أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - تساقط النخبة العربية، من العظم إلى الفيس بوك














المزيد.....

تساقط النخبة العربية، من العظم إلى الفيس بوك


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحسّر الكثيرون على أن ثورات الشعوب العربية للحرية عانت من غياب القيادة الفكرية النخبوية لها، وأرجعوا انهيار أهداف هذه الثورات إلى تغييب القيادة الفكرية المؤطرة للحركة الشعبية. لكن السؤال هل فعلا هذا هو السبب؟
بنظرة موسعة قليلاً ودون الوقوع بفخ التعميم ومع إدراكنا لسيطرة الانحيازات المسبقة على كامل الإعلام العربي (وهنا أعمم بكل إصرار لأن الإعلام هو سوق مالي) نجد أن صوت العقل والقيم الإنسانية غائب تماما عن فضاء النقاش العربي الإعلامي سواء على الشاشات الفضية أو الجرائد أو ساحات الوغى على الفيس بوك.
في سوريا وبدءاّ من أول رمز فكري من ممثّلي العلمانية العربية وهو الدكتور برهان غليون بدءت الأسماء الضخمة بالتهاوي في فخ "الكهنوت" الإسلاموي النفطي. فقد تحول غليون بقدرة قادر من مفكر علماني علمي متخصص بعلم الاجتماع لمجرد واجهة إعلامية لتيار إسلاموي مغرق بالتعصب في مجالس المعارضة السورية يؤمن بسيطرة مشاعر "الغيظ والتغايظ" في السياسة الدولية بين الصين والغرب. ولنفاجئ أن رمزا فكريا إسلاميا هو المرحوم الشيخ سعيد رمضان البوطي يصير مجرد واجهة إعلامية لنظرية المؤامرة الكونية يبني مواقفه على تقارير مخابراتية سورية يعرف صدقيتها. ويتعاظم الجيش الفكري من قبل النظام السوري في من سمّوا أنفسهم علمانيين ديمقراطيين لكنهم مؤمنون أن مليون سوري على الأقل ممن دعموا الثورة هم مجرد جيوش من المتخلفين المحدودي العقل والقابلين للشراء من قبل الغاز القطري والنفط السعودي.
المفاجأة الأقسى على جيلنا كانت سقوط من سمّوه لسنين قائد الفكر العلماني والعلمي في سورية الدكتور جلال صادق العظم (1)، الذي ببضع عبارات فلسفية يتقنها بحسب الخبرة في مجال الفلسفة حول طائفة كاملة من العلويين إلى مجرد قطيع سياسي مفتون بالنظام السوري وأن هذه الطائفة هي سر بقاء واستمرار هذا النظام، ضاربا بعرض الحائط كل ما أخبرنا به حول قوانين التطور التاريخي الجيوسياسي وخدمة الثقافة السائدة الدينية والتقليدية للتطورات التاريخية في سيرورة المجتمعات الإنسانية. وليصبح بعد هذه المواقف ضيفا محببا لبعض المشاهير الأغنياء في جاليات السوريين بالغرب. بالطبع كلامه توافق مع انتشار التعصب الطائفي خارج سورية بين السوريين أكثر بكثير من انتشاره داخلها.
واليوم يفاجئنا السيد صبحي الحديدي بمقال مدوي (2) يشكره أصحاب منهج التفكير الاستسهالي مبني على فيديو لأحد المقاتلين الحوثيين في سورية المدافعين عن النظام السوري. ليبدأ بمقدمة طويلة لا يمكن تجنب وصفها بالشعبوية حول الفيديو وتكرار البديهي حول إجرامية النظام السوري، لكن بما يوحي أن قوة هذا النظام قائمة ومستمرة على أمثال هذا الحوثي أو الشيعي من حزب الله او إيران. وبدلاً من أن يضع السيد صبحي الفيديو والخبر بحجمه الحقيقي ضمن مأساة الصراع الدولي على سوريا ويكشف غايات النشر المقصود لهذه الفيديوهات من قبل النظام ومن قبل بعض معارضي النظام نراه يدخلنا من باب "التحليل العلمي" لحال الحوثيين ضمن نظام الديكتاتورية اليمني في نتيجة واحدة "الحرب الشيعية السنية في سورية".
الواقع يقول أن المشاعر السنية الشيعية ملتهبة، وأن كثير من حملة السلاح يحملون هذه المشاعر في رؤوسهم. لكن للأسف أن غالبية من يكتب ويتكلم وينتشر انترنتيا يتناسى الأموال في جيوب هؤلاء المقاتلين ومصدرها ومصلحة من يملء هذه الجيوب بالمال والرؤوس بهذه المشاعر والغاية النهائية من عملية ملء الرؤوس والجيوب. ليست مهمة المثقف أو النخبوي صانع الرأي العام منافقة الشارع، لأن الشارع رغم أنه مفطور طبيعيا على السلامة والخير، إلا أنه مصاب بمرض السلبية وتقبل الأفكار السهلة التي ينزلها الحاكم من قصره. والتاريخ البشري مليء للأسف بحالات الجنون الجماعي (جماعي هنا بالمعنى المجازي) التي قادتها طبقات الحكام في حروب ومجازر مروعة تحت شعارات مقدسة دينيا أو وطنيا أو قبليا.
من أسوء ما يمكن لمفكر أو صانع رأي عام أن يفعله هو أن يستسلم لحمى الجنون عندما تنتشر بمجتمع يترنح تحت ضغط صراع أصحاب السلطات والأموال. والأسوء منه أن يعترف هذا القلم بأنها حمى جنون همجي مقاد من قبل السوق لكن لا خيار سوى الانصياع لخنادق الحكام والممولين وخوض الحرب المجنونة لإعادة صياغة المجتمع لاحقا وفق قوانين وثقافة "إنسانية". مستشهدين بذلك بحرب الحلفاء مثلا ضد "جنون" هتلر في الحرب الثانية أو مخاضات الثورة الفرنسية خلال 200 سنة قبل أن تفرض قيمها. هذه القياسات الفاسدة تغفل بكل سذاجة أو تقصد الظروف الموضوعية لكل حالة والأهم الشروط الزمنية لهذه الحوادث ومعنى أننا نعيش بعالم الثورة المعلوماتية وعصر ثورة الاتصالات.

30/12/2013
(1) http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=466468
(2) http://www.alquds.co.uk/?p=118062#comment-213957



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقد الغاز السوري الروسي بين الحقيقة والخيال
- شمشون الجبار لا يريد هدم المعبد، فقط هدم حلب
- التهدئة في وسط آسيا مقابل إشعال سورية
- سوريا، بضاعة طوائف وممانعة وثورة
- نصف الحقيقة هو كذب يا سيد نصر الله
- من الفرات للنيل، من الشريان للوريد
- إيران وأمريكا والسعودية، الكوميديا السوداء
- نصر الله بعاشوراء- باع الحسين واشترى خامنئي
- النظام السوري إلى أين؟
- جنيف2 للوصول لحل أم لتطبيع الواقع؟
- الكلمة الممنوعة في جنيف2
- الخليفة والمهدي المنتظر، ما الفرق؟
- سورية على طاولة القمار الدولية، إلى أين؟
- سورية وقانون التاريخ إلى أين؟
- لماذا هم مترددون بتوجيه الضربة لسورية؟
- أمريكا تربح البوكر، فلماذا تلوث قفازاتها
- بين دجلة والنيل، أين هو الله وأين الشيطان؟
- بشار الأسد: خطف أهداف الثورة السورية
- المؤامرة الكونية على سورية، هل هي حقيقة؟
- مآسي المصريين، ببلايين الدولارات أم بملائكة وبشياطين


المزيد.....




- -نساء الزرافات- في تايلاند..هكذا وثق مغامر إماراتي واحدة من ...
- كيف تحوّلت ألعاب الفيديو إلى ساحة لتجنيد المتطرفين؟
- فاديفول في زيارة رسمية لأوكرانيا تأكيدا لمواصلة الدعم الألما ...
- حرب السودان.. عندما يصبح الصحفي سائقا والمهندس مزارعا
- هل تحتوي الإيصالات الورقية على مادة سامة؟
- هل تنجح ضغوط واشنطن في التوصل إلى صفقة تنهي حرب غزة؟
- سلاح حزب الله بين الضغوط والجدل اللبناني وترقب الرد
- أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب
- غروسي ينسف رواية ترامب.. مشروع إيران النووي لم يُقبر بعد
- ضربات ترامب على إيران تعزز تمسّك كوريا الشمالية بترسانتها ال ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - تساقط النخبة العربية، من العظم إلى الفيس بوك