أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - ثورة إيران القادمة تنتظر السوريين















المزيد.....

ثورة إيران القادمة تنتظر السوريين


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحد المظالم التاريخية في الإعلام وفي كتابة التاريخ أن ثورة الشعب الإيراني 1979 سُميت ثورة الخميني. لا يستطيع أحد أن ينكر دوره في الثورة وكونه أكثر قاداتها شعبية. لكنها ليست ثورة شخص واحد لقد كانت ثورة الشعب الإيراني على استبداد حكم الشاه وفساده الذي فاق كل المحتمل. ولولا تحالف الإمام الخميني مع باقي قوى المعارضة السياسية في إيران من أقصى اليسار إلى وسط اليمين لما استطاع لوحده إنجاز تلك الثورة. فتأثير الخميني كان شعبيا بالدرجة الأولى ولكن ليس تنظيميا، ومن تحمل مهمة التنظيم في الحراك الشعبي كان بقية حلفاء الثورة وخاصة قوى اليسار ومجاهدي خلق. فالتحرك الشعبي وبسبب فوضوية الجموع البشرية غير قادر على الوصول لغايته بدون تنظيم وتدخل القوى السياسية المُنظَّمة أصلا. ولربما هنا نتذكر مشكلة الثورة السورية التي اكتسبت تأييدا شعبيا كبيرا، لكنها بسبب افتقادها للمنظم وقعت بفخ الاغتيال مِن قبل مَن تسلط على الثورة وأهدافها من بعض قادات المعارضة.
بالواقع أن التاريخ الإيراني بالقرن الماضي مليء بالثورات أو الانتفاضات منذ أيام الشاه إلى أيامنا هذه، فهو شعب حيّ مثل جيرانه في المنطقة ومتجذر حضاريا في التاريخ. فما يشبه الثورة التي قام بها محمد مصدق 1953 كرئيس حكومة يسعى لتحرير بلاده من سيطرة البريطانيين والأمريكيين كانت ملهما للكثيرين بعده. مما اضطر الشاه لتشكليل جهاز قمع بوليسي أمني سماه "السافاك" الذي يشبه تماما أجهزة المخابرات العربية. بقيّ حكم الشاه في قلاقل مستمرة وانتفاضات لم تنته لعام قيام الثورة الإيرانية.
وكي لا ندخل بالتاريخ أكثر، نقول أن أول مأساة أجهضت حلم الإيرانيين كانت حرب العراق وإيران 1980، ليس فقط من حيث عدد الضحايا على الجبهات، بل أيضا لأنها كانت فرصة الخميني للتخلص من كل منافسيه الذين صنعوا الثورة معه. فاستمر حكم نظام ولاية الفقيه الذي ابتدعه الخميني على المذهب الشيعي كواجهة عاطفية دينية تضمن ولاء عامة الناس للحكم الإيراني، وتحت هذا الغطاء نشأت حكومات فاسدة لم تغيّر كثيرا في المستوى الإقتصادي لحياة الإيرانيين وخاصة في أقاليم الجنوب والشرق.
لقد تناسى الإعلام العربي بعد الربيع العربي وخاصة بعد انتقال الحراك الثوري لسورية أن إيران شهدت انتفاضات شبابية كبيرة احتجاجية عام 2009 قدرت أعداد المتظاهرين وقتها بمئات الآلاف، وسموها بوقتها الثورة الخضراء التي قامت احتجاجا على فوز نجادي بالرئاسة. لكن قوات الباسيج و حرس الثورة استخدموا القوة المفرطة ضد هذه المظاهرات مما أدى لوأدها. صاحب تلك الثورة الخضراء تركيز إعلامي كبير غربي وعربي في وقتها ولعلنا ما زلنا نذكر دور التويتر في ذلك الوقت بتسريب أنباء الثورة. لكن نفس الإعلام والسياسيين العرب والغربيين تناسوا ثورة أو انتفاضة 2011 والتي بدأت تقريبا بنفس فترة اشتعال الثورة السورية في 14 شباط، فقد شهدت مدن إيران العديد من التظاهرات بإلهام واضح من الربيع العربي. لأن روابط الشعوب العربية والإيرانية أكثر تجذرا تاريخيا من أن تقسمها العداءات بين شيوخ وفقهاء الطرفين. فلماذا هلل الجسد الإعلامي والسياسي العربي والغربي في 2009 وأهمل 2011؟ لماذا كان هذا الضجيج قبل سنتين والصمت في 2011؟ ربما يحتاج الجواب لمقال آخر حول تعامل الساسة الغربيين وبالتالي العرب كتوابع حتمية للتوجه الغربي مع الشعب الإيراني.
السؤال هل انطفأت جذوة الثورة الإيرانية؟ بالواقع وحسب المنطق التاريخي البشري لا يمكن لثورة شعبية أن تنطفأ جذوتها بالحالة العامة إن لم تزل أسبابها. وأسباب هذه الثورات الإيرانية هي بشكل أساسي ديكتاتورية الحكم الإيراني المتغطي بقدسية الدين، وتراجع المستوى الإقتصادي للمواطن الإيراني باستمرار رغم غنى إيران بشريا وماديا بشكل يفوق كل دول الجوار، بالإضافة لنزوع الشباب الإيراني بعصر الاتصالات الحديث للحرية في التعبير والسلوك والعمل والإبداع دون سلاسل يفرضها رجال دين متخشبون في القرن السابع. ولعل هذا ما يفسر تغاضي الحكم الإيراني المتمثل بمجلس الثورة ومكتب الأمن القومي عن فوز حسن روحاني من خارج دائرة المحافظين كمحاولة تطييب خاطر للشعب الإيراني، والسؤال هل سيستطيع هذا الرئيس الليبرالي لحد ما تغيير الواقع الإيراني؟ إذا تذكرنا تجربة خاتمي 1997-2005 والذي فاز بنسبة 70% ومع ذلك لم يستطع عمليا إحداث أي تغيير حقيقي داخل المؤسسة الحاكمة الإيرانية بل وقع بين حجري رحى: المحافظون الإيرانيون بزعامة ولي الفقيه وبين الحصار الغربي القاسي الذي لم يتنازل لاغتنام فرصة وصول رجل إصلاحي متنور للحكم في إيران. هذه التجربة لا تبشر بتغيير حقيقي في إيران خاصة وأن آخر مواريث نجادي لروحاني هي تخفيض الدعم عن الكثير من السلع الأساسية للإيرانيين.
من ناحية ثانية، فإن استغلال الإعلام العربي والغربي للثورة السورية الشعبية بتحويلها حتى لو إعلاميا لحرب طائفية بين السنة والشيعة وتركيز الإعلام العربي على هذه الناحية. وتعالي أصوات شيوخ السلاطين في فتاوى متتالية تدعو لقتال الشيعة الروافض بما يبدو في ظاهره دعم للشعب السوري، وبنفس الوقت تلقي النظام الإيراني لهذه الورقة المرمية على طاولة القمار الدولية وتجاوبه معها من خلال التحريك الإعلامي لحزب الله للتدخل الواضح في سورية، فنظام بشار الأسد ليس مكسورا عسكريا ببضعة مئات أو حتى آلاف من المقاتلين، إن تدخل الحزب هو لغاية إعلامية بحتة وليست عسكرية. كل هذه التطورات تساعد الحكم الديني الشمولي الإيراني على زيادة حاجز الرعب لدى المواطن الإيراني من أي حراك ثوري الآن، فلم يعد مصدر التهديد كما كان النظام الإيراني يكرر هو فقط الصهيونية والإمبريالية، بل اصبح مضاف له "العدو الوهابي السلفي الناصبي".
هذه الحمّى الدينية الطائفية الآخذة بالانتشار في المنطقة تهدد كامل الربيع العربي وشعوب هذه المنطقة عربا وإيرانيين وأكرادا وحتى أتراكا. وبكل طرف يوجد أقلام وأصوات جاهزة لإطلاق خطابات التجييش والتحميس وبنفس الوقت التخويف والإنذار من عدو خيالي يسمونه "الناصبي أو الرافضي" ويحولوه لحقيقة من خلال بعض الفيديوهات القليلة وبعض الفتاوى الجاهزة في أدراج بعض شيوخ القرن الواحد والعشرين.
لذلك فإن انتصار الثورة السورية بهدفها الأساسي سورية حرة ديمقراطية موحدة مستقلة مدنية هو بالواقع إنقاذ لكل شعوب المنطقة وإنقاذ للإسلام من مصير أسود مجهول يجري الإعداد له الآن في أروقة السوق العالمي ودهاليز السياسة وقصور السلاطين. ولعلنا هنا نعيد التذكير للقادات المعارضة السورية أن تقصيركم لم يكن فقط بحق الشعب السوري، بل بحق الشعب الإيراني الذي كان يمكن أن يشكل القوة التي تقلب كل الموازين حول سورية وثورتها.



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنيف2 -حفلة سمر من أجل تدمير سورية-
- عندما يتكلم نصر الله والأسد، ويرد القرضاوي
- الدولة العلوية المزعومة، حقيقة أم خيال؟
- الثورة السورية والمصالح الدولية -4- الموقف العربي
- الثورة السورية والمصالح الدولية -1- إيران
- الثورة السورية والمصالح الدولية -2- تركيا، روسيا والصين
- الثورة السورية والمصالح الدولية -1- الغرب وإسرائيل


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - ثورة إيران القادمة تنتظر السوريين