أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - المؤامرة الكونية على سورية، هل هي حقيقة؟














المزيد.....

المؤامرة الكونية على سورية، هل هي حقيقة؟


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المؤامرة بمعناها التّاريخي الموضوعي موجودة طبعا عبر التّاريخ البشري كله. والتي تعني تخطيط وعمل الدّول للسيطرة الكاملة أو الجزئية على دول أخرى. فصعود وهبوط كل الإمبراطوريات التي عرفها التّاريخ البشري كان نتيجة عوامل ضعف داخلية، وترصّد الجوار أو فريق معارض من داخل الإمبراطورية للّحظة المناسبة للفوز بالمغانم والسّلطة. إن استمرار قوة وسيطرة دولة يتعلق بمدى ذكاء وحصافة خططها أو مؤامراتها على الآخرين كي يبقوا أضعف منها، فالولايات المتحدة بقيت الأقوى بلا منازع لأنها جهزت نفسها بتخطيط مستقبلي يأخذ كل الاحتمالات الممكنة في العالم، وهذا نوع من التّآمر أيضا. أي أن المنهزم يقول أنها مؤامرة والمنتصر يقول أنها تخطيط ذكي، فالولايات المتحدة تدعي أنها اتبعت استراتيجية ذكية ضد الاتحاد السوفيتي "بنموذجه الديكتاتوري اللاإنساني"، والسوفييت يعتبرونها مؤامرة ماكرة خبيثة ضد "نموذجهم الانساني الراقي"، وبين النظرتين تقبع الحقيقة.أما الفهم المتطرف حول المؤامرة كأنها قوة خفية عظمى تصوغ التّاريخ، فهو بالواقع مجرد تبريرات للفشل. يمكننا الزّعم أن لا دولة بالعالم تعيش مطمئنة أن ليس هناك دولة ما تتآمر عليها. هذه للأسف قوانين السوق التي عاش وفقها البشر آلاف السنين.
اختباء كافة الحكام العرب خلف حجة المؤامرة لتبرير استمرار ديكتاتوريتهم هو نوع من الدّجل واللعب بالمصطلحات والواقع. فأن يتحجج الحكم السّوري بعد خمس عقود من حكم البعث وأربعة عقود من حكم عائلة الأسد أن المؤامرة هي السّبب بتأخير تحسن الحالة السّورية وضرورات المعركة تفرض تأجيل ما يراه الدّيكتاتور ترف الدّيمقراطية هو محض موقف انتهازي لمشاعر النّاس تجاه قضاياهم الوطنية والقومية. المؤامرة بمعنى طمع الجوار أو العالم بسورية بدأ منذ 6000 سنة ولن ينتهي خلال 6000 سنة.
تقوم العلاقات الدّولية على أساس المصالح وليس على أساس الأخلاق والقانون أو الدين والطوائف. وعلاقة الحكم الأسدي ليست خارج هذا النّطاق. لقد أدركت حكومات الغرب والجوار العربي والإقليمي خاصة بعد انتصار التّونسيين والمصريين، أن الشّعوب لو بدأت فلن تتراجع. وكل الدول أعادت حساباتها مع بدء الحراك الشّعبي السّوري، وتشاورت معا من خلال مصالحها.
فمن الطبيعي والحالة هذه، أن تتحرك كل الدّول خلف مصالحها وتتخذ خندقا تتعامل به مع الثورة السّورية. وربما كان من سوء حظ سورية أنها تقع في أهم منطقة بالعالم حيث لم يحدث بعد فلسطين أن تصارعت مصالح الدّول على دولة صغيرة مثل سورية. فمن الواضح أن الاهتمام الدّولي بسورية يعود لأهميتها الجيوسياسية:
• تقع شمال إسرائيل ربيبة الغرب المدللة، والمصلحة الغربية ببقاء إسرائيل دولة متحاربة مع جوارها لم تنتهي ومصالح إسرائيل تأتي في المقام الأول في السياسة الغربية.
• قرب سورية من منابع النّفط والغاز الأغنى بالعالم في منطقة الخليج العربي والعلاقة التاريخية الوثيقة بين شعوب هذه المنطقة.
• النّظام السّوري يمنح الحكم الإيراني قوة مضاعفة بتحالفه معه. فهذا التحالف هو بوابة الحكم الإيراني للمنطقة العربية ولحدود لبنان وإسرائيل مما يمنح إيران أوراقا إضافية في لعبة تكسير الأصابع بين الحكم الإيراني والنظام الغربي السياسي.
• تشترك سورية بالمشكلة الكردية المعقدة مع تركيا. فرغم الاختلاف بين وضع الأكراد في سورية ووضعهم في تركيا، إلا أن المشكلة الكردية ما تزال عابرة لحدود هذه الدول. والحكومات التركية ترى في المشكلة الكردية أهم مشاكلها وتحدياتها. خاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق حيث لم تحصل حكومة أردوغان على أي ميزات للتحكم في شكل كردستان العراق. والحكم التركي لا يريد تكرار الخطأ في سورية، فالقضية الكردية يجب أن لا تفلت من سيطرته.
• بعد فشل تأسيس دولة مدنية ديمقراطية لا طائفية بلبنان، ودمار العراق كوطن موحد للعراقيين، وسيطرة الإخوان المسلمين على مصر وبالتالي سيطرة المعسكر الغربي الخليجي عليها، وبسبب حاجة السوق الغربي لإسرائيل كدولة دينية، ولدول الخليج كدول ملكية شمولية، فإن نجاح السوريين في التحرر من الديكتاتورية وبناء بلد ديمقراطي مدني مستقل يشكل خطرا حقيقيا على توازن القوى الدولية.
لذا الصراع على سورية ممتد من الصين وروسيا وإيران إلى دول الخليج العربي وتركيا وأوروبة الغربية إلى الولايات المتحدة و إسرائيل. فالكلام هنا عن المؤامرة الكونية صحيح من حيث الاهتمام والعمل الدّولي تجاه سورية لجذب البلد باتجاه مصالح كل فريق. فهذه المؤامرة أو الصراع ليس بالمعنى الميتافيزيقي المتداول والذي نشره النظام السوري أن كل هذه القوى الدولية تخاف منه، بل هو ببساطة صراع السوق الذي ساد التاريخ البشري كله. من ناحية ثانية هذا الصراع الدّولي كان يعيش بأفضل حالاته مع النّظام السّوري الأسدي، ولم يشكل هذا النّظام أي خطر حقيقي على مصالح أي فريق منهم (هذا ما سنفرد له مقالا مستقلا). بكل وضوح النظام السوري جزء من المعسكر الشرقي الذي يصارع المعسكر الغربي الخليجي التركي على حساب مصالح ودماء الشعب السوري.

إن تعامل بعض المثقفين والكتاب بعقلية الكاهن الذي لا يرى العالم سوى أبيض وأسود، ووفق ذلك كثيرون منهم يتبعون ما يشبه حيلة "التكفير" عند المتعصبين دينيا بأن يواجهوا أي نقاش للصراع الدولي لا يعجبهم بأنه "يعتمد على نظرية المؤامرة" وبالتالي يكفي الضحك عليه وتسفيهه، هو بالواقع الموضوعي والعقلي عجز عن مواجهة الأسئلة الصعبة والتعلق بظواهر الأمور. هنا يجب أن نفرق بين القول "أمريكا او الصهيونية تملك سيطرة مطلقة على العالم وتريد تحطيمنا" وهذا ولوج واضح بالفكر الميتافيزيقي المؤامرتي الغير موضوعي، وبين القول "العالم يسوده مبدأ صراع السوق وكل طرف يعمل ويخطط ضد الآخرين لتحقيق انتصاره وأرباحه وكلما زادت قوة هذا الطرف كلما اتسعت خططه بمواجهة الآخرين لاتساع الخطط التي تريد إضعافه" وهذا أيضا ضمن ما يسمى مؤامرة لكن يطلق عليها البعض اسما تجميليا "تنافس، تخطيط، استراتجيات"، بكل بساطة مثل تنافس أو صراع تجار على سوق النسيج في بلد ما.



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآسي المصريين، ببلايين الدولارات أم بملائكة وبشياطين
- من سورية لمصر، حبل الوريد
- الجزيرة وشرف المهنة، -لا تقربوا الصلاة-
- الإخوان والبعثيون والوطني، أشقاء الوهم
- لماذا سقط الأخوان سريعا؟
- هل سورية بلد اصطناعي؟
- -أصدقاء سورية- بعض سلاح دون غذاء ودواء
- الطائفية بسورية والتفسيرات المعلبة المُستَسهَلة
- ثورة إيران القادمة تنتظر السوريين
- جنيف2 -حفلة سمر من أجل تدمير سورية-
- عندما يتكلم نصر الله والأسد، ويرد القرضاوي
- الدولة العلوية المزعومة، حقيقة أم خيال؟
- الثورة السورية والمصالح الدولية -4- الموقف العربي
- الثورة السورية والمصالح الدولية -1- إيران
- الثورة السورية والمصالح الدولية -2- تركيا، روسيا والصين
- الثورة السورية والمصالح الدولية -1- الغرب وإسرائيل


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - المؤامرة الكونية على سورية، هل هي حقيقة؟