أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - لماذا هم مترددون بتوجيه الضربة لسورية؟















المزيد.....

لماذا هم مترددون بتوجيه الضربة لسورية؟


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخبر الأول خلال الأسبوع الماضي عالميا وعربيا "الضربة الأمريكية الجوية ضد النظام السوري". لكن كلما تعالت أصوات الحماسيات والتحميس كلما ازدادت أخبار التردد في مراكز القرار الأمريكي والبريطاني والفرنسي بمقابل ثقة روسية وسورية من قبل النظام. الدستور الأمريكي والبريطاني يمنحان أوباما وكاميرون حق اتخاذ القرار بالضربة العسكرية من هذا النوع المحدود دون الرجوع للكونغرس أو مجلس العموم تحت عنوان الأمن القومي وقد عنّونها أوباما "إنه أمن قومي أمريكي". إذا ما السبب الخفي والحقيقي لهذا التردد والرغبة بالعودة إلى تفويض من الكونغرس الأمريكي ومجلس العموم البريطاني؟
تختلط الكثير من الأسباب في صعوبة هذا القرار عند الإدارة الأمريكية، ما بين المصالح الاستراتيجية لأمريكا والموقف الروسي الصيني الحازم ضد الضربة وضعف الحماس الألماني والأوسترالي بل حتى إن حماسية الفرنسيين والبريطانيين مختبئة خلف القيادة الأمريكية "إن أقدتم، تبعنا". والسؤال الأهم هل فعلا أمريكا تريد إسقاط النظام السوري؟ بالواقع كل مواقفها منذ بداية الثورة السورية تقول إنها تريد التحكم بسورية ولا يمكنها بنفس الوقت التخلي عن النظام السوري الحالي، وهذا نقاش آخر خارج هذا المقال. هنا نريد التركيز على حقيقة غائبة ومغيّبة عن الرأي العام السوري والعربي والعالمي بسبب الطريقة السقيمة للإعلام في تناول هذه الأزمات، فهو يضيّع لب وجوهر السؤال بنقاشات ومناورات فارغة حول ماذا قال الرئيس الأمريكي وكيف عبس وابتسم، وكيف رد الروسي بوتين بهدوء أو عصبية، وكيف يشعر بشار الأسد قبل نومه.
السؤال الحقيقي الذي أخاف أوباما برأيي والذي لم يعلنه حتى للشعب الأمريكي هو سؤال تم توجيهه من قبل الاسوشيدت برس للخبير الفرنسي بالسلاح الكيميائي رالف تراب Ralf Trap "هل هناك أي طريقة نضمن بها تدمير كامل لمخزن سلاح غاز الأعصاب دون إرسال جنود متخصصين في عملية العزل والتحويط والتدمير الشامل على الأرض؟" وكان جواب تراب "بالواقع لا". هذا السؤال كان جزء من ضمن استشار لخمسة خبراء غربيين في السلاح الكيميائي.
مجموع الاستشارات هذه أكد عدم وجود أي ضمان أن تفجير هذا النوع من مخازن السلاح الكيماوي لن يؤدي لحدوث كارثة تسمم واسعة النطاق قد تخلف عددا هائلا من الضحايا خاصة وأن مخازن النظام السوري قريبة من مدن كبرى مثل دمشق وحمص وحماة. وقد أجمع الخبراء أنه بأفضل الظروف وبفرض دقة المعلومات الأمريكية الاستخباراتية فعلى الأقل من 20% إلى 30% من هذه المواد الكيماوية بما فيها غاز الأعصاب ستتسرب للمحيط.
وتاريخيا فقد حصلت مرة واحدة بالعراق، عندما فجر التحالف من الجو المخزن رقم 13 بالمثنى عام 1991 حيث كان يحوي 2500 راس صاروخي مُذخر بغاز السارين. وبعد عشرين سنة ما زال هذا الموقع موقع موت لا يمكن للأحياء دخوله. حسب تقرير منظمة حظر السلاح الكيميائي لعام 2012.
مما يزيد من صعوبة التفجير من الجو، أن المطلوب هو تحديد دقيق بهامش خطأ لا يتعدى الأمتار عن مكان تخزين السلاح الكيميائي ضمن المخزن نفسه ودرجة حرارة معينة وسرعة رياح محددة ودقة كبيرة في تقدير التدريع الاسمنتي حول المخزن، بحيث يصيب الصاروخ المجهز ضد السلاح الكيماوي الموقع بدقة كافية ويشتعل حسبما هو مفترض نظريا ليصل لدرجة حرارة 2100 درجة. كلها عوامل تبدو اقرب للمستحيل في تحديدها والجزم بها في سورية الآن. أي كما وصفتها المخابرات الأمريكية ليست "قفزة متقنة تضع الكرة بالسلة بكلتا اليدين Slam Dunk".
سوزان سريكين مدير منظمة فيزيائيون من اجل حقوق الإنسان قالت: "هذه العملية تحمل مخاطرة نشر المواد السامة في البيئة المحيطة بما فيها غاز السارين الذي يزيد من خطورته أن بلا لون ولا رائحة، إن هذا رهيب".
السؤال الاستتباعي: هل يمكن للنظام السوري بخبرة روسية أن يقوم بخدعة ما؟ بكل بساطة هناك عدة خدع ممكنة وسهلة. حرك مكان التخزين بضعة أمتار. أو عند وصول إنذار الإطلاق الصاروخي إفتح سقف المخزن لأن الرأس الصاروخي الأول معد لتحطيم الحاجز الاسمنتي وليس لتوليد حرارة عالية لصهر المواد الكابحة للمواد الكيمايئة السامة، يعني خداع للآلة. أو ضع بضع رؤوس كيميائية قرب صواريخ السكود بعيدة المدى التي قد تكون هدفا أو في الفروع الأمنية الكبرى بعد اخلائها إلا من المساجين. وعندها فالكارثة الإنسانية بمقتل عشرات الآلاف ستوقف الاستنزاف العسكري في سورية لكن بلًوْم الامريكيين والغرب وانتصار النظام وروسيا.
النظام السوري بهوسه بالسلطة ولجوءه منذ البداية للحل الأمني العسكري العنفي ولجوءه لتصعيد العنف ضد الشعب السوري أوصل سورية لتصبح في هذه الحالة المأساوية التي تتقاسمها أنياب الطامعين من الشرق والغرب، وما يزيد مأساوية الوضع أن المعارضة السورية التي تصدت للمشهد الإعلامي وجزء كبير منها بدأ بكل سذاجة أو شماتة يعد حقائبه لتسلم مناصب قد يخلفها بشار الأسد وراءه، لم يسأل السؤال الأساسي ولم يشرح للشعب السوري المطحون بين نيران قوات النظام وبين نيران كتائب الإسلاموية النفطية ماذا يعني "ضرب مخزن سلاح كيماوي". بل الأشد كارثية وألما أن كل الإعلام العربي وكتّابه تجاهلوا هذ السؤال المصيري وصوّروا الأمر على أنه إما "نزهة مؤلمة للتخلص من بشار ونظامه" أو أنه "حملة صهيونية ضد الممانع بشار ونظامه". وما بين النارين المتعصبتين ضاعت الحقيقة على الإنسان السوري. لقد صوّر الإعلام العربي ومعه كثير من المعارضة السورية على أن الموضوع ببساطة "حسنا، النظام السوري قتل وتسبب بقتل ما يزيد عن 100 الف سوري، فإن أدت الضربة الأمريكية لمقتل 10 آلاف أخرى أو بضع عشرات من الآلاف في مقابل الخلاص من النظام، فأهلا وسهلا بالمجاهد الأمريكي في سبيل الله وسورية أوباما". هذا التبسيط والتسطيح والاستهتار بحياة الإنسان لا يقل شرانية واعية أو غير واعية عن شرانية الإعلام السوري النظامي ونيرانه.
المراجع:
1- http://www.military.com/daily-news/2013/08/30/experts-dont-bomb-syrian-chemical-weapons-sites.html
2- http://www.usatoday.com/story/news/nation/2013/08/29/syria-chemical-weapons-attack/2723251/
3-http://abcnews.go.com/Politics/wireStory/ap-sources-intelligence-weapons-slam-dunk-20102965



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا تربح البوكر، فلماذا تلوث قفازاتها
- بين دجلة والنيل، أين هو الله وأين الشيطان؟
- بشار الأسد: خطف أهداف الثورة السورية
- المؤامرة الكونية على سورية، هل هي حقيقة؟
- مآسي المصريين، ببلايين الدولارات أم بملائكة وبشياطين
- من سورية لمصر، حبل الوريد
- الجزيرة وشرف المهنة، -لا تقربوا الصلاة-
- الإخوان والبعثيون والوطني، أشقاء الوهم
- لماذا سقط الأخوان سريعا؟
- هل سورية بلد اصطناعي؟
- -أصدقاء سورية- بعض سلاح دون غذاء ودواء
- الطائفية بسورية والتفسيرات المعلبة المُستَسهَلة
- ثورة إيران القادمة تنتظر السوريين
- جنيف2 -حفلة سمر من أجل تدمير سورية-
- عندما يتكلم نصر الله والأسد، ويرد القرضاوي
- الدولة العلوية المزعومة، حقيقة أم خيال؟
- الثورة السورية والمصالح الدولية -4- الموقف العربي
- الثورة السورية والمصالح الدولية -1- إيران
- الثورة السورية والمصالح الدولية -2- تركيا، روسيا والصين
- الثورة السورية والمصالح الدولية -1- الغرب وإسرائيل


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - لماذا هم مترددون بتوجيه الضربة لسورية؟