أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - (( العرب وجهة نظر يابانية ))














المزيد.....

(( العرب وجهة نظر يابانية ))


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المجتمع العربي كما يقول الباحث الياباني «نوبو أكي نوتوهارا» في كتابه «العربي وجهة نظر يابانية»، أول ما يلفت النظر في هذا المجتمع هو غياب العدالة الاجتماعية، وهذا يعني غياب المبدأ الأساسي الذي يعتمد عليه الناس!
وعلى إثر هذه الازمة من الطبيعي ان تنتشر الفوضى ويعم الاستبداد في بيئة تفتقد إلى الديمقراطية والحقوق السياسية، وهل يمكن والحال هذه ان تتطور المجتمعات العربية في ظل فقدان العدالة الاجتماعية اهم شروط التطور على صعيد مفهوم الحقوق السياسية والاجتماعية والانسانية؟
ففي غياب العدالة الاجتماعية وسيادة القوانين على الجميع بالتساوي - يري الباحث - يستطيع الناس ان يفعلوا كل شيء، ولذلك يكرر المواطنون دائماً كل شيء ممكن هنا، ويضيف كل شيء ممكن لأن القانون لا يحمي الناس من الظلم!
ومن بين ما قاله في هذا الجانب: تحت ظروف غياب العدالة الاجتماعية تتعرض حقوق الانسان للخطر ولذلك يصبح الفرد هشاً ومؤقتاً وساكناً بلا فعالية لأنه يعامل دائماً بلا تقدير لقيمته كإنسان واستغرب باستمرار لماذا يستعملون كلمة الديمقراطية كثيراً في المجتمع العربي؟
عندما تغيب الديمقراطية ينتشر القمع والقمع واقع لا يحتاج الى برهان في الدول العربية هكذا انطباعة وهو يستعرض مثالاً على ذلك، فالحاكم العربي يحكم مدى الحياة في الدولة الدينية أو الملكية أو الجمهورية.. الخ ولذلك لا ينتظر الناس أي شيء لصالحهم والمثال الآخر على القمع ان معظم الصحف العربية تمنع من بلد الى بلد والرقابة على الكتب والمجالات ليست بأقل من الرقابة على الصحافة وهناك مئات الكتب العربية وغير العربية ممنوعة في معظم البلدان العربية وخاصة الكتب التي تعالج الحقائق اليومية الملموسة للناس والكتب التي تتعرض للدين والجنس أو حياة الفئات الحاكمة أو تتكلم عن السجون والحريات العامة وما شابهها.
ويواصل «نوتوهارا «حديثه قائلاً: اذكر عندما كنت اعد كتاباً باليابانية عن مصر أنني لم أجد الكتاب الفريد «شخصية مصر» للدكتور جمال حمدان لأنه كان ممنوعاً! في حين أن الكتاب يعتز بعروبته اعتزازاً لا يقل عن اعتزازه بمصريته، إضافة الى ان الكتاب لا مثيل له في ميدانه وعشرات من الكتب الممنوعة!
وهذا يعني غياب حرية الرأي وحرية الكلام!
وعلى هذا الصعيد يتحدث الباحث عن القمع وهو داء عضال في المجتمعات العربية ولذلك يقول: إن أي كاتب أو باحث يتحدث عن هذه المجتمعات دون وعي هذه الحقيقة البسيطة الواضحة فإنني لا اعتبر حديثه مفيداً وجدياً، إذ لابد من الانطلاق بداية من الاقرار بأن القمع - بكافة أشكاله - مترسخ في تلك المجتمعات والسؤال هل هناك فرد مستقل بفرديته في المجتمع العربي؟ يجيب المجتمع العربي مشغول بفكر النمط الواحد على غرار الحكم الواحد والقيمة الواحدة والدين الواحد وهكذا... ولذلك يحاول الناس أن يوحدوا اشكال ملابسهم وبيوتهم وآرائهم في هذه الظروف تذوب استعلالية الفرد وخصوصيته واختلافه عن الآخرين. ويعني بذلك يغيب مفهوم المواطن الفرد لتحل مكانه الجماعة المتشابهة المطيعة للنظام السائد.
وفي مقابل ذلك يقول: في المجتمعات العربية يحاول الفرد أن يميز نفسه بالنسب كالكنية أو العشيرة أو بالثروة أو بالمنصب أو الشهادة العالية في مجتمع تغيب عنه العدالة ويسود القمع وتذوب استقلالية الفرد وقيمته كانسان، يغيب ايضاً الوعي بالمسؤولية ولذلك لا يشعر المواطن في هذه المجتمعات بمسؤوليته عن الممتلكات العامة مثل الحدائق العامة والشوارع ومناهل المياه ووسائل النقل الحكومية والغابات وباختصار المرافق العامة كلها. ولذلك يدمرها الناس اعتقاداً منهم انهم يدمرون ممتلكات الحكومة لا ممتلكاتهم هم وهكذا يغيب الشعور بالمسؤولية تجاه افراد المجتمع الآخرين. وهنا يستعرض مثالاً، السجناء السياسيون في البلدان العربية ضحوا من اجل الشعب ولكن الشعب يضحي بأولئك الأفراد! بمعنى ان الناس في هذه البلدان يتصرفون مع قضية السجين السياسي على أنها قضية فردية وعلى اسرة السجين وحدها أن تواجه أعباءها! ان ذلك أخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية.
وفي هذا السياق يتساءل: إنني أفهم معنى ان تضحي السلطة بأفراد متميزين ومفكرين وأدباء وسياسيين وفنانين وسواهم، ولكن لماذا يضحي الشعب بأولئك الأفراد؟ بالطبع انا لا انكر ان هناك افراداً يلاقون تقديراً عالياً ولكن المبدأ مازال نفسه ضعيفاً ولا يشكل قوة اجتماعية فاعلة مثمرة.
بعد أربعين عاماً من البحث وهو يسافر بين العواصم العربية تلك اهم ملاحظات الباحث التي دونها في مقدمة كتابه «العرب وجهة نظر يابانية» الصادر عن دار الجمل عام 2003 ودوّن ايضاً الكثير من الايجابيات التي يتميز بها المجتمع العربي.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراجعة النقدية
- هكذا كان شاعر الفقراء
- مانديلا وداعاً
- غياب مبدأ المساءلة والمحاسبة!
- النواب والرقابة البرلمانية!
- محمد دكروب الإنسان المثال
- نيران الحرب.. حول آبار بترول الخليج!
- لماذا أكتب؟
- التقارب الأمريكي الإيراني
- أوضاع التنمية في الإمارات.. أبوظبي مثالاً
- هكذا تكلمت المعتزلة (2 من 2)
- هكذا تكلمت المعتزلة (1 من 2)
- أحداث السودان.. من أجل مستقبل أفضل
- مكافحة الإرهاب
- المسببات لا تتجزأ
- علي دويغر فناناً تشكيلياً مبدعاً
- إيران والتحديات الاقتصادية والاجتماعية!
- الأصولية بين الإرهاب والتكفير.. مرتضى القزويني مثا
- امرأة من جورجيا
- رحل العفيف الأخضر ولم يرحل!


المزيد.....




- ما هي وجهة نظر ترامب عندما طرح مسألة -تغيير النظام- بإيران؟ ...
- واشنطن تتحسّب لردّ إيراني: هجمات سيبرانية محتملة قد تستهدف م ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- هجمات صاروخية إيرانية مع بدء وقف النار بين إسرائيل وإيران
- الحرب مع إيران تكشف فشل منظومة الحماية المدنية الإسرائيلية
- قتلى إسرائيليون بهجوم إيراني على بئر السبع
- إسرائيل وإيران.. ترامب يشعل الذاكرة بـ-حرب الأيام الـ12-
- بدء سريان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
- فيديو.. لحظة سقوط صاروخ إيراني في بئر السبع
- وسائل إعلام إيرانية تعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار: -فُرض على ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - (( العرب وجهة نظر يابانية ))