أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - ما خربته السياسة الغربية تصلحه المسيحية الشرقية















المزيد.....

ما خربته السياسة الغربية تصلحه المسيحية الشرقية


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 23:59
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ما خربته السياسة الغربية تصلحه المسيحية الشرقية
جورج حداد*
بالرغم من تغيير النظام السياسي ـ الاجتماعي في روسيا وتحوله مما كان يسمى "النظام الاشتراكي" نحو ما يسمى "النظام الدمقراطي"، فإن هناك أولويات في دوائر الحركة للسياسة الخارجية للدولة الروسية الحالية. وتأتي في رأس هذه الدوائر: دائرة الحركة في اطار دول الاتحاد السوفياتي السابق. ومن ضمن هذه الدائرة تأتي العلاقات الروسية ـ الاوكرانية في المركز الاول، للاسباب الرئيسية التالية:
1ـ ان روسيا واوكرانيا وبيلوروسيا هي ذات اصول قومية قديمة وثقافية روسية ـ سلافية واحدة.
2ـ ان اوكرانيا بالذات تشغل مكانة مميزة خاصة في التاريخ الروسي، إذ ان الدولة الروسية الاولى (التي تسمى "كييفسكايا روس" اي "روسيا كييف") قد نشأت بالتحديد في مدينة كييف عاصمة اوكرانيا الحالية، التي كانت اول عاصمة للدولة الروسية عند نشوئها في منتصف القرن العاشر. وكان الروس (بمن فيهم الاوكرانيون حينذاك) مهددون بالاجتياح والتوسع من قبل المملكة الخزرية اليهودية التي نشأت على مصب نهر الفولغا وامتدت بين بحر قزوين والبحر الاسود، وكانت تغزو البلغار القدماء المسلمين (بلغار الفولغا) والروس القدماء الوثنيين وتسبي نساءهم واطفالهم وتبيعهم رقيقا وخصيانا لليهود العرب (العبرانيين) الذين كانوا يبيعونهم بدورهم للقادة والامراء والاشراف والتجار "المسلمين!!!". وقد قضت مملكة الخزر اليهودية على المملكة البلغارية الاسلامية القديمة وتوسعت على حسابها (وحتى اليوم فإن بقايا البلغار القدماء في جمهورية تتارستان ذات الحكم الذاتي في روسيا لا يزالون مسلمين). وكانت المملكة الخزرية اليهودية تتطلع الى التوسع شمالا على حساب القبائل الروسية القديمة. ولكن فور تأسيس الدولة الروسية الاولى في كييف، فإن اول "عمل دولة" قامت به الدولة الناشئة هو مهاجمة وتدمير إيتل عاصمة المملكة الخزرية سنة 943م، وقد استمر الجيش الروسي بقيادة الامير سفيتوسلاف في القتال ثمان ليالٍ متواصلة بدون نوم. وفيما بين السنوات 965 و970 قضى الروس تماما على مملكة اليهود الخزر، ومنعوهم من السكنى في اراضي تلك المملكة السابقة. وهذه المعركة التاريخية الكبرى، التي انطلقت من مدينة كييف بالذات، شكلت نقطة الانطلاق لتكوين الدولة الروسية العظمى التي كانت تسمى "روسيا المقدسة". ولذلك فإن الروس يعتبرون الشعب الاوكراني جزءا عضويا منهم، وتحتل مدينة كييف مكانة خاصة في الهوية الثقافية والشعور القومي للشعب الروسي باعتبارها مهد ولادة الدولة والامة الروسيتين.
3ـ وفي تلك المرحلة بالذات تبنت قيادة الدولة الروسية الناشئة الديانة المسيحية على الطقس الشرقي الارثوذكسي (دون الالتحاق ببيزنطية كدولة). وفي اواخر القرن العاشر تم تبني الديانة المسيحية الشرقية (الارثوذكسية) بوصفها الديانة الرسمية للدولة، وتم تعميد الشعب جماعيا في نهر الدنيبر في كييف. وارتبط تعميد الروس باسم الامير فلاديمير سفياتوسلافيتش، الذي اصبح يعتبر من قديسي الكنيسة. وتختلف الابحاث التاريخية في تحديد سنة تعميد الروس، بين 988 و990 و991. ولكن التاريخ المعتمد رسميا هو سنة 988. ويحتفل الشعبان الروسي والاوكراني احتفالا شعبيا ورسميا بهذه المناسبة التاريخية العظمى.
4 ـ بعد القضاء على مملكة الخزر اليهودية نشأ، في القرون الوسطى، خطر جديد على الشعبين الروسي والاوكراني هو الخطر المتأتي من الامبراطورية التوسعية العثمانية، التي كانت تتعاون مع التتار في تلك المنطقة. واستطاع التتار، المدعومين من قبل العثمانيين، السيطرة على المنطقة التي تسمى اليوم اوكرانيا. والحروب الروسية ضد العثمانيين وحلفائهم التتار هي التي انقذت الاوكرانيين من براثن التتار والعثمانيين. وكانت شبه جزيرة القرم المشهورة في ايدي العثمانيين والتتار. وفي الحرب الروسية ـ العثمانية سنة 1768 ـ 1774، انهزم الجيش العثماني وحلفاؤه التتار. وبنتيجة ذلك تم ضم شبه جزيرة القرم للدولة الروسية سنة 1783. وفي هذه السنة قررت الامبراطورة الروسية كاترين الثانية انشاء مدينة سيباستوبول التي يرابط فيها اليوم الاسطول الروسي للبحر الاسود. ويشكل المواطنون الروس الاغلبية في سيباستوبول (4،74%)، ويأتي بعدهم الاوكرانيون (6،20%)، وجنسيات مختلفة 5%. (احصاء سنة 1989). وفي حزيران 2008 اقام المواطنون الروس في سيباستوبول تمثالا برونزيا ارتفاعه ستة امتار للامبراطورة كاترين الثانية مؤسسة المدينة برغم ان السلطات الاوكرانية حينذاك الموالية للغرب حاولت عبثا منع اقامة التمثال. وفي احتفال تدشين التمثال قال ممثل السكان الروس "شئتم ام ابيتم فإن كاترين الثانية هي التي بنت سيباستبول". وخوفا من إقدام السلطة على هدم التمثال، ظلت جموع المواطنين الروس تحمي التمثال بطوق بشري حي اياما وليال عديدة الى ان اضطرت السلطة للتراجع، خوفا من ان يطرح الروس موضوع العودة الى كنف الدولة الروسية.
5 ـ في سنة 1954 وبمناسبة الذكرى المئوية الـ 300 لاعلان الثوار القوزاق الاوكرانيين بقيادة بوغدان خميلينسكي انضمام اوكرانيا الى روسيا، اتخذت القيادة السوفياتية بزعامة خروشوف حينذاك قرارا بضم شبه جزيرة القرم الى اوكرانيا، كتعبير عن وحدة الشعبين الروسي والاوكراني. وشعار وحدة الشعبين يبقى املا وهدفا رئيسيا للوطنيين الروس.
ان هذه المعطيات التاريخية تعطي العلاقات الروسية ـ الاوكرانية ميزة خاصة. وكانت روسيا تزود اوكرانيا بالغاز الطبيعي باسعار تفضيلية جدا، كما كانت انابيب الغاز الروسية العابرة نحو البلدان الاوروبية تمر عبر اوكرانيا التي كانت تتقاضى رسوم ترانزيت تشكل دخلا مرموقا للميزانية الاوكرانية.
ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بفعل خيانة البيروقراطية السوفياتية بقيادة العميل الاميركي ـ الصهيوني ميخائيل غورباتشوف، استطاعت الدبلوماسية ـ المخابراتية الاميركية ان تستميل البرجوازية الاوكرانية الناشئة التي جمعت ثرواتها من نهب القطاع العام "السوفياتي" السابق، الى جانب التيارات الليبيرالية المخدوعة بـ"الدمقراطية" الغربية. وفي نهاية العام 2004 حدثت في اوكرانيا ما تسمى "الثورة البرتقالية"، وقفز الموالون للغرب بزعامة الرئيس السابق فيكتور يوشتشينكو الى السلطة، وبدأوا نهجا معاديا لروسيا وفي التقرب من الغرب ومحاولة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي، وتحويل اوكرانيا الى قاعدة عسكرية نووية اميركية ـ اطلسية موجهة ضد روسيا، مقابل الامل بالحصول على المساعدات الدولارية. وبدأت السلطة الاوكرانية الموالية للغرب تلوح بعدم التجديد للاسطول الستراتيجي الروسي الذي يتمركز في سيباستوبول بموجب اتفاق بين البلدين في سنة 1997، وهو الاتفاق القابل للتجديد والذي تنتهي مدته الحالية سنة 2017. كما بدأت تلك السلطة في استفزاز وابتزاز روسيا بموضوع الغاز. فأخذت تماطل في دفع المستحقات عليها من استهلاك الغاز الذي يسلم اليها باسعار تفضيلية منخفضة جدا، علما انها كانت تقتطع فورا رسوم ترانزيت الغاز الروسي المار الى البلدان الاوروبية الاخرى. وقد استمرت ازمة الغاز بين السنوات 2006 و2009، وادت الى قطع الغاز الروسي لفترة عن اوكرانيا والبلدان الاوروبية الاخرى، ردا على امتناع السلطة الاوكرانية عن دفع المستحقات عليها واقدامها على سرقة غاز الترانزيت، الى ان تم التوقيع على اتفاق ثلاثي بين روسيا واوكرانيا والاتحاد الاوروبي، كما تم توقيع اتفاق بين روسيا ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو، بدون موافقة الرئيس السابق فيكتور يوشتشينكو. وبسبب هذا الاتفاق تم زج تموشينكو في السجن لمدة سبع سنوات بتهم يقول انصارها انها ملفقة. واعتبرت روسيا زج تيموشنكو في السجن عملية موجهة ضدها.
وابان ازمة الغاز الروسية ـ الاوكرانية وقعت الحرب القصيرة بين روسيا وجورجيا سنة 2008 بسبب عدوان الحكم الموالي للغرب في جورجيا بزعامة سآكاشفيلي على اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وقد وقفت السلطة الاوكرانية الموالية للغرب الى جانب جورجيا. وهناك مصادر تقول انه تم ارسال "متطوعين" اوكرانيين للقتال الى جانب جورجيا، مما كان له تأثير سلبي كبير لدى الروس لانه لاول مرة في التاريخ المعاصر يقف مقاتلون من الشعبين الشقيقين ضد بعضهم بعضا في ساحة القتال.
ويجمع المحللون الحياديون ان فترة حكم "البرتقاليين" كانت وبالا على اوكرانيا. وخلال هذه الفترة انخفض اجمالي الناتج القومي الداخلي بنسبة خمسة عشر بالمئة وتضاعف عدد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر، وتضاعفت أسعار المواد الغذائية مرات عديدة . ومن حيث الفساد اصبحت اوكرانيا تأتي في مقدمة دول العالم بعد الصومال.
وفي الانتخابات الرئاسية التي جرت في كانون الثاني 2010 لم يترشح فيكتور يوشتشينكو، وتنافس على الرئاسة معارضه الرئيسي فيكتور يانوكوفيتش (رئيس حزب الارياف (او الاقاليم) )، ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو، التي كانت في السابق حليفة ليوشتشنكو ثم انفكت عنه، وكانت تعتبر الشخصية الثانية (بعد يوشتشينكو) في "الثورة البرتقالية" عام 2004، الا انها انتهجت لاحقا خطا معتدلا حيال العلاقات مع روسيا. وكان يانوكوفيتش من معارضي سياسة الانضمام الى الحلف الاطلسي، ومن مؤيدي التقارب مع روسيا ومع الاتحاد الاوروبي في الوقت ذاته.
وخلال مرحلة النزاعات التي افتعلتها مع روسيا السلطة الاوكرانية السابقة الموالية للغرب، اتخذت روسيا قرارات اقتصادية ستراتيجية فيما يتعلق بتصدير الغاز الى البلدان الاوروبية، دون المرور بالاراضي الاوكرانية. واهم هذه القرارات:
ـ إنشاء خط انابيب قاري لنقل وتسويق الغاز سمي "السيل الجنوبي". ويستهدف مد خط أنابيب الغاز هذا تحقيق توريدات الغاز الروسي، وربما الغاز من آسيا الوسطى ايضا، الى اوروبا عن طريق البحر الاسود. وبموجب هذا المشروع فان خط انابيب الغاز يمر من روسيا الى بلغاريا في قاع البحر الاسود، ثم يتفرع فوق اليابسة الى فرعين، اولهما سيمتد عبر صربيا والمجر والنمسا وسلوفينيا، وثانيهما سيمتد عبر اليونان الى جنوب ايطاليا.
ـ انشاء خط انابيب قاري اخر لنقل الغاز سمي "السيل الشمالي". ويمر هذا الخط بقعر بحر البلطيق ويربط ساحل روسيا بالساحل الالماني في منطقة "غرايفسفالد"، وسيتم عبره نقل الغاز الروسى من الحقلين " الروسي الجنوبي" و"شتوكمان" الى اوروبا الغربية. كما سيتم تسويق الغاز الروسى في ألمانيا والدانمرك وبريطانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا وتشيكيا وغيرها من الدول الاوروبية.
ان إنشاء هذين الخطين يكلف روسيا عشرات مليارات الدولارات، وهو ما كانت في غنى عنه لولا السياسة الرعناء للسلطة الموالية للغرب في اوكرانيا. ولكن هذين الخطين سيحققان لروسيا قفزة نوعية هائلة على الصعيد الستراتيجي، الاقتصادي ـ السياسي، ان لجهة الفوائد الاقتصادية الكبرى التي ستجنيها كل من روسيا والبلدان الاوروبية، وان لجهة الاندماج الروسي ـ الاوروبي العام، وخصوصا لجهة ربط الاقتصادات الاوروبية بالطاقة الروسية، مما سيلزم مختلف الدول الاوروبية الغربية بالتخلي شيئا فشيئا عن سياسة العداء القديمة لروسيا وسياسة التبعية الذليلة للسياسة الاميركية.
ومنذ تسنم فيكتور يانوكوفيتش مركز الرئاسة الاوكرانية، وخصوصا منذ عودة فلاديمير بوتين الى مركز الرئاسة الروسية بدأت مرحلة من الدبلوماسية الهادئة لاعادة تطبيع العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وفي الاسبوع الماضي قام الرئيس بوتين بزيارة اوكرانيا بمناسبة الذكرى 1025 لتعميد (تنصير) الشعب الروسي في نهر الدنيبر في كييف على يد الامير (القديس) فلاديمير سفياتوسلافيتش. وقام بوتين بزيارة دار ابرشية كييف الارثوذكسية، حيث استقبله المتروبوليت بافل الذي اطلق على بوتين لقب الامير فلاديمير سفياتوسلافيتش. وبمناسبة حضور بوتين جرى قداس احتفالي برئاسة المتروبوليت الروسي كيريل، أنشدت فيه الجوقة الكنسية لبوتين النشيد الكنسي "العمر المديد".
والتقى بوتين مع الرئيس يانوكوفيتش، وبحث الرئيسان في تحسين العلاقات بين البلدين. ويوم الاحد الفائت قام الرئيسان معا بتفقد الاسطولين الروسي والاوكراني اللذين يحتفلان معا بيوم الاسطول الحربي.
وبعد لقاء الرئيسين صرح بوتين "ان الاقتصاد الاوكراني سيحصل على اولويات للمزاحمة فقط اذا توحد مع الاقتصاد الروسي"، ملمحا الى امكانية انضمام اوكرانيا الى الاتحاد الجمركي الذي يضم ايضا كازاخستان وبيلوروسيا. وفي هذا الصدد اورد بوتين بعض الاحصاءات ومنها انه في الثلاثة الاشهر الاولى من السنة الجارية انخفض التبادل السلعي بين روسيا واوكرانيا بنسبة 18%، بينما ارتفع بين الدول الاعضاء في الاتحاد الجمركي المشار اليه بنسبة 3%.
وخلال الزيارة لمقر الكنيسة الارثوذكسية الاوكرانية قال بوتين "ان الوحدة الروحية هي اقوى من اي تأثير لاي سلطة دولة وحتى سلطة الكنيسة. فأيا كان نوع السلطة على الناس، فليس هناك سلطة اقوى من سلطة الخالق" و"لقد عانينا معا امتحانات صعبة، ومآس، وبنينا معا ودافعنا عن روسيا العظمى، ودافعنا عن عقيدتنا، وعن تجربتنا وطريقنا التاريخي الفريد. ويعود فضل كبير في ذلك للكنيسة الارثوذكسية لعموم روسيا. نحن جميعا ورثة روحيون لما جرى هنا قبل 1025 سنة، وبهذا المعنى فنحن بلا شك شعب واحد" و"ان هذا العيد هو عيد كبير مشترك لنا جميعا، وهو يذكرنا بوحدتنا الروحية وبجذورنا المشتركة" و"في القرون الماضية توصلنا الى تحقيق نتائج باهرة في بناء وطننا المشترك حينذاك" و"اليوم الوضع يختلف، ولكنه لدينا العزم ان نعمل معا، مستندين الى كل ما قام به اجدادنا واسلافنا". اما الرئيس يانوكوفيتش فقال "نشكركم لمجيئكم للاحتفال معنا بهذا العيد الرائع لوحدة شعبينا" واضاف ان الديانة المسيحية "رفعت روسيا الاوكرانية الى مستوى جديد واعطت دفعة جبارة لتطوير ثقافة البلاد". وقال المتروبوليت الروسي كيريل "ان هذا العيد يجمع شعبينا ويرسم الطريق للتطور التاريخي المشترك". وشارك الرئيس بوتين في كونفرانس نظمه حزب "الخيار الاوكراني" تحت عنوان "القيم الارثوذكسية ـ السلافية هي اساس الخيار الحضاري لاوكرانيا".
وقد شارك في الاحتفالات، الى جانب الرئيسين الروسي والاوكراني، رئيسا مولدوفا وصربيا ايضا، ورؤساء جميع الكنائس الارثوذكسية المحلية.
وبعد كييف قام الرئيس بوتين برفقة الرئيس الاوكراني يانوكوفيتش بزيارة سيباستوبول حيث تم الاحتفال بعيد الاسطول الحربي الروسي وعيد الاسطول الاوكراني. وقد اعيد توحيد العيدين التقليديين منذ السنة الماضية. وكانت المرة الاخيرة قبل ذلك التي جرى فيها الاحتفال بصورة مشتركة سنة 2001، حيث زار حينذاك بوتين والرئيس الاوكراني الاسبق ليونيد كوتشما سيباستوبول وجرى استعراض بحري.
وقد وضع الرئيسان بوتين ويانوكوفيتش اكاليل الزهور على النصب التذكاري للمدافعين الابطال عن سيباستوبول في 1941 ـ 1942 ضد الجحافل النازية، واستعرضا السفن الحربية للبلدين وهي ترفع العلمين الروسي والاوكراني.
وفي كلمته بمناسبة الاحتفال قال بوتين انه هنا قبل 230 سنة ارسيت قاعدة اسطول البحر الاسود. ووصف بوتين سيباستوبول بأنها مدينة المجد الذي لا يخبو لروسيا واوكرانيا وانها "حلقة مقدسة لا تنفصم للاخوة بين شعبينا". و"اليوم في الاستعراض العسكري انكم تسيرون في صف واحد، مجسدين قوة وتفاني اجدادنا. ان لنا جذورا وثقافة وديانة مشتركة. وهذا الاجتماع يتضح تماما هذه الايام، حينما يحتفل بلدانا بالعيد المشترك ـ الذكرى الـ1025 لتعميد روسيا المقدسة. ان جذورنا وعلاقاتنا الروحية لا تنفصم. ان روسيا واوكرانيا كانتا وستبقيا شريكتين ستراتيجيتين".
وقال الرئيس يانوكوفيتش "هنا تتوطد الاخوة بين البحرية الروسية والاوكرانية. اليوم السفن الحربية والروسية جنبا الى جنب تحرس شواطئ القرم. وهذا يبين المعنى العميق لعلاقاتنا الاخوية مع روسيا الفيديرالية". وذكر الرئيس يانوكوفيتش ان البلدين يقومان بتحديث الجيش والاسطول الحربي، وانه يوجد امكانيات كبرى للتعاون في هذا الحقل.
هذا وحاولت الدوائر الغربية والابواق الاعلامية المرتبطة بها ان تقلل من شأن هذه الزيارة، ولكن المحللين المحايدين يجمعون ان هذه الزيارة تمثل نقطة تحول في السياسة الاوكرانية باتجاه تجديد وتدعيم اواصر الصداقة والاخوة التاريخية بين الشعبين الشقيقين الروسي والاوكراني وبين الدولتين، على كل المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية، وهو ما سيجد انعكاسه على الاوضاع الاقليمية في محيط بحر قزوين والقوقاز والمحيط الاوروبي والعالمي بأسره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل







بوتين والمتروبوليت الاوكراني بافل


بوتين يقبل ايقونة القديس الامير فلاديمير سفياتوسلافيتش






القداس الاحتفالي برعاية البطريرك الروسي كيريل


بوتين ويانوكوفيتس في عيد البحرية في سيباستوبول




بوتين ويانوكوفيتش



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم سوريا وغدا روسيا!
- الحتمية التاريخية لانتصار النظام العبودي لروما
- انتصار روما على قرطاجة: انتصار للنظام العبودي -الغربي- على ا ...
- ظهور المسيحية الشرقية كظاهرة نضالية ضد الاستعمار والاستغلال ...
- معركة سوريا تتجه نحو الحسم في اتجاه واحد: تحطيم المؤامرة وسح ...
- قبل ان يرتفع العلم التركي فوق قلعة حلب...
- الاسباب الذاتية لهزيمة قرطاجة
- طبيعة الانتصار الروماني على قرطاجة
- تدمير قرطاجة والسقوط العظيم للمشاعية البدائية
- قرطاجة والطور الاخير للنظام المشاعي البدائي
- فلاديمير بوتين: قيصر شعبي عظيم لروسيا العظمى
- مسؤولية الغرب الاستعماري عن المجازر التركية ضد الارمن
- الكتل المالية العالمية المتصارعة في الغرب تصطدم برأسمالية ال ...
- الضرورة التاريخية لوجود حركة نقابية تعاونية جديدة في لبنان
- روسيا هي العدو التاريخي الاول لليهودية اليوضاسية
- بطريرك كل المسيحيين وكل العرب
- -المسيحية العربية- حجر الاساس للوجود الحضاري للامة العربية
- المسيحية قبل وبعد ميلاد السيد المسيح
- -الفوضى البناءة- ردة اميركية رجعية على هزيمة اسرائيل في حرب ...
- الحرب -الاسلامية!- الاميركية ضد سورية والنفط والغاز في شرقي ...


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - ما خربته السياسة الغربية تصلحه المسيحية الشرقية