أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - الحرب السورية: بداية النهاية!















المزيد.....



الحرب السورية: بداية النهاية!


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اليوم الاول لاندلاع الاحداث التي سرعان ما تطورت الى حرب طاحنة في سوريا، ظهر مَعلمان بارزان في هذه الحرب، يمكن القول انهما المَعْلمان الرئيسيان اللذان سيرافقان هذه الحرب حتى اليوم الاخير فيها. وهذان المعلمان هما:
المَعْلـَم الاول ـ هو الرغبة الجدية للنظام القائم في القيام باصلاح شامل، دستوري وسياسي واجتماعي واقتصادي وستراتيجي. والتقدم نحو ملاقاة المعارضة الوطنية الصادقة في منتصف الطريق، وإشراكها كليا في عملية الاصلاح، التي كان من شأن تطبيقها تحويل سوريا قولا وفعلا الى "قلب العروبة النابض"، اي تحويلها الى قاعدة صلبة لحركة التحرر الوطني والاجتماعي لكافة الاقطار العربية، والى "خط الدفاع" الاول و"خط الهجوم" الاول بمواجهة المخطط الامبريالي الاميركي الصهيوني، لتفتيت البلاد العربية وتمزيق النسيج الاجتماعي فيها، وهو المخطط المسمى "الشرق الاوسط الكبير"، الذي يراد له ان يرث ويستبدل ويحل محل مشروع "اتفاقية سايكس ـ بيكو، ووعد بلفور" الذي طبق على البلدان العربية في مرحلة الحربين العالميتين الاولى والثانية.
ولا يخفى على احد ان النظام السوري، وخلف الواجهة الفضفاضة لحزب البعث الحاكم، يتركب من اجنحة مختلفة، وكتل مختلفة، طائفية وعسكرية وسياسية وحزبية، كما ومن مراكز قوى وبؤر فساد، معروفة وغير معروفة، همها الرئيسي تأمين المنافع والمصالح الشخصية على حساب الدولة والشعب، وهذه الفئات هي "مرتاحة" الى الحكم الدكتاتوري حيث لا حسيب ولا رقيب، كما هي "مرتاحة" الى وضع الهدنة الفعلية الطويلة مع اسرائيل، وتسعى الى الاستفادة من هذه "الهدنة" لتحويلها الى "سلام دائم" ولاجل مد جسور المصالح المالية و"التجارية" مع المافيات الغربية و"البنوك الدولية السوداء" التي تدير عمليات غسيل الاموال القذرة، وتحقيق مليارات الدولارات عبر التهريب الى داخل سوريا وضرب الصناعة والمنتوجات الوطنية والمضاربة على العملة الوطنية، وممارسة التجسس وعمليات الاغتيال والقمع الوحشي ضد المقاومة اللبنانية والفلسطينية وضد المعارضة الصادقة السورية. وهذه الفئات هي المسؤولة عن اغتيال بعض قادة المقاومة الفلسطينية في دمشق ذاتها، والمسؤولة عن اغتيال القائد الميداني البارز لحزب الله الشهيد الكبير عماد مغنية.
وبطبيعة الحال ان بؤر الفساد والفئات الداعمة لـ"السلام الدائم" مع اسرائيل، في النظام السوري، لم تكن تؤيد ـ ولا تؤيد الى الان ـ التوجه نحو اجراء الاصلاح في النظام على قاعدة مفهوم "الوطنية الدمقراطية" او "الدمقراطية الوطنية".
ولكن بمواجهة هذه البؤر والفئات "السوداء" المشبوهة والفاسدة كان ولا يزال يوجد جناح "بعثي وغير بعثي" "سياسي وعسكري" مؤيد بشدة للاصلاح. والعلامة المميزة لهذا الجناح هي، من جهة، قناعاته الذاتية بضرورة الاصلاح؛ ومن جهة ثانية، قناعاته الذاتية بالضرورة التاريخية للمقاومة الشعبية المسلحة ضد اسرائيل، ودعمه العملي لحزب الله ولفصائل المقاومة الفلسطينية غير الزحفطون ـ سلامية.
وقد ادرك هذا الجناح موضوعيا ان النظام السوري، بصيغة حكم الحزب الواحد، والحكم الدكتاتوري المخابراتي، قد أفلس تاريخيا، ولم يعد يلبي تطلعات الشعب السوري، ولم يعد بامكانه التقدم خطوة واحدة على صعيد المواجهة مع اسرائيل والمطامع التركية، الا من خلال دعم المقاومة الشعبية اللبنانية والفلسطينية والتحضير لتحويل سورية الى قاعدة للمقاومة الشعبية العربية الشاملة.
وليس سرا في شيء ان الرئيس السوري بشار الاسد هو الذي يقف على رأس الجناح المؤيد للاصلاح في النظام السوري. وهذا ما يفسر العداء الشديد الذي تكنه الدول الامبريالية الغربية وتركيا واسرائيل والدول النفطوعربية لبشار الاسد، والاصرار على تنحيته كشرط رئيسي لاية تسوية مفترضة.
ويتردد في بعض الاوساط الحزبية والمقاومة ان من الشخصيات البارزة التي كانت تدعم بقوة المقاومة، والاصلاح: وزير الدفاع السوري السابق العماد داود راجحة؛ واللواء آصف شوكت الذي عرف عنه تزويده للمقاومة الاسلامية في لبنان بالاسلحة الصاروخية.
ومن عجيب "الصدف" انه تم اغتيال هاتين الشخصيتين، داود راجحة وآصف شوكت، في العملية التي نفذها احد انتحاريي "المعارضة" العميلة في تفجير مبنى الامن القومي في 18 تموز 2012.
ومن عجيب "الصدف" ايضا ان الطيران الاسرائيلي قام اكثر من مرة بشن غارات ضد الاراضي السورية، قالت اسرائيل انها كانت تستهدف نقل صواريخ وأسلحة متطورة اخرى الى لبنان.
وهذا يعني ببساطة ان اسرائيل وقوات المعارضة السورية العميلة كانا يعملان على "موجة واحدة" لضرب تسليح المقاومة في لبنان بالاسلحة المتطورة، وفي الوقت نفسه لضرب الجناح الاصلاحي في النظام السوري.
والمَعْلـَم الثاني ـ الذي طفا على سطح الاحداث المؤلمة، فالحرب الطاحنة، في سوريا هو: الانكشاف التام لتعرض سوريا، جيشا ودولة وشعبا، لعدوان خارجي واسع النطاق، يمثل طليعته "الجيش الاسلامي(!!!) العالمي"، وتقوده اميركا وتشارك فيه تركيا واسرائيل ودول الناتو وجامعة الدول العربية وخصوصا السعودية وقطر، واخيرا لا آخر ـ و"بلا زغرة" ـ "قوات 14 اذار" في لبنان، وعلى رأسها المارشال فؤاد السنيورة والجنرال سمير جعجع.
ومع بداية الاحداث، وقبل ان يتضح الخيط الابيض من الخيط الاسود، انطلقت جوقة اعلامية عربية ـ عالمية هائلة تصمّ الآذان، قادتها في البداية قناة "الجزيرة" القطرية، كانت لا تضخّم الاحداث وحسب، و"تعمل من الحبة قبة"، بل وتستبق الاحداث و"تتنبأ" بها على طريقة "رؤيا يوحنا"، فإذا سقط قتيل في حي او قرية، تستسقط البروباغندا الاميركية والغربية والعربونفطية "الصديقة لسوريا" و"الشقيقة (ولمَ لا؟) لسوريا" مائة قتيل في مائة حي ومائة قرية، واذا دمر منزل في مدينة، دمرت البروباغندا الف منزل في مائة مدينة وبلدة، واذا وقع تفجير ارهابي في شارع، عممت البروباغندا "خير!" التفجيرات الارهابية على كامل مساحة الخارطة السورية. واذا كانت بعض الاحياء او المدن او القرى لم يشملها التفجير او القصف، أدرجتها البروباغندا على لائحتها التدميرية، على طريقة: وتفاءلوا "بخير!" التفجيرات تجدوه!
ولمدة شهور طويلة، بأيامها ولياليها، بدا للمشاهد والمستمع العربي ـ الضحية السلبية لآلة البروباغندا الغربية والعربية المغرّبة، انه لم يعد من شغل يشغل "الجزيرة" و"العربية" وكل جوقة "العم سام" و"آل سعود" و"آل حمد" و"آل 14 اذار"، سوى سوريا.
وفي خضم هذه الحملة الاعلامية المحمومة المعادية لسوريا دولة وشعبا، راجت تجارة بروباغندية لوذعية، هي تجارة بيع صور وكليبات البيوت المهدمة والشهداء والجرحى. وكان "المتطوعون" الاريحيون "حسنو النية جدا!" يتسابقون لتصوير الضحايا، وبيع الصور لـ"الجزيرة" و"العربية" واخواتهما، وكانت الضحية الواحدة تصور من قبل اكثر من مصور وتباع وتذاع اكثر من مرة. ونشأت فئة من السماسرة من الشطـّار الذين كانوا يشترون الصور من المصورين و"يعزّزونها" بالمعلومات والشعارات "الجهادية" و"الدمقراطية" و"الحقوق انسانية" ويبيعونها لاجهزة الاعلام "الصديقة لسوريا!" (طبعا مع "الربح الحلال"). وكل ذلك بطبيعة الحال باسم "الثورة السورية!".
الحملة على الجيش السوري
وأبشع ما تعرضت له سوريا في هذه المرحلة هي الحملة الشعواء ضد الجيش الوطني السوري. ومهما كان تشخيصنا السياسي للنظام السوري، يبقى ان التناقض الوطني والقومي الرئيسي الذي تواجهه سوريا هو التناقض مع الامبريالية والصهيونية واسرائيل، وان المشكلة القومية والوطنية الرئيسية التي تواجهها سوريا هي مشكلة احتلال الجولان. ومع فقدان وجود المقاومة الشعبية المسلحة (وهذه مسؤولية تاريخية لحزب البعث ولكل الاحزاب والتنظيمات السياسية السورية، بما فيها الدينية، الموالية والمعارضة)، فإن العبء الاساسي، ونكاد نقول الاول والاخير، للمواجهة السورية مع اسرائيل، تقع على كاهل الجيش الوطني السوري. ولا يخفى على احد ان الحرب النفسية تعتبر في عصرنا احد اهم واخطر اشكال الحرب. ولذا يمكننا القول بكل موضوعية ان الحرب الشعواء التي شنت، منذ الساعة الاولى لما يسمى "الثورة السورية!"، ضد الجيش الوطني السوري، لزعزعة عقيدته الوطنية وضعضعة معنوياته وشرذمته، لم تكن سوى جزءا عضويا من الحرب النفسية الاسرائيلية ضد الجيش الوطني السوري، لتسهيل ضربه عسكريا من قبل اسرائيل. وعليه فإن كل "نبّاحي" و"بعابعة" "الجزيرة" واخواتها و"المعارضة السورية" العميلة واسيادها، ضد الجيش الوطني السوري، لم يكونوا سوى عملاء مجندين، بشكل رسمي وغير رسمي، في "جيش البروباغندا" الاميركية ـ الصهيونية والحرب النفسية الاسرائيلية.
ولقد اتخذت الحرب النفسية الاسرائيلية على الجيش الوطني السوري شكلين: الشكل الاول ـ الحرب الاعلامية، التي جندت لها كل اجهزة الاعلام الغربية والعربية الموالية للغرب، وكل الشبكات الدينية التكفيرية المشبوهة المرتبطة بالمخابرات الاميركية والتركية والاسرائيلية. حيث كانت تصدر "الفتوى" من بؤر المخابرات في واشنطن وانقرة وتل ابيب، فينطق بها "شيخ" او "امير جماعة" مشبوه ومأجور. والشكل الثاني ـ حملة شق الجيش الوطني السوري. وتشكيل جيش مرتزقة منشق. وضرب الجيش الوطني السوري بعضه ببعض. واضعافه كله، بمن في ذلك العناصر المخدوعة بالشعارات التضليلية لـ"المعارضة!"، لفتح الطريق امام الجماعات التكفيرية القادمة من الخارج وتمكينها لاحقا من السيطرة على الارض السورية بسهولة اكبر. ولهذه الغاية خصصت عشرات مليارات الدولارات لاجل تشكيل جيش المرتزقة الذي سمي "الجيش السوري الحر"، والذي تحول بسرعة الى مجموعة مسلحة غالبية عناصرها من "المتطوعين" الاسلاميين(!!!) المتطرفين الذين لا علاقة لهم اصلا بالجيش السوري، كما لا علاقة لهم بالتعاليم السمحاء للدين الاسلامي الحنيف!
وتحت ستار هذا الضجيج الاعلامي والعجاج السياسي التضليلي، بدأ الهجوم الستراتيجي الكبير لـ"الجيش "الاسلامي!!!" التكفيري العالمي"، من الحدود الاردنية، واللبنانية، والعراقية، وخصوصا التركية. ومنذ اللحظات الاولى شارك في هذا الهجوم عشرات الاف المقاتلين "الاسلاميين!!!"، المدربين مسبقا والمدججين بكافة انواع الاسلحة، والمجمّعين، بقدرة قادر، من عشرات البلدان، مما ينفي تماما عما يسمى "الثورة السورية!" المزعومة و"الربيع العربي!" المشؤوم اي طابع عفوي وشعبي، ويكشف تماما ان هذه "الثورة!" وهذا "الربيع!" لم يكونا سوى ستار ورماد يلقى في العيون، لتستير المؤامرة الكبرى التي كانت تحضر على سوريا والامة العربية منذ سنوات، لتمزيقها وتسليمها لقمة سائغة لأكلة لحوم البشر من "الجيش التكفيري "الاسلامي!!!" العالمي" الذي يأتمر بأوامر المخابرات الاميركية والتركية والاسرائيلية. (بعد تحرير مدينة القصيْر من قبل ابطال الجيش السوري بالتعاون مع رجال حزب الله اللبناني، تم اكتشاف انفاق عسكرية عديدة وطويلة، وبعضها يصل الى الحدود اللبنانية، مما هو برهان على ان المعركة كان يجري التحضير لها قبل سنوات من بداية "الثورة السورية!" و"الربيع العربي!" المشؤومين).
ومع ان المقاتلين "الاسلاميين!!!" المرتزقة كانو مجمّعين من عشرات البلدان، ولا يعرفون بعضهم بعضا، والمفترض انهم "متطوعون" عفويون، الا ان تجمعاتهم وتحركاتهم ونوعيات تسليحهم وتوزيعهم الجغرافي لم يكن فيه اي شكل من اشكال العفوية. وبالمناسبة نذكر هنا تجربة "جيش الانقاذ" الذي تشكل من المتطوعين العرب لمساعدة المقاومة الشعبية الفلسطينية في حرب 48ـ1949، فمن المعروف ان نقطة الضعف الاساسية في ذلك الجيش الشعبي كانت الفوضى وعدم الانضباط الكافي وضعف التخطيط بسبب عدم معرفة المتطوعين وضباطهم بعضهم بعضا وعدم التنسيق الكافي مسبقا فيما بينهم. في حين ان العصابات الصهيونية المجمّعة من كل حدب وصوب، كان يجمعها تنظيم سياسي و"اجتماعي" وعسكري دقيق، وكانت تتحرك في الميدان كجيش منظم خير تنظيم. وبعكس "جيش الانقاذ" تماما، فإن "الجيش الاسلامي!!! العالمي" الذي باشر الهجوم على سوريا، كان جيشا منظما خير تنظيم، ويتحرك ـ على كامل الرقعة السورية ـ ضمن خطة عسكرية ستراتيجية وتاكتيكية موحدة. وهو كان اشبه شيء بجيش العصابات الصهيونية في فلسطين سنة 48ـ1949 في التنظيم والدعم اللوجستي والحركة الميدانية. ولا عجب في ذلك ابدا، فالمرجع واحد، و"المايسترو" واحد. وحتى نعطي هذا الجيش "حقه" من حيث مستوى التنظيم والحركة، لعلنا لا نخطئ ابدا اذا سميناه "جيشا صهيونيا" بكوفية او عباءة عربية ـ اسلامية(!!!).
لقد استخدم "الجيش الاسلامي!!! العالمي" التضليل السياسي كغطاء مؤقت لشن الهجوم العسكري الشامل على سوريا. فمنذ الساعات الاولى لتحريك "الثورة السورية!" المشؤومة، استخدمت مظاهرات الجماهير الشعبية المضللة كدروع بشرية لتغطية عمليات الانتشار والتموضع العسكري داخل وخارج الاراضي السورية. واستخدمت الى اقصى حد صلوات الجماعة في ايام الجمعة من كل اسبوع، مما يؤكد ان "الجيش الاسلامي!!! العالمي" واسياده هم ابعد ما يكون عن احترام الشعائر الدينية للدين الاسلامي الحنيف. ورفع بشكل خاص شعار "سلمية... سلمية!" من اجل بلبلة الجيش السوري وتغطية التحركات وعمليات الانتشار العسكرية لـ"الجيش الاسلامي!!! العالمي". وكان قادة المعارضة الخونة، المدنيون والعلمانيون، امثال برهان غليون وجورج صبرا واضرابهما، يعرفون ذلك تماما وبالتفصيل الممل، ومع ذلك كانوا يتابعون مسرحيات التغطية على تحركات "الجيش الاسلامي!!! العالمي" والتآمر لتدمير بلدهم وتمزيق وتشريد شعبهم، باسم "الاصلاح" و"التغيير" و"الدمقراطية". وحينما كانت عصابات "الجيش الاسلامي!!! العالمي" تجتاح وتستبيح القرى والاحياء المسيحية وترفع شعار "المسيحية على بيروت والعلوية بالتابوت"، كان اليوضاس جورج صبرا يحتل الشاشات العربونفطية ليتشدق انه لا وجود لاضطهاد المسيحيين على يد "ثورته السلمية!!!".
وتحت ستار كل هذا العجاج الاعلامي والسياسي، الداخلي والخارجي، المنسق أفضل تنسيق، بدأ "الجيش الاسلامي!!! العالمي" هجومه الشامل على كامل الارض السورية دفعة واحدة، بعد ان تم تسريب عشرات الاف المقاتلين الاغراب الى داخل الاراضي السورية، والتنسيق التام بينهم وبين الطابور الخامس "الاسلامي!!!" في الداخل. وفي وقت واحد تقريبا بدأت مهاجمة كل الثكنات العسكرية وكل مفاصل الطرقات ومحطات المواصلات والمنشآت الحيوية والمطارات. ومثل هذا الهجوم الشامل لا بد ان الذي يقوم به هو جيش منظم تنظيما كاملا، تديره غرفة عمليات مركزية ويتمتع بقيادة عسكرية واحدة مجربة، وتعمل وفق خطة معدة سلفا. وطبعا ان هذه القيادة العسكرية كانت تعمل بالتنسيق والتناغم التام مع قيادة سياسية سرية موحدة ايضا، وهذه الاخيرة كانت تدير كل جوقة "تـنسيقيات" و"ائتلافات" و"جبهات" المعارضة السورية العميلة، التي كانت تتزاحم في ما بينها على تبني "انتصارات" "الجيش الاسلامي!!! العالمي" والتطبيل والتزمير والتهليل لعصاباته، حتى حينما كان يتم أسر بعض ضباط وجنود الجيش الوطني السوري، والتنكيل بهم وذبحهم وشق صدورهم واكل قلوبهم ورمي جثامينهم الطاهرة من على اسطح البنايات وفي الانهار. وكل ذلك طبعا باسم "الاصلاح" و"الدمقراطية" و"حقوق الانسان".
وكانت القيادات السورية المعارضة العميلة على درجة عالية من الثقة بالنفس (عمليا: الثقة بقوة "الجيش الاسلامي!!! العالمي") انها:
أولا ـ لم تضع اي حيز فاصل بينها وبين عصابات "الجيش الاسلامي!!! العالمي" وارتكاباتها، بل تبنتها بالكامل باعتبارها من "انجازات" "الثورة السورية!" المزعومة، وبررت ذلك على الملأ بحجة ان الجماهير السورية "الثائرة!" امتشقت السلاح ضد النظام ضمن حق الدفاع المشروع عن النفس(!!!).
وثانيا ـ انه باستثناء بعض الحالات الفردية، فإن جميع قيادات و"تنسيقيات" و"ائتلافات" و"جبهات" المعارضة رفضت رفضا قاطعا الموافقة على أي تسوية للنزاع الدائر، بل انها صارت تزايد على اسيادها واولياء نعمتها الاميركيين والصهاينة والاتراك والسعوديين والقطريين، لرفض اي تسوية قد تسفر عنها المفاوضات الروسية ـ الاميركية لمحاولة ايجاد تسوية ترضي جميع الاطراف.
وثالثا ـ انها ـ من خلال "المعلومات الخاصة" المفبركة والمفلترة التي تصلها ـ كانت على ثقة تامة بتحقيق النصر السريع والدخول دخول الفاتحين الى دمشق. فكانت المراهنات تترى ان ما تسميه "النظام" ـ اي عمليا سوريا كوطن وكشعب ـ سيسقط في خلال اسبوع، او اسبوعين، او شهر، او شهرين، او انه سيسقط قريبا، وفي ابعد احتمال ثلاثة اشهر الخ الخ.
ولكن جميع المراهنات على سقوط سوريا على يد "الجيش الاسلامي!!! العالمي" باءت بالفشل، وحينذاك بدأت المراهنة الاكبر والاخطر، الا وهي المراهنة على التدخل العسكري الخارجي، الاميركي، الاسرائيلي، التركي، الناتوي. بل بلغ اليأس والاسفاف ببعض القيادات المعارضة ان طلبت تشكيل "قوات عربية" لمهاجمة سوريا، علما ان الجامعة العربية كلها كانت قد اصبحت في خبر كان.
وحتى نعطي "الجيش الاسلامي!!! العالمي" حقه ولا "نقطع رزقه"، علينا ان نعترف ان الهجوم الشامل الذي شنه على سوريا كان مخططا على مستوى جغرافي ـ سياسي ـ طائفي ـ عسكري دقيق جدا وخطير جدا. ومن خلال مراقبة مجريات الاحداث يبدو بوضوح ان الخطة العسكرية التي بدئ بتنفيذها تستند الى دراسة دقيقة للطبيعة الجغرافية ـ الطائفية ـ السياسية ـ والعسكرية لسوريا، استنادا الى المعلومات السياسية التي قدمتها مختلف قيادات المعارضة العميلة، والمعلومات العسكرية التي قدمتها العناصر الخائنة المنشقة عن الجيش السوري. وقد اتخذت الخطة والتطورات المرافقة لها المسار التالي:
1ـ شن هجمات عسكرية وعمليات ارهابية على كامل الاراضي السورية، لالهاء وارباك الجيش الوطني السوري وتشتيت قواه واخفاء طبيعة الخطة المنفذة وهدفها الرئيسي.
2ـ الاستفادة من الدعم التركي المكشوف والوقح للمعارضة العميلة، والحدود التركية ـ السورية الطويلة، لاجل حشد عشرات الالاف من المقاتلين على الحدود التركية ـ السورية، واستباحة الحدود السورية تماما وتحويل المناطق المحاذية لتركيا الى مناطق نفوذ مكشوف للسلطات والمخابرات التركية. ومن خلال كل ذلك خلق الانطباع بأن الضربة الرئيسية او الهجوم الرئيسي لعصابات "الجيش الاسلامي!!! العالمي" والمعارضة العميلة سيتخذ شكل اجتياح عريض انطلاقا من الحدود التركية باتجاه الداخل السوري. ولكن الواقع ان هذا الانطباع كان انطباعا زائفا وتضليليا، وان الضربة الرئيسية كانت تحضر في مكان آخر.
3ـ بالرغم من كل تعقيدات ودقة وحساسية الوضع اللبناني، وخطر اندلاع الفتنة الطائفية الاسلامية ـ المسيحية، او الفتنة المذهبية السنية ـ الشيعية، فإن كتلة "14 اذار" وخصوصا جناحها الطائفي السني بزعامة الحريري والسنيورة لم تتورع عن ان تكشف مرة اخرى عن استهتارها التام بمصير لبنان، فعملت ـ بالتعاون مع "الجيش الاسلامي!!! العالمي" والمعارضة السورية العميلة على تحويل المناطق اللبنانية التي تسيطر عليها طائفيا، الى قواعد وممرات للمقاتلين وللاسلحة والذخائر لدعم الحرب الشعواء ضد الدولة والشعب السوريين. ولهذه الغاية جرى "تنظيف" بعض المناطق الحدودية مع سوريا من حواجز ومواقع الجيش اللبناني. وخاصة في عرسال وعكار. فقد هوجمت مواقع الجيش بعدوانية مقيتة. وفي عرسال تم أسر دورية للجيش وعلى رأسها ضابط. فأفتى احد الشيوخ الادعياء بقتل الضابط وجنوده، فقام أشاوس "14 اذار" بقتلهم بدم بارد ثم مثلوا بالجثث وسحلوها في شوارع البلدة بين التهليل والتكبير. وبهذه الطريقة تم عمليا فصل عرسال في البقاع، ووادي خالد وجوارها في عكار، عن السلطة اللبنانية، وتحويل المناطق المفصولة وخصوصا عرسال الى معسكر بكل معنى الكلمة لـ"الجيش الاسلامي!!! العالمي" وعصابات المعارضة السورية العميلة. كما جرى تعكير الاوضاع الامنية في مدينة طرابلس من اجل تسهيل تحويل مرفأ طرابلس الى مرفأ لرسو السفن المحملة بشتى انواع الاسلحة وخصوصا المدفعية والاليات والاسلحة الثقيلة والذخيرة ونقلها من طرابلس الى عكار الى "الجيش الاسلامي!!! العالمي" وعصابات المعارضة العميلة في سوريا. كما قام الشيخ احمد الاسير بمحاولة مماثلة في مدينة صيدا للسيطرة على مرفأ صيدا واستخدامه بحرية في مخطط العدوان على سوريا، وتم ذبح عناصر احد حواجز الجيش اللبناني كالنعاج. ولكن المحاولة فشلت واضطر الشيخ الاسير للفرار والتواري عن الانظار.
4ـ تمتد بلدة عرسال ومنطقتها على طول 50 كيلومترا بمحاذاة الحدود السورية. وبعد فصلها العملي التام عن الدولة اللبنانية، سيطرت عليها عصابات المعارضة السورية العميلة و"الجيش الاسلامي!!! العالمي" وزعران "14 اذار" الاشاوس، وتم حشد عشرات الاف المسلحين فيها، ومنها تمت السيطرة على القرى والبلدات المحاذية لها في الاراضي السورية، ومنها مدينة القصيْر التي تبعد 15 كيلومترا عن الحدود اللبنانية. وتم تحويل كل محيط المنطقة الواقعة بين عرسال والقصير الى قاعدة عسكرية كبرى لـ"الجيش الاسلامي!!! العالمي" والمعارضة السورية العميلة، لشن الهجوم الستراتيجي المركزي ضد الجيش والدولة السوريين.
5ـ من تتبع الاحداث التي كانت تجري على الارض يتبين: ان الخطة العسكرية ـ السياسية المركزية التي كان "الجيش الاسلامي!!! العالمي" يريد تطبيقها بالتعاون مع العصابات الاخرى للمعارضة السورية العميلة هي: تحويل منطقة القصير ـ عرسال الى مركز انطلاق للهجوم المركزي على سوريا؛ الاستناد بظهره الى لبنان، باعتبار ان الجيش السوري لن يجرؤ على دخول الاراضي اللبنانية وتطويقه وضربه من الخلف، نظرا للمضاعفات الدولية لذلك، وباعتبار ان حزب الله "لن يجرؤ!!!" ايضا على مهاجمة عرسال خوفا من الفتنة المذهبية السنية ـ الشيعية؛ وكان الهجوم المركزي سينطلق باتجاهين: الاول باتجاه حمص، ومنها باتجاه دير الزور، ومنها باتجاه الرقة، ومنها باتجاه محطته الاخيرة: حلب؛ والثاني باتجاه ادلب، ومنها باتجاه المحطة الاخيرة: حلب؛ وهكذا ترتسم ضمن الدولة السورية دائرة كبيرة ضمن خط يشمل: القصير ـ حمص ـ دير الزور ـ الرقة ـ حلب ـ ادلب ـ القصير؛ وتصبح هذه المنطقة منطقة سيطرة تامة لـ"الجيش الاسلامي!!! العالمي"، ويتم "تطهيرها" تطهيرا تاما من الجيش الوطني السوري ومؤسسات الدولة السورية، وجميع المؤسسات ذات الطابع المدني، وخصوصا تطهيرها من العلويين والاسماعيليين والمسيحيين ويتم هدم جميع الكنائس والاديرة والمعابد التاريخية التي تؤرخ لظهور المسيحية الشرقية التي كانت اهم عملية حضارية جرت في الشرق العربي مئات السنين قبل ظهور الرسالة المحمدية العظيمة؛ وبعد تطهير هذه المنطقة يتم اعلانها "امارة اسلامية!!!" على الطريقة الافغانية ـ الطالبانية؛ وبانتزاع هذه المنطقة من قلب سوريا يكون قد تم عمليا: عزل منطقة دمشق؛ فصل المناطق الكردية في الشمال عن الجسم السوري؛ عزل منطقة جبال العلويين والساحل السوري ذي الاكثرية العلوية من اللاذقية الى طرطوس؛ ويتم الاعتراف بـ"الامارة الاسلامية!!!" العتيدة من قبل دول النفط العربية وغالبية الدول الاعضاء في منظمة مؤتمر الدول الاسلامية، وطبعا من قبل اميركا وغالبية دول الناتو واسرائيل؛ واذا استتب الامر لهذه الامارة، يتم شحنها ببضع مئات الاف المقاتلين "الاسلاميين!!!" من شتى البلدان العربية والاسلامية وبالقسم الاكبر من الجيش التركي بعد "أسلمته!!!" و"عثمنته" بسرعة؛ ويتم تزويد هذا الجيش الهائل بكافة انواع الاسلحة بما فيها المحرمة دوليا؛ والخطوة التالية لـ"الامارة الاسلامية!!!" العتيدة كان من المفترض ان تكون: الهجوم باتجاه لبنان لسحق حزب الله وللتخلص النهائي من الوجود المسيحي وللسيطرة على الساحل اللبناني وتحويله الى ساحل لـ"الامارة الاسلامية!!!"؛ وبعد ذلك تعمد "الامارة الاسلامية!!!" الى شن حرب خاطفة على دمشق، بالتعاون او بدون التعاون مع هجوم اسرائيلي مساند، حيث يتم سحق الجيش الوطني السوري والتخلص النهائي من بقايا المسيحيين، واعتقال بشار الاسد لمحاكمته بتهمة "الفساد والكفر والالحاد" ونصب محكمة دولية له في الرياض في السعودية، او في قندهار او كابل في افغانستان، او في احد القصور العثمانية التاريخية على مضيق البوسفور.
قد يقول البعض ان هذا السيناريو هو غير منطقي. على ذلك نجيب: حققوا مع اي مسؤول "اسلامي!!!" كي تعرفوا الحقيقة. وقد يكون هذا السيناريو غير منطقي، الا انه موجود. ان الامارة "الاسلامية!!!" لطالبان في افغانستان كانت غير منطقية، الا انها كانت موجودة، وهي تعود الى الوجود بفضل الوجود الاميركي في افغانستان. وان وجود "الجيش الاسلامي!!! العالمي" في القرن الواحد والعشرين هو غير منطقي، ولكنه موجود.
6ـ ان انضمام مقاتلي حزب الله لمعاونة الجيش الوطني السوري في قتال "الجيش الاسلامي!!! العالمي" في القصيْر شكل نقلة نوعية في القدرات القتالية للجيش الوطني السوري نظرا للصلابة الخاصة لمقاتلي حزب الله وتدريبهم الرفيع وخبرتهم العالية في حرب العصابات وفي مواجهة التاكتيكات القتالية للجيش الاسرائيلي، وهي بالضبط التاكتيكات التي يعتمدها "الجيش الاسلامي!!! العالمي". وهذا بالضبط ما حتم انتصار الجيش الوطني السوري، بمعاونة حزب الله، على جحافل "الجيش الاسلامي!!! العالمي" المدعم بشتى عصابات المعارضة السورية العميلة في القصير، وذلك بسرعة غير متوقعة.
7ـ ان الانتصار الباهر للجيش الوطني السوري وحزب الله في القصيْر شكل نقطة تحول نوعية في الحرب السورية، لانه قصم ظهر "الجيش الاسلامي!!! العالمي"، وكسر الحلقة المركزية في العدوان على سوريا، وحطم نهائيا ستراتيجية الهجوم على سوريا، الذي أعد له طويلا في واشنطن وتل ابيب وانقرة والرياض؛ وبعد معركة القصيْر انتقل الجيش الوطني السوري من مرحلة "الدفاع الستراتيجي" الى مرحلة "الهجوم الستراتيجي"، مرحلة التصفية التامة والتطهير التام للارض السورية من قذارات "الجيش الاسلامي!!! العالمي" والمعارضة السورية العميلة المنحطة التي زادتها هزيمة القصيْر انحطاطا. ويمكن تشبيه انتصار القصيْر في الحرب السورية، بانتصار الجيش الاحمر على الجيش النازي في ستالينغراد في الحرب العالمية الثانية.
8ـ بعد انتصار القصير فإن الجيش الوطني السوري لم يتجاوز الحدود اللبنانية لملاحقة وتصفية عشرات الاف مقاتلي "الجيش الاسلامي!!! العالمي" الذين التجأوا الى عرسال وحولوها حتى الان الى قاعدة لهم. ولكن الدولة السورية لن ترضى بأية حال ان يبقى هذا الخنجر موجها الى خاصرتها، وستجد قريبا "الحل القانوني" لـ"عقبة القانون الدولي" لتجاوز الحدود اللبنانية والتعاون مع الجيش اللبناني الشقيق، لاجل تطهير عرسال من فلول "الجيش الاسلامي!!! العالمي" واعادتها ـ اي عرسال ـ الى سيادة الدولة اللبنانية. واذا لم يستطع اهالي عرسال الوطنيون والشرفاء طرد حثالات "الجيش الاسلامي!!! العالمي" والمعارضة السورية العميلة من اراضيهم، فربما نشبت معركة ضارية جدا لا رحمة فيها ولن يبقى فيها حجر على حجر في عرسال لا سمح الله!
9ـ بعد سقوط القصيْر طار صواب القيادة الميدانية والخارجية لـ"الجيش الاسلامي!!! العالمي"، التي ادركت ان مشروعها الهجومي بكامله قد سقط نهائيا. فعمدت الى ارتكاب حماقتها الكبرى وهي جريمة استخدام السلاح الكيماوي الذي زودتها به اميركا لاستخدامه "عند الحشرة". وعمدت، بالتعاون مع آلة البروباغندا الغربية ـ العربونفطية، الى اتهام الجيش الوطني السوري باستخدام هذا السلاح الاجرامي، كي تستعيض عن فشل هجومها الستراتيجي على سوريا، بهجوم تشنه اميركا والناتو على سوريا، على غرار الهجوم على صربيا في 1999، والهجوم على ليبيا في 2011. وفعلا، وقبل اجراء اي تحقيق في من استخدم السلاح الكيماوي في سوريا، اعلنت اميركا انها على استعداد لتوجيه ضربة قاسية الى سوريا، لتسهيل استلام عصابات المعارضة للسلطة.
10ـ وقد انتظر العالم كله ماذا سيكون عليه الموقف الروسي. وفي هذا الصدد صرح وزير الخارجية الروسي سيرغيي لافروف "ان روسيا لن تحارب احدا". وللوهلة الاولى ظن بعض الاغبياء ان روسيا تتخلى عن اصدقائها بسهولة، او انها تخشى الجبروت الاميركي. ولكن في الوقت نفسه صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ان روسيا ستنفذ حتى النهاية جميع اتفاقات التسلح مع سوريا، ضمن اطار الشرعية الدولة، ومن ضمن القوانين الدولية". كما نشرت الصحافة الروسية ما مفاده ان القيادة الروسية قررت "فتح جميع مستودعات الجيش الروسي، وبجميع انواع الاسلحة، وبكميات غير محدودة، ومجانا تماما... لصالح الجيش السوري". وبالعودة الى تصريح لافروف "السلمي" فهذا يعني: ان روسيا لن تعلن الحرب رسميا على اميركا او غيرها، ولكن جميع الاسلحة الروسية (وحسب الضرورة) وبما فيها الطواقم البشرية للاسلحة الجديدة والمعقدة التي لم يتم تدريب السوريين عليها بعد، ستأخذ طريقها للقتال ضد المعتدين على سوريا، ايا كانوا. وأدركت القيادة العسكرية (فالسياسية) الاميركية انها ستدخل في "امتحان قوة" هي بغنى عنه، مع روسيا. والقيادة الاميركية تعرف، من التاريخ ومن الوقائع الراهنة، ان روسيا لا تدخل حربا الا لتربحها، وان الاعتداء على سوريا وتدمير مرافقها سيكون ثمنهما تدمير القوة الاميركية والبنتاغون والبيت الابيض. ولذلك فضلت القيادة الاميركية ان تترك حلفاءها في "الجيش الاسلامي!!! العالمي"، الذين اعتقدوا ان حرب افغانستان قد انتهت بانتصارهم على روسيا، ليدفعوا ثمن تقديرهم الخاطئ، وليدركوا ان حرب افغانستان لم تكن سوى جولة، وان الجولة الثانية الحالية في سوريا ستنتهي بالهزيمة المطلقة لـ"الجيش الاسلامي!!! العالمي" الذي سبق وحارب الروس في افغانستان.
XXX
نستنتج مما تقدم:
1ـ ان الجناح الاصلاحي في النظام السوري، وعلى رأسه بشار الاسد، والى جانبه روسيا، قد مدا اليد منذ البدء نحو المعارضة الوطنية الصادقة لاجل اجراء تسوية والبحث المشترك في الاصلاح. ولكن "الجيش الاسلامي!!! العالمي" والمعارضة العميلة واسيادهما لوحوا بالسكاكين والسيارات المفخخة منذ الساعة الاولى لقيام "الثورة السورية" المزعومة والمشؤومة، وأفشلوا كل محاولة وكل مسعى للتسوية. وهم يتحملون المسؤولية بالكامل، وعليهم ان يدفعوا الثمن تماما.
2ـ ان الجناح الاصلاحي والمؤيد للمقاومة في سوريا، جيشا ودولة وشعبا، قد قوي اكثر من اي وقت مضى. وان افق الاصلاح سيفتح حتما على مصراعيه في سوريا. ولكن الشرط الاول للاصلاح سيكون تنظيف "البيت السوري" من "التكفيريين" الغزاة ومن عصابات الخونة من المعارضة العميلة، ومن كل من ساعدهم ودعمهم وآواهم ونطق بلسانهم.
3ـ ليس بعيدا اليوم الذي ستفتح فيه دفاتر الحسابات مع تركيا، وزمر "14 اذار" في لبنان، و"القاعدة" واخواتها في العراق وغير العراق، والنظام الاردني، والسعودية وقطر، والقواعد والمصالح الاميركية في المنطقة، والحساب الطويل الطويل مع اسرائيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض بنود -لائحة الشرف- للدمقراطية الاميركية المزعومة!
- سقوط أسطورة القطب الاميركي الاوحد
- -الصليبية- الاميركية على قارعة السقوط التاريخي!
- ضجة كيماوية هستيرية مفتعلة لاجل فصل المناطق الكردية عن سوريا
- المهمة الوطنية والدمقراطية الاولى في سوريا: السحق التام للغز ...
- الجيش -الاسلامي!!!- العالمي يجند المضللين البلقانيين للقتال ...
- ما خربته السياسة الغربية تصلحه المسيحية الشرقية
- اليوم سوريا وغدا روسيا!
- الحتمية التاريخية لانتصار النظام العبودي لروما
- انتصار روما على قرطاجة: انتصار للنظام العبودي -الغربي- على ا ...
- ظهور المسيحية الشرقية كظاهرة نضالية ضد الاستعمار والاستغلال ...
- معركة سوريا تتجه نحو الحسم في اتجاه واحد: تحطيم المؤامرة وسح ...
- قبل ان يرتفع العلم التركي فوق قلعة حلب...
- الاسباب الذاتية لهزيمة قرطاجة
- طبيعة الانتصار الروماني على قرطاجة
- تدمير قرطاجة والسقوط العظيم للمشاعية البدائية
- قرطاجة والطور الاخير للنظام المشاعي البدائي
- فلاديمير بوتين: قيصر شعبي عظيم لروسيا العظمى
- مسؤولية الغرب الاستعماري عن المجازر التركية ضد الارمن
- الكتل المالية العالمية المتصارعة في الغرب تصطدم برأسمالية ال ...


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - الحرب السورية: بداية النهاية!