أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - بصّاصون















المزيد.....

بصّاصون


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 12:23
المحور: الادب والفن
    


بصـّـاصـــون

الروائي البيروي الشهير ماريو باركاس يوسا في روايته الرائعة (شيطنات الطفلة الخبيثة) , الرواية التي تحمل الكثير من المواعظ , بطلتها تلك البيروية الشابة المسماة ,بالطفلة الخبيثة ( الرفيقة آرليت)التي تنطلق الى كوبا عبر باريس , لغرض التدريب على الحركة الثورية المسلحة التي كانت حلمُ الكثير من الشبان الحالمين بالتحرر أنذاك. الطفلة الخبيثة وهي في باريس , تجد نفسها باحثة عن المال عن طريق الحب ,أو الجنس , تتزوج من المسنين الأثرياء , تسرق المال من أزواجها , تهرّب المخدرات في سبيل إرضاء حبيب لها , تقوم بأنشاء العديد من العلاقات الغرامية مع رجال الاعمال , لكنهم جميعا أكلوا من لحمها وتركوها عظما, ولم تقبض منهم الاّ النزر القليل . هناك شخص واحد , هو (ريكاردوسوموكوريثو) الذي تناديه بالطفل الطيب , أحبها بكل مالديه من طاقة ومشاعر فياضة , هو من أصدقاء الطفولة , وقد سافر هو الآخر من بيرو كدبلوماسي , يلتقيان بالصدفة في باريس , ويمارسان الحب لكنها تخذله وتنهزم منه لكونهِ فقير الحال , يبحث عنها وفي كل مرة يلتقي بها , يقضيان اللحظات السعيدة , مع تذكار أيام الطفولة والصبا في البيرو , لكنها تنهزم منه أيضا كعادتها في كل مرة . في نهاية الراواية تصاب بالسرطان ونراها في حال يرثى لها , ولم تجمع من المال سوى منزلا صغيرا في أسبانيا . تبحث عن حبيبها صديق الطفولة( ريكاردو) , الفقير الذي أحبها بصدق , وتلقاه وتعترف له بنزقها وشقاوتها, وها هي تعاقب على أفعالها , ولكي تكفر عن ذنوبها , تقوم بنقل ملكية المنزل البسيط اليه , ثم تموت بين أحضانه وهي في ريعان الصبا , وتنتهي رحلة حياتها التي إتسمت بالعذابات والاهانات التي تعرضت لها من قبل جميع الذين إرتبطت معهم في علاقات غرامية أو زواج لفترة قصيرة .
من رجال الاعمال الذين ارتبطت بهم رجل مافيا ياباني شاذ يدعى (فوكودا) , أذاقها مر الهوان , كان دائما يجبرها على أن تمشي على أربعة أطرافها كالحيوانات ا , وكان يفعل ذلك لغرض أهانتها , وهي تفعل ذلك صاغرة راضية . هذا الياباني الفض كان لايحب ممارسة الجنس الا بعد البص , أي أنه كان بصّاصا( موضوع مقالنا) , فكانت هي تستدرج حبيبها الفقير الحال , وتمارس الجنس معه , لكي يتمتع هذا الياباني البصاص , الذي كان ينظراليهم من خلال رواق خفي , وكان المسكين حبيبها الفقير الحال ( الطفل الطيب) لايعرف عن هذا الموضوع شيئا البته , الاّ بعد حين , حيث يراه يبص اليهم وهو يستمني .
موضوعة البصاصين هذه, لها نكهةُّ خاصة وتختلف عن البص الذي يمارسه الياباني البصاص. هذه الموضوعة تمارس في مقصفٍ ليلي في مدينة أودنسا في الدانمارك , حسب مايروي صديق لي , شاهدها عن كثب . المقصف مزدحم بالرجال والنساء العراة تماما , الرجل بخرطومه , والمرأة بأستها . المقصف يحتوي على غرف عديدة , ولكل غرفة أجواءها الرومانسية الجنسية الخاصة بها, أضواء خافتة وأسرّة , ومساطب عالية وواطئة , أراجيح , كراسي , أفرشة , حمامات , وملاءات عديدة , كلها عدت للنكاح بطرق ووضعيات مختلفة .
هناك الكثير من الاجهزة الجنسية والمواد التي تستعمل في الممارسة الجنسية , من الدهون التى تساعد على الانتصاب أو الطلاء كي يظهر الجسد لمّاعا مثيرا للغاية , دهون لغرض التدليك والمساج أثناء الممارسة التي يؤديها طرفي المناكحة . وهناك مساطب عالية نوع ما تستلقي عليها النساء رافعة فخذيها على غرار الطريقة المعتادة في النكاح , ويأتي رجلا فيدخل يده كاملة من الكف الى ما فوق المرفق , والمرأة تبدو في غاية الاستمتاع والتأوه , وفي كل مرة أقول أنّ هذه المرأة سوف تختنق من حجم هذه اليد التي دخلت في أحشاءها , عجيب غريب , أمر هؤلاء .
في الغرف الاخرى نرى رجل وامرأة يقومان بالنكاح في الزاوية البعيدة من الغرفة حيث عد السرير هناك , أمام مرأى البصاصين الآخرين, هؤلاء يأتون هنا( عادة هم أما أزواجا أو أصدقاء) , يأتون هنا لممارسة الجنس أمام البصّاصين لغرض الاستمتاع , ولا أعرف بالضبط ما هي المتعة من جراء ذلك. البصاصون يقفون في باب الغرفة عراة تماما الاّ من أعضائهم , ينظرون بأعينٍ كلها شغف ولهفة ومتعة لهؤلاء الثنائيين . هذه الغرف قد أعدت لغرض البص فقط ولاشيئا آخرا .
هناك ممارسات جنسية أخرى تُمارس أمام البصاصين , حيث يؤدي الثنائيين ( رجل وإمرأة) الممارسة الجنسية الكاملة أمام البصاصين وعن قرب من أعين البصّاصين , قرب العين الى الجفن , ولكن هنا البصاصون ينتظرون اشارة من الثنائيين , كي يدخلوا الى ساحة المناكحة , أي يصبح أكثر من شخص على إمرأة واحدة , أحيانا يكونوأ أربعة أو ثلاثة , حيث تكون العملية الجنسية عبارة عن حركات ووضعيات مختلفة تثير العجب العجاب وبدون أدنى حياء , أنها حياة العراة والبصاصين , حياة ممارسة الجنس على البلاط أو على الفراش الوثير , أو ممارسة الجنس بالترافة المعهودة , أوتحت السياط , حيث توجد هناك العديد من السياط التي أعدت لضرب الرجل بالسوط أو بالعكس قبل ممارسة الجنس . أنها الطقوس النكاحية العجيبة الغريبة, لايرى المرء فيها غير العجيزات العاريات واللامعات , والممتلئات لحما وغضاضة , وأفخاذا بلوطية ممتدة لاتعرف الى أي بطنٍ تنتنمي , مداعبات , تقبيل , إيلاج , مص , نهود كاعبة , كبيرة , صغيرة , حُلمات , أعضاء ذكرية هنا وهناك ,وكأنها سيوف لامعة , ربما تطير عليك واحدة منها , تأوهات وآهات , صراخ مثير , يعلو ويهبط , حسب الولوج والخروج . وهناك بصاصون على طابور الانتظار عراة تماما , ينتظرون الدخول الى ساحة المعركة الجنسية الرهيبة , ينتظرون الاشارة من النساء اللواتي هنّ أساساً تحت أعضاء ألآخرين , هذا المشهد بمثابة لوحة حية وعلى الواقع , مشهدُ مثير للغاية , مشهدُّ لايمكن أن يصدقه رجلُّ مثلي قادمُّ من الشرق اللعين .
يقول صاحبي , لمّا خرجتُ من هذا المكان , دائخُّ , منذهلُّ , مشدوهُّ , لا أكاد أصدقُ مارأيت , قلتُ أين نحن من هؤلاء, هؤلاء يصنعون الحياة بقتل بعضهم البعض بالمتع , والتمسيد , والعناق ,والتأوه الجنسي , ونحن نقتل بعضنا بعضا بالتفخيخ , وبالحقد والضغينة.



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى روح فؤاد سالم
- حميد الحريزي بين قصيدتين , يلبسُ البياضَ بجيوبٍ فارغة.....
- هنا...أحمد فؤاد نجم
- بغدادُ ماءُّ ودم
- سَياهكل
- ماريجوانا في طهران
- جميل صدقي الزهاوي شاعر العقل ومعري العصر....
- السيدةُ الجميلة
- زيدُ الشهيد , وصهيلُ أفراسهِ , بين الموتِ والحب(3).....
- زيدُ الشهيد , وصهيلُ أفراسهِ , بين الموتِ والحب ( الحلقة الث ...
- زيدُ الشهيد , وصهيلُ أفراسهِ , بين الموتِ والحب.........1
- كانَ اسمها مُكّى
- قربَ تمثالِ فاهان تيريان**
- عراقيون في جورجيا...........
- حديقةُ ُمكسيم غوركي
- في ساحة ِلينينِ القديمة
- الطريقُ الى يريفان
- هارلم شيك
- معوَلُّ ينبشُ التأريخ
- الصيّاد ....وجهاد النكاح


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - بصّاصون