كلهم سليمة !!

يحيى الحميداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 18:40
المحور: كتابات ساخرة
    

سليمة الملاية سيدة خمسينية معدلة تمتلك رشاقة وقوام خيزران ,(وتتمايل بممشاك يلجنك ورد) ,لها من الخبرة والقدرة على لفت النظر وإصابة الناظر بالهذيان ما تعجز كل نساء الطرف في احتواء أسراره ومعرفة فنونه,لها ماضي تليد في كتابة التقارير وقدرة عالية على حفظ اللطميات التي مكنتها من محو تاريخها العفن في كسران الركبة وضياع سنوات الشباب خلف قضبان أبو الحفر! , سليمة الملاية لا يغريها كبار السن ولا تقلد لهم أصلا فهي تعيش اللحظة مع شباب المنطقة وتشتعل لياليها الحمراء صانعة من دمائهم انهارا لترضي شبقها !,رجوه المسكينة أمي (عليها السلام ) تتحدث عن سليمة وكأنها حورية نقية لم يمسسها بشر تعيد علينا كل ليلة محاضرات سيدة العفة حتى مللنا سماعها وحين يعترض احدنا أو ينبش بالماضي تستغفر ربها وتلعن ألسنتنا السليطة قائلة يمه هاي مره تخدم المنبر وألها حوبة وأنتم بعدكم شباب ,شكلت سليمة قداستها ولم يعد احد يستطيع أن يلعنها لأنه سينعت بالكفر والزندقة !,امتدت هذه القداسة حتى جعلتنا نتناسى ماضي زفت لأسماء كثيرة تصول وتجول في العملية السياسية وتحكم مقدارات وطننا المسكين وشعبنا الغافي ورجليه بالشمس ,لوخرطنا السياسيين الخرطات التسعة وستبرئنا من نجاسة بعضهم لم يبق منهم إلا النزر اليسير الذي يمتلك ماضي نظيف وحاضر غصت به بنوك بعض البلدان التي (ترقص بجفيه لخراب البلد )وبينهم نضيع ويضيع منا ما تبقى من وطن نحلم بأن نصنع منه سلاما وحب ولكن أنى لنا هذا وهؤلاء يمدون أصابعهم في أدبارنا ويقتلعون أغصان أحلامنا التي ما قدر لها إن تعيش ,سليمة ومن على شاكلتها تستطيع إن تتلون وتتكيف مع الحدث كيفما كان لأنها تمتلك ضمير نائم لايصحو ومقدرة على لبس أي حالة والتشكل بها أما نحن فقراء هذا الوطن الذي ابتلى بنقمة جيرة السوء لا تعرف أقدامنا غير خطى الحقيقة والصدق والتسليم بالفطرة ولذلك ظللنا منهوبين وكاعدين على أبساط الرحمة ننتظر أيادي شريفة( تجدينا الدرب) وتصنع لنا حياة كريمة لم نعي أن أصابعنا ربما لها القدرة على سحق سليمة الملاية ومن على شاكلتها !ولكن منين أجيب إحساس للي مايحس وظلت يمكم العافية .


يحيى الحميداوي
بغداد

#يحيى_الحميداوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل