أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد السويلم - الرجل الذي صار شمسا















المزيد.....


الرجل الذي صار شمسا


عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 11:56
المحور: الادب والفن
    


مشروع مسرحية الدكتاتور والرجل الذي صار شمسا
يقترح ان يكون صوت الخلفية مقاطع منتقاة من قصيدة السياف العربي لنزار قباني بصوته في كل فصول ومشاهد المسرحية والافضل ان يكون بين الفواصل
الفصل الأول
المشهد الأول
القصر الرئاسي
الزعيم بملابسه العسكرية يدخل واثناء دخوله يعرف مارش عسكري
وخلفه حارسان ليجلس على كرسيه الفخم وخلفه ستارة عليها شعار الحكم يظهر من بين فتحتيها صورة الزعيم الأضواء بين الظلام واللون الأحمر وبقع ضوء بيضاء تسقط على وجوه الممثلين كل بحسب دوره
يقف امامه شخصان بملابس مدنية بعد ان يؤديا التحية انحناءا
تعود الإضاءة طبيعية وتتوقف الموسيقى
يسال الزعيم:. اين هو الان؟
يجيب احدهم ويبدو انه الذراع الايمن للزعيم:. في السجن كما امرت يازعيمي.
الزعيم:.يسال الشخص الاخر برايك يارفيق كيف يمكن ان يخضع حدثني عنه ان عليه ان يركع وان يدرك انه لا زعيم غيره انا الثورة وانا الشعب وانا العالم كله باي وسيلة عليه ان يخضع اريده حيا لا اريد موته اغسلوا دماغه افعلوا أي شي لتجعلوا يقبل افعلوا المستحيل لكن لا اريد له ان يموت لا بد من ان تكون له نقطة ضعف حدثني عن شخصيته ولا تذكر لي شيئا اعلمه فانا اعلم انه يمتلك عقلا استراتيجيا وقدرة تنظيمية عالية وكفاءة قيادية ودبلوماسية في التفاوض وقدرة على الاقناع كبيرة تجعله قادرة على إدارة الازمات بنجاح وانا بحاجة ماسة اليه.
يجيب الشخص الاخر: لافائدة ياسيدي القائد انه شخصية لايمكن ان تستسلم.
الزعيم يصرخ غاضبا:.حمقى لستم سوى مجموعة من الحمير انا على استعداد لان استبداله بكم جميعا قلت لك أيها الغبي لكل انسان نقطة ضعفه وانا على استعداد لان اقدم للذي يجعله لي خاضعا أي شيء يطلبه.هذا الرجل لاخوف منه انما الخوف منكم انتم الخونة من سيتسبب في الغدر بي لاتعرف عنه اكثر مما اعرف
فترة صمت يهدأ فيها الزعيم
ثم يقول :. اتعرف يارفيق ماذا قال عندما عرضت الدعم الكامل مطبق الدعم اللامحدود من مال ورجال وسلاح واعلام لكي يقود الحرب الاهلية من اجل الثورة ورفض ذلك
المشهد الثاني
الزنزانة سلاسل في جدار متهاوى وسجين مصلوب على خشبة والدكتاتور يحمل سوطا مع جلادين وحرس بجواره وفي الخلف سجناء خلف زنزانات يترقبون الإضاءة خافتة نسبيا الا من ضوء يتنقل بين الزعيم والسجين والاصوات انين وصرخات وسياط خافتة كانها تاتي من بعيد
قال السجين :. اعلم اني لست ضدك لكي أقوم ثورة ضد النظام لابد من ان يكون هناك أولا نظام ولا أراك تمتلك أي نظام
الدكتاتور :.ساقتلك
السجين باستهزاء :. ابالموت تهددني انما الموت راحة لي.
الدكتاتورغاضبا:. ساعذبك
السجين ضاحكا بسخرية:. التعذيب بروفة ليوم الحساب
الدكتاتور بقلق:.الا تخاف؟ ما الذي تخشاه
السجين :. الله وضميري
الدكتاتور (صوت في الخلف):. انت رجل صادق لكنك بالنسبة لي تشكل اكبر خطر قل لي ماذا تريد ؟اطلب أي شيء وكن معي
قال السجين :. انا لا اجرب ان اغير الوطن ولا ان اغير أي شيء لكني فقط اجرب ان لا ادع الوطن يغيرني.
المشهد الثالث
عودة الى موقع المشهد الاول
الرجل الثاني بعد الزعيم يخاطب الزعيم:.رفيقي القائد تقرير فريق أطباء علم النفس في المخابرات يفيد في تحليله لشخصيته واستطلاعات الراي العام حوله بالاتي:.
الزعيم:. تفضل قل بما افاده التقرير عنه.
الرجل الثاني:. التقرير يفيد بان نظرة العامة الى شخصيته بانه يمتلك كايزما حاضرة شعبيا ويرى الكثير من الناس بانه يمتلك لله وللوطن وللحرية مفهوما اكثر غرابة معه من غيره مفاهيم لو انها طرحت في عصور سابقة لكان يؤدي به الى الصلب او الى اقرب حبل مشنقة في ميدان عام ويقول عنه الناس انه سابق لاوانه بكثير وهو لايعبأ بما يؤول اليه المصير وهو مطمئن في افقنا المضطرب من لحظة لاخرى نحولة وعبقرية في العقل ورقة في الروح وعذوبة في منطق وخشونة في لسان في وقت واحد هو هكذا لاتصنع ولا تكلف ولا نفاق صادق وواضح غير غامق لايمكن توقع الخيانة او الغدر منه الا انه شرس مع اعدائه يهاجمهم دون تردد ولا يقبل الا بالنصر ويرى الكثير ان على مثله ان يدفع الثمن صباح مساء انتمائه الوحيد وولاءه الوحيد هو لوطنه لاغير ويرى اخرون من بعض القيادات السياسية ان هناك الكثيرمن القادة الا انه لا غيره من الممكن له ان ينقذنا من طوفان الازمات.
ونقطة ضعفه انه متمرد على المألوف في شؤونه وفي السياسة والفلسفة والدين والمجتمع مؤمن بالمنطق ومنحازا الى الفقير المهمش ساخرا من النفاق غير عبأ تغير قناعاته من اصعب الامورالتي يرى فيها انها خيانة وبيع لنفسه لذا فرغم دبلوماسيته فاللقاء به من اجل تغير قناعاته رغم تواضعه وخجله هو من اصعب اللقاءات وأكثرها فشلا عصامي لاعلاقات نسائية لايدخن لايشرب ليس ببخيل طعامه بسيط وقليل وملابسه عادية
الدكتاتور يتململ ضجرا ثم يصرخ:. كفى أي حمقى كتبوا هذا التقرير خونة متعاطفون معه لا ينقص الا ان يقولوا انه افضل من الزعيم اعدموهم بتهمة التجسس ثم يخرج غاضبا مسرعا لينتهي الفصل الأول بصوت رصاص وصراخات انين واصوات سياط ونباح كلاب.

الفصل الثاني
المشهد الأول
قاعة القصر الرئاسي
مارشات عسكرية يدخل الدكتاتور ليجلس على الكرسي بتمام وضعية المشهد الأول من الفصل الأول مع نفس الممثلين لكن الإضاءة هنا عادية هذه المرة
الدكتاتور:.
هيا قل ما عندك؟
الرجل الثاني (نائب الزعيم)يحمل بيد صحيفة وتقريرا يقرا فيه:.
زعيمي المفدى تفيد التقارير الواقعة ان وتيرة التظاهرات والاحتجاجات ومقالات الانتقاد والاعتصامات بدات تزداد وتتسارع ليس في العاصمة فقط بل في كل مناطق البلاد وتظاهرات الجاليات في اورب وامريكا اوافادت وكالات الانباء وما نشرته الصحف العالمية ان كبار قادة الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان اعتبرت قضائنا على التمرد الذي قام به اتباعه جريمة ضد الإنسانية وان مكتب المنظمة الدولية اقترح ارسال بعثة دولية لتقصي الحقائق.
الدكتاتور يبتسم ساخرا:.
ليس بمهم وماذا بعد ماذا عنه؟ما هي اخباره
الرجل الاخر(الرجل الثالث بعد الزعيم):.
لقد قمنا سيدي بتنفيذ ما امرت بعد ان شرفتني بالاشراف على وضعه ومراقبة حالته حيث نفذنا ما امرت من تعذيب جسدي تضمن الجلد واستخدام الكهرباء وقلع الاظافر والاسنان وسلخ الجلد بالسيط والكي باعقاب السكائر والضرب باعقاب البنادق دون جدى ثم مارسنا سياسة منع الطعام والشراب عنه فكان رد فعله السخرية منا قائلا :.انكم تساعدوني في الاضراب عن الطعام. ثم التجأنا الى أسلوب حقنه بالمخدرات لاجل جعله مدمنا فضلا عن أساليب الاغراء بالمناصب والعفو العام والمال والتهديد باغتصابه واغتصاب اسرته امامه دون جدوى وما زلنا نتنتظر النتائج.
الدكتاتور غاضبا:.
يالهي أي ذنب ارتكبت كي تحيطني بهولاء الحمقى ،ياجحش الم اقل لك اريده عاقلا واعيا لا تدفعوه للجنون ياحمار انا بحاجة ماسة اليه اريد عقله ياغبي.
يلتفت الدكتاتور الى الرجل الثاني مخاطبا إياه بهدوء:.
تولى كل ما هو لازم للتصدي للهجمة الإعلامية واشتري ذمم أعضاء الكونغرس والناشطين في مجال الاعلام والمنظمات الدولية لان كل شيء بثمن
ياحمقى منذ ادم السياسة هي فن العصا والجزرة اشترى ذمة من يمكن شراء ذمته دع الابواق تصنع الاساطير وقم بتصفية خصومك المعاندين جسديا هذا هو كل ما في الامر وهذا هو فن الممكن بلا حشو نظريا وبلا كلام فارغ عن الاخلاقيات الغاية تبرر الوسيلة.هيا انصرفوا
يتردد الرجل الثالث في الخروج ويخرج الرجل الثاني مسرعا
يلتفت الدكتاتوراليه مستاءا:.
هي انت ماذا تخفي عني خير ياطير؟
الرجل الثالث:.
هناك تعاطف من الجلادين معه بذريعة انهم لم يجدوا أحدا يحترمهم مثله مما اضطرنا الى ان نستمر في استبدالهم (يرتبك الشخص الثالث خائفا) ثم ثم سيدي
الدكتاتور ساخرا:. وبعد ياعبقري ثم ماذا؟
الرجل الثالث:.
سيدي معذرة ان المجندة هناء حمايتك التي تحبها والتي أرسلتها لكي تحطم ارادته بتعذيب واغواء وقد مارست عليه كل ما ستطعت من تعذيب واغراء في بداية الامر وكنا على استعداد لتصويره معها في أوضاع غير لائقة الا انها فجأة فقدت عقلها وأصبحت تدافع عنه وبدات بضرب الجلادين بل انها ارادت ان تهربه واشتبكت مع الحرس فقتلت وقتل حارسين وأصيب سجيننا جراء المحاولة
الدكتاتور يجن جنونه يأخذ السوط لكي يضربه وهو يصرخ في وجه:.
خونة عملاء حتى هناء ياكلاب وسخة الكلب اوفى منكم ثم يهدا وهو يلهث :.
لقد كان اختياري للنساء كحماية ومجندة وجلاد سلاح ذو حدين الأول لانها مخلوق قاسي والثاني لانها مخلوق جميل الم تعرفوا لماذا قامت هناء بذلك؟
اكمل
الرجل الثالث:.في لحظة احتضارها سالنا لم فعلت ذلك فقالت رايت فيه ابي المتوفى الذي كان ينظر الي برافة وحنان.
المشهد الثاني
السجن
نفس المشهد الثاني في الفصل الأول
الدكتاتور يخاطب السجين:.
انت خائن بالتأكيد خائن ماذا تنتظر ان ينقذوك ويخرجوك من السجن ماذا تنتظر انقلاب اعرض عليك ان تقوم بعمل ثوري ان اجعل منك بطل في حرب أهلية واقعة لامحالة رغم انفك وترفض هل تريد ان يحكم البلد العملاء قل لي بالضبط ماذا تريد ولماذا ترفض ما اعرضه عليك.
السجين وهو مصلوب يكاد يتنفس بصعوبة ويتكلم بصعوبة بالغة:. لا اريد منك شيئا ولست بخائن انت تعلم جيدا اني لست بخائن والا لن تتردد ابدا في قتلي لحظة واحدة اما لماذا ارفض الا تعلم لماذا ارفض ان لاتعجب منك كيف تطلب مني ان كون جلادك وعميلا ضد شعبي متى كانت الحرب الاهلية هي الحل أي رجل يستحق ان تسفك من اجله الدماء. لا تخدع نفسك فالشعب لا يصدق اكذوبة الديمقراطية وانت تقمع معاضيك وتطاردهم على الشبهة يامن قمت بالانقلاب ضد الاعتقال على الشبهة والشعب لايصدق اكذوبة الاشتراكية والعدالة في المساواة وانت واتباعك وحدهم ممن يعيش في رفاه وبقية الشعب يذوق الامر في سبيل توفير لقمة العيش ان الشعب وان كان عاجزا الان على الوقوف في وجهك ياعدو الشعب الا انه ليس غبيا ولا جاهلا بحقيقة امرك فدع عنك هذا الهراء كله لست للبيع.
الدكتاتور صارخا بقوة في وجه السجين:.
هذا اخر مرة اسالك فيها لقد كانت فرصتك الأخيرة ولسوف تندم سوف تندم
السجين ضاحكا بمرارة:.
لقد اخطئت مرة أخرى كما كنت تخطى كل مرة
انتهى الفصل الثاني
الفصل الثالث
المشهد الأول
السجن
الأضواء خافتة الا من ضوء يسلط على السجين والاصوات صوت مطر ورعد
السجين وحده مصلوبا كالمسيح والصوت في الخلف هو صوته يرفع راسه متعبا متاملا في البعيد وملامح الألم والارهاق بادية عليه الصوت يقول:.
الشعب يجب ان لايخاف من النظام بل ان على النظام ان يخاف من الشعب. النظام والزعامة والقانون رمز والحكمة والثورة والحرية تقتضي تحطيمه لاجل تحرير الانسان لان الرموز لوحدها بلاقيمة بل هي تستمد قوتها من الشعب ولولا الشعب ليس لها أي قيمة ومع الثورة يكون تدمير الرمز تغييرا للعالم ورغم اننا قد اعتدنا المالوف في روتين الحياة اليومية وطلبنا بذلك الهدوء والطمانينة في كسل الرتابة المتكررة رغم الاحداث المؤلمة من قتل جماعي وصراعات دموية التي يقوم بها ممن يريد منا ان لا نتعرض على ذلك اوان نعتاده لان إرهاب وقمع الكلمة هو مانواجهه دوما عندما نعترض لكن كلام الثورة والرفض وإرادة التمرد ضد الاستعباد تبقى قوية رغم ذلك لانها حية وذات معنى ولها من القوة والقدرة في ان تفرض وان تقول الحقيقة اخر الامر والحقيقة ان الإرهاب والظلم والعنف والكذب والسرقة والقتل والتعصب والاضطهاد وافتعال الازمات وعندما يريدون خداع الشعب بوهم الديمقراطية وحرية التعبير في حق الاعتراض من اجل ممارسة حقك في التفكير وفي قول الحق وممارسة التغيير بموجب ما يمليه الضمير تجد في الزعامة القائمة على عبادة الاصنام البشرية وفي الأنظمة الاجتماعية القائمة على اخضاع الشعوب وسلب إراداتها تقمع من خلال تهميش دور الشعب والتعامل معه كقطيع ضال او عبيد يجب عليهم الخضوع والخنوع والطاعة والامتثال ليس الا والسؤال هو كيف حدث هذا ؟ ومن المسؤول عنه؟ طبعا بالتأكيد هناك من هو اكثر مسؤولية من غيره في حدوث هذا الامر وسيزول هولاء من قبل الشعب ولن يفلتوا من العقاب ابدا لكن الحقيقة تقول امامنا اننا اذا اردنا ان نعرف من وراء ذلك كله ومن المسؤول عته حقا الحقيقة تؤكد اننا اذا كنا نبحث عن المذنب فعلينا فقط ان ننظر الى المراة لأننا خائفون نفعل ذلك ومن منا لايخاف الخوف من الحرب الإرهاب القتل .... التهجير الازمات الاقتصادية البطالة ... الفقر ...البطالة أزمات وضعوها لاجل لان نخاف ولاجل لان لانفكر ولاجل لان نركع حتى نصبح عبيدا وقطيعا للزعماء .الخوف جعلنا نفقد اهم شيء فينا سرقه منا القادة حريتنا انسانيتنا ووسط ذعرنا المزمع التجأ الشعب الى زعماء وعدوه كذبا بالامن والاستقرار مقابل صمت وطاعة عمياء لكن الشعب لابد من ان يحطم ذلك الصمت يوما ما حيث لم يعد السكوت ممكنا عندما يتذكر الشعب ان العدالة حياة ممكن بل يجب ان تتحقق اما دفن رؤوسنا في التراب كالنعامة وتجاهل الجرائم الواقعة التي لن يمنع خوفنا وصمتنا من وقوعها بل هو ما سيجعلها تستمر لكن الثورة قادمة وتلك نبؤة لابد ان تتحقق عندما يرى الشعب ما يجب عليه ان يراه وان يفعل ما عليه فعله وان يقول ما يجب عليه قوله لتحقق النبؤة في ثورة الشعب عندما ينزل الشعب كطوفان الى الشارع ليغرق النظام كله في يوم لن ينسى ابدا.
المشهد الثاني
القصر الرئاسي
نفس ديكور المشهد الاول الفصل الأول
الدكتاتور جالسا متذمرا يخاطب الرجل الثاني:.
ما هي اخر التقارير الواردة
الرجل الثاني:. السيد الرئيس اعتقلنا جميع قادة المحاولة الانقلابية وهرب بعض المتامرين واعتقلنا قادة الاعتصام من الطلبة وتم فض الاعتصام واعتقال قادة الاضراب من العمال وتم فتح الشوراع الرئيسية وتشغيل الدوائر والمعامل والمرافق العامة وبين يدي ياسيدي تقرير مجمل عن عدد القتلى والجرحى في الاشتباكات بين صفوف اجهزتنا الأمنية والحزبية والمخربين.
الدكتاتور يلتفت الى الرجل الثالث متسائلا:.
وهو ما هي اخباره؟
الرجل الثالث:.
يحتضر ياسيدي لا اظن انه سيبقى طويلا على قيد الحياة بالتأكيد انها أيامه الأخيرة.
الدكتاتور سائلا وملتفتا الى الرجل الثاني:.
هل هناك أي احتمال لان يكون الان في حالة استعداد لتقديم بعض التنازلات
الرجل الثاني:.
لا فائدة ترجى منه الان انه يموت ياسيدي اقترح بسبب احداث التامر الدولي من حصار اقتصادي وحظر دولي للطيران وتسليح للعملاء ودعم اعلامي للمخربين ان يتم نقله الى سجن الصحراء وهو مكان مجهول بعيد عن نظر مفتشي حقوق الانسان والبعثات الدولية حتى اذا كان قد مات يكون قد مات بصمت
الدكتاتور ملوحا بيده ممتعضا:.
حسنا لكن لتم بذلك الفرقة الذهبية الخاصة من حرسي انا اخشى ان يتم تهريبه ينهض ويسرع مع الرجل الثاني بعد ان يأخذ بيده ليتمشى ويقول له بارتياب:.
تعرف يارفيق في هذه الأيام المظلمة لايمكن للمرء ان يثق باي احد حتى بنفسه الكل خائن.
انتهى الفصل الثالث
الفصل الرابع
المشهد الاول
القصر الرئاسي
ديكور المشهد الأول الفصل الأول
الدكتاتور يخاطب الرجل الثاني:.
طبعا لم تعثروا على جثته ياخونة الم اقل لكم انها فرصته للهرب.
الرجل الثاني:.
لم نجد أي اثر له في جثث السيارة التي انفجرت ولم يثبت تحليل ال DNA
وجوده بين الجثث ولم نعلم كيف تسرب الخبر الى الارهابين.
الدكتاتور يقفز ويرعد غاضبا ويلوح بيده مهددا:.
انا اعلم من هو الذي سرب خبر نقله الى سجن الصحراء هو نفسه من سرب وصيته الأخيرة الى الشعب ام ان جنابكم الفهيم لايعلم بامر الوصية المنشور هاك اقرأ
الرجل الثاني يأخذ الوصية من يد الكتاتور ليبدأ بقرائتها ويظهر هنا صوت السجين في الخلف:.

عندما نركب قوارب التيار فاننا نكرر ماضينا دائما ولا نتعلم من اخطائنا ابدا لاننا فقدنا ارادة التغيير فينا وكل شيء لايكون الا بالارادة وحيث لا ارادة لا ثقة في النفس وحيث لاثقة في النفس لا نصر ابدا فنحن نعيش لغيرنا الذي يسرق منا انفسنا لنجد اننا في ارذل العمر قد فقدنها. الحياة اهم شيء في الانسان لذا فهو على استعداد للصمت بل وللهزيمة لكن ثمة هناك ما هو اهم من الحياة بحيث يكون الموت مقبولا وهينا والحياة غير مهمة بقدر هذا الشيء وهو ما يجعلنا على استعداد لرفض اي خوف واي تنازل في مواجهة اي خطر وهو ما يمنعنا من الاستسلام ،ثمة خطب ما في هذا البلد ثمة امر ما في انفسنا ما دفع بنا الى الهروب سياسيا الى الامام وهو خوفنا الذي خلق رغبتنا في الهزيمة والاستسلام وهو ما جعل النظام مجرد بناء والانسان مجرد هيكل والفكر مجرد وهم مع العلم انه يمكن لك ان تحطم جسد الانسان او ان تقهر النظام الاجتماعي الا انه ليس من الممكن ان تقتل الفكرة لانها تبقى فهي حرة والفكرة لاتقتل ولا تموت لانها الانسان والحرية من هو الانسان الحر سؤال نريد اجابته جميعا وجوابه الانسان الحر هو انا وانت وكل من رفض الخضوع والخنوع وكل من قال لا ولم يصدق بالكذبة –الكذبة القائمة على الخوف على خلق عدم الانتصار عليه في صناعة الموت وبذلك يتوهم الدكتاتور- الطاغية فينا بانه يهرب الى الامام ولكنه واقعا يتراجع الى الوراء ولاجل ان تكون احرارا علينا ان نتحرر من الالفاظ وان نكون احرارا معناه ان لا نعبد العناونين ولاجل ان نخلق عالما حرا علينا ان لا نكره انفسنا وان لا نعيش لاجل الانتقام ولاجل الرغبة في اخضاع الغير وان نجد الانسان فينا لان الانسان هو الحرية وهو الحب وعندما نجد انفسنا حقا ندرك اننا لا نستطيع العيش لاجل الاخرين ان لم نعش لاجل انفسنا وان لم نجد الله في كل شيء لن نعرف الحقيقة ابدا ان لم نجد الله في انفسنا لن نجد انفسنا ابدا ان لم نجد الله في المطر لن نكون احياء ابدا حيث المطر هو الحياة والحياة هي نحن هي الحب والانسان لن نجد الحقيقة ولن نجد الحرية بل لن نجد اي شيء ابدا لذا فان مانراه من خوف من قصاص وعقاب العدل لامعنى له لان القصاص والعقاب سببه الظلم فالخوف من ان نظلم انفسنا او نظلم الاخرين وما نراه من متناقضات وعدم تناسق واضرار وعدم وجود ثوابت ونفاق وكفر بالحقائق المطلقة الثابتة انما هو نابع من جهلنا ليس الا. وعندما نجد الله في كل شيء وفي انفسنا وفي المطر يكون الهروب الى الامام هو النصر الاكيد.
الدكتاتور:.
اسمعتم انها شفرة من اجل تهريبه (يخرج سلاحه فجأة ويصرخ في وجوهم مهددا إياهم وهم في حالة رعب منه) انكم انتم الخونة انتم من قام بتهريبه.
المشهد الثاني
القصر الرئاسي
أصوات ريح ورعد واضواء متراقصة جو رعب واصوات رصاص ودوي انفجارات
الدكتاتور يدور حول نفسه لمرات عديدة حول خشبة المسرح يلتفت يمينا ويسارا مذعورا لقد اقتربوا ثم يتراى له شبح السجين في عدة اتجاهات يطلق النار عليه فتصير خشبة المسرح شمسا وضياءا يخفي الدكتاتور عينيه بيده من شدة ضيائها ويصرخ قائلا يالهي ما هذا ليختفي الضوء فجاة ويصبح ضوءا عاديا ثم يدخل عليه الحرس صارخا سيدي سيدي لقد جاؤوا فلنهرب سيدي الرئيس
الا ان الدكتاتور يصرخ فيهم اهرب لن اهرب انتم تريدون قتلي من انتم انتم الخونة ويطلق النار عليهم فيسارع جنود اخرون لاطلاق النار عليه فيردوه قتيلا.
انتهى الفصل الرابع وانتهت المسرحية.












#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع مسرحية الدكتاتور والرجل الذي صار شمسا الفصل الاول
- بيرو ت عاصفة اسبانية من الحب
- المسخ الذي قال لا
- رحلة المليون نجمة واغتيال لحظة الموت
- الارهاب الطائفي الانتخابي
- تداعيات اعتقال العلواني
- عراق بلا قيادة عراق بلا قاعدة
- انهض ، يامن لا تريد أن تكون عبداً
- لايعرف معنى الحرية من لا يعرف كيف تصان
- عراق الوهم عراق القلق المزمن
- عراق كاتم صوت يسكت كل صوت ‏
- الانسان عدو الشعب
- عراق بلا انسان
- الشعب العراقي ارواح ميتة تخرج من معطف المفتش العام لغوغول
- رسالة شكر الى السيد مقتدى الصدر ولكن
- عراق الانتحاب والانتخاب بين مصارع الكرام وطاعة اللئام
- قراءة في الاتفاق الايراني-الغربي
- ياشعب التعب انتخبوا المجاري
- عراق اقتصاد الكارثة
- باقة ورد الى قتلة الحسين


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد السويلم - الرجل الذي صار شمسا