أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - شمشون الجبار لا يريد هدم المعبد، فقط هدم حلب














المزيد.....

شمشون الجبار لا يريد هدم المعبد، فقط هدم حلب


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقول الاسطورة السورية أن شمشون الجبار بمعركته الاخيرة مع اعدائه قرر هدم المعبد عليه وعلى أعدائه. هل تسير الحالة السورية لخيار شمشون؟ هل يتجه النظام لخيار عليّ وعلى أعدائي؟ هل يتجه المتحكمون بهذه الملهاة السوداء من خارج سورية لتهديم المعبد؟
المعبد السوري بدأ التهاوي، لكن للأسف ليس على رؤوس النظام أو رؤوس المتصارعين على سورية، إنه يتهاوى على رؤوس الشعب السوري فقط. فبعد زيارة بندر بن سلطان الأخيرة لموسكو ومباحثات التطرية الأمريكية الإيرانية بملفي النشاط النووي الإيراني وأفغانستان وتقارب حكومات الخليج الصغيرة مع إيران، وربطا مع اقتراب موعد جنيف2 السؤال المطروح ما هي غاية النظام من الهجوم العشوائي المكثف على حلب من الجو والذي لا يحقق اي تقدم عسكري للنظام؟
قد يبدو الجواب غريبا ومستهجنا، لكن لا يمكن لهذه التطورات أن تتسق إلا بهذا الجواب. النظام السوري يريد منح الفصائل الإسلاموية فرصة استرداد سمعتها المهدورة خلال السنة الماضية في هذه المناطق، فكان قصف البراميل هذا لتذكير الناس بحلب أنه مهما ظلمهم واضطهدهم قادات تلك الفصائل يبقى النظام هو الأقوى في التقتيل الجماعي والتدمير. تنبع مصلحة النظام في هذه السياسة من عدة نواحي:
1- القضاء على حركة التمرد الشعبي التي بدأت تنمو ضد هذه الفصائل في حلب وادلب والرقة ودير الزور من خلال الآثار المعنوية الكبيرة لعمليات القصف العشوائي الأعمى هناك. فهو الآن غير جاهز لتحمل مسؤولية هذه المناطق التي تعد أقل أهمية استراتيجية له ولحلفائه الإيرانيين.
2- المقايضة بين الهجوم البري في منطقة الشمال والجزيرة السورية وبين الهجوم البري في محيط دمشق وصولا لحمص. فلا يخفى على الجميع الانتصارات العسكرية للنظام بمحيط دمشق وصولا لدرعا وحمص.
3- النظام يعلم تماما أن تحقيق انتصار عسكري ضخم -إن استطاع- قبل جنيف2 لن يقدم له ما يكفي من أوراق قوة في التفاوض. فقرر الانتقال بمرونة لضفة الموقف الغربي السياسي الذي يقوم أساسا على وضع خطر أسطورة "الإرهاب الاسلامي" كأولية في سياسته الخارجية أمام الرأي العام، وقد نجح النظام في التمسك بزاوية هذا الكرت الغربي كما هو واضح من الإعلام الغربي.
وبنفس الوقت لم تقف هذه الفصائل مكتوفة الأيدي؟ بالواقع قدم قادات هذه الفصائل خدمات ذهبية للنظام. من خلال الهجومات الكرتونية على معلولا والنبك والقلمون ثم انسحاباتها المفاجئة بحجج مضحكة حول التكتيك العسكري، مما فتح الطريق لاكتساح النظام لهذه المناطق. وهنا نلاحظ الأهم في التنسيق الغير مباشر، فعملية خطف الراهبات من معلولا والتي من المعروف أنها ستحظى بتركيز إعلامي كبير عربي وغربي أعقبها فورا مجزرة النبك التي اقترفها النظام وضاعت تفاصيلها إعلاميا امام خبر خطف راهبات معلولا. كذلك كان هجوم هذه الفصائل على عدرا والمجازر الطائفية التي اكتسحت الإعلام أيضا تغطية ممتازة لمجازر حلب التي ارتكبها النظام.
لا بد هنا من التذكير بمبدع هذا الأسلوب بالتعامل مع الرفض الشعبي، وهو إسرائيل، وبدون تفاصيل كثيرة وغوص بالتاريخ، بإعادة ترتيب عدد كبير من العمليات التي نفذها قادات فصائل فلسطينية مع تطورات الحراك الجيوسياسي في المنطقة نجد أن هذه العمليات دائما كانت تصب بالنتيجة في مصلحة إسرائيل. ولا يوجد على ما أظن أي فلسطيني أو عربي يمكنه إنكار ان إسرائيل اخترقت كل كبريات المنظمات الفلسطينية من أقصى يسارها لأقصى يمينها بدرجات متفاوتة. هذه الخبرة بالإضافة لخبرة مأساة لبنان والعراق هم قيد الاختبار الآن فيما بين النظام السوري وحليفه الإيراني ومابين النظم الخليجية العربية وحليفهم التركي. في هذا النوع من الحروب والصراعات لا يوجد معنى ل"عدو" أو "صديق" حتى ضمن فترة شهور، فكل الولاءات والمقايضات تتقلب وبسرعة هائلة.
لا شيء يوحي أن هذه العمليات ستتوقف او تهدأ قبل جنيف2، بالعكس فإنها ستتصاعد وبسرعة من قبل النظام ومن قبل قادات الفصائل الاسلاموية المسلحة. النظام سيزيد من عمليات القتل الجماعي باستخدام أسلحة الرمي عن بعد على كل المناطق المتأزمة وسيرفقها باجتياحات برية عسكرية في مناطق ما بين دمشق وحمص وما بين دمشق ودرعا. وستتخلل هذه العمليات مجازر أخرى ينفذها قادات الفصائل الإسلاموية بأهداف طائفية واضحة ومقصودة مثل مجزرة عدرا.
إن زيارة بندر بين سلطان لروسيا خلال الشهر الأخير بدأت تؤتي نتائجها على ما يبدو في سورية بالتزامن مع التنسيق الإيراني الأمريكي في وسط آسيا. إن حرب هذين المعسكرين على الأرض السورية لم تصل لنهايتها بعد وما زالت مستمرة، فلا النظام السعودي اللاعب الأكبر المفوض من قبل معسكر الغرب في سورية يريد تحمل مسؤولية "حكم إسلاموي" مقلقل لكامل سورية خصوصا مع مشاكله الآن في تثبيت الحكومة المصرية. ولا الحكم الإيراني قادر على استرجاع كامل سورية لسيطرة حليفه النظام السوري. وكلا الطرفين الآن راضيان بإسقاط إسطورة تصدير الأزمة السورية التي أطلقها النظام السوري ببداية الأحداث وحملها قادات المعارضة السورية بكل سذاجة في المحافل الدولية. إن الغياب القسري لمعارضة سورية واعية ذات رؤية وفهم عميق للصراع العالمي هو الذي أوصل سورية لهذه الحالة كيتيم يعاني سكرات الموت على مائدة اللئام قادات السوق العالمي. لم يبق أمل للسوريين بالنجاة سوى بالتخلص الكامل من كل قادات المعارضة والنظام من خلال المقاومة السلبية لهم. فاللاعبون الكبار على المائدة السورية قد اتخذوا قراراتهم النهائية ولن يوقفها الله إلا إذا وقف الشعب السوري مع نفسه وفق معايير سورية خالصة لا بعثية ولا إسلامية.



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهدئة في وسط آسيا مقابل إشعال سورية
- سوريا، بضاعة طوائف وممانعة وثورة
- نصف الحقيقة هو كذب يا سيد نصر الله
- من الفرات للنيل، من الشريان للوريد
- إيران وأمريكا والسعودية، الكوميديا السوداء
- نصر الله بعاشوراء- باع الحسين واشترى خامنئي
- النظام السوري إلى أين؟
- جنيف2 للوصول لحل أم لتطبيع الواقع؟
- الكلمة الممنوعة في جنيف2
- الخليفة والمهدي المنتظر، ما الفرق؟
- سورية على طاولة القمار الدولية، إلى أين؟
- سورية وقانون التاريخ إلى أين؟
- لماذا هم مترددون بتوجيه الضربة لسورية؟
- أمريكا تربح البوكر، فلماذا تلوث قفازاتها
- بين دجلة والنيل، أين هو الله وأين الشيطان؟
- بشار الأسد: خطف أهداف الثورة السورية
- المؤامرة الكونية على سورية، هل هي حقيقة؟
- مآسي المصريين، ببلايين الدولارات أم بملائكة وبشياطين
- من سورية لمصر، حبل الوريد
- الجزيرة وشرف المهنة، -لا تقربوا الصلاة-


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - شمشون الجبار لا يريد هدم المعبد، فقط هدم حلب