أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - من هو -العدو غير المرئي- لاميركا؟















المزيد.....



من هو -العدو غير المرئي- لاميركا؟


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 17:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بضعة اسابيع قصفت طائرة اميركية بدون طيار حفلة عرس ريفية في احد "مجاهل اليمن" واوقعت عشرات القتلى والجرحى. وطبعا ان الحكومة اليمنية لم تنبس بكلمة، لان اميركا "اعتذرت" عن هذا "الخطأ" بحجة أن المقصود لم يكن حفلة العرس بل مجموعة "ارهابية" تهدد الامن القومي الاميركي. ومنذ سنوات ومثل هذه "الاخطاء"، التي يذهب ضحيتها كل مرة عشرات المدنيين الابرياء، تتكرر في باكستان وافغانستان ايضا، بسبب المطاردة العمياء لاميركا لـ"شبح الارهاب" الذي يقض مضاجع القيادة الاميركية، والذي حل محل "شبح الشيوعية" الذي كان يقض مضاجع اوروبا واميركا منذ القرن التاسع عشر.
فمن هو هذا "العدو الشبحي وغير المرئي" لاميركا؟
لقد اصبح من ضرورات السياسة الدولية الراهنة البحث عن هوية "الطرف الارهابي" الرئيسي، اي الطرف الذي اعلنته الامبريالية الاميركية بوصفه العدو الرئيسي لها، الذي حل محل "الشيوعية"، وقام بضربة 11 ايلول 2001، والذي يقف اليوم، من خلف ستار السرية التآمرية، في وجه أعظم قوة دولية في تاريخ البشرية.
ان اهمية معرفة ـ او العجز عن معرفة ـ هوية هذا الطرف، سواء بما تستطيع او تريد ان تكشفه اميركا، او بمقدار ما يكشفه هذا الطرف بنفسه عن نفسه، ليست مسألة إعلامية مجردة، بل بالدرجة الاولى مسألة عملانية، عسكرية وسياسية واقتصادية الخ، لأنه عليها يتوقف محاولة فهم مسار الاحداث في الحقبة التاريخية القادمة.
واذا استعرنا تعابير وآليات عمل "علم الجريمة"، فإن اول خطوة ينبغي القيام بها، على خلفية البحث في "اسلوب" الجريمة و"تقنياتها" و"اهدافها"، هي:
اولا ـ السؤال عن المستفيد من تلك الجريمة؛
وثانيا ـ السؤال عن القادر على تنفيذها.
فمن هم اذن المستفيدون، والقادرون في الوقت نفسه على تحقيق الشروط الضرورية المطلوبة، لتنفيذ هذه العملية الارهابية الكبرى، وضرب اميركا في "قدس اقداسها"، مع الاحتساب "الطبيعي" لردود فعلها؟
جوابا على هذا السؤال سمع العالم "صوتين":
الاول ـ صوت آلة الدعاية الصهيونية العالمية التي تحاول، ولغايات مفهومة تماما، حصر "التهمة" بـ"الارهاب العربي والاسلامي"، مجسدا ببن لادن وتنظيمه. وسنأتي لمناقشة هذه التهمة لاحقا.
والثاني ـ صوت الادارة الاميركية ذاتها، التي تحدثت منذ البدء عن "عدو غير مرئي"، وعن "حرب عالمية" من نوع خاص، وبمختلف الاشكال السياسية والاقتصادية والمخابراتية والعسكرية، لخمس او عشر سنوات او اكثر. وهذا بحد ذاته يوحي بأن الادارة الاميركية تعلم علم اليقين ان هذا "العدو غير المرئي" الذي تحدثت عنه، والذي وجه لها هذه الضربة، هو اكبر واخطر من كل "الارهاب العربي والاسلامي!" المعروف الى الآن، حتى بالمقاييس والتوصيفات الصهيونية لهذا "الارهاب". وفي هذا بحد ذاته اعتراف ضمني بأنه، خلف هذه الضربة، أيا كانت الفئة او العناصر المنفذة، يختبئ "عدو"، يمتلك بعض مقومات "النــّدية"، بالمقارنة مع القوة الاميركية العظمى. فمثل هذا العدو هو فقط القادر على تحمل مسؤولية اتخاذ مثل هذا القرار الستراتيجي ذي الابعاد والمضاعفات الدولية، والذي اعتبر بمثابة "اعلان حرب"، وبالتخطيط الستراتيجي، الذي يدخل ضمنه "التحريض" و"الاغراء" و"التعبئة" و"التسهيلات"، والذي يأتي كجزء منه، ولكن دونه في الاهمية، التخطيط التنفيذي والتنفيذ.
ومع ذلك، فإن الادارة الاميركية، في نطاق "اللوائح الاتهامية" التي اصدرتها، والحرب التي شنتها على افغانستان والعراق، وحملات "صيد الساحرات" التي تشنها مع حلفائها في اميركا والعالم، لم تخرج حتى الآن عن نطاق "الهوية العربية ـ الاسلامية" لـ"العدو الارهابي".
يبدو من ذلك وكأن هناك شبه توافق ضمني، بين هذا "العدو غير المرئي"، وبين الادارة الاميركية نفسها، على "الصمت" الفعلي، حتى الآن. وقد التزمت الادارة الاميركية هذا الصمت، حتى في ما يتعلق بجرائم الطرود البريدية الملوثة بجرثومة الجمرة الخبيثة، وفي التحقيق بشأن الطائرة التي سقطت في حي كوينسي بنيويورك، بعد ضربة 11 ايلول 2001.
وليس هذا بجديد، لا سيما في ما يخص أميركا. فكما هي الحال في مثل هذه الجرائم السياسية الكبرى، كاغتيال الرئيس الاميركي الاسبق كندي، ومحاولة اغتيال البابا، واغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق "الشيخ السعودي" رفيق الحريري، علما بأنها اقل خطورة بما لا يقاس من "الثلاثاء الاسود". فمن شبه المؤكد إن ما جرى في ذلك اليوم سيبقى في الجانب غير المرئي من التاريخ لعشرات السنوات القادمة، هذا اذا قدر له ان يرى النور يوما ما. وكل تحليل راهن لا يمكنه أن يخرج من نطاق الافتراضات المنطقية، والحقائق الجزئية، لسبب بسيط هو أن "القوة الخفية" التي قامت بهذا الاستفزاز الهائل، لم تقم به إلا وقد وضعت مسبقا قواعد "لعبتها الخاصة"، فلا يمكنها بالتالي ان تعلن عن نفسها وتصبح مكشوفة، بعد يوم 11 ايلول 2001، كما لم يمكنها ان تفعل ذلك قبله وأثناءه، الا بإرادتها هي. وهذا ما لن يحصل، في المدى التاريخي المنظور على الاقل، لأنه يتعارض مع "السرية التآمرية" – السلاح الرئيسي والقاعدة الاساسية لهذه "اللعبة". ولهذا السبب لا يمكن الحديث عن "مشتبهين" بل فقط عن "مرشحين للشبهة".
فإذا كان يوجد توافق، ضمني او مباشر، بين الدوائر الاعلامية والقضائية والمخابراتية والسياسية والاقتصادية والعسكرية للامبريالية الاميركية، وبين "العدو غير المرئي" الذي وجه ضربة 11 ايلول 2001، على الاحتفاظ بـ"سرية اللعبة" أيا كانت النتائج والمضاعفات، فهذا يعني ببساطة ان "العدو غير المرئي" لا يوجد خارج حقل الجاذبية الامبريالية، ولا يتميز في الجوهر عنها، بل ان الامبريالية وهذا "العدو غير المرئي" هما ـ بالتعبير الثيوقراطي "المسيحي" ـ "اقنومان" لشخصية جوهرية واحدة.
والاستنتاج هو: ان "سرية" هذه الضربة هي بحد ذاتها "مفتاح السر". فـ"العدو غير المرئي" الذي يقف خلف هذه الضربة لا يوجد "خارج" النظام العالمي الجديد الذي تتزعمه اميركا، بل "داخله" بالضبط. فهو بالتالي "من اهل البيت". وهو أشبه ما يكون بـ"مركز دولي مضاد" أخذ يقف بمواجهة المركز الدولي الاميركي الحالي، كقطبين نقيضين في كل واحد، او محور جاذبية واحد. وبالتحليل المنطقي، فإن مثل هذا "المركز الدولي المضاد" يوجد "بالضرورة" "في اميركا"، مثلما "في باقي انحاء العالم" الذي تتحكم به اميركا. وهو ليس ظاهرة آحادية البعد، كتنظيم ارهابي او ما اشبه، بل "يوجد" على جميع المستويات: السياسية والاقتصادية والعسكرية والمخابراتية والعلمية الخ. وهو يستغل جميع الامكانيات، ويستفيد من جميع التناقضات، ويوظف جميع الحلقات، بشكل متصل او منفصل فيما بين بعضها البعض.
"الدليل الجرمي" لـ"الارهاب العربي ـ الاسلامي"!
منذ اللحظات الاولى لضربة 11 ايلول 2001، لوحت الاوساط الاميركية المعنية بالتعبير الاتهامي الضبابي: "الارهاب!"، وحددت فورا تنظيم "القاعدة" بزعامة الشيخ أسامة بن لادن، بأنه المتهم الاول في العملية. وبدأت الحرب على افغانستان، بتهمة إيواء الشيخ بن لادن وعدم تسليمه لـ"العدالة الاميركية".
وتحت القصف المكثف لافغانستان باضخم القاذفات والقنابل الاميركية، المترافق مع "القصف" الاعلامي الصهيوني العالمي الأكثر كثافة، ومع شتى التهديدات الاميركية التي لم يسبق لها مثيل منذ الازمات الكبرى في مرحلة الحرب الباردة، تعطل البحث الجدي حول حقيقة وخلفية الاتهامات ضد "الارهاب العربي ـ الاسلامي"، التي اصبحت شبه مسلمات. وحتى دولة حليفة تقليديا لاميركا كالسعودية، اصبحت هدفا للتشكيك، والارهاب المعنوي والسياسي، لمجرد انها دولة اسلامية.
وبصرف النظر عن مدى جدية "اليقينية" المتسرعة، التي تظاهرت ولا تزال تتظاهر بها الادارة الاميركية والصهيونية العالمية، في التأكيد على "الارهاب العربي ـ الاسلامي"، فإن هذه "اليقينية" لا تلغي أساس المسألة. ذلك ان هذه "المعرفة" الفورية، نكاد نقول "المسبقة"، بـ"الفاعل"، تتناقض تماما مع الطابعين اللذين تتصف بهما هذه الضربة:
الاول ـ السرية التامة التي فاجأت جميع الاجهزة الاميركية، اذا كانت حقا قد تفاجأت. واذا لم تكن حقا قد تفاجأت، فإن "اللغز"، ومنه "التظاهر بالمفاجأة"، يصبح اكبر.
الثاني ـ الطابع الستراتيجي الدولي الشامل لهذه المواجهة بين القطب الاميركي الاوحد، وهذا العدو الدولي "غير المرئي"، الذي لم يحل وحسب محل الاتحاد السوفياتي السابق، بل وتفوق عليه في مهاجمة القوة الاميركية العظمى بهذا العنف في عقر دارها.
ومع ذلك، وحتى لا يكون العالم العربي والاسلامي خاصة، والعالم اجمع عامة، بما في ذلك بالاخص الشعب الاميركي، ضحية للاستغباء من قبل من ينصبون أنفسهم أوصياء على مصائر البشرية، من الصهاينة او حلفائهم الألداء في التركيبة الاحتكارية الامبريالية الاميركية، لا بد من محاولة الاجابة على هذا السؤال المركزي: هل يمكن لكل ما يسمى "الارهاب العربي ـ الاسلامي" ("القاعدة" وكل التنظيمات الاسلامية التي تندرج في اللائحة الاميركية لـ"الارهاب")، ـ هل يمكن ان يكون، هو وحسب، ذلك "العدو غير المرئي"، الذي تحدثت عنه الادارة الاميركية؟
ان الدعاية الاسرائيلية والصهيونية العالمية تحاول تأكيد ذلك. ولكن أيا كانت طبيعة "الود!!!" الخاص بين الصهيونية، وبين العرب والمسلمين، فإن المنطق يفترض مناقشة هذه التهمة.
ضربة اكبر من قدرات تنظيم بن لادن
ونأتي الى تحليل عملية 11 ايلول 2001، مقتصرين على وجهها المظهـَّـر، الانتحاري، ولائحة الشبان الذين نفذوها كما اصدرتها الدوائر الاميركية ذاتها.
ان التفسير البسيكولوجي ـ الديني لحوافز أولئك الشبان، ومنه "الاتهام" بـ"الجنون" و"الامل الموعود بالجنة والحوريات"، لا يرتفع الى اعلى من مستوى الدعاية الاسرائيلية التبريرية السطحية، في بدايات "تفسيرها" للعمليات الاستشهادية الفردية ضدها. ولكن بعض منظـّـري العنصرية الدينية الاميركيين قاموا بـ"تطوير" "الترسانة الفكرية ـ البسيكولوجية" الاسرائيلية الى "مستوى" القول بأن المشكلة تكمن ليس فقط في "الاصولية" الاسلامية، بل وفي الدين الاسلامي ذاته وفي التعليم الديني الاسلامي ذاته. وهم يذهبون الى حد المطالبة بتغيير مناهج التعليم الديني الاسلامية، حتى في البلدان الصديقة تقليديا لاميركا كالسعودية وباكستان واندونيسيا الخ.
ولكن هذا "التفسير" هو موجه فقط "لاقناع المقتنعين سلفا"، وبالتالي للتحريض وتبرير السياسة العنصرية العدوانية ليس إلا. وفيما عدا ذلك فهو هروب من المنطق. ولنأخذ بعض "المقدمات التاريخية" والوقائع المرافقة للعملية:
1 ـ إذا صدقنا المعلومات الاميركية المذاعة ذاتها، فإن الذين نفذوا هذه العملية كانوا من الشبان المثقفين والكوادر الفنية. مثل هؤلاء، ومهما كانت درجة ايمانهم الديني و"جنونهم بالجنة والحوريات"، فليس من السهولة ان يخدعوا من قبل احد، وأن يتخذ اي منهم قرارا خطيرا من هذا النوع، من باب الحماس الديني فقط. واذا اتخذ مثل هذا القرار، فلماذا يكون "جنونه الديني" على هذا الهدف العسكري او الاقتصادي بالتحديد؟ ولماذا يصبح الاستشهاد في اميركا بالذات باب "الصعود الى الجنة" والاختلاء بـ"الحوريات"؟
2 ـ إن القيام بعملية استشهادية مركـّـبة على هذا المستوى من التعقيد، يقتضي وجود طرف مخطط، ذي عقل علمي وستراتيجي على مستوى رفيع جدا، وذي امكانيات عملانية متناسبة مع هذا التخطيط والتنفيذ. وهذا الطرف يمكن أن يكون: إما ندا مساويا، بل ومتفوقا على، الاجهزة الخاصة الاميركية؛ وإما مخترقا لها ومطلعا على اسرارها. وإما له "حلفاء" نافذون ضمنها، ينسق معهم وينسقون معه، لحسابات مشتركة. وإما مسيّـرا من قبل هذه الاجهزة او بعض اجنحتها.
3 ـ ان ابسط عملية عسكرية، ولو كان القائم بها مقاتل واحد، تقتضي وجود قاعدة عسكرية موضعية مساندة، بالاضافة الى قاعدة الانطلاق، المرتبطة بالهيكلية العامة، الجيش او التنظيم الخ الخ، التي ينتمي اليها هذا المقاتل. وفي حالة عملية 11 ايلول 2001 في اميركا، يقتضي وجود قاعدة عسكرية ـ لوجستية واسعة جدا، في قلب الدولة الاميركية، وفي قلب الهيكليات الاميركية، للتحضير والمساندة والانطلاق والمشاركة في التنفيذ والتمويه الخ. فمن السذاجة الاعتقاد أن الامر يقتصر على بضعة عشر شابا، قاموا بهذه العملية كما لو انهم كانوا يقومون بنزهة، او انهم استطاعوا لبس "طاقية الإخفاء" والقيام بمفردهم بما قاموا به، بعد تلقي التوجيهات والدعم المادي من قيادتهم. والدوائر الاميركية تحاول إعطاء مثل هذا الانطباع (كما فعلوا يوم أظهروا وكأن عملية نسف مقر المخابرات الاميركية في اوكلاهوما قام بها فرد واحد هو تيموفي ماكفاي الذي جرى اعدامه)، وذلك إما "لدواعي التحقيق" وإما "لغاية في نفس يعقوب".
فمن هو الطرف العربي والاسلامي الذي يمكن له ان يملك مثل هذه القاعدة السياسية، التقنية، اللوجستية، المالية، العسكرية الخ، في قلب اميركا، بما لم يكن ليخطر في بال قادة المخابرات السوفياتية السابقة، في عز مجدها، حتى في المنام؟
4 ـ اذا صدقنا أن الطرف المخطط لهذه العملية، هو فعلا طرف عربي ـ اسلامي، فإن مثل هذا الطرف، الذي يأخذ على عاتقه تحدي أقوى قوة في العالم، ليس من المنطقي ان يكون على درجة من الغباء أنه يفعل ذلك، فقط من باب الكراهية، والقيام بـ"مظاهرة انتقام" على طريقة شمشون "عليّ وعلى اعدائي يا رب". فلو كان ذلك كذلك، لكان من المنطقي أن يقوم هذا الطرف بالكشف عن وجهه والاعلان عن هويته بأعلى ضجة ممكنة. ولكن مجرد عدم الكشف عن نفسه، يبين أن هذا "العدو غير المرئي" يعتبر نفسه مستمرا في المواجهة مع اميركا. وفي هذا السياق فإن اعلان اسامة بن لادن وتنظيمه عن المسؤولية عن الضربة، لا يعدو كونه ذرا للرماد في العيون وتمويها، لان الضربة هي، استخباراتيا وعلميا ولوجستيا وعسكريا، اكبر بكثير من الامكانيات المعروفة لتنظيم بن لادن. وسواء كان او لم يكن لتنظيم بن لادن دور في هذه العملية، فإن مجرد اعلان تنظيم بن لادن عن انه هو القائم بالعملية يدخل ـ اي هذا الاعلان ـ ضمن عملية التمويه والتضليل.
5 ـ إن منظمات المقاومة الفلسطينية التي لجأت الى اسلوب العمليات الاستشهادية، الاكثر اثارة واستفزازا لاسرائيل، كانت تعلم علم اليقين ان اسرائيل سترد بعنف على هذه العمليات. ولم تكن تلك المنظمات لتستطيع القيام بعملياتها ضد "القوة الاقليمية" الرئيسية في المنطقة، المتمثلة باسرائيل، لو لم تكن هي نفسها جزءا من "القوة الاقليمية" المضادة، المتمثلة بالمقاومة الفلسطينية، بكل امتداداتها ومرتكزاتها العربية والاسلامية والعالمية.
وقياسا على ذلك، فمن غير المنطقي ان يعتقد احد ان هذا "العدو غير المرئي" لأميركا، وخصوصا اذا كان عربيا ـ اسلاميا، لا يتوقع من اميركا أشد ردود الفعل على عملية كعملية 11 ايلول، تكون في مستواها بوصفها "القوة الدولية الأعظم". فهل أن هذا "العدو غير المرئي" هو جزء من "قوة دولية"؟ او هو نفسه "قوة دولية"؟ وفي كلتا الحالتين من هي هذه "القوة الدولية" القادرة على تحدي اميركا؟
ذلك هو "بيت القصيد" في عملية 11 ايلول 2001، ضد رموز القوة الاميركية. فلا يقف بوجه "قوة دولية"، إلا "قوة دولية" اخرى. والسرية والغموض، اللذان يحيطان الى الآن بعملية 11 ايلول 2001، لا يغيـّـران جوهر هذه الحقيقة، بل يقتضيان البحث، ومراقبة الاحداث، و"قراءة ما بين السطور"، والتحليل الجدي خصوصا للمواقف والتصرفات الاميركية.
وانطلاقا من هذه النقطة، فإن "القوى الدولية" القادرة نظريا على القيام بمثل هذه العملية، هي قديمة ومعروفة، وهو ما سنتناوله لاحقا. ولكنه ليس من المعروف حتى الآن أن أي طرف عربي ـ اسلامي، نظاما او تنظيما، يدخل في نادي "القوى الدولية" اي يمكن ان تنطبق عليه مواصفات "القوة الدولية". فحتى على المستوى الاقليمي، لا تزال الاطراف العربية ـ الاسلامية المعروفة تصارع بشق النفس، كي تكون "قوة اقليمية" ذات وزن بمواجهة اسرائيل على الاقل. وقد مات جمال عبدالناصر، ومات حافظ الاسد، وأعدم صدام حسين، وفي نفوسهم حسرة تحقيق "التوازن الستراتيجي" مع اسرائيل؛ وهو ما لم يتوصلوا اليه. ومات ياسر عرفات، وفي نفسه حسرة تحقيق "سلام الشجعان" مع اسرائيل؛ وهو ما لم يتوصل اليه ايضا.
واذا كان صحيحا ان بعض القوى العربية والاسلامية، تنظيما او دولة او اكثر، قد قامت بهذه العملية، لأي سبب او حافز كان، فإن هذا يعني تطبيق ممارسة قتالية جديدة، من قبل هيكليات سابقة، مشخصة او يمكن تشخيصها، كما جرى بالنسبة لتشخيص تنظيم "القاعدة" في افغانستان.
وفي هذه الحالة، فإنه لمن الصعب التصديق ان اميركا يمكن ان تؤثر فيها كل هذا التأثير مجرد "ظاهرة ارهابية"، حتى ولو استطاعت القيام بعملية نوعية ضخمة كهذه العملية، الا اذا اعتبرنا، وهذا خارج المنطق، انها اي اميركا هي "جمهورية موز" او دولة كرتونية في منتهى الهشاشة. فاذا سلمنا جدلا أن بإمكان هذه "الظاهرة" ان "تتفوق" على اميركا في القيام بمثل هذه العملية، فإنها تكون عمليتها "الانتحارية" قولا وفعلا، اي عمليتها الاولى والاخيرة كـ"ظاهرة"، اي ليس للقائمين بالعملية وحسب، بل للنظام او التنظيم الذي يقف وراءها.
فأي هيكلية ثانوية مشخـّـصة، مهما بلغ شأنها، تجسد هذه "الظاهرة الارهابية" الجديدة، لا يمكن أن ترقى الى مستوى "قوة دولية". وستستطيع اميركا، القوة الدولية الاكبر، ان تحتوي هذه "الظاهرة الارهابية"، كمؤسسة مشخـّصة، وكممارسة، عن طريق الردود العسكرية والاقتصادية والسياسية الخ، بما في ذلك مراجعة بعض سياساتها الاقليمية والدولية. ولكن اعتبار اميركا ان هذه "الظاهرة الارهابية"، اي العملية معطوفة على الاطراف القائمة بها، هي بمثابة "اعلان حرب" ذات طابع دولي، فهو اعتراف ضمني بأن المسألة هي اكثر من "ظاهرة ارهابية"، اي اعتراف بأن من قام بالضربة هو "قوة دولية" استخدمت العملية الارهابية كأسلوب عمل؛ وان هذه الضربة هي بمثابة اعلان حرب على اميركا، لن تقف عند حدود عملية واحدة.
المرشحون للشبهة
ولننظر عن قرب الى الهيكليات العربية والاسلامية المشخـّـصة الرئيسية، لنر من هي تلك "القوة الدولية" المفترضة، العربية ـ الاسلامية، المفترض انها "قادرة" على القيام بمثل هذه العملية، ومواجهة اميركا دوليا:
لنأخذ اولا الدول العربية والاسلامية:
بصرف النظر عن نوايا وقدرات مختلف الدول العربية، مجتمعة ومنفردة، حتى أشدها عداء لاميركا، اذا كان يوجد هكذا دولة، فلا يوجد عاقل يمكنه ان يتهم اي من هذه الدول "المعادية"، بالوقوف خلف "السيناريو الارهابي" ضد اميركا، وبالتالي ان تكون هي مثل تلك "القوة الدولية". حتى اسرائيل ذاتها لم تستطع ان تفعل ذلك، اي لم تستطع ان تتهم اي دولة عربية او مجموعة الدول العربية والاسلامية بأنها "قوة دولية" ارهابية. وكل ما "طمحت" اليه اسرائيل هو تكريس "المساواة" بين المقاومة ضد الاحتلال وبين "الارهاب"، واعتبار الدول الداعمة للمقاومة دولا داعمة للارهاب، ومن ثم التذمر من اميركا ذاتها، لعدم ضمها لها اي اسرائيل، جنبا الى جنب الدول العربية، في "الحلف المعادي للارهاب".
والشيء ذاته يقال عن الدول الاسلامية الاخرى. بل ان اكبر دولتين اسلاميتين، وهما اندونيسيا وباكستان، سارعتا الى اعلان وقوفهما الى جانب "الحلف الاميركي لمكافحة الارهاب الدولي"، وذلك بالرغم من الوضع الدقيق لدولة كباكستان، من حيث حدودها المتداخلة عرقيا ودينيا مع افغانستان، وعلاقاتها القديمة الخاصة مع حركة طالبان، وكذلك مع "الافغان العرب" وفي مقدمتهم الشيخ بن لادن.
اما بالنسبة للدولة "الاسلامية" القوية شبه الاوروبية، ونعني بها تركيا، فهي عضو قديم في الحلف الاطلسي، وحليف ستراتيجي للولايات المتحدة، و"صديق" لاسرائيل، ولا يعقل لمراكز القوى فيها واجهزتها السرية ان تقوم بأي عمل معاد لاميركا، بل على العكس تماما، فإن اجهزتها الخاصة هي على تعاون تام مع الاجهزة الغربية والموساد الاسرائيلي، إن في مكافحة "الارهاب" كما جرى في العملية المشتركة لصيد القائد الكردي عبدالله أوجلان، او في بعض "العمليات الخاصة" الاخرى، كما جرى في محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني، التي اشترك فيها العملاء السريون الاتراك، ومنهم محمد اقجا، والتي – للذكرى وحسب – جرت محاولة إلصاقها بالاسلام والمسلمين، الى جانب الشيوعيين!
وأكثر من ذلك، أن دولا عربية عديدة كان او لا يزال لها مشاكل جدية مع ما يسمى "الارهاب" او "الاصولية الاسلامية"، بما في ذلك مع تنظيم "القاعدة" والشيخ بن لادن، ومنها مصر والسعودية والكويت والجزائر والسودان واليمن وتونس وسوريا ولبنان وغيرها. ومما ليس بدون مغزى، أن العديد من المطلوبين "الاسلاميين" من تلك الدول كانوا يلجأون الى اميركا واوروبا الغربية بالذات. كما أن غالبية "الافغان العرب"، الذين تعاونوا مع "المجاهدين" عامة ومع "حركة طالبان" خاصة في افغانستان، هم غير قادرين على العودة الى بلدانهم الأصلية، وهم معروفون تماما، وأسماؤهم معمـّمة لدى اجهزة جميع "الدول المعنية". وحينما ارتكبت مجزرة القلعة في مزاري شريف، بحق المئات من الاسرى "الاجانب" الذين استسلموا لقوات تحالف الشمال، وأغلبيتهم من الشبان العرب، وتمت تصفيتهم بشكل غادر وبدم بارد من قبل آسريهم، بالتعاون مع الطائرات الاميركية التي قصفتهم من الجو بعد حصرهم في القلعة، فإن الدول العربية التي ينتمي اليها هؤلاء الشبان، تعاملت مع الموضوع بشبه صمت، وكأنها "استراحت" من هؤلاء المواطنين "المزعجين".
ولنأخذ ثانية التنظيمات، وعلى رأسها تنظيم "القاعدة"، المتهم الرئيسي بالعملية الارهابية ضد اميركا، والى جانبه "حركة طالبان"، التي احتضنته لفترة محددة.
لو كان تنظيم "القاعدة"، بقدراته الذاتية، وبما لـه حتما من علاقات مع العديد من التيارات والحركات الاسلامية الاخرى، ولا سيما العربية، يمتلك هذه "القوة" المتفوقة، التي تؤهله كي يكون هو المرجعية الاساسية لهذه المواجهة، وبالتالي هو نواة تلك "القوة الدولية الجديدة"، لكان من المنطقي ان يعمل اولا على كسر عزلته وفرض نفسه في الساحة العربية والاسلامية، ولا سيما في البلدان الموالية لاميركا، والتي اقامت العلاقات مع اسرائيل، قبل مثل هذه المواجهة المصيرية مع اميركا، وفي عقر دارها بالذات، وذلك كشرط ضروري لاجل ايجاد قاعدة دولية واسعة نسبيا يمكنها ان تؤمن لـه حدا ادنى من النجاح. لا ان تكون قاعدة المواجهة في افغانستان المحاصرة والمفقرة حتى الحضيض، والتي انهكتها النزاعات الداخلية.
ولماذا، بعد تحرير افغانستان من السوفيات، لم يبدأ تنظيم "القاعدة" عملياته اولا ضد اسرائيل ذاتها، طالما انها أضعف واقرب وهدف أسهل بكثير من اميركا، وهناك إجماع عربي واسلامي ضد عدوانها، وليس كما هي الحال في الموقف من اميركا، واخيرا لا آخر هي سبب رئيسي للنزاع مع اميركا ذاتها؟
كما ان السرية التامة التي تمت بها العملية، والتي هي جزء اساسي من ستراتيجية "القوة العالمية" القائمة بها، تتنافى مع "المعرفة التلقائية" بأن القائم بالعملية، بمعنى المقرر والمخطط الرئيسي، بالاضافة الى التنفيذ، هو تنظيم "القاعدة". فإذا صدقنا ذلك، فهذا يعني قلب كل المقاييس رأسا على عقب، بحيث أن السياسة، وامتدادها الحرب، تصبح "لعبة حظ" او "رجما بالغيب"، لا قواعد ولا أسسا لها. ذلك ان الشيخ بن لادن شخصيا، وتنظيم "القاعدة" عامة، هما محددان ومعروفان تماما، وكانا وظلا حتى اللحظات الاخيرة من حياة بن لادن، تحت الرقابة الصارمة، من قبل الاجهزة المخابراتية جميعا، ولا سيما الاميركية منها، منذ سنوات طويلة. وقد اضطر الشيخ بن لادن ذاته لـ"مغادرة" السعودية، ثم السودان، واللجوء الى "مجاهل" افغانستان. فكيف يمكن ان "يفلت" تنظيم "القاعدة" بطريقة "عجائبية" خارقة، ليتحول تحت السمع والبصر الى مثل تلك "القوة العالمية"؟! واذا كان "منطقيا" ان تنظيم "القاعدة"، بما في ذلك حلفاؤه وحماته وأعوانه من "الارهابيين"، هو هو الشخصية "العربية – الاسلامية"، الاصلية والفرعية، المحرضة والمخططة والمنفذة للعملية، فإن الاكثر منطقية، وبـ"المنطق" ذاته، ان الاجهزة الاميركية والغربية، التي كانت تحيط الشيخ بن لادن و"القاعدة" بأقصى ما يكون من "الرعاية" ثم الرقابة، هي التي تغاضت عن تحضيراته "السرية"، لغايات علمها عند بعض النافذين في تلك الاجهزة، او انه كان هناك من يستطيع خداعها الى هذه الدرجة، و"تزويغ" نظرها بشكل "عجائبي" عن عدو مكشوف الى هذه الدرجة.
اما بالنسبة لحركة طالبان، ولافغانستان ككل، فإن الاجهزة الاميركية على اختلاف اشكالها ومسمياتها ومئات مليارات الدولارات التي تنفق عليها، كانت – من خلال العلاقات الوثيقة اثناء الحرب على السوفيات، بالتعاون الوثيق مع باكستان - تعرف الطالبان فردا فردا، وتعرف افغانستان شبرا شبرا. ولو كانت حركة الطالبان، وبمساعدة بن لادن وتنظيم "القاعدة"، بمثل هذه القوة الندية لمواجهة العدو الاميركي، فلماذا لم تستطع الحركة ان تعمل جنبا الى جنب التيار الاسلامي القوي في باكستان، لانتزاع السلطة فيها، والسيطرة على سلاحها الصاروخي والنووي، وقدراتها البشرية الهائلة، قبل التطلع لتحدي اميركا؟ إنه لمن الافتئات على اميركا، الذي يصل الى مستوى التشنيع، القول بأن الطالبان وافغانستان يشكلان مثل هذا الخطر عليها، ويستطيعان توجيه مثل هذه الضربة اليها. ولكم كان سيكون لوحة ً سوريالية مثيرة للعجب مشهد إطلالة "قائدي المواجهة" الدولية الراهنة: الرئيس بوش محاطا بكل عظمة وجبروت دولته، ومقابله لا ستالين او هتلر او حتى احد "عظماء" الحكام العرب الخالدين الى الأبد، بل الشيخ بن لادن، او الملا عمر، وبضعة شيوخ دراويش يقتعدون الارض، مختبئين في احد الكهوف الافغانية ـ ويخشون حمل حتى جهاز تلفون منقول حتى لا تكشف الاجهزة الالكترونية المتطورة اماكن تواجدهم وتأتي على الفور الطائرات بدون طيار والطائرات الشبح المضادة للرادار الاميركية والاسرائيلية كي تقصفهم بالصواريخ الذكية التي تتعقب درجة الحرارة او التنفس او روائح الاجسام البشرية وتتعرف فورا على اصحابها.
نخلص من ذلك الى ما يلي:
من المستبعد تماما ان يكون هناك دولة عربية او اسلامية او اكثر، تقف وراء عملية 11 ايلول 2001، حتى لو كانت تمتلك القدرة "اللوجستية" لذلك. ذلك أنه لا توجد دولة عربية او اسلامية، ليس من "حلفاء" اميركا، بل ومن أشد خصومها، تستطيع اكثر من معارضة و"إزعاج" اميركا، ولكن ليس ابدا التحدي الستراتيجي العام للزعامة الدولية لاميركا، ولا سيما المالية والعسكرية، وبالتالي فتح معركة مكشوفة معها، تبدو "المواجهة" او الحرب العراقية الى جانبها مجرد لعبة صغيرة.
والهيكليات الاسلامية المشخصة، بما هو معروف عنها من قدرات تنظيمية ومالية وعسكرية الخ، ومن حوافز عقائدية وسياسية، يمكنها في احسن الاحتمالات الدخول في مستوى المشاركة التنفيذية في مثل هذه العملية الارهابية، وليس اكثر. وقد ظهر ذلك بجلاء في مستوى رد حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" وحلفائهما، على الهجمة الاميركية الظالمة على افغانستان بعد 11 ايلول 2001.
وهذا على وجه التحديد ما يدفع الى الشك بأن عملية 11 ايلول انما كانت "جولة" من "حرب سرية"، لم تظهر معالمها بعد بوضوح، وهو ما يجعل الادارة الاميركية ذاتها، المعني الاول والمباشر، تعترف مسبقا، ضمنا او جهرا، بأن "العدو" لا يقتصر على ما يسمى "المنظمات الارهابية العربية والاسلامية". ذلك ان مستوى هذه المنظمات، مجتمعة، بدون اي انتقاص من قدراتها، ليس بالدرجة التي تستطيع معها تجاوز السد العالي للاجهزة الاستخبارية والعسكرية والتقنية الاميركية، الأغنى والأقوى والأرفع مستوى في العالم، والنجاح في تحقيق مثل هذه الضربة، النوعية بحد ذاتها، والتي تشير كل الدلائل أنها كانت بمثابة بداية لمعركة دولية ضارية، طويلة ومعقدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة عربية مسيحية شرقية في موضوعة صدام الحضارات لهنتنغتون
- المأزق التاريخي ل-منطق- الهيمنة الامبريالية الاميركية
- لمحة تاريخية مكثفة عن العلاقات الثقافية البلغارية اللبنانية ...
- الجيش الاميركي حول افغانستان الى -مملكة سعودية- للخشخاش واله ...
- الغطاء الديني للصوصية الاستعمارية
- الحرب السورية: بداية النهاية!
- بعض بنود -لائحة الشرف- للدمقراطية الاميركية المزعومة!
- سقوط أسطورة القطب الاميركي الاوحد
- -الصليبية- الاميركية على قارعة السقوط التاريخي!
- ضجة كيماوية هستيرية مفتعلة لاجل فصل المناطق الكردية عن سوريا
- المهمة الوطنية والدمقراطية الاولى في سوريا: السحق التام للغز ...
- الجيش -الاسلامي!!!- العالمي يجند المضللين البلقانيين للقتال ...
- ما خربته السياسة الغربية تصلحه المسيحية الشرقية
- اليوم سوريا وغدا روسيا!
- الحتمية التاريخية لانتصار النظام العبودي لروما
- انتصار روما على قرطاجة: انتصار للنظام العبودي -الغربي- على ا ...
- ظهور المسيحية الشرقية كظاهرة نضالية ضد الاستعمار والاستغلال ...
- معركة سوريا تتجه نحو الحسم في اتجاه واحد: تحطيم المؤامرة وسح ...
- قبل ان يرتفع العلم التركي فوق قلعة حلب...
- الاسباب الذاتية لهزيمة قرطاجة


المزيد.....




- فيديو مرعب يكشف كيف تدمر السجائر الرئتين
- إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني وطهران تحذرها
- مسؤولون: الأسلحة الروسية تعزز دفاعات إيران ضد الغارات الإسرا ...
- هل يؤثر وضع تركيا الداخلي على زيارة أردوغان لواشنطن؟
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - من هو -العدو غير المرئي- لاميركا؟