أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - سورية وقانون التاريخ إلى أين؟















المزيد.....

سورية وقانون التاريخ إلى أين؟


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 20:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التاريخ البشري سار ويسير وفق قانون واحد "صراع المال والسلطة". من أسس هذا القانون هم اصحاب المال والسلطة في كل شعوب الارض وعبر كل تاريخها من يوم اخترع الانسان السيف والرمح إلى يومنا هذا مع القنابل والصواريخ العابرة للقارات.
والشعوب البشرية رغم انها بغالبيتها تكره القتل والقتال والدماء إن لم يكن بسبب الخير فيها فعلى الأقل بسبب "قلة المروة"أو الكسل. لكن مع ذلك كانت وما زالت خزان القتلة والمحاربين لحساب الاقوياء من اصحاب المال والسلطة. فليس صعبا أن تجد كصاحب مال وسلطة واحدا بين كل ألف مستعدا أن يقتل أباه وأمه من أجل حفنه من الدولارات، وأن تجد 10 بين كل ألف انسان من هم مستعدين لتصديق أنك تعمل لاجل خير أهاليهم بقتل بعض الأعداء، وليس من الصعب ان تجد 20 مقاتلا إن كان "العدو" واضحا، وعندما يكون الاعتداء مباشرا فسيتحرك تلقائيا 50 من بينهم دفاعا عن الألف وكل مهمتك تكون اختيار المكان واللحظة المناسبة لتقتنص النصر او الهزيمة.
وبيومنا هذا، مازال نفس القانون يسير على سيقان حديدية. امريكا والغرب ضد روسيا والصين يمثلان الأقوياء الذين يخوضون الصراع التاريخي الذي سيرسم المستقبل، لكن الطرفان قررا ضمنيا ألا يكررا خطأ الحرب العالمية الثانية بالمواجهة المباشرة، أو خطر الحرب الإقتصادية المباشرة بالسوق. فقد قررا الانتقال لرسم قواعد اللعبة في السوق من خلال اتفاقيات التجارة العالمية والمنافسة وتحرير الأسواق، وبنفس الوقت الاكتفاء بالحرب عن بعد باستخدام من يوقعه حظه التعيس بينهما. ولكل معسكر حلفاؤه وتوابعه من أصحاب السلطة والمال في بلدان العالم النامية. فمن المضحك المبكي أن تركيا أكبر حليف تابع للغرب هي بنفس الوقت تضع روسيا كأكبر شريك تجاري لها خلال السنين الماضية، بينما تستقر ايران في المرتبة السادسة في سلم شركائها التجاريين، ورغم ذلك نعلم حرب الطرفين في سورية. ولو وسعنا النظرة فلنلاحظ المعلومات الواردة بآخر المقال ونفكر فيها بهدوء.
هذا الصراع في السوق العالمي بين جبابرة العالم يستمر بوحشية هائلة ويتم صياغته دائما تحت عناوين الحقوق والأخلاق والقانون. ومن المهم ألا يتبادر لذهننا مثلا أن رئيس أمريكا أو روسيا أو صاحب أكبر شركة بالعالم يختزنون هذا "الشر" في داخلهم كأفراد، بالعكس تماما قد يكونون رقيقي القلب بأبعد مما نتخيل، لكنها آلة السوق المتطورة تاريخيا عبر آلاف السنين وتراكم الخبرات التي حولتها إلى معقد ميكانيكي يفوق قدرة أي شخص بعينه أو مجموعة أشخاص التحكم به. إنها الآلة التي اخترعها ونمّاها الإنسان وأصبحا عبدا خانعا لها.
بقية شعوب العالم، مستسلمة لحكامها، وكلها تسير على مبدأ "فخار يكسر بعضه بعيد عن شبابيك بيتي" وبأحسن الأحوال تصلي لأحد الآلهة أو تعبر عن آسفها على فنجان قهوة أو كاسة بيرة. وعلى فكرة نحنا السوريون مارسنا نفس السلوك يوم سمعنا مجازر صدام والبشير بحق الكورد والعرب العراقيين وبحق الدارفوريين. وطبعا يرتاح ضميرنا وقتها لو رمينا اللوم على الديكتاتور الذي يمنعنا من اختيار أي هواء نتنفس، لكن المواجهة القاسية مع الذات ستعيدنا لحالة تشبه ما يمارسه بقية سكان العالم من مأساتنا.
الثورة الشعبية هي انقلاب الشعب الانساني على هذه القوانين، وهذه حوادث نادرة بالتاريخ البشري. مثلها بالقرن الماضي ثورة الهنود مع غاندي، ثورة جنوب افريقيا مع مانديلا، ثورة السود بامريكا مع لوثر كينج. الثورات العربية كانت محاولة تحدي لهذا القانون، فتمت سرقتها كلها بارذل الوسائل.
الآن بسورية، يتبيّن الصراع الواضح وفق هذا القانون التاريخي. روسيا وايران والنظام السوري الفاشي ضد الغرب مع توابعه بتركيا والسعودية وقطر.
وكلا الفريقين طبعا وكلاميا يرفعون شعارات "الانسان، والحياة والاوطان". لكن واقع ما يجري نراه مع ذلك بالتدقيق في الاعلام الغربي الذي يعمل كمؤسسة اخطبوطية عملاقة لصياغة العقل والراي العام الغربي (المعسكر المقابل لا يحتاج لذلك بسبب ديكتاتوريته الابشع). نظرة سريعة للغرب الاعلامي اي كيف يرانا الغرب سوف تفاجئنا كثيرا، إنها نظرة فرضت نفسها على الرأي العام:
*بسورية حرب اهلية بين سنة وعلوية.
*بسورية قاعدة وارهاب وتعصب ديني.
*بسورية ديكتاتور دموي يقتل شعبه بالكيماوي.
*بسورية على أمريكا أن تثبت أنها سيد العالم أمام الصين وروسيا.
*القيم الغربية في خطر اذا لم يضرب اوباما سورية (المقصود قيم الحرية وحقوق الانسان).
*لقد فشلت تريليونات الدولارات في العراق وافغانستان بتاسيس ديمقراطية وزاد كره المسلمين للغرب وارهابهم، فلماذا نصرف اموالنا وجنودنا لحساب من لا يشكرون.
هذه النظرة لا تقول للمواطن الأمريكي الذي دفع تكاليف الحرب العراقية الثانية من جيبه كما أقنعوه أن الشركات الأمريكية قد راكمت تبادلا تجاريا مع العراق في عشر سنين 156 بليون دولار، ولا تقول لهذا المواطن أن القاعدة والمجموعات الإسلاموية هي بالواقع بجزء كبير منها بتمويل من عاشر شريك تجاري للولايات المتحدة وهي السعودية بالإضافة لمن يمولهم القطريون والإيرانيون والروس وعبر النظام السوري.
بالمقابل الإعلام العربوي والإسلاموي يمارس الانتقائية في مدح القيم الأمريكية بين قربها من الشيطان أو من الله حسب الحالة الموجودة. فتارة أمريكا هي عدوة الشعوب العربية والاسلامية، وتارة هي المنقذ والمخلص.
هذه الفوضى الإعلامية المنظمة وفق آليات السوق العالمي تجعل موضوع الحكم على الضربة الأمريكية أكثر صعوبة وتوهانا على ميزان القراءة الموضوعية للواقع الدولي والسوري، لكنها بنفس الوقت تؤكد أن الانجراف العاطفي اللاعقلاني في رفضها أو تأييدها ومن ثم الوقوع بمستنقع التخوين والتعصب للرؤية الشخصية هو أيضا منزلق خطير قد يكلف السوريين أكثر بكثير مما يتوقع أكثر المتشائمين.
***إرشادات معلوماتية على الطريق:
التبادل التجاري بين أمريكا وبقية العالم ازداد بمعدل 6% سنويا من 2000 الى 2012، بما يصل ل 35 تريليون دولار خلال نفس الفترة.
التبادل التجاري بين أمريكا وروسيا ازداد بمعدل 13% سنويا من 2000 الى 2012، ويمثل 1% من تجارة امريكا الكلية خلال نفس الفترة.
التبادل التجاري بين أمريكا والاتحاد الأوروبي ازداد بمعدل 4% سنويا من 2000 الى 2012، ويمثل 19% من تجارة امريكا الكلية خلال نفس الفترة.
التبادل التجاري بين أمريكا والصين ازداد بمعدل 14% سنويا من 2000 الى 2012، ويمثل 12% من تجارة امريكا الكلية خلال نفس الفترة.
التبادل التجاري بين أمريكا والسعودية ازداد بمعدل 11% سنويا من 2000 الى 2012، ويمثل 1.4% من تجارة امريكا الكلية خلال نفس الفترة.
التبادل التجاري بين أمريكا والعراق ازداد بمعدل 11% سنويا من 2000 الى 2012، ويمثل 0.4% من تجارة امريكا الكلية خلال نفس الفترة.
التبادل التجاري بين أمريكا وقطر ازداد بمعدل 17% سنويا من 2000 الى 2012، ويمثل 0.1% من تجارة امريكا الكلية خلال نفس الفترة.
التبادل التجاري بين أمريكا وإسرائيل ازداد بمعدل 5% سنويا من 2000 الى 2012، ويمثل 1% من تجارة امريكا الكلية خلال نفس الفترة.



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هم مترددون بتوجيه الضربة لسورية؟
- أمريكا تربح البوكر، فلماذا تلوث قفازاتها
- بين دجلة والنيل، أين هو الله وأين الشيطان؟
- بشار الأسد: خطف أهداف الثورة السورية
- المؤامرة الكونية على سورية، هل هي حقيقة؟
- مآسي المصريين، ببلايين الدولارات أم بملائكة وبشياطين
- من سورية لمصر، حبل الوريد
- الجزيرة وشرف المهنة، -لا تقربوا الصلاة-
- الإخوان والبعثيون والوطني، أشقاء الوهم
- لماذا سقط الأخوان سريعا؟
- هل سورية بلد اصطناعي؟
- -أصدقاء سورية- بعض سلاح دون غذاء ودواء
- الطائفية بسورية والتفسيرات المعلبة المُستَسهَلة
- ثورة إيران القادمة تنتظر السوريين
- جنيف2 -حفلة سمر من أجل تدمير سورية-
- عندما يتكلم نصر الله والأسد، ويرد القرضاوي
- الدولة العلوية المزعومة، حقيقة أم خيال؟
- الثورة السورية والمصالح الدولية -4- الموقف العربي
- الثورة السورية والمصالح الدولية -1- إيران
- الثورة السورية والمصالح الدولية -2- تركيا، روسيا والصين


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - سورية وقانون التاريخ إلى أين؟