أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - هل يدعم الفقه التغيير؟














المزيد.....

هل يدعم الفقه التغيير؟


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 04:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في اللغة العربية، كلمة (الفقه) تعني الفهم العميق، ومطلق الفهم، وفهم غرض المتكلم من كلامه. والفقه هو فهم الشيء. وبهذا المعنى وردت كلمة الفقه في القرآن الكريم منها مثلاً ( وجعلنا على قلوبهم أكنة ، أن يفقهوه وفي أذانهم وقرا...) ونصيحة شعيب عليه السلام لقومه الذين يغشون في الموازين، وردهم عليه: ( قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول) أي لا نفهم ما تقول/ وقوله تعالى: (ولكن لا تفقهون تسبيحهم)/ وقوله تعالى: ( أنظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون). أما الاصطلاح الشرعي لها: معرفة الأحكام الشرعية العمليةـ التي تتعلق بأفعال البشر المستنبطة من الكتاب والسنة.
انه اجتهاداً بشرياً في إدراك الأحكام المنزلة، ووصل تلك الأحكام بأحوال العباد، انه فهم بشري وفقه إنساني يحتمل القبول والرفض الصواب والخطأ، التبديل والتغيير، بكلمة واحدة يحتمل "النقد" فالفقه هو كسب المسلمين في فهم الإسلام وتطبيقه وتنزيله في كل واقع معين، ولا حظ له من الخلود، لا سيما أن أطر الحياة وظروفها قد تبدلت بابتلاءات التاريخ، إن الفقه السياسي الإسلامي ما هي إلا تعبير عن (فهم) فقهاء المسلمين في مرحلة تاريخية ما للنص الديني الإسلامي، ومحاولة تنزيل هذا الفهم وتطبيقه على واقع العباد، مستنبطين بذلك لمجموعة من الأحكام الشرعية التي تتناول قضايا سياسية متعلقة بنظم الحكم وإدارة الدولة، وعلى ذلك بوسعنا النظر إلى الفقه السياسي الإسلامي بوصفه منظومة من الأحكام والمبادئ التي على أساسها يقوم البناء النظري لنظام الحكم في الإسلام، قد قدم الفقه الإسلامي خلال مسيرته التاريخية مجموعة من المبادئ والمعايير التي أسهمت في تشكيل الثقافة السياسية للمجتمعات العربية، والتي انتجت لنا قيما وتصورات واليات تتعلق بالحياة السياسية العربية، وبالنظام السياسي وطريق الحكم وبالعلاقة التنظيمية التي تجمع بين الحاكم والمحكومين ودورا المحكومين تجاه الحاكم.
ويبقى السؤال هل يدعم الفقه التغيير ؟ أم أن التراث الذي خلفه لنا الفقه السياسي الإسلامي لا يدعم إلا إيديولوجيا التراجع والتضييق على الحريات؟
أن المعروف أن التراث الديني خاصة التراث الفقهي المتداول في البيئة الاجتماعية والثقافية للعالم الإسلامي بصورة عامة لم يزل يملك سلطة التوجيه والوصاية ويكتسب مشروعيته في الوصاية والتوجيه من كونه لم يزل في العقل الجمعي والعقلية الثقافية الإسلامية يتميز بالطابع المقدس اليقيني المطلق الغير قابل للنقد او التغيير، لقد ارتبط التراث الفقهي بالموروث الديني النصي فاصبح هناك ما يشبه التناسل الوراثي نتيجة التراكمات الثقافية والمعرفية الدينية التي تستجد على الموروث ذاته ، فبالتالي يعتبرها البعض موروثاً دينياً يتخذ صفة القداسة من خلال علاقته الترابطية بالمدلولات التاريخية والتراثية المقدسة، وعليهِ فقد تجذرت في العقلية الإسلامية ثمة قناعة تامة لا تقبل الشك، وهي أن تراثه الفقهي هو خارج النقد وخارج مناخات التطور الاجتماعي والعلمي.
وبسبب ذلك الاعتقاد تحول التراث الفقهي المتراكم إلى بيئة ثقافية ضخمة تمتلك سلطات مطلقة في الوصاية والتوجيه، بينما في الأساس يجب أن نتناول التراث الفقهي الموروث على أنه مجرد نظريات بشرية اجتهادية قابلة للصواب والخطأ، وقابلة للتغيير وللنقد والتحليل، ويجب ان نتخلى عن التعصب البغيض والتعالي والنرجسية وتقديس الاشخاص، وتقديس جهد اسلافنا بحجة انهم معصومين من الخطأ.



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفي البيادة
- كيف تنجح الثورة ؟
- الحقيقة الكاملة
- أسئلة مشروعة (حرب أكتوبر)
- فى ذكرى رحيل الطاغية
- الرصاصة السحرية
- من سرق الثورة؟
- قضاء مصر الشامخ!!
- مصر والسودان أمال وطموحات
- قضاء مصر الفاسد
- الحوار المجتمعي
- أكرم من فينا
- فلتكن ثورة بناء
- ويسألونك عن المعارضة
- دستورك يا مصر
- الاعلام والثورة -1-
- الحرب على -التأسيسية
- عبيد الذل
- معبر رفح معاناة تتجدد
- محنة الإسلام


المزيد.....




- السديس يثير تفاعلا بما قاله عن الفلسطينيين بخطبة عيد الأضحى ...
- أمير سعودي يرد على زعم -وجود قانون يمنع الدعاء لغزة-
- الجيش الإسرائيلي يعلن -وقفة تكتيكية- للعمليات العسكرية جنوب ...
- الرئيس الكوبي يزور فرقاطة وغواصة روسيتين في ميناء هافانا (صو ...
- إسرائيل تعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة
- الجيش الإسرائيلي: مقتل نقيب احتياط ورقيب أول احتياط من اللوا ...
- تاكر كارلسون: كامالا هاريس أغبى من أن تعي عدم أهليتها
- ترودو يهتف شعارا نازيا أثناء التقاط الصورة الجماعية في مؤتمر ...
- البنتاغون لم ينف الاتهامات الموجهة إليه بشن حملة واسعة لتشوي ...
- في أول أيام عيد الأضحى.. الحجاج يؤدون آخر مناسك الحج (فيديو) ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - هل يدعم الفقه التغيير؟