أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - خيرالله سعيد - حوار ثقافي تاريخي مع د. خيرالله سعيد : ( القسم الأول )















المزيد.....



حوار ثقافي تاريخي مع د. خيرالله سعيد : ( القسم الأول )


خيرالله سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 10:36
المحور: مقابلات و حوارات
    


مقدمة تعريفية :
يشرفنا ويسرنا كثيرا في ( الحقيقة في العراق ) ، ان نجري هذه المقابلة الهامة مع الدكتور خيرالله سعيد، لتسليط المزيد من الضوء على موسوعاته الثرية بالمعرفة والعلم والتاريخ :ومنها “الوراقة والوراقون في الحضارة العربية الإسلامية” ، والتي صدرت مؤخراً في بيروت - ط1 2011م - عن دار الانتشار العربي في بيروت، وبـدعم من الصندوق العربي لـدعم الثقافة والفنون ، بـ 6 أجزاء ضخمة .
وهذه الموسوعة هي نتاج جهد بذله المؤلف طوال 25 سنة، وجاءت في ستة أجزاء رئيسية هي على التوالي: “الممهدات التاريخية والحضارية التي سبقت ظهور مهنة الوراقة الإسلامية” و” ظهور مهنة الوراقة” و ”صناعة الورق وظهور المكتبات” والإفرازات الحضارية للوراقين و ”أعلام الوراقين البغداديين” و ”وراقو الأمصار الإسلامية .
واستوقفت الباحث في موسوعته تلك، جملة المتواليات الحضارية لبلاد الرافدين منذ حضارة سومر القديمة حتى العراق الحديث، والتأثير الثقافي المتبادل “في الوسط الاجتماعي، باعتباره حاملاً لذلك التراث السومري” المنطلق نحو الحضارة الإسلامية، ووصف المؤلف تلك الفترة بفترة النضج الثقافي، التي أعطت الشعب العراقي كما يقول- هويته الثقافية- فانطلق ليتابع صيرورة البناء الحضاري عندما استقرت الخلافة الإسلامية في العهد العباسي في بغداد، كعاصمة للخلافة ومركز ثقافي عالمي، من هنا تبدأ مهنة الوراقة كمهنة حضارية ثقافية، ولتشكل وسيطا يربط ثقافة تلك الفترة الذهبية بما سبقها من تواريخ وما أتى بعدها، ولتشكل نقلة حضارية كبرى في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية .
ويعتقد مؤلف الموسوعة أن الوراقين في العراق، هم الذين بدأوا سُـنّة الثقافة المكتوبة، التي تعتبر من الاسهامات الجليلة في تطور صناعة الكتابة والكتاب، وأنفعها عبر مختلف العصور، انتهاءً بتأسيس دور النشر والتطور الهائل في هذه الصناعة الذي نشهده اليوم .وقبل البدء بالحوار، نحاول أن نسلّط الضوء على نتاجه الفكري والثقافي الذي أنتجه ، طوال فترة وجوده خارج العـراق .

السيرة الذاتية:
1-ولد في مدينة بغداد 1955م وبها أكمل دراسته الأبتدائية والمتوسطة والثانوية ,
2- أكمل دراسته الجامعية الأولى في الجامعة اللبنانية – كلية الدراسات الإنسانية للعام 1984م عندما كان في سوريا.
3-عمل بالصحافة لمدة 10 سنوات بين سوريا ولبنان وبعض البلدان العربية للفترة من 1984-1993م
4- في عام 1993-1996 أكمل دراسته لمرحلة الماجستير بجامعة الصداقة بموسكو، حيث حصل على درجة إمتياز عال بإطروحتهِ : خطـّـاطو بغـداد في العصر العباسي، الأمر الذي حدا بوزارة التعليم العالي الروسية لأن تمنحـه منحة على نفقتها لإكمال دراسته في مرحلة الدكــتوراه ،
5- قبل بكلية الآداب- جامعة موسكو الحكومية، وقدم إطروحته ( ورّاقـو بغـداد في العصر العباسي) ،والتي حصل فيها درجة الدكتوراه بإمتياز( درجة الشرف) ، في عام 2000م ، وهـو الوحيد من الطلبة العرب الدارسين في روسيا نشرت إطروحته باللغة الروسية، بوصفها مصدراً هـاماً عن الثقافة العربية في العصر الوسيط ، ضمن موسوعة حملت عـنوان ( إنتشار الحضارة الإسلامية في بلدان روسيا وبلاد القفقاس) ونشر العمل بتاريخ 2003م .
6- يكتب الدراسة والمقالة الأدبية والأبحـــاث الطويلة .
نشر مقالاته الأولى في المجلات والصحف السورية والعربية. مثل جريدة تشرين السورية وجريدة الموقف الأدبي ومجلة الآداب الأجنبية ومجلة دراسات عربية في لبنان ومجلة الآداب اللبنانية ، ومجلة الحياة الموسيقية بدمشق ومجلة آفـاق الثقافة والتراث الإماراتية في دبي ومجلة الفيصل السعودية ومجلة التاريخ العربي في المغرب ومجلة الثقافة الجزائرية وجريدة الأهـرام المصرية ومجلة الجوبة السعودية، ومجلة التراث الشعبي العراقية وغيرهـا الكثير من الصحف والدوريات العربية المختلفة . عضو في جمعية الدراسات والبحوث ، في اتحاد الكتاب العرب متخصص في التاريخ والتراث العباسي.

7-أسس النادي الثقافي العربي بجامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو عام 1996.
8-أسس المنتدى الثقافي العراقي في موسكو عام 2003.
9- أسس المنتدى الثقافي العراقي – على نظام البالتوك – لمدة خمس سنوات متوالية .
* - مؤلفـاتـه :
1- مغنيات بغداد في عصر الرشيد وأولاده- دراسة. وزارة الثقافة السورية دمشق 1991
2- النظام الداخلي لحركة إخوان الصفا- دراسة. دار كنعان. دمشق 1992
3- عمل الدعاة الإسلاميين في العصر العباسي – دراسة، دار الحصاد. دمشق 1993
4- خطاطو بغداد في العصر العباسي - دراسة. دار النمير، دمشق 1996
5- وراقو بغداد في العصر العباسي - دراسة طويلة. مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية . الرياض 2000
6- تاريخ انتشار الحضارة الإسلامية (باللغة الروسية) بالاشتراك مع مجموعة من المستشرقين الروس. - موسوعة في مجلدين ضخمين. أكاديمية العلوم الروسية موسكو 2002
7- من وجـد ديـوان الوجـد .دراسـة نقدية عن المفكر الراحل هـادي العلوي، دار كنعان . دمشق 2008
8- الوراقة والوراقون في الحضارة العربية الإسلامية - موسوعة في ستة أجزاء. دار الانتشار العربي في بيروت 2011م .
9- أوراق بغدادية من العصر العباسي - دراسة. صدرت في بيروت 2010م.
10- بغــداد والشعراء والقــــــدر - دراسة نقدية ، صدرت عن دار العلم للملايين بيروت 2012 ضمن منشوراتها الألكترونية .

سـيصدر لـه قريبـاً :
1- شاكر السماوي- الإيقاع المنفرد في القصيدة الشعبية العراقية- دراسـة نقـدية في أدب شاكر السماوي الشعبي .
2- دراسة أكاديمية عن "الموال العراقي". ستصدر من البحرين عام 2014م
3- دراسات نقدية عن مقامات الحريري.
4- مدن فلسطين في تراث الأقدمين - دراسة.
5- أوراق من التراث / (القسم الأول) "رجال ومواقف".
6- أوراق من التراث / (القسم الثاني) "نساء ومواقف".
7- دراسات نقدية عن الرواية العربية السياسية المعاصرة - وليمة لأعشاب البحر نموذجاً.
8- دراسات عن الفلكلور العراقي: الأبوذية - العتابا - المربع - الدارمي - الأمثال الشعبية.
9- دراسات في القصيدة الشعبية العراقية – قصائد مختارة- دراسة نقدية عن الشعر الشعبي في العراق .
10- حريـة الإبـداع في المخيلة الشعبية .
11- مجالس الغـناء في بغـــداد في العصر العباسي .
12- بغـداد في حـلـّتها العباسية .
13- مكتبـات العـراق في العصر العبـّـاسي .
14- مدرسة بغـداد العبـّـاسية في الخط العربي .
15- أدوات الكتابـة ومقوّمات الكتـّـاب في العصر العبـّاسي .
16- ملحمة شعرية بعـنوان ( جبت كل العراق وجيت ) تقع في 1580 بيت
* لـه تحت الطبع :
17- لصوص بغـداد في العصر العبـّاسي .
18- مترجمو بغـداد في العصر العبـّاسي .

القسم الأول من الحوار :
الحقيقة في العراق : ما الذي حفّزكم لكتابة هذه الموسوعة؟
د. خيرالله سعيد : لم يخطر ببـالي أنـّني سوف أقـوم بكتابة هذا الموضوع على الإطلاق ، بهذه السعة والموسوعية، والأمر كان مجرّد فكرة سمعتها من أستاذنـا الراحـل عـلاّمة العـراق د. مصطفى جـواد ، من خلال برنـامج ثقافي كان يقدمه د. سالم الآلوسي بعنوان ( الندوة الثقافية) ، كان ذلك عام 1965م عندما كنت طالباً في الصف الخامس الأبتدائي في العراق ، حيث ذكر د. مصطفى جواد (الوراقين) وأشاد بجهدهم ، وقرر – وقتها - أن يتفرّغ ذات مرّة لكتابة بحثاً حول هذا الموضوع، لكنــّـه توفي الى رحمة الله ولم ينجز هذا الموضوع . لكن الفكرة ظلـّت مزروعة في بالي ، وشاءت الصدف أن تحرّك هذا الساكن في روحي بعد حـوالي عشرين سنة ،عندما كنت بدمشق عام 1985م عندما تفرّغت للدراسة والبحث في شؤون التراث العربي الإسلامي ، وبدأت أتتـلمـذ على يـد أستاذنا الراحل هـادي العـلوي ، فكنت نـزيل المكتبة الظاهرية بدمشق وعثرت هـناك على ( بحث قـصير) لا يتجاوز 30 صفحة صغيرة ، بعنـوان ( الوراقة والوراقون في الإسلام ) منشور بمجلة قديمة كانت تصدر تحت إشراف المطبعة الكاثوليكية ببيروت ، وهذه الدراسة القصيرة للباحث ( حبـيب زيــّات ) شكـّلت الحافز المثير لي وإعادة اشتعال الفكرة في ذهني من جديد ، ثم أن وتـائر الوعي الثقافي في ذاتي بـدأ يتقاطع مع الكثير من (محمولاتي الأيديولوجية ) الدينية والسياسية ، ورحت أجد في التراث العربي –الإسـلامي ما يغريني للبحث والتقصي لكل ظـواهر الحياة العربية –الإسلامية ، إذ أن هذا التراث يشكـّل أساساً ثقافياً وسياسياً وحضاريـاً ، حيث رحت أتلمـّس فيه طريقاً موصلاً الى غـاياتي ذات المنزع الإنساني ، وبفهم حضاري، وبـدأت من ( تـــاريخ بغــــداد ) منذ نشـأتها وتأسيسها في عام 145 هـ . على يـد أبي جعفر المنصور . الخليفة العباسي الثاني . وحتى اليـوم ، فرصدت حركة الثقافة ورجالها وتياراتها المختلفة بكل الأطياف وكان ( الـورّاقـون ) هم الظاهـرة الأبرز التي كانت ترصد – من خلال مهنة التوريق – كل ذلك التلاطم الثقافي في تلك المرحلة الوهـّـاجة من تاريخ العراق العبـّاسي ، لأنهم أبرز ظاهرة ثقافية كانت قائمة بكل قـوّة وتكامل ، وتمثـّـل شريحة الكتـّاب والنسـّاخين والمشتغلين بأمور الثقافة وطباعة الكتب ، لذلك اندفعت نحوهـا بكل قـوّة ونشاط ، حتـّى أنـّي أصبحت متـأثـّـراً بكل سلوكهم وطابع حياتهم الإبداعية والمعيشية ، فحاولت – في بداية الأمر – أن أرصد الظاهرة بتفاعلاتها الاجتماعية والسياسية وشكّلت برعمهـا الأول ، إلاّ أن الظـاهرة بـدأت تتـّـسع دائرتها أمامي ورحت أغوص ببحرهـا دون الوصول الى نهاية الضفاف، وكلـّما أنجزت فصلاً ظهـرت نتوءات تـدلـّل على وجـود متعلقات بالظاهرة ، فرحت أتــابعها من كل زاوية ، وامتـد الأمر الى أوّل خمس سنوات، حيث أنجـزت الجزئيين الأولين منهـا ، وكنت أقضي معـدّل الدراسة فيها مابين 14 –15 ساعة في اليـوم ، حتـّى تلبـّسـتني الحالة ورحت أهجس بمثـلهم وأتحمل معاناتهم بكل معنى الكلمة ، وبـدأت ملامح ( المشروع الثقافي لي ) يـــبدأ مع هؤلاء الورّاقين، وكانت سعة الاطلاع على موسوعات التراث تـزيد في ذهني تلمـّس شؤون التراث بشكل أفضل وأعمق ، وراحت أفـق هذا التراث تتـكـشـّف أمامي بمداهـا الأرحب ، وازدات انشغالاتي في أمـورٍ أخرى ذات مساس بالفكر العربي – الإسلامي بكل آفاقـه ونـوافـذه ومخفـيـّـاته ومحللـّاته ومحرماته وأمور أخرى أكثر خطورة في بنية الإنسان العربي والإسلامي وسيطرة الأوهـام على عقلـه من خلال هذا التراث الديني وغيره . لذلك سعيت بكل هـدوء ودقـّـة أن أكشف للقرّاء العرب والمسلمين ضرورة قراءة التراث من خلال هؤلاء الناس الذين ( نسـخوا ) هذا التراث بقلوبهم وعقولهـم المدركة لخطورة هذه الظاهرة وخطورة ما يقومون بـهِ من تـدوين لكل حقائق التراث وزيفـه أيضاً بمسؤولية مدركة دون خوفٍ أو تردد ، لذلك كانت دهشتي كبيرة جـداً على ( ما هو خـافٍ) في هـذا التراث ، ومن هـنا نشـاهد نـدرة ( المخطوطات وأهميتها ) وإسـدال السـِـتار دونها ، بل ومنع تحقيقها أو انتشارهـا ، وليس اعتباطاً أن يشير د. محمد عمارة ، في كتابه – نحن والتراث – بأن هـناك أكثر من 4 ملايين مخطوطة (لم تـُـحقــّق بعـد ) لذلك ارتـأيت أن أسلـّط الضوء على هـؤلاء الناس ومصادر معرفتنا بـهم ، بغية تقريب المعادلة في ذهن القارئ ، ولفت الانتباه للمتخصـّصين للبحث حول مصادر هذا التراث .
الحقيقة في العراق : هل يمكن اعطاء ملخص تعريفي بالموسوعة؟
د. خيرالله سعيد : اشتملت هذه الموسوعة على 6 أجزاء "كلها تخص الموضوع ذاته "الوراقة والوراقون" وكل جزء يتمم الآخر، وهي موزعة على النحو التالي :
الجزء الأول : حمل عنوان: الممهدات التاريخية والحضارية، والتي سبقت ظهور مهنة الوراقة الإسلامية، أي أننا توقفنا - تاريخياً - مع الحضارات القديمة على أرض الرافدين ومصر، وكانت اللحظة التاريخية، لولادة جنين حضاري من تلك المورّثات، يستفيد من ذلك الموروث، وينطلق منه، ليحقق ذاته، وكان ذلك هو العصر العباسي في تاريخ الثقافة العربية -الإسلامية، إذ فيه شمخت الحضارة العربية - الإسلامية، كما شمخت حضارة سومر و بابل، في تلك الأزمان الغابرة، وفي الحاضن الجغرافي نفسه ، والذي اسمه العراق. ومن هنا كانت موضوعات الجزء الأول، شبه مواصلة تاريخية لربط اللاحق بالسابق، فكان الباب الأول يشمل الفصول التالية :
الفصل الأول : تمهيد تاريخي، تمّ فيه التطرق إلى البدايات الأولى لوعي الناس، ضمن الثقافة الإسلامية، وهم يعبرون مرحلة الجهل، ونقل الأخبار مشافهة إلى التدوين والنقل، واختراع الآليات المعرفية لحفظ تراث تلك الأمة من الضياع . أما في الفصل الثاني : فتناول كيفية إنشاء بغداد من قبل الخليفة العباسي / أبو جعفر المنصور / وأهمية وتأثير هذه المدينة في بقية المدن والأمصار الإسلامية، والفصل الثالث : يناقش - من خلال المعطيات، التطور الاقتصادي الهائل للمجتمع العباسي، وانتعاش مختلف الطبقات، وبالتالي سحب ظلال هذا الرفاه الاقتصادي على الحالة الاجتماعية، والتي بدأت تظهر فيها نزعات نحو الثقافة الروحية، بشكل ملفت للانتباه ، حتى صار التعليم والتثقيف، إحدى سمات " الظرف البغدادي " تلك الحالة الثقافية النادرة، والتي أغرت النساء والرجال لأن يتسابقوا للدخول في حلبتها الثقافية .
والفصل الرابع : ترتسم فيه معالم ثقافية لمجتمع كامل الآهلية ، من حيث الشكل والمضمون، إذ صارت متطلبات الحياة الثقافية كضرورة حتمية، ليس فقط لصفوة المجتمع . أما الفصل الخامس : فهو يكمل مشوار التطور الثقافي - في حياة المجتمع العباسي، إذ تظهر على السطح ظاهرات علمية - ثقافية ، تتمحور حولها تيارات سياسية وثقافية، تفرض نمطاً من السلوك الاجتماعي العالي، حيث تشمخ الترجمة ويسود التفكير الاعتزالي، وتظهر المذاهب والفرق، وتبدأ الصراعات الفكرية، وكان سوق الوراقين / في جانبي بغداد - الكرخ والرصافة / مسرحاً لتلاقي تلك التيارات الفكرية، ومجلساً ينعقد لها في كل يوم، عند عتبة هذا الوراق أو دكة ذاك الناسخ، أو حلقة ذاك الفيلسوف.
أما، الباب الثاني - والذي أخذ عنوان : تطور صناعة الكتابة في بغداد والأمصار الإسلامية ، فهو يكشف لنا عن الأساليب الفنية التي بدأت تظهر عند نمط من الكتّاب أمثال - الجاحظ - والصولي وغيرهما، حيث بدأت هذه الأنماط الكتابية، تفرض قانونيتها الإبداعية في الترسّل والكتابة.
أما الفصل الثاني ، فكان يحمل عنوان : مقومات الكتابة والكتّاب، وهو بمثابة، استمرار للفصل السابق - كحالة ثقافية - حدّدت لها ميزات خاصة لحامل لقب "كاتب" تلزمه التمسك بها، كعرف إبداعي - معرفي. أما الفصل الثالث، والأخير - في هذا الباب - فإنه يتحدث عن : أدوات الكتابة. حيث أفرزت تلك الفترة، عدة أدوات لممارسة الكتابة، يتوجب توفرها في حوزة الكاتب.
الجزء الثاني للموسوعة حمل عنوان : ظهور مهنة الوراقة .وينقسم إلى بابين رئيسين يشكلان العمود الفقري، والرافعة الأقوى لبنية العمل الموسوعي برمته، وحوله تدور بقية الأجزاء والأبواب والفصول، وهو الأكبر حجماً في العمل - بحكم طبيعة البحث المنهجي - الذي رسمناه، لإبراز هذه الظاهرة. وكان الباب الأول قد اشتمل على ( تسعة فصول ) كل فصل منها، يعالج قضية محددة، تنتمي بحلقيّتها ،إلى سلسلة طويلة من الترابط المنهجي في البحث، فكانت تلك الفصول التسعة، تعبر عن مدلولاتها ، حسب ما يلي : الفصل الأول : "تمهيدات تاريخية واقتصادية واجتماعية" ، الفصل الثاني: الورّاقون، كصنف من الأصناف الإسلامية .الفصل الثالث : تعريف معنى الوراقة والوراقين . الفصل الرابع : "منهج الوراقة في الإسلام " . الفصل الخامس : أثمان النسخ والتجليد. الفصل السادس : أصناف الوراقين . الفصل السابع : أخلاق الوراقين. الفصل الثامن :معاناة الوراقين. الفصل التاسع : الانتماءات السياسية للوراقين. في هذا الفصل، يظهر الوراقون بأنهم جزءاً هاماً من النسيج الاجتماعي - العباسي، إذ أن المذاهب والفرق الإسلامية، كانت لها اتجاهاتها الفكرية والعقدية، وكان لها - في سوق الوراقين - مروجين بين هؤلاء الوراقين، وهنا نصطدم بحقيقة تاريخية، تظهر أمامنا في "مخطوطات ذلك العصر" إذ أن عملية "التحريف والوضع" للنصوص الدينية - لاسيما في الحديث النبوي - كانت مثار جدال في ذلك الوقت، إضافة إلى بروز - نزعات عنصرية، شعوبية - أخذت تظهر في مخطوطات الوراقين . وكان للإحتراب المذهبي - ظهوره الطاغي في سلوك الوراقين السياسي، وقد تجلّى هذا، بشكل واضح عند وراقي المعتزلة والإسماعيلية ( وإخوان الصفاء ) والمرجئة والشيعة، والسنة، والأشعرية، الأمر الذي أثار اهتمام المؤرخين الكبار، في تلك الفترة، وأشاروا إليها، لاسيما مؤرخ بغداد المشهور " الخطيب البغدادي "حيث أشار بموسوعته " تاريخ بغداد " إلى أكثر من وراق، قـد قام بعملية "وضع الحديث وانتحاله "وهذه المسـألة أربكت الكثير من المؤرخين والعلماء - قديماً وحديثاً - لاسيما عند الحديث حول" المذاهب الفقهية "وكذلك انسحب الأمر، على الأدب والمقولات السياسية والفلسفية.
الباب الثاني: سـوق الورّاقــين. وبه ينكشف عالم الثقافة العربية - الإسلامية، على كافة الاتجاهات، والعوالم، ومنه " يصدر" الكتاب، وبه يعرف الكاتب، وفي ساحاته، تتبدى الأندية الثقافية، وتظهر مختلف الآراء السياسية والفكرية والمذهبية، ومنه تخرج "البدع والإبداعات" كافة، ولا غرو في ذلك، إذ أن هذا المحيط الثقافي، كان له أكثر من مئة حانوت وله فرعان رئيسيان. في بغداد وحدها، واحد في الكرخ وآخر في الرصافة - ناهيك عن بقية الأمصار الإسلامية، وخصوصاً مدنها الرئيسية، ولكن أسواق بغداد للوراقة، هي الأعرف والأشهر، ومنها خرج المثال والتماثل، وكثير من الوراقين، تخرجوا من سوق الوراقين ببغداد، ورحلوا إلى بقية الأمصار، بكامل عدتهم الوراقية من أمثال ظفر الوراق ، الذي ذهب إلى الأندلس، وافتتح حانوتاً للوراقة هناك. ونجد مثلا أن أبا حيان التوحيدي في رسالته البغدادية المشهورة، يفاخر أهل " أصفهان " بهذه المهنـة ، وهذا السوق ذاته، الذي اتخذ منه الجاحظ، ملاذاً له، وإقامة دائمة فيه، حتى عرف عنه "بأنه كان يكتري حوانيت الوراقين ويبيت فيها للنظر"، وعلى هذه الأهمية، جاءت فصول هذا الباب، موزعة على النحو التالي :
الفصل الأول : تعريف معنى الأسواق .
الفصل الثاني : الأسواق الإسلامية وميزاتها . الفصل الثالث : الأبعاد الهندسية والمعمارية للسوق .الفصل الرابع : موقع سوق الوراقين ببغداد . الفصل الخامس : كيفية بيع الكتب في سوق الوراقين .الفصل السادس : روّاد سوق الوراقين من العلماء والأدباء والساسة .الفصل السابع : نوادر في سوق الوراقين. الفصل الثامن : مجالس العلماء في سوق الوراقين ومناظراتهم .
أما الجزء الثالث من الموسوعة فقد حمل عنوان صناعة الــــــــورق وظهــــور المكتبات .
يمثل الورق باكتشافه وصناعته، قفزة حضارية واضحة المعالم ،والعباسيون الأوائل، كان طموحهم السياسي عالياً، فكانت الفتوحات الإسلامية، مازالت تغازل أفئدتهم وعقولهم، وقد لعبت الصدفة دورها في تلك الفتوحات، إذ أسر المسلمون، على حدود الصين، بعض أهالي تلك البلاد، وأخذوهم إلى "سمرقند" وكان بين هؤلاء الأسرى من يجيد صناعة الورق فعاملوهم بالإحسان، وتعلموا منهم صناعة الورق، وأسسوا أول مصنع للورق في سمرقند ، ومن ثم أسس مصنعان للورق في بغداد عاصمة الخلافة العباسية، أيام هارون الرشيد ، ثم انتشرت صناعة الورق بعد ذلك، في بقية الأمصار الإسلامية .وموضوعة صناعة الورق - هي مدار البحث في الباب الأول - من هذا الجزء من الموسوعة، حيث اشتملت فصوله الثلاث على العناوين التالية :الفصل الأول :أهمية الورق الحضارية .الفصل الثاني : أثر الورق في تطور الثقافة العربية -الإسلامية في العصر العباسي .الفصل الثالث : أنواع الورق ومقاساته .
وقد لعبت صناعة الورق، دوراً خطيراً في تهافت الناس على الكتب وشرائها، ومن ثم برزت ظاهرة تأسيس المكتبات العامة والخاصة، في المجتمع العباسي ، حتى لقد كشفت هذه الدراسة عن وجود أكثر من ( 200 مكتبة ) بين عامة وخاصة، ويكفي أن نذكر " مكتبة الحكمة" التي تأسست في زمن الرشيد وازدهرت في زمن المأمون، ومن ثم، تكشف لك - فصول هذا الباب -عن الغنى الروحي الهائل، الذي وسم الجميع وأشتمل على :
الفصل الأول : إطلالة تاريخية على حب القراءة من أيام " سومر " إلى قيام بغداد. الفصل الثاني: الحالة الثقافية في بغداد ونشؤ المــكتــبات. الفصل الثالث: المكتبات الأسـلامية ، كنتاج ثقـافي- حضـاري للـورّاقين. الفصل الرابع: شـغف العـلماء بالــكـتب. الفصل الخامس: الــدولة العـبـاسية والكتاب. الفصل السادس: مكتـــبات المـســــاجد ودور العــــبادة الأخــــرى.
البــاب الثـالث: المكـتبات العـباسية. وأشتمل على: الفصل الأول: مكتبات الخلفاء العباسيين .الفصل الثاني: مكتــبات الوزراء العباسيين. الفصل الثالث : المكتبات العـامة. الفصل الـرابع : مكتبات الأدباء العباسيين . أو - المكتبات الخـــاصة .الفصل الخـــامس: أثـر المكـتبات في المـجتـــمع العــباسي .
الــباب الــرابع: مكتبات الأمصار الاسلامية وأشتمل على: الفصل الأول: مكتبات بلاد الشـام. الفصل الثـاني: مكتبات بلاد فـارس. الفصل الثالث: مكتبات مصـر الفاطـمية. الفصل الرابع: مـكـتبات بــلاد الأندلس. والمتتبع هنا، يذهله وجود هذا الكم الهائل من الكتب والمكتبات، ولا أدلُ على ذلك من الحدث الكبير، عندما غزا المغول بغداد وأسقطوا الخلافة العباسية عام 656 هـ / 1258م حين رموا الكتب في نهر دجلة فاصطبغت مياهه بالحبر الأسود ! ! ناهــــيك عن حــرائق المكتبات في - مصـــر والأندلس وبلاد فارس والشام - عندما تعرضت للحرق من قبل "الدول " التي جاءت بعدهـــم - بما فيها الحـــروب الصلـــيبية - وقد ضاع الكثير من هذه الكنــوز الثمينة نتيجة -إعدام الكتب - بهذه الطريقة البربرية.
الجزء الرابع : الإفرازات الحضارية للوراقين - ( ظـهـــور الخطــاطين )
الـبـاب الأول :الخـــــطاطـون كصـنف مبـــدع من الـــوراقـــين. وشمل الفصـل الأول:" بـدايـات الحـرف العــــربي في الكتابـة "، الفصل الثاني : الإسلام والحـرف العـربي .
البـــاب الثـــاني: الخـــــط في العصـر العباسي وشمل الفصل الأول: ( العـباسـيون وتـأصـيل الخط العـربي) ، الفصل الثـــاني : " الخـطـاطـون أسـا س مهــــنة الــوراقـــة"
الــباب الـثـــالث: " مـدرســة بغـــداد للخــــط العــــربي" وشمل الفصـــل الأول: "الإرهاصات الأولى لهـذه المـدرسـة"، الفصـل الثـاني: "ابـــن مقـــلة عـمـــيد هذه المــدرسـة" .، الفصـل الثـالث: " حياة ابـن مـقــلة الفـنيـة" ، الفصـل الـرابــع : أهـمـية ابــن مقـلة"، الفصـل الخامس: أبن مقلة وتــطويره وشرحة للآخــرين. وأهــم تـلامـيـذه.
الباب الــرابـع: " اسـتـقـــرار قـاعـــدة الخـط العـربي في بغــداد" وتضمن الـفصـل الأول: ابـن الــبــواب .. على هــدى ابــن مقــلة "،الفصـــل الــثاني: " طــريـقــــة ابن البـــواب في الخــــــــط"، الفصــل الثـــالث": " تــلامـــيذ ابــن البـــواب وآثــــاره "
البــاب الخــامس: " يـاقـوت المـسـتـعـصـمي - آخر المــدرسـة البغـداديـة في الخط العـربي". وقد فصلنا هذا الباب على الفصول التالية :الفصــل الأول: من هـــو يـاقـوت المـسـتعصمي؟، الفصـل الثـاني: آثاره الفنــــية والأدبـــية، الفصــل الثــالث: المـرأة والخط العـربي، الفصل الـــرابع: مـلحق - ارجـوزة الشيخ محمد بن الحــسن السـنجاري - المعروفـة بـاسم " بــضـاعـة المـجـوّد في الخـــط وأصـــوله" .
البـاب السادس: حمل عـنـوان: " شـخـصـية الحرف العــربي" وقســّمت فصولـه على النحــو التالي: الفصـل الأول: التشـكيل الفـني للحرف العـربي ،الفصــل الثـاني: جمــالية الخــط العــربي في وعي المســلمين، الفصــل الثــالث: الحــرف العــربي في فـلـسـفة التــصـوف ،الفصـل الـرابع: الحـرف العـربي والفـنون التشـكيـلـية ،الفـصـل الخامس : كـلـمـة في الحـرف العربي، حيث أوضحنا رأيــنا النقـــدي في" ظــاهــرة الخـــط العربي على طــول مسيرتــه التـاريخـية
الجزء الخامس :أعلام الوراقين البغداديين . وهو مقسّم إلى بابين رئيسيين، الأول، حمل عنوان : المستملون - كصنف من علماء الحديث الوراقين. تم التطرق فيه إلى أهم الوراقين . الذين مارسوا "الاستملاء " بمجالس الإملاء وتفرغوا له، من مسوّغ ديني، أكثر من مسوغه الدنيوي، وتحديداً لموضوعات "الحديث النبوي" وجرى الترجمة لطائفة كبيرة منهم، وإبراز أهم آثارهم .
أما الباب الثاني، فقد شمل على الفصول التالية : الفصل الأول : ورّاقو الحديث ، الفصل الثاني: الوراقون العلماء ، الفصل الثالث : الوراقون الأدباء ،الفصل الرابع : الوراقون الشعراء ،الفصل الخامس: الوراقـون النسّاخ ،الفصل السادس: ورّاقوا العلماء والأدباء والشعراء، الفصل السابع : حمل عنوان : الوراقون الدلالون ، الفصل الثامن : الوراقون القضاة. الفصل التاسع : الـورّاقون الفلكلوريون. الفصل العاشر : النساء الورّاقــات .
الجزء السادس : ورّاقو الأمصار الإسلامية .
إن امتداد رقعة الدولة الإسلامية في العصر العباسي، استوجب أن يكون هناك - في كل مصر - وراقون - كما هم في بغداد - عاصمة الخلافة، بغية القيام بالمهمات الثقافية لحالة العصر الناهضة، وهو ما كان فعلاً، حيث انتشر الوراقون على امتدادات جغرافية الدولة العباسية، وشكلوا نويّـات أولية، حال وصولهم، حتى توسعت هذه النويّـات وأصبحت أسواقاً للوراقة تضاهي أسواق بغداد، لاسيما في الأندلس، حيث وجود أسواق الوراقة في إشبيلية، يغري ورّاقو بغداد، ويرغّبهم بالمجيء إليها، وهو ما حدث فعلاً، إذ رحل من بغداد أكثر من وراق، ليقيم هناك ويفتح دكان وراقة - مثل - ظفر البغدادي وغيره، وعلى هذا المنوال الحضاري، وجدت عواصم تلك الأمصار الإسلامية ما يلبي حاجتها من الوراقين، ووجد لهم في كل مصر سوق خاص بالوراقة .
وفي هذا العمل الموسوعي، سلطنا الضوء على حركة الوراقين الذين رحلوا من بغداد، أو قدموا إليها من تلك الأمصار، وتعلموا فن الوراقة وعادوا، بعد اكتسابهم الخبرة المهنية في سوق الوراقين ببغداد، وقد ذكرنا كل هؤلاء الوراقين - بالتفصيل، وكل حسب مصره - ولذلك جاءت فصول هذا الجزء، محصورة في باب واحد، ومقدارها خمسة فصول.
كذلك يتضمن هذا الجزء - من الموسوعة - كشافات عامة للمدن والأسماء وقائمة كبيرة للمــصادر والمراجع المعتمدة في إنجاز هذه الموسوعة، بغية اكتمال البحث الأكاديمي وفق شرائطه المطلوبة علمياً في مثل هذه الأبحاث التراثية ، مضـافـا اليـها " نـــمـاذج " من خـطوط الــوراقين والخـطاطين ، مكتـوبة بـأقــلامهـــم، ومن أوثــــق المخــطــوطـات العـربيــة.
الحقيقة في العراق : من خلال تراث وتاريخ الوراقة والوراقين، ما هو في رأيكم الدلالات والعبر التي من الممكن تمثلها في واقعنا المعاصر؟
د. خيرالله سعيد : من المعلوم أن صناعة الكتابة والكتاب تعد من أهم الصناعات البشرية وأنفعـهـا، عبر مختلف العصور، ويعتبر زمن اختراع الكتابة، هو الحد الفاصل بين العصور التاريخية وعصور ما قبل التاريخ .وليس اعتباطاً أن يجري ربط " التاريخ الثقافي " للأمم بنشوء الكتاب، فقد جرى استعمال وجود الكتابة باعتباره خطاً فاصلاً بين ما قبل التاريخ . وضمن هذا التفاضل التاريخي، يمكن النظر إلى تاريخ العراق في هذه القضية المحورية "تاريخ الثقافة" اذ أنــه يمتلك إرثاً كبيراً ، فهـو مهد الحضارات الأولى ، ومبدع أولى الصيغ المتطورة للكتابة، ابتداءً "بسومر" وانتهاءًا بالخلافة الإسلامية ، بغض النظر عن الانقطاعات الثقافية . إلاّ أننا نستطيع أن نعثر على استمرارية خفية لما يمكن دعوته بـ "روح الكتابة " في هذه المنطقة من العالم، وليس صدفة أن تنشأ أولى المدارس اللغوية والخطيّة العربية في الكوفة والبصرة، يمكن القول بصيغة أخرى، إن تاريخ الكتابة في العراق يتميّز بخصوصية فريدة. ومن المهم إدراك معنى الهوية الثقافية التي كانت توحـّد الأمم العربية والإسلامية – كما تكشفها الموسوعة – بمعنى أن إدراك الحالة الثقافية ، في كل منعطف تـاريخي حـاد تستوجب التعمـّق في المدلول الثقافي لهذا البلد أو ذاك وبالتالي نعرف مقدار ( التـآمر ) على العراق تاريخياً من خلال موروثـه الثقافي – الذي لا يدركـه البعض – لا سيما في أركان الدولة ، بمعنى آخر، أن قـادة الحـُكم يجهلون قيمة الثقافة بالنسبة الى العراق وغيره ، بدليل أن النازع الطائفي هو المـُطل برأسـهِ أكثر من النازع الثقافي في هذه الفترة المظلمة في تاريخ المنطقة العربية ، عكس ما كان عليه في الفترة العباسية التي وحـّـدت الكثير من الأمم تحت مشروعهـا الثقافي العربي- الإسلامي ، لذلك نشاهد ونلمس المخزون التراثي الهـائل الذي تركته تلك الحضارات على شكــل (مخطوطات) في كـافة مناحي الحياة المعرفية ، في الوقت الذي نشاهد – حالياً - نزاعات طائفية متطرفة لا تمت للإسلام بصلة ولا لحضارة تلك الثقافة التي أنجبت لنا أولئك الأفذاذ من صنــّاع الثقافة والأبــداع ، قصدت بهم (الكتـّـاب والوراقين) من مختلف طبقات المجتمع .
الحقيقة في العراق: من هم القرّاء والباحثين الذين تتوجهون لهم بهذه الموسوعة؟
د. خيرالله سعيد : إن الصفة الأكاديمية الغـالبة على موضوعات الموسوعـة ، تشعر القـارئ بأن الموضوع ( اختصاصي) للمشتغلين في شؤون الثقافة والأدب والتراث بشكل عـام ، ولكـنـّي استخدمت أكثر من اسلوب نقدي ودراسي ، بحيث أني شملت الموضوع لطالبي الدراسات العلياء - دكتوراه وماجستير – والنقـّاد ومراكز البحث في الدراسات الإنسانية والأنثربولوجية والساسيولوجية حتى ، ناهيك عن متذوقي الأدب والتـاريخ ، ومن تعنيهم شؤون الفكر العربي - الإسلامي في تلك الفترة ، ثم أن هذه الدراسة الطويلة ، بكافة أجزائها هي أوّل مصدر ثقافي – تاريخي لهذا الإختصاص يسـدّ نقصاً كبيراً في المكتبة العربية والإسلامية ، وبنفس الوقت هي مواجهـة صادقة وقوية ضد مناهـج بعض المستشرقين الذين حـاولوا طمس معـالم الكثير من ثقافة العرب والمسلمين بتلك الفترة العظيمة أو محاولة ( تشويه ) آفاقها الإنسانية.
الحقيقة في العراق: أين موقع هذه الموسوعة من بقية أعمالكم السابقة أو المشاريع الجديدة؟
د. خيرالله سعيد : أن الجهـد الذي بذلتــه في هذه الموسوعة ( أكثر من 25 سنة ) في البحث والتنقيب في مصادر التراث العربي – الإسلامي ، يـؤشـّر الى أنــّه ( مشروعي الثقافي ) بالدرجة الأولى، لذلك كان لـه الصدارة والأهمية من بقية ( مؤلـّفاتي العديدة ) والتي خصصـّتها أيضاً للفترة العباسية ، وبالحقيقة أن مشروعي ( الماجستير والدكتوراه ) التي حصلت عليهما كانا ضمن هذا المنجز الثقافي.
الحقيقة في العراق : ما هي مشاريعكم الجديدة التي تعملون على اكمالها حاليا؟
د. خيرالله سعيد : لقد فتحت (موضوعات التراث العربي – الإسلامي ) التي رصدتها لإنجاز هذه الموسوعة فتحت لي آفـاقـاً كثيرة لإعادة قراءة الثقافة العربية – الإسلامية وإعادة إنتاجهـا ، من منظور حـداثوي معاصر ، بحيث أصبحت لدي توجهات دراسية لقراءة ( نكوص ) العقـل العربي في هذه الفترة بالمقارنة مع تلك الفترة المنصرمة ، وبالتالي أشتغل على هذا الموضوع منذ سنوات ، إضافة الى إنجازي عـدّة دراسات في ( الأدب الشعبي العراقي ) وموضوعاته الفولكلورية ، إستناداً الى تلك المصادر التاريخية التي اطـّلعت عليها ، وأنجزت مشروعاتي الثقافية ( فيما يخص العصر العباسي ) بعمل ضخم أطلقت عليه ( موسوعة بغـداد الثقافية في العصر العباسي في 20 مجلداً )
الحقيقة في العراق : هـل تقصد ( تلك الموسوعة التي رفعت بها طلباً الى وزارة الثقافة العراقية ، لغرض تبنيها وطباعتها ؟
د. خيرالله سعيد : نعم هي تلك الموسوعة ، والتي تشتمل على المؤلفات التالية :
1- مُقـدّمة الموسوعـة والمصادر المعتمـدة فيها .
2- صناعـة الـورق وأدوات الكتاب في بغـداد في العصر العبّـاسي .
3- أدبــاء بغـداد في العصر العبّـاسي .
4- شُـعراء بغـداد في العصر العبّـاسي .
5- ورّاقــو في بغـداد في العصر العبّـاسي .
6- مُترجمو في بغـداد في العصر العبّـاسي .
7- مدرسـة بغــداد العبّـاسية في الخـط العـربي .
8- مُغـنيات في بغـداد في العصر العبّـاسي .
9- مجالس الغِـناء في بغـداد في العصر العبّـاسي .
10- مكتبات العِـراق في العصر العبّـاسي .
11- لصُـوص في بغـداد في العصر العبّـاسي .
12- أطبـاء في بغـداد في العصر العبّـاسي .
13- أوراق بغـــداديـة من العصر العبّـاسي .
14- بغــداد في حُـلَّـتِهـا العبّـاسيّـة .
15- أحـزاب المعارضة السياسية في بغـداد في العصر العبّـاسي . وهي 3 أجـزاء :
16- أحزاب المعارضة الشيعية – ج 1 –
17- الحركات الفكرية والباطنية المعارضة – ج 2 –
18- إخـوان الصفاء في بغـداد وتأسيسهم لأوّل حزب سياسي منظّم في الثقافة العربية – الإسلامية .
19- بغـداد والشعراء والقــدرُ .
20- المـوّال البغـــدادي، منذ ولادتهِ في العصر العبّـاسي وحتى الآن .

و هـناك مخطـّط بـذهني ( لكتابة سيناريو لهذه الموسوعة ) بأسلوب جـديد يحاكي الأعمال الدرامية بصورة ذات مرجعية ومصدرية – لا تسمح بتشويه التراث عند أفلمـته ، وتلك أمنية آمل أن أنجزهـا .
* القسم الثاني من الحــــوار :
الحقيقة في العراق : تضمنت رسالتكم والتي قوبلت بتجاهل من وزارة الثقافة العراقية، عبارة استوقفتنا بل اقول لك بصراحه أذهلتنا صراحتكم : (كأنما أرض الرافـدين تأبى إلاّ أن يظهَـرَ تراثها في كلٍّ حـين) هل بإمكانكم تفسير ذلك ؟
د. خيرالله سعيد : إن المحمول الحضاري للثقافة العراقية، ضاربة الأطناب بأرض الرافدين، فهي أرض أول من أوجـد الحرف في الحضارات القديمة ( الحرف المسماري) ثم بدأ أهل العراق في الكتابة على الطين، وليس اعتباطاً أن يقول علماء السومريات ( الحضارة تبدأ بسومر ) وهذا يعني تراكم الخِبَر والتجارب لأهل هـذا البلد لأن يكونوا ( من أُولي الإبـداع ) وهو ما عرفوه قبل غيرهـم، بمعنى أن كل (فترة مظلمة ) كالتي يعيش فيها العراق الآن ، قد مرّت به قبل هذا الوقت، واستطاع الإنسان الرافديني أن يتجاوز تلك المِحَن ، ويخرج ثانية الى الوجود بهمّـة أعلى، وأنا هنا أشير الى مختلف المبدعين العراقيين في شتى أقطار الأرض، وما ينتجوه من إبـداع ثقافي، دون أن يعلم بهم أيَّ مسؤول عراقي، له علاقة بالثقافة أو لديه حسٍّ حضاري، يدرك قيمة هذا الإبداع المخبّـأ بنفوس العراقيين ، ومن هنا يكون الرهان على مخبؤآت الثقافة العراقية في نفوس حامليها.

الحقيقة في العراق : ( موسوعـة بغـداد الثقافية في العصر العبّـاسي ، في 20 مجلداُ ) انه كم هائل من الإبداع الحضاري، ولوكان هذا الأمر في بلد متحضر، لوقف مندوب وزارة الثقافة، امام داركم يستجدي هذا الكم المعلوماتي عن تاريخ العراق وبغداد خاصه، لا سيما وأنّـهم يدعون ويعلنون أن عـام 2013م عام بغـداد عاصمة الثقافة العربية ،هل لكم ان تبين لنا ، كم من الوقت استغرق هذا الجهـد من العمل؟ وعلى ماذا اعتمدتم في البحث في كتابه هذا الارث التاريخي؟
د. خيرالله سعيد : لا يمكن أن تصدّق عن الكم الهائل من المصادر التاريخية والمخطوطات القديمة التي عُـدت إليها ، في انجاز هذه الموسوعة، الأمر الذي حـدا بي لأن أفـرد الجزء الأول من الموسوعة فقط للمقـدمة و ( البيبلوغرافيا ) أو أسماء المصادر التي استخدمتها في البحث، جزء كامل لهذه النقطة . ومن ناحية الزمن المستغرق في انجازها، تجاوز ( 35 سنة) مع ملاحظة أني متفرّغ اغلب وقتي للبحث والدراسة في التراث، ومعدّل ساعات عملي لا تقل عن ( 15 ساعة ) في اليوم الواحد، وهذا ديدني .
الحقيقة في العراق : بغداد عاصمه الثقافة العربية، اما اكان الاجدر بوزارة الثقافة، الاحتفاء بهذه الموسوعة الضخمة ، بل إظهارها بالشكل اللائق، الا تعتقد بان وزاره الثقافة قد أساءت لتأريخ بلد مهم يعاني من سياسة الإقصاء المتعمدة للعقول العراقية ؟
د. خيرالله سعيد : إن ( المسؤولية فيتامين الشخصية ) هذه العبارة هي للمفكر المصري سـلامة موسى، كنت وما زلت أدرك قيمتها الحضارية والثقافية والمهنية، منذ أن وعيتها في فترة المراهقة، ولا زالت تحكم تصرفاتي في الكثير من الأمور، ومما يلاحظ على ( مسؤولي وزارة الثقافة العراقية ) أنهم لا يعون هذه المقولة، بل يعون ( المنصب وكيفية الحفاظ عليه، حتى لو كان بالتضحية في كل منجزات الثقافة العراقية) لأن هـؤلاء ليسوا مثقفين بالأساس، ولا يتحلّـوا بحس المسؤولية الثقافية، تصور، بالأمس القريب، اقامت وزارة الثقافة ( مهرجاناً للأكلات الشعبية) في مطعم الميريديان ببغـداد !؟ فالذي ( يفكّـر ببطنه لا يمكن ان ينتبه الى عقله ) .
لا اخفيك مدى خيبتي لهـذا الأمر، وعندما ( نشرت رسالتي الى وزير الثقافة العراقية – حول هذه الموسوعة ، بتاريخ 6- آب- 2013م ) أخبرني مدير تحرير أحد الصحف العراقية، التي تصدر بداخل العراق، وهي نشرت الرسالة أيضاً ، بأن السيد وكيل الوزارة ( الأستاذ فوزي الأتروشي ) قد تبنّـى موضوعها، ويريد ان يتصل بي ، فبعث له ذلك الزميل ( رقم الهاتف والإيميل الإلكتروني ) ( وذاك يوم وهذا بداله) كما نقول بالمثل الشعبي العراقي ، وكنت ( أتصوّر بكل قناعة ) أن وزارة الثقافة ( ستخبص الدنيا ) حول هذه الموسوعة التي تخص ( ثقافة بغـداد في العصر العباسي ) وسوف تكون السفارة العراقية أو الملحق الثقافي، في كـندا- حيث اعيش- عند اعتاب بيتي لتسليمي ( بطاقة الدعوة والحضور الى الوزارة ) بأسرع وقت! مع العلم أنّـه لم يسبقني كاتب عراقي أو عربي الى مثل هذا العمل، لا بالقدماء ولا بالمعاصرين ، سوى ياقوت الحموي بموسوعته ( معجم الأدباء – في 20 مجلد ) وكانت موسوعة عامة وليست مخصصة الى بغداد ، تلك واحدة من خيبات وزارة الثقافة العراقية .
الحقيقة في العراق : الدكتور خيرالله سعيد ، الامم الراقية تهتم بتراثها الثقافي بل تقدمه بأجمل صوره ، وانت واحد من القلائل الذين بحثوا في مواضيع قد تكون غائبه عن البحث في زمن، صار الاهتمام فيه بأمور أكثر من تافهة، إذ تمّ تناسي تاريخ بغداد الحافل بالإبداع، اليس هذا إجحافاً بالثقافة نفسها ؟
د. خيرالله سعيد : لقد كرّر فيلسوف التصوف ( الشيخ الأكبر ابن عربي ) مقولة السيد المسيح ع : ( من ثمارهـم تعرفـونهم ) فيكفي لمعرفة هذه الثمار ( مهرجان الأكلات الشعبية ) الذي قامت به الوزارة مؤخّـراً، ومنها تطبيق مقولة السيد المسيح في هذه المقارنة . وقد أعجبني ذات مرّة ( الكاتب الساخر وجيه عبّـاس ) عندما كتب مقالاً عن استقدام نقابة الصحفيين للفنانة اللبنانية ( مادلين مطر ) وانفقوا عليها بليلة واحدة 5 ملايين دولار ) ، فالذين يشرفون على المؤسسات الثقافية لا يعنيهم ( إنجاز موسوعة تراثية بهذا الحجم الكبير ) بل ولا يعنيهم من يكون هذا المثقف أو ذاك ، ومع ذلك سيبقى العراق يزهو بثقافته ( الشعبية ) التي تتميّز عن ( ثقافته الرسمية ) .
الحقيقة في العراق: رسالتكم الى وزير الثقافة قبل اشهر ، والتي تم نشرها في موقعنا ومواقع اخرى ، ما هو صداها عند المثقفين العراقيين، الذين أنت تـدافع عنهم بشكل متواصل، ماهي ردود الفعل على ذلك؟
د. خيرالله سعيد : لقد استرعت ( هذه الرسالة الى وزير الثقافة ) انتباه الكثير من الزملاء الكتّـاب ، ففي اليوم التالي مباشرة، أرسل د. عبد الحسين شعبان ، رسالة الى وزير الثقافة مباشرة، يطالبه فيها ( بتينّـي الموسوعة ونشرها، وكذلك كتب الروائي العراقي المعروف جمعة اللاّمي، مقالة بهذا الصدد، وتم مناقشة الرسالة في أكثر من ( منتدى ثقافي على البالتوك) ونشرتها الكثير من الصحف والمواقع الأنترنيتية. وعلى العموم ، سنبقى في مشوارنا الثقافي ، مهما كانت الظروف ، لأن العراق لنا .
الحقيقة في العراق : نشكر لكم استجابتكم للحوار مع خالص التقدير لهذا الجهد النبيل والمضني الذي تبذلونه من أجل العراق وثقافة العراق .

حـاوره : وهـاب رزاق الهـنداوي .



#خيرالله_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى السيد وزير الثقافة العراقية – د. سعدون الدليمي الم ...
- في رثاء الناقد الراحل يوسف سامي اليوسف .
- إلى الصديق سلامة كيلة - حين ينتكأ الجرح !
- المحاضرات الثقافية على نظام البالتوك
- صباح الخير أيُّها الزبداني .
- الوراقة والورّاقون في الحضارة العربية الإسلامية
- مصرِ ِ هبّت من جديد
- -لم تَضع أو تضيّع- إلى سعدي يوسف
- وقائع ندوة موسكو الفكريّة والسياسية عن إحتلال العراق
- نعـــوة - وفاة الروائي العربي الكبير د. عبد الرحمن منيف
- بغداد - معلقة سميح القاسم المعاصرة ! - الجزء الرابع والأخير
- بغداد - معلقة سميح القاسم المعاصرة !- الجزء الثالث من أربعة ...
- - بغداد - معلقة سميح القاسم المعاصرة ! - الجزء الثاني
- بغداد - معلقة سميح القاسم المعاصرة
- بيــان
- عراقيون . . . . بين الإبداع والمنفى
- سرمدية الأحرف المضاءة على صفحات التاريخ العراقي ظهور اللويثا ...
- سرمدية الأحرف المضاءة على صفحات التاريخ العراقي - معركة الغم ...
- سرمدية الأحرف المضاءة على صفحات التاريخ العراقي -قراءة في رو ...
- سرمدية الأحرف المضاءة على صفحات التاريخ العراقي- قراءة في ر ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - خيرالله سعيد - حوار ثقافي تاريخي مع د. خيرالله سعيد : ( القسم الأول )