الوليمه ... والشيخ راضي

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 16:22
المحور: كتابات ساخرة
    

قيل ان احد الاقطاعيين قرر اقامة وليمه يدعو فيها جميع سكان اقطاعيته المترامية الاطراف , والاراضي المجاوره لها والواقعه تحت هيمنة 3 من الاقطاعيين الاخرين , وفي الموعد والمكان المحددين لاقامة الوليمه تقاطر الجميع ليشهدوا كرمه الحاتمي .
وكاحد كبار المتنفذين كان عنده العشرات من (الحوشيه والخدم) يؤدون الاعمال الملازمه للدعوه غير المسبوقه , تتعدد مهامهم بين الاستقبال وتمييز الضيوف حسب اهميتهم التي تُحسب بمقدار ما لديهم من جاه ومال ويُعدون العده لتوزيع الطعام على وفق ما جرت عليه العاده بتقديم السادات والمشايخ والوجهاء والاخرين حسب بعد منطقة سكنهم , فلكل قادم كرامه .
وفي مضافة الشيخ جلس علية القوم بينما توزع الاخرين بين مجموعه من الخيام وحسب التقاليد المرعيه آنذاك ... الشيخ راضي الجادر حاول الدخول للمضافه باعتباره احد كبار الاقطاعيين لكن احد الحوشيه منعه واشار عليه بالدخول الى احدى الخيام , ولم يرفض الشيخ ماطلب منه معللا النفس انه حين يدخل تلك الخيمه سيجدمن يعرفه بحقه وينادي على الحوشيه بان يكرموا وفادته , لكن المصادفه ساقته الى خيمة لم يعرفه من الذين يجلسون فيها اى احد , لم يفقد الامل بوافد يدخل ويتعرف عليه ويرفع عنه الحرج الذي اصابه حيث بدا كالملدوغ يقلب بصره بين الجميع ويستمع مُكرها لاحاديثهم التي لاترقى لمستويات ما اعتاد سماعه بين اقرانه , إذ ان احاديثهم دارت حول الولائم التي حضروها فبالغ بعضهم بكرم هذا واثنى الاخر على ذاك من الاقطاعيين والوجهاء الذين اكرموهم واعطوهم الاعطيات , دخل (الحوشي) المكلف بتلك الخيمه على الضيوف الذين احسوا بان وقت الغداء قد فات ولم يُقدم لهم الطعام , بادره احدهم بالسؤال عن سبب تاخير الغداء فاجابه : ان السبب هو تاخر الشيخ راضي الذي لم يات للان حيث جاء كل افراد عشيرته وابناءه واخوته , وقد اعلموا صاحب الدعوه انه سياتي بعدهم لكنه تاخر ولا يُعرف لذلك سببا . حينها قال الشيخ للحوشي انه الشيخ راضي وانه هو من منعه من الدخول للمضافه , فما كان من هذا الخادم الا ان بصق بوجهه وصفعه شاتما (منعول الوالدين ولك انت شيخ راضي ... اشلون تتطاول على هذا البخت , ما تخاف من عثرة الله , ولك انت كاولي جاي على ترس بطنك) .
هنا عرف الشيخ انه ليس شيخا ان لم يات مع العشيره وان هيبته من تقدمه عليهم وانه لايختلف عن سواه , وعرف انه وضع في مكان مخصص للغجر , لم يفرقه عنهم احد .

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات