أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد السويلم - المعتقل














المزيد.....

المعتقل


عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 4351 - 2014 / 1 / 31 - 09:01
المحور: الادب والفن
    


فتحوا باب الزنزانة ورميت بقسوة في داخلها حتى سقطت ارضا وانا اصرخ انا ابنة زعيمك فاتك يا حقير بكيت وانا أرى الدماء تسيل من جبهتي على وجهي عندما ارتطم راسي بجدار حائط الزنزانة :. ماما...ماما ...لما تركتني وحيدة.... تذكرت كيف كانت امي تصرخ في وجه حرب وفي وجهي كيف لا اتحدث معه عندما كنت صغيرة رغم ان العم حرب كان يجلب لي في كل مرة هدية عندما يأتي لزيارتنا في القصر لم ادرك حينها ما السبب الا انني ادركه الان... ماما بابا صار وحشا انه لا يحبني يخاف مني لا يحب أي احد يكره كل شيء حتى نفسه...ليس هو البابا الذي كان يلعب معي وانا صغيرة ويأتي بالفلاحات الأمهات والفتيات الصغيرة ليلعبن معي في القصر... حتى قبل لحظات وهو يموت كان يشمتني ويشتمك وهو يحتضني ويبكي ويقول لي احبك واحب ماما انتم خطئي الوحيد. ماما لم افعل أي ذنب معه وكل ذنبي انني وقعت في الحب في حب احد الرفاق الذين كانوا من المخلصين للثورة والعاشقين لابي حد الجنون رغم فقره ولا ادري لما كان ابي قاسيا وهو يشاهده يهتف بحياته اثناء إعدامه ماما ابي اصبح مجنونا بعدك. حتى وهو يحتضر طردني لم يدعني ابقى بجواره... في زنزانتي عجوز ضعيفة منهكة من قسوة العمل ترتجف خوفا وتبكي عندما سمعت بان حالة الرفيق العظيم فاتك في تدهور سريع احتضنها وقبلتها واعطيتها حصتي من كسرة الخبز المتبقية وصحن الحساء لا تخافي جدتي لا تخافي ان أبا شعبنا لا يموت واتعجب في قرارة نفسي ما الذي يدفهم لإبقاء الجدة في معسكر الاشغال الشاقة طوال هذه السنين ولا طاقة لها على أي عمل لما لا يطلقون سراحها.....اتذكر هديتك لي اخر هدية ذلك العقد الزجاجي الجميل الذي كان موجودا في علبة على الطاولة بجوار رسائل تحمل خط الرفيق سالم ... اه أيها العم الحبيب كان ابي يضربني ويبصق في وجهي كلما ذكرت اسمه...ماما تتذكرين عندما زرنا الرفيق سالم في المعتقل لم يسمحه له ان يحتضني كنا نراه ونتحدث معه من خلف الاسلاك كان بعض الرفاق معه يتشاجرون وكل منهم يشير بأصبعه للأخر اتذكر ان احدهم صرخ في وجهك نحن من صنع هذا القزم الوحش وصرخ العم سالم فيهم أيها الاغبياء غروركم جعله يسحق رؤوسكم انتم صنعتهم وانتم الان تدفعون ثمن ما صنعتم ولقد حذرتكم من قبل فلم تستمعوا الي. ما هذا صوت المذياع يعلن في ساحة معسكر العمل موت الرفيق فاتك لأجد نفسي منهارة على الأرض وافيق من غيبوني على العجوزة تولول صارخة باكية لتضرب راسها في جدار الزنزانة وتهل تراب الزنزانة على راسها وهي تقول لقد ضعنا من بعدك يا فاتك فليأخذنا الموت يا ابانا لقد ضعنا... لقد ضعنا.



#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغجرية
- حكاية الدكتاتور الذي صار الها
- الثائر والكلاب
- الضبابية في جدلية الكرامة او الموت
- مشاهد من الحياة اليومية في كلام عابر
- البلغمية والشلغمية
- القصيدة الشلغمية عن الحوزة العلمية
- ستالين الدكتاتور الذي صار الها
- العراق بين داعش الانبار وجنيف 2
- مشهد حياة يومية عبد الصمت
- الرجل الذي صار شمسا
- مشروع مسرحية الدكتاتور والرجل الذي صار شمسا الفصل الاول
- بيرو ت عاصفة اسبانية من الحب
- المسخ الذي قال لا
- رحلة المليون نجمة واغتيال لحظة الموت
- الارهاب الطائفي الانتخابي
- تداعيات اعتقال العلواني
- عراق بلا قيادة عراق بلا قاعدة
- انهض ، يامن لا تريد أن تكون عبداً
- لايعرف معنى الحرية من لا يعرف كيف تصان


المزيد.....




- جواد غلوم: ابنة أوروك
- مظاهرة بإقليم الباسك شمالي إسبانيا تزامنا مع عرض فيلم -صوت ه ...
- ابتكار غير مسبوق في عالم الفن.. قناع يرمّم اللوحات المتضررة ...
- طبيبة تمنح مسنة لحظة حنين بنغمةٍ عربية، فهل تُكمل الموسيقى م ...
- عبد الكريم البليخ في -بكاء الحقل الأخير-... ثلاثون قصة عن ال ...
- استقالة مفاجئة لأشرف زكي من نقابة المهن التمثيلية استعدادا ل ...
- سعيد يقطين: أمريكا توجه دفة الإبادة والتطهير العرقي بدعمها ل ...
- افتتاح مهرجان هولندا السينمائي بفيلم -ناجي العلي- وأفلام عن ...
- -شومان- تستعيد أمجد ناصر: أنا هنا في لغتكم
- افتتاح مهرجان هولندا السينمائي بفيلم -ناجي العلي- وأفلام عن ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد السويلم - المعتقل