ثقافتنا .... وثقافتهم

بنكين مصطفى تمو

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 08:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ثقافتنا .... وثقافتهم

في الحقيقة ما يعجبني في الثقافة العسكرية الكردية والتي لم أجد حتى في أرقى دول العالم كأميركا مثلاً احتراما لقتلى العدو مثلما تحترمه القوى الكردية السورية قد تتذكرون الجنود الاميركان وهم يتبولون على المواطنين العراقيين ولا بدّ أنّكم تتذكرون كيف كان يعذبون الأسرى وهكذا .... من خلال معارك القوات الكردية مع داعش وأخواتها لم أجد بأنهم يتباهون بالقتلى لا بالصور ولا بمقاطع الفيديو على عكس ثقافة تلك المجموعات ففي معركة تل حميس شاهدت عشرات المقاطع وهذه المجموعات تصوّر وهم يمثلون بالجثث .... يا للعار .
لست عسكريا ولا أفهم بأمورها ولكن ما حصل في تل حميس يبين للعامة أن هناك خللا في الأمر وأن هناك خيانة في الموضوع وأن الجاهزية لم تكن على مستوى المطلوب وكانت نتيجتها كوكبة من الشهداء الأبطال ، وهنا لا أريد أن أتحدث عن الشهداء لأنهم عاهدوا أنفسهم بأن : يقبلوا الموت كسبيل إلى الحياة " لذلك تصبح جميع العبارات والجمل رخيصة أمام دمائهم الشعب الكردي في سوريا منفتح على جميع الثقافات ويقبل الآخر أياً كان لونه وعرقه وشكله ولكنه لم ولن يقبل أبو حفص المصري وأبو البطيخ الشيشاني وعلي أكبر ولايتي إيراني وحمد القطري وفهد السعودي وووو
واليوم في مدينة قامشلو وبمشاركة عشرات الآلاف من أبناء مدينة قامشلو وضواحيها ، أقيمت مراسم الإعلان عن الشهداء في وحدات حماية الشعب في حملة تل حميس وتل براك. وذلك في مقبرة الشهيد دليل صاروخان في مدينة قامشلو، فأرقدوا بسلام فقد فتح لكم التاريخ بابه على مصراعيه لتدوين أسماءكم . لكن امتلأت عشرات الصفحات لداعش و جاحش وهي تستهزأ بشهدائنا فهنا أتساءل هل هذه الثقافة هي ثقافة الإسلام كما تدعون أم أنها ثقافة الإرهاب ؟ ، في إحدى الأيام كتبت على صفحتي الشخصية بأن في الحروب كل الطرق و الوسائل مباحة وأن الغاية تبرر الوسيلة وعندما تقوم " داعش " بنهب بيت كردي علينا أن نفعل مثلها وإن قامت بطرد المدنيين علينا الفعل بمثلها والعين بالعين وعندها أتتني إحدى التعليقات على شكل ملامة بأنني أحول القوات الكردية إلى داعش آخر فهذه الأمور ليست من ثقافتنا ، فعلاً ليست من ثقافتنا.

بنكين تمو

#بنكين_مصطفى_تمو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل