أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - مفهوم الدولة والدولة الحديثة














المزيد.....

مفهوم الدولة والدولة الحديثة


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل تحديده لمفهوم الدولة والدولة الحديثة يقول الباحث العراقي الماركسي صباح جاسم جبر لقد شهد الفكر السياسي الفلسفي ومنذ قرون جدلاً واسعاً حول قضايا الدولة ومفهومها ونشوئها تاريخياً كمؤسسة كبرى جامعة لمعظم أو كل المؤسسات الاجتماعية، وراعية لمصالح الأفراد الذين تنازلوا بمحض ارادتهم عن كل او بعض من حقوقهم الطبيعية مقابل حمايتهم وحماية أمنهم المجتمعي بكل صوره ومظاهره، ويحفظ لنا التاريخ الاجتماعي الكثير من الآراء والافكار السياسية والفلسفية حول نشأة الدولة وشكلها السياسي ووضعها القانوني وطبيعة اهدافها ووسائلها واساليبها، وهل ان الدولة بحقيقة ظهورها ونشأتها راعية لمصالح المجتمع بالكامل، ام انها تمثل مصالح الطبقة الاجتماعية التي انتجتها؟ وقد ادى ذلك الى ظهور افكار وتصورات ومفاهيم متباينة الى الآن حول مفهوم الدولة ووظيفتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
ومن اهداف الباحث في استعراض هذه المقدمة هو تعريف مفهوم الدولة بأنها المؤسسة السياسية والاجتماعية المنبثقة من المجتمع والتي تملك وحدها الحق في ممارسة القوة وباسم القانون بذريعة حماية الأمن المجتمعي وان للدولة صفة التميز عن غيرها من المؤسسات السياسية والاجتماعية هو ذلك الاعتراف المجتمعي لها بحق استخدام القوة وطلب الطاعة من المواطنين. وتُعّرف الدولة بأنها عبارة عن جماعة بشرية تبسط سيطرتها على اقليم محدد جغرافياً.
وينبغي الاشارة الى قضية الخلط والالتباس حول الدولة والحكومة وكأنها مفهوم واحد، الا ان الامر ليس كذلك، لأن الحكومة مؤسسة تنفيذية وحدود مسؤوليتها هو ادارة شؤون المجتمع وهي جزء من الدولة التي تضم السلطة التنفيذية «الحكومة» والتشريعية والقضائية بمعنى ان الدولة هي الجهاز السياسي والقانوني والاداري والاقتصادي الذي يقوم بتنظيم الحياة الاجتماعية داخل المجتمع وان الحكومة هم الاشخاص الذين يحكمون باسم الدولة.
ويرى جبر في هذا الجانب ان الدراسات التاريخية تشير الى ان ظهور الدولة وتشكلها كان نتيجة لتطور المجتمعات وظهور الثورة الزراعية الاولى وانها ارتبطت بنشأة وادارة انظمة الري باعتبار ان الدولة نتاج المجتمع عند درجة معينة من تطوره، وان تأسيس الدولة ونشأتها ــ كما يؤكد علم الاجتماع السياسي ــ تم بموجب عقد بين الافراد تخلوا بموجبه عن بعض حقوقهم مقابل تحقيق الأمن والاستقرار وضمان حريتهم المنسجمة مع قوانين الدولة ودستورها.
ويرى ايضاً ان شكل الدولة وطبيعة فلسفتها يتحدد في ضوء طبيعة النظام السياسي، فاذا كانت الدولة ذات طبيعة استبدادية فان رأس النظام يكون هو الدولة والسلطة والقانون وهو الذي يقوم بصياغة «القوانين والانظمة» واصدار التوجيهات والقرارات ــ حقبة البعث وحكم صدام ــ اما الدولة الحديثة ذات المؤسسات الدستورية والقانونية المستندة الى اساليب ومنهج الحكم الديمقراطي وآليات الانتخابات والمؤسسات البرلمانية التي تستمد شرعيتها في الحكم من خلال العملية السياسية الديمقراطية، ويستكمل الباحث قائلاً: ان عملية توصيف أية دولة بأنها دولة مدنية ديمقراطية لابد من توفر شروط ومعايير يتمثل فيها مبدأ السيادة الشعبية، ومبدأ الحريات المدنية، وحق الجماهير في الاختيار والتعبير والتظاهر، والاخذ برأي الاغلبية مع احترام رأي الاقلية، ووجود معارضة تتمتع بالحرية السياسية ووجود وسائل ووسائل الضغط الجماهيري والرقابة على من بأيديهم صناعة القرار. وان الدولة المدنية الديمقراطية ينبغي ان تقوم على مبدأ فصل السلطات والانتقال بالفرد ــ المجتمع في مفهوم الرعية الى مفهوم المواطنة كون ان الديمقراطية الحديثة مبنية على منطق الانسان الذي يحاور ويصوت ويناقش..
وانطلاقاً من ذلك يقول: ان الاهداف الاستراتيجية الكبرى للدولة وكما يفصلها علماء السياسة والاجتماع تتمثل في تحرير المواطن والحفاظ على أمنه ومساعدته على ممارسة حقوقه الطبيعية وحمايته من كل اشكال التسلط السياسي والقهر الاجتماعي والعمل على تنمية الموارد البشرية صحياً وتربوياً وثقافياً ومهنياً، والمحافظة على الموارد الاقتصادية للمجتمع وتنميتها وحماية الحدود من الاعتداءات الخارجية وعدم السماح للقوى الاقليمية في التدخل في شؤونه، وكذلك ينبغي على الدولة ان تضع مصلحة المجتمع فوق اية مصلحة اخرى، كون الدولة والمجتمع اتفاقاً ضمنياً او صريحاً في غايتهما ووسائلهما ويهيئان الظروف التي تعمل على تحقيق الكامل للطاقات والامكانيات الانسانية».
ــ ولعل اهم مسألة تمثل الخطر على الدولة المدنية هو خلط الدين بالسياسة بمعنى اكثر وضوحاً ــ كما يقول الباحث احمد زايد ــ ان ما ترفضه الدولة المدنية هو استخدام الدين لتحقيق اهداف سياسية فذلك يتنافى مع مبدأ التعدد الذي تقوم عليه الدولة المدنية فضلاً عن انه يحول الدين الى موضوع خلافي وجدلي والى تفسيرات قد تبعده عن عالم القداسة وتدخل به الى عالم المصالح الدنيوية الضيقة، اي ان الدين في الدولة المدنية ليس الا اداة للسياسة وتحقيق المصالح!



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالح مشتركة
- مستقبل النظام السياسي في إيران.. إلى أين؟
- شهر العسل بين الأمريكان والأخوان لماذا؟ وإلى متى؟
- محمد جابر الصباح قامة وطنية كبيرة
- قانون الجمعيات الأهلية الجديد والقيود الإدارية!
- حول الأزمة الاقتصادية الإيرانية
- يوم المرأة العالمي 2013
- شكري بلعيد.. ضحية قدر المتأسلمين
- أوسكار نيماير
- تسييس الدين وتديين السياسة!
- رسالة من امرأة إلى رجل متأسلم
- الربيع العربي: الاتجاه نحو ردة فعل رجعية
- كيف السبيل؟
- اختطاف الثورة المصرية والتونسية!!
- مذكرات
- الربيع العربي مرة أخرى...
- مخالفات وتهديدات !!
- المطلوب صوت العقل
- هل أفسد «الربيع السوري» على المرشد ليلته؟
- هل للديمقراطية من جدوى في عالمنا العربي؟ (1)


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - مفهوم الدولة والدولة الحديثة