أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - هكذا كان شاعر الفقراء














المزيد.....

هكذا كان شاعر الفقراء


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طموحاته الوطنية لا حدود لها.. دافع عن الخبز والمرأة والثورة.. ارتبط اسمه بالوطن والوطنية والقومية والإنسانية.. ولهذا تصدى شعره للطغاة والمتاجرين بالأوطان قوت الفقراء.. حارب الظلم والرجعية والانتهازية وفتاوى الإسلام السياسي. ومن أجل الحرية والديمقراطية ارتفع صوته عالياً متحدياً الملاحقات والسجن وغرف التعذيب.
كانت أشعار الراحل أحمد فؤاد نجم الملقب بـ«سفير الفقراء» تفضح وتعري الأنظمة المستبدة والإرهاب وتجار الحروب.. ما أعمق أشعاره الاحتجاجية التي كانت تبشر الفلاح والحرفي وساكني الحارات الفقيرة والعشوائيات بزوال الظلم والاستغلال. وعلى هذا الأساس قالوا عنه: لم يستطيع نجم أن يتوافق مع أي حكومة وسلطة مصرية إذ سجن مرات عديدة كما دخل في خلافات مستفيضة وعميقة مع كبار المسؤولين السياسيين في البلاد في أكثر من مرحلة تاريخية.. لقد أطلق عليه الرئيس الراحل أنور السادات تسمية «الشاعر البذيء» وإبان انطلاق تحركات حملة «تمرد» أكد على تمرده على السلطة المصرية التي كانت بقيادة محمد مرسي.. في حينها قال: طبعاً تمردت وأتمنى منكم أن توقعوا على استمارات الحملة، فلو لم نتمرد نحن من سيفعلها؟ الإخوان!.
أما لماذا لقب بسفير الفقراء؟ تقول «الحدث نيوز» نظراً لتحركاته الشعبية وتضامنه مع حقوق «الغلابه» ولغته العامية في الكتابة جعلته أقرب للناس ولمطالبهم فاعترف به الكثيرون كأب لثورة الكلمة كما جعله هذا الأمر في عام 2007 يكتسب سفير الفقراء من قبل المجموعة العربية لصندوق مكافحة الفقر في الأمم المتحدة. كما أنه فاز في عام 2013 بجائزة «مؤسسة الأمير كلاوس الهولندية للثقافة والتنمية» الكبرى تقديراً لتأثيره الكبير في عدة أجيال مصرية وعربية وكان من المقرر أن يتسلم الجائزة في ديسمبر الجاري».
كان عالم نجم يضم صوراً حية لحياة العمال والفلاحين والكادحين والمشردين الذين يفترشون الأرصفة والمناضلين.
وعندما نستعرض حياته ما أكثر محطاتها النضالية.. يقول نجم «في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عملت طوافاً أوزع البريد وكنت أعيد في هذه المرحلة اكتشاف الواقع بعد أن تعمقت رؤيتي وتجربتي شعرت حينئذ رغم أنني فلاح وعملت بالفأس لمدة ثماني سنوات. إن حجم القهر الواقع على الفلاحين هائل وغير محتمل. كنت أجد في الواقع المصري مرادفات حرفية لما تعلمته نظرياً. كان التناقض الطبقي بشعاً «في سنة 1959 التي شهدت الصدام الضاري بين السلطة واليسار في مصر على إثر أحداث العراق يقول: وفي يوم لا يغيب عن ذاكرتي أخذوني مع أربعة من العمال المتهمين بالتحريض والمشاغبة إلى قسم البوليس وهناك ضربنا بقسوة حتى مات أحد العمال.. بعدها طلبوا منا أن نوقع على إقرار يقول إن العامل الذي مات كان مشاغباً وأنه قتل في مشاجرة مع أحد زملائه ورفضت أن أوقع وضربت».
ومن المحطات النضالية المضيئة التي تعبر عن ارتباطه بقوى التغيير التقدمية في يناير 1977 كانت قصائده نبراساً لما يطلق عليه اليسار ثورة الخبز إبان مرحلة الرئيس أنور السادات إذ استطاع – كما كتب موقع إيلاف عن سيرة حياته – من خلال شعره السياسي أن يسخر من السلطة والنخب السياسية في مصر بمفردات شعبية بسيطة وبسبب ذلك سجن وعذب وخلال سجنه أصدر أول ديوان شعري له بعنوان «صورة من الحياة والسجن» وردد آلاف المتظاهرين كلماته في ميدان التحرير والميادين المختلفة في انتفاضة 25 يناير 2011 التي أسقطت الرئيس حسني مبارك وبعد ذلك في 30 يونيو التي أسقطت حكم الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي.
وبفكره اليساري خاض معارك كثيرة وكتب أشعاراً كثيرة تناول فيها بوضوح ظروف القهر التي يعيشها فقراء مصر وانتقد سياسة حكام مصر الثلاثة (عبدالناصر والسادات ومبارك) والمتسلطين من الحكام العرب وإسرائيل والسماسرة ومهربي الأفيون، ورؤس الأموال الاحتكارية وسارقي الثروات الوطنية ومصاصي دماء العمال والفلاحين وسائر الكادحين.
ولعل أبرز ما قاله عن «الريس» في قصيدة «ما بخفش»
أنا ما بخفش وحفضل أقول
كلمة حق عليها مسؤول
إن الرئيس راحل طيب وبشعبه دائماً مشغول
مشغول إنه لم فلوسهم
بره سويسرا يحوشهنا
وف حسابات سرية يشلها..
نفسه يأمن مستقبلنا
شفتوا إزاي بقه قلبه رحيم
عنده ايمان وضميره سليم
يبجو عكوا بحل تخسوا
آه يا شعب محتاج لرجيم
من جهلكوا بتقولوا بطاله
هكذا كانت أشعاره العامية سلاحاً في دفاعه عن «الغلابه» في معاركهم المعيشية والوطنية والإنسانية. وهكذا سيظل دفاع نجم عن فقراء مصر صوتاً لا ينساه المصريون وسيظل أيضاً صوتاً وطنياً جريئاً لا ينساه عشاق الحرية من أجل تحرير الاوطان من الاستعمار والتبعية والاستبعاد لبناء غد أفضل تسوده العدالة والمساواة والتقدم.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مانديلا وداعاً
- غياب مبدأ المساءلة والمحاسبة!
- النواب والرقابة البرلمانية!
- محمد دكروب الإنسان المثال
- نيران الحرب.. حول آبار بترول الخليج!
- لماذا أكتب؟
- التقارب الأمريكي الإيراني
- أوضاع التنمية في الإمارات.. أبوظبي مثالاً
- هكذا تكلمت المعتزلة (2 من 2)
- هكذا تكلمت المعتزلة (1 من 2)
- أحداث السودان.. من أجل مستقبل أفضل
- مكافحة الإرهاب
- المسببات لا تتجزأ
- علي دويغر فناناً تشكيلياً مبدعاً
- إيران والتحديات الاقتصادية والاجتماعية!
- الأصولية بين الإرهاب والتكفير.. مرتضى القزويني مثا
- امرأة من جورجيا
- رحل العفيف الأخضر ولم يرحل!
- إدانة الإرهاب مسؤولية وطنية
- الاسلام السياسي والديمقراطية!


المزيد.....




- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...
- خبراء فرنسيون يدونون آثار غزة تفاديا لمحو ذاكرتها التراثية
- الأرصاد الجوية في المغرب: سنة 2024 الأكثر حرارة في البلاد
- كيف يعمل الصحافيون الأجانب على وقع إخطارات الجيش والإنذارات ...
- كيف تستفيد إسرائيل وإيران من الحرب لتجريب الأسلحة والتقنيات ...
- الاتحاد الأوروبي يُضيف الجزائر إلى قائمة الدول عالية المخاطر ...
- ترامب غير متفائل بقدرة الأوروبيين على المساعدة في إنهاء النز ...
- مسؤول عسكري إسرائيلي: إيران بدأت بالتعافي على صعيد الدفاعات ...
- محكمة تونسية تصدر حكما غيابيا بالسجن 22 عاما على المنصف المر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - هكذا كان شاعر الفقراء