أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد السماوي - من الذي يحرض على الفتنة الطائفية في العراق ؟














المزيد.....

من الذي يحرض على الفتنة الطائفية في العراق ؟


أياد السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الذي يحرض على الفتنة الطائفية في العراق ؟
يوم أمس قرأت مناشدة لأحد الأخوة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك يطلب فيها من المقيمين خارج العراق السكوت وعدم إثارة الفتنة الطائفية , وهذا هو نص هذه المناشدة (( إلى أخواننا وأهلنا المقيمين خارج العراق والذين يهددون وينفلتون من بعد , إذا كان الكلام من فضة فإنّ السكوت من ذهب , وإذا كان لديكم كلمة طيبة تداوون جراح أحد جنودنا .. تصبّرون فيها قلب أم ثكلى بإبنها .. أو تطيبون خاطر زوجة أحد شهدائنا .. أو تمسحون بها على رأس أحد أيتامنا .. أو تطيبون بها خاطر أب مكلوم بولده فلا بأس , هاتوها وبارك الله بكم , ولكن أن تثيروا الفتنة الطائفية من وراء المدافئ في الغرب أو تشعلوا نار الحرب وأنتم وعوائلكم على بعد الآلاف من الكيلومترات , أو تهديدات بالويل والثبور للطائفة التي لا تعجبكم وأنتم تسكنون في بلاد المسيح واليهود , فهذا غير مقبول منكم , وعليكم مراجعة أنفسكم وكتاباتكم التي تسبب بقتل الناس في العراق , وإلا فإنّ صفة الجبناء والقتلة ستكون أقل ما تستحقونه , وإلا إذكروا الله بإخوانكم وكونوا محضر خير لا محضر شر )) .
ولولا معرفتي الحقة بكاتب هذه المناشدة وسريرته النقية , لقلت إنه مدفوع من جهات لها علاقة بتغييب الحقائق وخلط الأوراق , وأنا أفترض أنها نابعة من نوايا طيبة تهدف إلى درء الفتنة الطائفية وتجنيب بلدنا وشعبنا آثارها المدّمرة , لأن فيها الكثير من الحنق على عراقي الخارج واتهامات ليست صحيحة لهم بإثارة الفتنة الطائفية , فهو يعتبر أنّ الفتنة الطائفية التي يشهدها مجتمعنا العراقي بعد سقوط النظام الديكتاتوري المجرم قد جائت من الخارج , وهذا صحيح إلى حد كبير , لكن ليس كما يتصوّر أخي كاتب المناشدة , نعم الفتنة جائت من الخارج لكن ليس من كتابات عراقي الخارج , بل إنّ من زرع بذور هذه الفتنة الطائفية هو النظام الديكتاتوري السابق الذي تسلّط على رقاب الناس حين ضرب شعبه بالأسلحة الكيمياوية وشنّ حملات الإبادة على على الشعب العراقي في الأنفال وبعد انتفاضة عام 1991 , وبعد سقوط النظام البعث الدموي واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية , وجدت دول الجوار مصلحتها في إثارة الفوضى وعدم الاستقرار من خلال إثارة الصراع الطائفي , فكانت لكل دولة من دول الجوار حصتها في هذا الخراب والقتل والتدمير الذي أطال كل مدن العراق وقصاباته خصوصا العاصمة بغداد , وكانت ذروة هذا التصعيد الطائفي البغيض هو عندما أقدمت قوى الإرهاب والتطرف على تفجير مرقدي الأماميين العسكريين في سامراء , فكان بمثابتة الشرارة التي أشعلت الحرب الأهلية و الطائفية التي اندلعت بعد هذا التفجير الإجرامي , وكادت الفاتنة أن تموت وتنتهي لولا اندلاع ما يسمى بثورات الربيع العربي ودخول قوى الإرهاب والتطرف على خط هذه الثورات .
والعراق كان من أكثر البلدان تأثرا بهذه الثورات وما يحدث في سوريا تحديدا , فالأحداث في سوريا وما تلاها من سيطرة لقوى الإرهاب والتطرف , انعكست آثارها بشكل مباشر على الأوضاع في العراق الذي لا زال يعاني من تنامي قوى الإرهاب وتمددها في العراق , وبروز ما يسمى بدولة العراق والشام الإسلامية ( داعش ) , فهذه المنظمة الإرهابية المتطرفة سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم بسبب الأوضاع السياسية الداخلية والدعم المالي والعسكري الذي تقدمه السعودية وبعض دول الخليج , وهذا ليس اتهاما للسعودية برعايتها للإرهاب في المنطقة , بل أن الولايات المتحدة وروسيا والعراق يملكون الأدلة الدامغة على تورط السعودية في دعم الإرهاب الدولي في المنطقة والعالم , ومجلس الأمن يدرس حاليا إدراج السعودية تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة كونها دولة راعية للإرهاب .
فإثارة الفتنة الطائفية يحتاج إلى أدوات لتأجيجها , وهذه الأدوات يجب أن تكون على درجة عالية من الاستفزاز , كاستهداف الناس الأبرياء في الشوارع والأسواق ودور العبادة أو كاستهداف زوار الحسين ( ع ) أو الاستفزاز على طريقة المعتوه ثائر الدراجي أو المعتوه الآخر البطاط , وليس هذا فقط فالفتنة الطائفية تحتاج إلى نار أكبر وأوسع من هذه , فلا بدّ من تجنيد بعض السياسيين ورجال الدين وبعض الشخصيات الاجتماعية النافذة كشيوخ العشائر وغيرهم , فكانت تصريحات بعض السياسيين مدخلا لهذه الفتنة , ناهيك عن البيانات والفتاوي التي أصدرتها بعض الشخصيات الدينية المؤثرة كعبد الملك السعدي ورافع الرافعي , وتصريحات بعض شيوخ العشائر الذين وقفوا مع الإرهاب ووفروا الدعم له , وهم المسببين الحقيقين لهذه الفتنة , وهذا كله يجري بتخطيط وتنسيق عالي مع الدول الداعمة للإرهاب في المنطقة .
ولهذا فمن غير المنطق والمعقول أن نغض الطرف عن المسببين الحقيقين للفتنة ونختزلها كلها في خانة كتابات عراقي الخارج وتحميلهم مسؤولية مايجري من فتنة , وربّ سائل يسأل ويقول هل إنّ كتابات عراقي الخارج هي التي تدفع القاعدة وداعش لشن حربها القذرة على الشعب العراقي ؟ وهل أنّ عراقي الخارج هم من يموّل هذا الإرهاب ؟ وأين هي هذه الكتابات التي تسببت بهذه الفتنة ؟ وهل هنالك نموذجا واحدا لمثل هذه الكتابات المثيرة للفتنة ؟ لمصلحة من تبرئة المجرمين الحقيقين الذين يقفون وراء هذه الفتنة ورميها بخانة عراقي الخارج ؟ مع العلم إن كاتب المناشدة يعلم علم اليقين إنّ قادة القاعدة وداعش في العراق هم من أزلام النظام السابق من ضباط الأمن والمخابرات والجيش السابق , فلماذا هذا الاستهداف غير المبرر لضحايا النظام السابق الذين أجبرهم ظلم النظام وطغيانه على ترك العراق ؟ .
فمن يريد درء الفتنة وتجاوزها فعليه أن يؤشر لمتسببيها الحقيقين وبتصدى لمن يؤججها بالمال والسلاح والدعم اللوجستي , وليس بهذه الاتهامات اللا منطقية والساذجة .
أياد السماوي / الدنمارك



#أياد_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يكون التهديد مجديا ما لم يأخذ طريقه للتنفيذ
- ماذا وراء مبادرة عمار الحكيم ؟
- نوري المالكي يرسل المتطوعين إلى الجنّة
- الدبلوماسية العراقية والدور المفقود في مواجهة الإرهاب
- السعودية تجند مفتي الديار العراقية لإشعال نار الحرب الطائفية ...
- 6 كانون الثاني الكذبة الأكبر في التأريخ العراقي المعاصر
- عندما يتعلق الأمر بالأمن الوطني
- جيش العراق
- حقائق صادمة كشفتها أحداث الفلوجة والرمادي
- قرنا الشيطان السعدي والرفاعي
- واجهات سياسية ودينية وعشائرية تدعم الإرهاب
- وأد الفتنة الطائفية يبدأ من ساحات الاعتصام
- حمزة الجواهري ومصفى ميسان والضّجة المفتعلة
- لا وألف لا لتهديات الخنجر وأمثاله الطائفيين
- مرة أخرى مع النائب بهاء الأعرجي رئيس كتلة الأحرار النيابية
- رسالة مفتوحة إلى السيد بهاء الأعرجي رئيس كتلة الأحرار النياب ...
- العراقيون يشعرون بالعار من هذه الحكومة
- ما يحصل في العراق مهزلة بطلها المالكي وطاقمه الأمني الفاشل
- مكتب رئاسة الجمهورية شاهد مشافش حاجة
- وهم التغيير في الانتخابات البرلمانية القادمة


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد السماوي - من الذي يحرض على الفتنة الطائفية في العراق ؟