أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - المسببات لا تتجزأ














المزيد.....

المسببات لا تتجزأ


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن سياسة الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط هي مثال واضح على الطبيعة العدوانية التي تسير وفق مصالح الدوائر الامبريالية الامريكية والغربية، وبالتالي فلا عجب من تلك السياسة التي تستبدل بمهارة الجزرة بالعصا واحيانا تستخدمهما معاً وهي وعملاؤها تتجاهل بشكل مخز مصالح الشعوب وتنتهك حقوقهم الديمقراطية. وتحت شعار «الدفاع عن الحرية» تتدخل بشكل فظ في شؤون البلدان الداخلية، وتخترع وسائل عديدة كي تفرض ارادتها على شعوبها!
وفي ضوء هذه السياسة نلاحظ كيف تدخلت في الدول العربية والافريقية وامريكا اللاتينية ودول شرق آسيا! ونلاحظ ايضا كيف ارتبطت مصالحها بالأصولية الدينية اذ اصبحت وفي هذه المرحلة بالذات التي تقهقهر فيها مشروع الشرق الاوسط الجديد تراهن على الاسلام السياسي في تنفيذ بعض اجندتها في المنطقة العربية واهم مثال على ذلك اخوان المسلمين.
واذا ما تحدثنا عن السياسة الامريكية العدوانية تجاه سوريا نتفق تماما مع تلك الآراء التي تدين وتستنكر التهديدات الامريكية والغربية ضد سوريا الرامية الى تدمير بناها التحتية والقضاء على مقومات الدولة السورية وهو بطبيعة الحال هدف يخدم الصهيونية.
ومع احترامنا لهذه الرؤية او هذا الموقف السياسي فان النهج العلمي الماركسي في التحليل يؤكد على ثمة علاقة بين العوامل الداخلية والخارجية لأية ظاهرة سياسية كانت أم طبيعية أم اقتصادية أم اجتماعية وبالتالي فان الازمة السورية لا تخرج عن هذا الاطار او هذه الرؤية الجدلية.
وعلى هذا الاساس فاذا كنا نستنكر خطط الادارة الامريكي التي تشكل تهديداً خطيراً ليس فقط لأمن سوريا وانما لأمن العالم كله عن طريق تصعيد الاستفزازات والتدخلات بما يتعارض مطامح الشعوب في الحرية والديمقراطية وعن طريق الابتزاز والكيل بمكيالين – ولنا مثال على صعيد البرنامج النووي الايراني والاسرائيلي – فان نظام الاسد يتحمل هو الآخر مسؤولية ما يجرى الآن في سوريا وكذلك ايران والرجعية العربية وحزب الله وجبهة النصرة تنظيم القاعدة وكل التنظيمات الجهادية التي تسعى لان تكون سوريا امارة اسلامية تمثل دولة الخلافة!
وبالتالي لماذا نغض الطرف عن نظام الاسد الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الابرياء من الشعب السوري؟ اليس هذا النظام وعلى مدى أكثر من خمسة عقود استباح فيها دماء المعارضة من ديمقراطيين وشيوعيين ورسخ ما فعلته الدكتاتوريات القائمة على القمع ومصادرة الحقوق الديمقراطية؟ لماذا نغمض عيوننا عن انعدام الحريات والملاحقات البوليسية وغرف التعذيب والارهاب بشتى اشكاله تجاه المعارضة التقدمية التي كانت ولا تزال تمثل مرحلة ممتدة للثورة الوطنية الديمقراطية اهدافها الاساسية هي ديمقراطية اوسع ونضال من اجل اصلاحات وتغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية جذرية توجهاتها الاساسية حقوق الانسان وارتفاع معدل النمو والتنمية لصالح الانسان السوري؟ اليست تلك السياسة التي تمثل مصالح الصفوة الحاكمة ورؤوس الاموال المتحكمة في الاقتصاد والتجارة والمواطن أحد العوامل التي استثارت السخط في صفوف الشعب السوري بكل مكوناته؟
ولكن هذا لا يعني اننا ننكر ما قد حدث بالفعل من مجازر وجرائم ارهابية قامت بها جبهة النصرة والقوى السلفية التي تثير شكوكا كثيرة لارتباطها بالمصالح الامريكية وخاصة في هذا الوقت بالذات الذي فتحت فيه باب الجهاد ولاسيما «جهاد النكاح» على مصراعيه وباب التحالفات ليس مع الامريكان فحسب وانما أيضا مع الشيطان!
اذًا ان مسببات الازمة السورية أو الصراع الدائر فيها الذي اتخذ حربا داخلية شرسة راح ضحيتها – وبسبب السلاح الكيماوي – المئات من الاطفال والنساء وناهيك عن الآلاف من ضحايا الحرب المدمرة فضلا عن الاعداد الكبيرة من النازحين والمشردين لا يمكن اختزالها في العومل الخارجية فقط – وان كانت على درجة من الأهمية – بل أيضا من العوامل الداخلية لأن المسببات لا تتجزأ ومتى ما كان الموقف السياسي يتجاهل ذلك فإن قراءة الاحداث الدامية في سوريا التي ينبغي ان تكون وفق مسبباتها المترابطة ووفق التوازنات الاقليمية والدولية ناقصة مبتورة تندرج في خانة القراءة الاحادية التي تنسب كل حدث مفجع الى نظرية المؤامرة!



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي دويغر فناناً تشكيلياً مبدعاً
- إيران والتحديات الاقتصادية والاجتماعية!
- الأصولية بين الإرهاب والتكفير.. مرتضى القزويني مثا
- امرأة من جورجيا
- رحل العفيف الأخضر ولم يرحل!
- إدانة الإرهاب مسؤولية وطنية
- الاسلام السياسي والديمقراطية!
- الطائفية واحدة من أخطر الآفات!
- المدينة العربية «صورة لانتكاسة الحداثة»
- احتجاجات تركيا من منظور ماركسي
- حول الأزمة السياسية
- مفهوم الدولة والدولة الحديثة
- مصالح مشتركة
- مستقبل النظام السياسي في إيران.. إلى أين؟
- شهر العسل بين الأمريكان والأخوان لماذا؟ وإلى متى؟
- محمد جابر الصباح قامة وطنية كبيرة
- قانون الجمعيات الأهلية الجديد والقيود الإدارية!
- حول الأزمة الاقتصادية الإيرانية
- يوم المرأة العالمي 2013
- شكري بلعيد.. ضحية قدر المتأسلمين


المزيد.....




- واشنطن تعلن عن جائزة 50 مليون دولار مقابل معلومات للقبض على ...
- هل الموعد النهائي لفرض العقوبات على روسيا لا يزال قائما؟.. ت ...
- مستوطنون يهاجمون قرية برام الله وسموتريتش يتعهد بإعادة المست ...
- 4 أخطاء قاتلة أفشلت ثورة السودان
- كاميرا CNN تلتقط صورًا جوية للدمار الهائل في قطاع غزة
- الإمارات: تسجيل هزة أرضية بقوة 3.5 درجة -دون أي تأثير-
- سون إلى أميركا والريال يحتفظ بنجمه
- تشييع جثمان الشهيد عودة الهذالين بالضفة
- هل ترغب في المشي أسرع وأبعد؟ 4 تمارين عليك ممارستها
- مقررة أممية تطالب بكسر الحصار عن غزة وفرض عقوبات على إسرائيل ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - المسببات لا تتجزأ