلة لحفظ مصالحهم.

بطبيعة الحال، هذا يعني لدى الشعب الاردني كما الفلسطيني، السير الحتمي صوب أيلول أسود أخر، يُفجر، يغطى على عورات الفعل السياسي المسير، حيث يختلط الحابل فيه بالنابل، والكذب بالحقيقة، والوطني باللاوطني، والوهم بالخيال.

والا ماذا يمكن تفسير نفي وزير الخارجية ناصر جودة لمشروع وزير الخارجية الامريكي جون كيري القائمة على تصفية القضية الفلسطينية، انطلاقا من إعادة رسم ملامح المنطق، خربطة خارطتها الديمغرافية بما يخدم الفكرة الاسطورية الأيدلوجية اليهودية، المؤمنة بضمان انشاء وطن قومي لليهود خالص، وخاص بهم وحدهم.
السي ناصر جودة يدعو الشعب الأردني للاطمئنان، على خياراته، التي لا يمكن التنازال او حتى التفريط بها، فسياسته العبقرية تشكل حاجزاً فاعلاً لمواجهة المشروع الذي ينكره، وينكر عرابيه وزياراتهم المتواصلة، لكنه، نسي أن يطالب الشعب بنسيان تصريحات ياسر عبد ربه، وصائب عريقات، وعزام الاحمد، ومعروف البخيت، ورياض ابو كركي، ونسي كذلك ، ان يطالبنا بانكار ما قله مارتن انديك، و و و

بعد هذا، يخرج البعض ملقى رداء اللوم على الشعب الصامت، وسلبيته نظرته المتقوقعه، وكأنهم بهذا يريدون شعباً تسيره الأثارة المبنية على إنكار الواقع، وشوارع تغص بالمعارضين، لا ترابط بينهم، تسيرهم تيارات سياسية، وحزبية لا قاسم مشترك بينها، فمصالحهم تختلف.

أيلول جديد

في سبعينيات القرن الماضي، مر على الأردن أشهر اختلط فيه الوطني مع القومي والاسلامي، هذا الاختلاط أدى إلى تفجير ما عرف تاريخياً بأيلول الأسود، تلك المنظمة الرديكالية التي سعت إلى اسقاط الدولة، ونشر الفوضى في قلبها، بحجة أن تحرير فلسطين لأبد وأن يبدأ من عمان، فهي هانوي العرب، كما كان يقال، بمساندة المد القومي الناصري أنذاك، وقنوات المال الخليجي التي فتحت خزائنها
لاحباً بهذه المنظمات، بل رغبة في إبعاد شرور المنطقة، وحروبها وصراعاتها، عن حدودهم.

بالنتيجة، وضعت الأردن في عين الحرب الأهلية، ما بين الجيش الوطني الأردني وإلى جانبه الجيش الشعبي، مقابل منظمات فدائية فلسطينية ذات امتداد عربية، أسفرت عن طرد أعضاء هذه المنظمة وشقيقاتها، خارج الأردن. الحرب، أسقطت الكثير الكثير من أبناء الشعبين الأردني والفلسطيني، ممن لم يكن له فيها لا ناقة ولا جمل.

اليوم في خضم الحديث عن ترتيب الملف الفلسطيني، تعود هذه الاحداث إلى مخيال العقل الأردني، كما الفلسطيني، لكن بصورة مطورة، تواكب العصر، وتنطلق منه.

فمقابل المنظمات الرديكالية الفلسطينية، والتي تطورت مع امدادات المال الخليج إلى ثمة منظمات تفاوضية إستسلامية، استلذت طعم الثروة على الثورة، فتخلت عن وظيفتها، وجنحت إلى فعل العمالة والاستسلام، الذي يحفظ امتيازها.
هذا بالاتفاق مع فئات برجوازية مسيطرة، ترى أن تصفية القضية، ضرورة حتمية لأبد منها، لتوسيع مربعات استفادتهم، إلى جانب هؤلاء ثمة سياسيين، زُين لهم كل ما يؤكد بقاءهم، ضمن دائرة الفائدة المتأتية من خلف تصفية القضية، حتى وأن تضمن ذلك الصدام المباشر مع الشعب، الذي يراهن هؤلاء على خنوعه، وجبنه.

انفجار الصمت.

مقابل هؤلاء، ظهر من يعمل على قيادة الرفض الشعبي ليوم لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها تلك التي يحملها كيري، هؤلاء ينطلقون من قواعد الخيار الشعبي، الأردني والفلسطيني ومصلحتما العيا، يتصدرهم طبقة كبار الضباط الأردنيين، إلى جانب طيف متعاظم من أبناء الشعب، سيما وأنهم يروان أن طريقة إدارة المشهد الحالي، وطابع السرية الذي يكتنفه، والأنكار الحكومي الذي يغطية، يقول، أن ثمة مصائب قادمة، ستجبر عليها الدولة الأردنية، خصوصاً، بعدما افرغت - الأردن - من خياراتها، وقوة أوراقها التي كان من الممكن استخدامها لمواجهة أي مشروع، لا يتناسب مع مصالحها.


هنا، يأتي دور إسرائيل التي لن تقف متفرجة، إذ عملت وستعمل على إنتاج حالة من العداء، بين مكونات الدولة الأردنية، خصوصا مع قرب انتاج هوية فلسطينية قوية في داخله، تطلق فوبيا مرعبة، تصل حد العداء المشترك، القابل للاشتعال في أي لحظة.

ما سينتج تيارات متصارعة، تتصدرها الهويتين الأردنية والفلسطينية التي ستصارعان فيما بينهما لفرض رؤية ااحدهما على الأخرى، كما سسيطل البعض برأسه، ليربط بين الدولة الجديدة ذات التكوين الأردني الفلسطيني كونفدرالي أو الفدرالي ووجود اسرائيل وتأمينها، بمعنى أن هؤلاء ينطلقون من أن رفض الوجود الفلسطيني في الأردن يعود إلى إتصال البعض باسرائيل.
هنا وهنا تحديداً ، سيتم إنتاج هويات متحاربة، تخون بعضها بعضاً، وتحارب بعضها بعضاَ، ولهذا يتوجب تصفيته احدهما للاخرى، والتخلص منها، مع تناسي العدو المشترك، لكلاهما، والمتمثل باسرائيل.

وعليه، من يرى تنقلات وزير الخارجية الامريكي، وأزمات العقل السياسي الأردني والفلسطيني، يشعر أن ثمة من خطط لإنتاج نسخ جديدة من أحداث أيلول، بصورتها المعاصرة، لا حباً في فلسطين وتحريرها، ولا رغبة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بل رغبة في تاكيد مصالحه، وامتيازاته المنبثقة من مشاريعهم الاستسلامية، التي تعلي من شأن إسرائيل باعتبارها الأقرب إلى أنفسهم، مما سواها !

غياب شعبي.

وزير الخارجية الامريكي، والذي زار المنطقة أكثر مما زار بلده، بهدف فرض شروطه القائمة على إغلاق القضية الفلسطينية نهائيها، وبالشمع الأحمر، يجد الأجواء الإقليمية مسانده له ولخطته، سيما وأن دول المنطقة، كلاً منها، مشغولاً بمشاكلة الداخلية، التي فرضت عليها من الخارج، مع سبق إكراه وإجبار، وفي مقدمة هذه الظروف ما سمي بالربيع العربي.

الغريب في الأمر أن الرجل يأتي ويذهب، دون أن يعترض عليه أحد، لا مؤسسات ولا منظمات أو حركات تدعي دفاعها عن فلسطين، وحقوق الشعب، وان تمت، فهي متواضعه جداً، وهذه الخجل والتواضع امتد ليصل حتى الشعب الفلسطيني عينه، إذ لم نسمع له صوتاً، لا في المظاهرات، ولا في الفعاليات شعبية، تناوئه فعلياً.

وكأن الشعب الفلسطيني الشقيق هنا يقول: لم يعد بمقدرتي الإستمرار، أو كأنه مصاب بحالة من الإحباط وعدم اللامبالاة، الناتجة عن تطبيق شروط الغرب عليه خلال السنوات الماضية بهدف لتركيعه، انطلاقاً من تجويعه وحصاره، حتى بيد أبناء جلدته الذين لبسوا توجيهات "دايتون " وعصابته، سيما وأن الشعب الفلسطيني، كما الأردني منفصل واقعيا عن قياداته السياسية، كما عن قيادات النخبة التي مازالت تعيش في ابراجها العاجية، وترفض النزول للرأي العام.

لذا يمكن القول: إن تأثير الشعبين الأردني والفلسطيني على حد سواء لا يشكل فارقاً لدى قياداتهم، فهم بالأصل لا يأخذونه على محمل الجد، فمشروعهم حسب رؤيتهم انطلق ليكون أمراً واقعاً، حتى وإن كان لا يتوافق ونظرة الشعب الفلسطيني في الداخل كما في الخارج، الذي هو الأخر لم يتحرك بالمستوى المطلوب، وكأنه لا يفكر الا بأموال التعويضات، وكأنه يقول لندع المشروع يسير طريقة، إلى أن يصير شراً وقعاً لابد منه !

إن صمت الشعب الفلسطيني عن أفعال قياداته، كما صمت الشعب الأردني، إنما يقول إن المشروع يسير بإتجاه التطبيق بما يتوائم ونظرة انظمة المنطقة، التي ملت من مشكلة فلسطين، وباتت تفكر بحلها بأي طريقة، حتى وأن نتج عن ذلك اسقاط كافة الحقوق المقدسة، من حقوق العودة إلى حق اللاجئين إلى حق القدس.

كما أن تطبيق المشاريع الأقليمية على حساب الأردن، إنما يقول أن هذه المشاريع تزرع بذار العداء المباشر ما بين المكون الفلسطيني الذي يتم المتاجرة بتجنسيه بالجنسية الاردنية وتمويله باموال التعويضات، وأبناء الأردن الذين باتوا يشعرون بتهديد كيانهم ولهويتهم الوطنية، والديمغرافية، والتي ستصفى لصالح القادمين الجدد، أصحاب الملامح الراسمالية.


خالد عياصرة



#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الأمني يعارض مشاريع النظام الأردني
- لماذا لا يحاسب هؤلاء ؟
- الهويات القاتلة
- قبل انتقاد السفير الأمريكي، لننتقد أنفسنا !
- حفرة الإنهدام .. والرعب الأردني الظاهري
- لماذا تثور الانبار ؟
- الاستخدام المفرط للقمع المعنوي
- وكالة الأمن القومي الأمريكي: خارج إطار الشك !
- علاء الفزاع : بين التضييق المحلي والفضاء الدولي
- لماذا لا تنسحب الرياض من الأمم المتحدة
- سنترحم على حكومة النسور إن رحلت
- جبهة النصرة ... عنف عابر للحدود
- حدود .. وقود .. صراع
- ضربة محدودة لدمشق أم واسعة لطهران
- حتمية الصراع المصري السعودي
- فشل استخباري
- كلمة حق في إخوان الأردن
- في الأردن: منسف وخبز وكحول !
- جهاد طائفي أم صراع ايدلوجي ؟
- سنرفع على أي حال !


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - أيلول جديد وانفجار الصمت !