أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فهد المضحكي - المراجعة النقدية














المزيد.....

المراجعة النقدية


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 14:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



المسألة ليست في إقرار مبدأ المراجعة النقدية أو النقد والنقد الذاتي وإنما في كيفية تفعيل هذا المبدأ الذي يتطلب ممارسة صحيحة وصادقة دون ان ننظر الى المراجعة على أنها نوعاً من الاستسلام أو التراجع أو الضعف.
تجربه أغلب الاحزاب السياسية العربية تبرهن لنا بقوة ان هذه المنظمات بمختلف أشكالها وتوجهاتها بحاجة ملحة لتكريس وتعزيز ثقافة المراجعة النقدية وبين اعضائها ومؤسساتها الجماهيرية من اجل تحسين ادائها السياسي وحدتها الداخلية ورؤيتها الفكرية؛ لأن الفكر النقدي هو القاعدة الاساسية لكل تجديد وتصحيح من خلال كشف الاخطاء والتخلص منها، بمعنى مواجهة التحديات الداخلية بمنظار علمي يبحث من دون تنظير أو تبرير عن الاسباب الجوهرية لا الشكلية.
وفي هذا الخصوص يبين لنا «خو شابا سولاقا» في بحثه «في التربية السياسية حول مفهوم النقد والنقد الذاتي) فكل من لا يمارس النقد والنقد الذاتي بروح نضالية ثورية وبوعي من الكيان السياسي الذي ينتمي إليه، ليس من اللائق به الاستمرار في العمل السياسي لأنه كما قال فقهاء السياسة من قبل ان السياسة هي فن الممكن فإن النقد والنقد الذاتي يشكلان روح ممارسة ذلك الفن النبيل وهما السمة التي يجب ان تلازم كل كيان سياسي ناجح ورصين، ويبين لنا ايضا: ان عملية ممارسة هذا المبدأ الحر هو شرط اساسي وضروري من شروط وأسس الديمقراطية السياسية التي من المفترض ان تلازم حياة وتجارب الاحزاب السياسية الرصينة والتي تريد الاستمرار في ان تقوّي وتعزز وحدتها الفكرية والتنظيمية ولأن تجديد بناء ذاتها مع تجديد متطلبات الحياة فإن الكيانات السياسية التي تؤمن بالديمقراطية وحرية الرأي وقبول الرأي الاخر وأن تتخذ منها منهجاً في حياتها السياسية عليها ان تضع مبدأ ممارسة النقد والنقد الذاتي في مقدمة أولوياتها في حياتها السياسية وبعكسه سوف يكون نصيبها التراجع في تحقيق ما تصبو إليه من الاهداف على كافة الاصعدة الوطنية والقومية.
ولكي نتجنب سوء الفهم علينا أن نقول بداءة إنه قد يكون خطأ في الجهة المقابلة ان يقودنا مبدأ المراجعة النقدية الى جلد الذات.
فإذا كنا نقر بحاجة الاحزاب السياسية العربية بكل تلاوينها وأطيافها الى الالتزام بهذا المبدأ ذو الاهمية السياسية والتنظيمية لضمان سياسات وأهداف مرحلية ومستقبلية ناجحة فيجب ان لا ننسى ان المنبر الديمقراطي التقدمي في بلادنا اول تنظيم سياسي وقف وقفه نقدية مع ذاته في مؤتمره العام السادس المنعقد في 27 ابريل 2011، وذلك عندما أقر وثيقة المراجعة النقدية التي حدد وبيّن فيها موقفه الواضح من تحرك 14 فبراير وتدعياته، وهذا دليل على الوعي السياسي الذي يتمتع به الأمين العام السابق د. حسن مدن وكوادر وأعضاء التقدمي.
وكحقيقة تاريخية فإن التقدمي تُحسب له هذه الخطوة التي تؤكد على خطه السياسي وبرنامج عمله وتقاليده النضالية الثورية للدفاع عن الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان وفقاً لما نص عليه ميثاق العمل الوطني وفي إطار النضال السلمي والتصدي الفعال لخطر الاصطفافات الطائفية والانفلات السياسي والتصعيد والعنف والعنف المضاد ونوايا ايران وتطلعاتها التوسعية!
ولا يمكننا هنا ان نستعرض كل ما جاء في هذه الوثيقة النقدية التي تنطلق من دوافع وطنية ومن تحرك سياسي حريص كل الحرص على الوحدة الوطنية ومستقبل التيار الوطني الديمقراطي، بل كل ما يمكن قوله وبإيجاز هو «تعتبر هذه الوثيقة كما قال أحد كوادر المنبر القياديين معلقاً: إنها تتضمن نقداً ذاتياً يتسم بحكمة من يعترف بخطئه حتى يتفادى الانزلاق الى متاهات تفقده توازنه وهويته ويتم هذا النقد أيضاً بشجاعة فكرية وأدبية حفاظاً على الهوية المستقلة في حين ان النقد الموضوعي لأطراف التصارع يكشف عن رؤية مسؤولة وعميقة يستشف نظرة مستقبلية لابد منها حتى يمكن كبح الاندفاعية الضيقة الافق، كما اشارت الوثيقة الى البديل المطروح على المستوى التنظيمي والحراك المطلبي يرسّخ روح الوحدة الوطنية ويطمئن اطراف العقد الاجتماعي في مسيرة التقدم نحو علاقة هادئة ورزينة ومسؤولة لبناء وطن معياري على مقاس الدول الديمقراطية وملكية دستورية خالية من التجاذبات الباعثة على الخوف والتوجس.
وهكذا اصبحت الوثيقة النقدية بالإضافة الى برنامجه العام وقرارات المؤتمر السالف الذكر الاطار المثل لتوجهات التقدمي السياسية ومعالجة مشاكله الداخلية من خلال المشاركة الواسعة في صنع القرار دون انفراد وتهميش لأحد، ومع كل ذلك فإن التقدمي يعاني اليوم من ازمة داخلية حادة وإن اسباب هذه الازمة التي احدثت انقساماً كبيراً بين اعضائه تعود الى سياسته التي تجاهلت مبادئ الوثيقة النقدية، مما ادى الى الوقوع في خطأ التبعية، وفي هذا الجانب فإذا كنا نقر ونؤكد ان الخطأ يتمثل في تبعية الدوائر الرسمية والحكومية فإن الخطأ ايضا يكمن في تبعية الفكر الديني الطائفي ونقصد هنا الوفاق أو اي تنظيم ديني طائفي آخر!
وغدت هذه الأزمة أشد تفاقماً حينما فقد التقدمي استقلاليته واتسع نطاق الرؤية الإقصائية على الصعيد الداخلي على قاعدة «اللي يبي يبي واللي ما يبي يشرب ماء البحر»؟!
ومن هنا ما ينبغي فعله لحل هذه الازمة المؤرقة لكل حريص على وحدة التقدمي والتيار الديمقراطي واليسار تغيير رؤيته السياسية وبدلاً من إقصاء الرأي الآخر البحث عن توافقات سياسية وتنظيمية تمثل مختلف وجهات النظر وعن تحالفات تدعم الوعي الديمقراطي العلماني لا الوعي الديني الطائفي.. وإذا كان هناك ثمة مطالب ديمقراطية مشتركة فان ذلك لا يعني ان نكون تابعاً وأداة في انتشار هذا الوعي الذي يعود الى القرون الوسطى.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا كان شاعر الفقراء
- مانديلا وداعاً
- غياب مبدأ المساءلة والمحاسبة!
- النواب والرقابة البرلمانية!
- محمد دكروب الإنسان المثال
- نيران الحرب.. حول آبار بترول الخليج!
- لماذا أكتب؟
- التقارب الأمريكي الإيراني
- أوضاع التنمية في الإمارات.. أبوظبي مثالاً
- هكذا تكلمت المعتزلة (2 من 2)
- هكذا تكلمت المعتزلة (1 من 2)
- أحداث السودان.. من أجل مستقبل أفضل
- مكافحة الإرهاب
- المسببات لا تتجزأ
- علي دويغر فناناً تشكيلياً مبدعاً
- إيران والتحديات الاقتصادية والاجتماعية!
- الأصولية بين الإرهاب والتكفير.. مرتضى القزويني مثا
- امرأة من جورجيا
- رحل العفيف الأخضر ولم يرحل!
- إدانة الإرهاب مسؤولية وطنية


المزيد.....




- الرئيس الجزائري: البشرية فقدت أمام معاناة الفلسطينيين في غزة ...
- شاهد: الاحتفال بمراسم -النار المقدسة- في سبت النور بكنيسة ال ...
- مجهولون يعتدون على برلماني من حزب شولتس في شرق ألمانيا
- تصاعد الخلافات في جورجيا بعد طرح مشروع قانون مثير للجدل يرفض ...
- هاليفي يوجه رسالة للجيش الإسرائيلي من وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو يوثق غارة جوية استهدفت بلدة طير ...
- مسؤول إسرائيلي: التقارير عن صفقة سيتم الكشف عنها يوم السبت س ...
- جنرال فرنسي: باريس ليست مستعدة الآن للمشاركة في النزاع الأوك ...
- تقرير عبري: البرغوثي قد يطلق سراحه إلى غزة ضمن المرحلة الأول ...
- نشطاء يرشقون بالبيض القيادي اليميني المتطرف الفرنسي إريك زمو ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فهد المضحكي - المراجعة النقدية