أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - أمريكا تربح البوكر، فلماذا تلوث قفازاتها















المزيد.....

أمريكا تربح البوكر، فلماذا تلوث قفازاتها


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نناقش في هذا المقال الناحية الأخلاقية والقانونية والوطنية حول التدخل العسكري الامريكي في سورية، هل هو جائز أو ضروري أو ممنوع. هذه نقاشات تعتبر في المحيط السياسي العالمي نوعا من الترف التجادلي الذي لا يؤثر على قرارات الحيتان الكبرى المسيطرة والمتصارعة على مراكز القوة والمال. السؤال هل تاريخ المأساة السورية وتاريخ الصراع الدولي وواقع التوازانات في السوق العالمي يسير باتجاه تدخل عسكري حاسم من قبل الناتو في سورية أم لا؟
لنتفق بداية أن الأسباب الأخلاقية والإنسانية لم تكن يوما محركا حقيقيا لقرارات كبرى استراتيجية على المستوى الدولي، لا من قبل الولايات المتحدة ولا من قبل أية امبراطورية أخرى. المحركات الحقيقية للسياسة الدولية هي المصالح وفقط المصالح. فلو استعرضنا تاريخيا متى تحركت الولايات المتحدة عسكريا بشكل فاعل وحاسم بعد الحرب العالمية الثانية نجد هذه الحوادث الكبرى:
حرب كوريا (1950-1953)، ضد السوفييت والصينيين من خلال الشيوعيين الكوريين.
حرب فيتنام (1964-1975)، أيضا ضد السوفييت والصينيين من خلال الشيوعيين الفيتناميين.
حرب الخليج الأولى (1990-1991)، ما عرفت بحرب تحرير الكويت من احتلال صدام حسين لها.
حرب يوغسلافيا السابقة (1990- 1999)، لإنهاء الحرب الأهلية الأولى بأوروبة بعد الحرب العالمية الثانية.
حرب أفغانستان (2001- الآن)، ضمن ما سميَّ الحرب على الإرهاب "الإسلاموي".
حرب العراق الثانية (2003- الآن)، أيضا ضمن ما سميَّ الحرب على الإرهاب "الإسلاموي" بالإضافة لحرب نشر الديمقراطية.
بالإضافة لسلسلة طويلة من الحروب مع المكسيك ودول أمريكا الجنوبية من بدايات القرن 19 وانتهاء بهاييتي 1995 وطبعا الحربين العالميتين وحروب الفليبين والتدخلات المحدودة بلبنان.
بغض النظر عن الاختلاف في التقييمات للربح والخسارة، والمبررات الأخلاقية والقانونية لهذه الحروب، هل الرؤية المصلحية واضحة جدا في هذه الحروب وبسيطة؟ بالواقع هذه الحروب قامت بقرار أمريكي بامتياز سواء أصابت هدفها من الحرب أم لا، وسواء استطاعت التخلص من سلبيات الحرب أم تم استجرارها لاستنزاف عسكري طويل. وضمن النظرة الأمريكية لمصالحها لا يمكننا أن ندعي أن هذه النظرة "بسيطة جدا" كما يجري طرحها من قبل الإعلام، وبنفس الوقت هي نظرة متطورة وديناميكية متفاعلة مع الحدث والتغيّرات العالمية والأهم أنها تراكم خبرات في مراكز اتخاذ القرار الأمريكي.
لنسأل السؤال الثاني المهمل في السياق التاريخي حول السياسة الأمريكية، لماذا لم تتدخل عسكريا بشكل حاسم أو حتى مخابراتيا من تحت الطاولات في مناطق ظاهرها يوحي بأهمية استراتيجية مثل المناطق السابقة التي عددناها أو التي تحمل محرضا أخلاقيا صارخا؟
• لماذا يأست من كوريا الشمالية مع كل الخطر الذي تشكله على اليابان وكوريا الجنوبية الحليفين الأهم لامريكا؟
• لماذا استمر نظام فيدل كاسترو في كوبا وفي خاصرة الولايات المتحدة وخلال أشد أزمان التوتر مع السوفييت؟
• لماذا لم تهتم بمقتل 600 ألف انسان في رواندا خلال ستة شهور؟
• لماذا كان تحركها العسكري ضعيفا واحتاج لتسع سنين في يوغسلافيا السابقة؟
• لماذا تركت الحكم السوداني يتابع مجازره بهدوء ضد أهالي دارفور التي أدت لمقتل ما يقارب 200 الف انسان؟
• لماذا تركت جورجيا لوحدها أمام روسيا؟
هذه الحوادث التاريخية مع كل تشابكاتها تؤكد عدة نتائج أهمها:
• قراءة المصالح الأمريكية من منطلق تبسيطي (أمريكا تحب وتكره، تخاف وتساند) أو من منطلق ظاهر الجيوسياسة للمنطقة المتأزمة لا يكفي للحكم على ما تراه أمريكا مصلحة حيوية لها.
• العامل الأهم في هذه الحروب هو ميزان القوة الدولي أمام منافسيها الأكبر بالعالم، كانوا السوفييت والصينيين، وخلال التسعينات لم يكن أحد يشكل هما كبيرا لكن ببعد النظر الأمريكي عرفت أن السيطرة على الخليج العربي ووسط آسيا ذو نفع استراتيجي كبير يكبح كل المتنامين اقتصاديا مثل الصين وروسيا والهند، وبالعقد الماضي دخلت القوة الصينية والروسية كمعامل قوة دولي يؤثر على الميزان.
لنعد الآن إلى منطقتنا النازفة منذ قرن كامل، هل تأثرت السياسة الأمريكية باستخدام صدام حسين للكيماوي ضد الكورد وقتله لما يزيد عن 150 ألف كوردي؟ هل منع الحس الإنساني للإدراة الأمريكية استخدام اليورانيوم المنضد ضد العراق ومقتل ما يزيد على نصف مليون طفل عراقي خلال حصار التسعينات؟ وربطا بذلك هل فعلا إن استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة قرب دمشق وقتل ما يزيد على ألف سوري سيهز الضمير الأمريكي في البيت الأبيض أكثر من مقتل ما يزيد عن 100 الف سوري وتشريد الملايين خلال السنتين الماضيتين؟
هل الموقف الروسي الجازم بمنع أي تدخل عسكري حاسم بسورية أقل منه من جورجيا أو الشيشان؟ بالواقع يبدو واضحا أن الروس يستخدمون نفس الثقل السياسي مدعومين بالقرار الصيني والإيراني ضد التدخل المباشر في سورية عسكريا.
قد يجادل البعض، أن أمريكا خائفة من تسرب السلاح الكيميائي لأيدي الجماعات الإسلامية وبالتالي خوفها على إسرائيل. وهنا السؤال الأهم، هل من مصلحة إسرائيل سورية بدون النظام الذي ما زال لحد بعيد مسيطرا على قواته وسلاحه الكيميائي والصاروخي أم من مصلحتها توزيع هذه الأسلحة بين فصائل مسلحة مختلفة الانتماءات حسب المموّل وبدأت فعليا تتقاتل منذ الآن؟ وهل إيران للآن لم تعط حزب الله السلاح الكيميائي؟ وهل سيسمح الداعم الروسي للنظام السوري باستخدام الكيميائي ضد اسرائيل؟ وهل سيسمح الممول السعودي والقطري لفصائل النصرة وداعش وغيرها بتهديد أمن اسرائيل؟ وهل حصل عبر عقدين من تضخم قوة الفصائل الإسلاموية أي تهديد حقيقي لمصالح إسرائيل داخلها أو خارجها؟ وأليس العرض الروسي بإحلال قوات روسية بدل القوات النمساوية في الجولان أكبر ضمان لأمن إسرائيل؟
الرؤية المعمقة للمصالح الأمريكية والروسية والصينية ومن يتبع كل طرف تؤدي لنتيجة واحدة وهي: الولايات المتحدة لا تنوي التدخل العسكري المباشر في سورية بطريقة حاسمة طالما أن الإشراف الروسي اللصيق على الصراع وبالتنسيق مع الحكومات السعودية والتركية والقطرية والتعاون مع النظام السوري والإيراني يسير في اتجاه أن تكون الولايات المتحدة أكبر الرابحين دون أن تتكبد دولارا واحدا أو نقطة دم امريكية والأهم تفوز بالسمعة الأخلاقية الأنظف مقارنة بما لحق روسيا والصين وباقي الدول المنخرطة بالصراع. إن كان لا بد فسيكون تدخلا مشابها لقصف ليبيا والسودان في التسعينات بمعنى بضعة صواريخ سيوقفها التنديد الدولي، وضمن مقايضة مع روسيا.
إن التهويل الإعلامي خلف التصريحات الأمريكية والتحذيرات الروسية والإيرانية والسورية يصب في اتجاه المعركة الأشرس وهي المعركة الإعلامية بين المعسكرين عند مؤيدي كل طرف. فمؤيدو النظام السوري ممتنون لهذه "الفزعة" الإيرانية الروسية الشهمة، ومعارضو النظام السوري المتشنجون متعلقون بهذه "الغضبة" الأمريكية المزلزلة، والشعب السوري بعمومه الباقي يدفع من دمه وأعصابه بين قذائف الكيميائي والبارود والإعلام.



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين دجلة والنيل، أين هو الله وأين الشيطان؟
- بشار الأسد: خطف أهداف الثورة السورية
- المؤامرة الكونية على سورية، هل هي حقيقة؟
- مآسي المصريين، ببلايين الدولارات أم بملائكة وبشياطين
- من سورية لمصر، حبل الوريد
- الجزيرة وشرف المهنة، -لا تقربوا الصلاة-
- الإخوان والبعثيون والوطني، أشقاء الوهم
- لماذا سقط الأخوان سريعا؟
- هل سورية بلد اصطناعي؟
- -أصدقاء سورية- بعض سلاح دون غذاء ودواء
- الطائفية بسورية والتفسيرات المعلبة المُستَسهَلة
- ثورة إيران القادمة تنتظر السوريين
- جنيف2 -حفلة سمر من أجل تدمير سورية-
- عندما يتكلم نصر الله والأسد، ويرد القرضاوي
- الدولة العلوية المزعومة، حقيقة أم خيال؟
- الثورة السورية والمصالح الدولية -4- الموقف العربي
- الثورة السورية والمصالح الدولية -1- إيران
- الثورة السورية والمصالح الدولية -2- تركيا، روسيا والصين
- الثورة السورية والمصالح الدولية -1- الغرب وإسرائيل


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - أمريكا تربح البوكر، فلماذا تلوث قفازاتها