أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - لكي لا يتحول العراق الى سوريا جديدة















المزيد.....

لكي لا يتحول العراق الى سوريا جديدة


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 23:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



تمهيد :
لعبت امريكا في الساحة الدولية بدون منافس ردحا ً من الزمن ،جعل المراقبين يتابعون الحرب الباردة الجديدة بين العظميين بشغف بالغ والتي قد تسجل تقاتل في أراضي الغير .
امريكا لاتزال تتصرف بالقوة والعنجهية التي كانت عليها يوما ًفي حروب صربيا و العراق وافغانستان وقد لعبت وحلفاءها بالمنطقة اشواطا ًبارزة دون ان تكون هناك مواجهة كفوءة ندا ً بند ،وحاولت ان تضع خارطة من تصميمها لمنطقة الشرق الأوسط والعالم بما يخدم مصالحها أولا ً ومصالح حلفاءها الغربين ثانيا ً،وفق ما تسميه النظام العالمي الجديد، اما أولئك الذين ساروا بتوجيهاتها في المنطقة من الصغار فهم ذيول ولا يميزون كحلفاء وهم يدفعون المال ولاحصة لهم بالغنائم ، انهم كذلك الذي يرافق شخصا ً مشهورا ً لكي يبرز امام الآخرين وليس مهم ما يخسره من خسائر مادية ومعنوية .
روسيا من جانبها بدأت كالجريح الذي يصارع من أجل النهوض بعد انهيار الأتحاد السوفيتي عام 1991 ومحاولة الغرب أحتواءها بما سمي وقتها المجلس المشترك الأطلسي الروسي ولكنها فهمت أن الأمر لايعدو عن كونه لعبة أحتواء سياسية عندما ضرب الناتو صربيا رغم معارضتها ،وأدركت ان عليها النهوض ثانية ،وقد تمكنت بشخصية بوتين من التركيز في السنوات الأولى على الأقتصاد وبدت كمن يحتار بنفسه دون ان يعيير أي أهتمام لما حوله ،ولكنها تمكنت بزمن قياسي من لعق الجراح والأستفادة من الكبوات الكبيرة للخصم الذي أغرق نفسه في مواجهات طويلة المدى ومن ثم تمكنت روسيا من العودة من جديد سواء في الدفاع عن مصالحها أو عن حلفاءها التقليدين .
العراق مرشح لتكرار السيناريو السوري :
لسنا من دعاة الحرب ولسنا من منظري الدكتاتورية ،ولانريد أن نمدح اجهزة الحكومة ونقول انها وفرت كل ما يريده الشعب ،ولكننا نقول ان التظاهر الحضاري شئ، والعصيان وتهيأة أجواء الحقد الطائفي بين طوائف ومكونات الشعب العراقي شئ آخر ،وهو أمر غير جائز في هذا الظرف وأن تنفيذه على هذه الشاكلة يخضع لتأثير أجندات خارجية وداخلية ،لاتريد للعراق أن يستمر كبلد موحد قادر على حماية شعبه وثرواته ،في وضع دولي هو أشبه بالبحر المتلاطم الأمواج .
صحيح أن المواطن العراقي ،سواء في الشمال أو الجنوب ،غير راضي تماما" عن الرموز والشخصيات التي أعطاها صوته وثقته وصحيح أن هناك بعض السلبيات والهنات في عمل الحكومة ،ولكن من الصحيح أيضا" أن الحكومة قامت بجهد كبير من أجل تغيير وجه العراق ،الذي تعرض الى أكبر عملية تدمير في تاريخة ،واستلمته بلدا" خرابا" قد دمرت مؤسساته وبناه التحتية بالكامل ،وانها ممثلة في كل فئات الشعب العراقي قد عملت جاهده على تغيير نفسية الفرد العراقي من الأحباط و الخوف وانعدام الأمن نحو البناء والدخول مجددا" في الأمل بالمستقبل على هذه الأرض ، غير أن المواطن يبقى دائما" يرنو الى أفراد الحكومة ذاتها ،ويقارن درجة الثراء ومقدار الأمتيازات التي تمتع أعضاءها بها وبين الحال الذي يعيشه هو ولانأتي بجديد أذا قلنا ان مسؤولينا سواء أكانوا برلمانيون أم أعضاء مجالس محافظات أو وزراء كانوا قد عملوا بجهد لتغيير واقعهم الأقتصادي والمعاشي والوصول الى درجة من الأستفادة القصوى من الأيام التي يقضونها كمسؤولين في الدولة ، وهم على علم أن فترة المغادرة آتية لاريب فيها ،وأن الأنسان بطبعه الطمع لا يكفيه شئ من حطام الدنيا الفانية ،بحيث أنه يؤثر ذلك على سمعته ويحاول الظهور بمظهر الثائر الذي لاتهمه سوى أهداف ومبادئ الثورة التي عمل بجد من اجل نجاحها ،ووسط هذه المتناقضات كان ينتشر الفساد المالي والأداري في أجهزة الدولة الذي يشترك جميع مسؤلي الدولة من كل المكونات في المسؤلية عنه .
ومع ان الدولة حاولت جاهدة مكافحة الفساد ولكنها لم تحقق شيئا" واضحا" في هذا الأتجاه ،ولايزال الفساد يبرز بين الحين والآخر وعلى أعلى المستويات .
سجال المكونات السياسية :
ما نراه اليوم من سجال بين المكونات السياسية والدولة هو أوضح أنواع الفساد والأهتراء السياسي ، فبالأمس كردستان تبحث عن مغانم على حساب العراق ،ولا يحلو لها ان تصل الدولة الى درجة من القوة التي تبلغ فيها الرقابة على مكوناتها !،واليوم القائمة العراقية يشترك أعضائها ممن هم محسوبون على أجهزة الدولة العليا ،بالتظاهر على الدولة !،انها بحق أحجية ، فهل أن هذا المسؤل يتظاهر على نفسه وعلى عدم قدرته على الأتيان بما يعالج الواقع ويستجيب لمطالب الناس المشروعه، وردالمطالب الغير مشروعة منها ،أم انه يستعرض مسرحية سمجة وضعت بأشراف مخرجين وممولين من خارج العراق ،يهمهم جدا" ان تؤول الأوضاع بالعراق الى وضع مماثل لما هو عليه حال سوريا اليوم ،وقد يدور بخلده تدعيم وضعه الأنتخابي بالبروز من جديد كمدافع عن الناس بعد أن استشعره الكرسي بالخدر ،وحتى لو كان كل هذاعلى حساب الدولة التي هو جزء منها ،وهذا لعمري من أشد متناقضات السياسة وأئتلاف الأحزاب ،فأما يكون في الدولة ويعمل من موقع المسؤلية ،أو يكون معارضا" وأيضا" في صف المعارضة يجب ان يكون غير مسموح له الأخذ البلاد الى كف عفريت .
ما يحتاجه العراق اليوم :
اذن ما يحتاجة العراق اليوم للوقاية من خراب جديد وحرب طاحنة قد تأتي على الأخضر واليابس هو الشخصانية التي تستخدم الدستور وما متوفر للدولة من هيبة وقوة ،لتدعيم الوحدة الداخلية وعدم السماح لأولئك المتربصين بالبلاد والذين يرغبون في عودة عدم الأستقرار والأوضاع المضطربة من اجل اطماع واهداف شخصية ،ويجب ان لاننسى أن العراق يملك ثروات هائلة واحتياطات نفطية تتصدر الأحتياطيات العالمية ،وبالتالي لكي يتمكن من استغلال ثروته لفائدة شعبه ،يجب أن يكون قويا" موحدا" .
أن ما يعترض عليه في هذه التظاهرات ،ان بعض الفئات فيها تدعو الى تمزيق البلاد والأخذ بها الى آتون الصراعات الطائفية ،علما" ان الطريق الديمقراطي موجود حيث تواجد ممثليهم في مجلس النواب ومجالس المحافظات ،وإذا كان قد أحسن الأختيار فمما لاشك فيه يستطيع التعبير عن ذاته ،وان يحاسب ممثليه أولا" قبل محاسبته للحكومة ،اذا كان هناك تقصير أو أي انحراف .
من الواضح الذي لاشك فيه ان هناك جهات خارجية وداخلية من مصلحتها ان ينكس شراع القيادة في البلاد ،وانهم متحفزون لتصيد الغنائم الشخصية وتحقيق الأحلام المريضة على حساب العراق وشعب العراق ،ولا يخدم أطماعهم بأي حال من الأحوال ،أن تكون هناك حكومة عراقية قادرة على أدارة البلاد والوقوف بوجه الأنحراف ,
وبكل تأكيد لو كانت الأغلبية في الحكومة كردية أو سنية لرددوا نفس النغمة من الحكومة ولقالوا أنها حكومة سنية وهي تعمل بالضد من مصالح الأغلبية الشيعية ،وهكذا الحال لو كانت حكومة كردية ،أذن من الذي يريدونه ان يحكم العراق ،هل من غير أبناءه ،ام هابطين من الفضاء !
وثانية الى جميع ابناء العراق ،كل العراق : لقد مررتم بمحن متتالية من الحكم الفردي العبثي الى الحصار البغيض الى الأحتلال المباشر ،ولكنكم كنتم متمسكين بوحدتكم دائما ،في وقت لم تكن لديكم مثل ما تملكونه اليوم من منافذ ديمقراطية وفرص ذهبية لبناء بلدكم والأستفادة المثلى مما يحويه من كنوز قلما تتوفر في مكان آخر في العالم ،فكما وهبكم الله هذا ،فأحسنوا الأختيار، ولابأس ان تنظروا بعين الحكمة الى ما يعيشه الشعب السوري اليوم من حرب داخلية وقتل مستمر لأبناءه وتهجير للعوائل وأنتقاص الكرامة وتدمير لكل البنى التحتية ،وهذا جاء بعد السماح للتدخلات الخارجية لأن تعبث بوحدة البلاد ،بعد أن وجدت الحواظن المناسبة لعملها ،فاذكاء الفتنة خراب ما بعده خراب ..وقد أعذر من انذر .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انسان اليوم متمدن ام متوحش
- لماذا يقتل الأنسان أخيه الأنسان
- استولاد مخلوق غير مسيطر عليه
- مقارنة.. زمن الديكتاتورواليوم
- صبي الأزبال والحاكم
- الميزانية .. موت البلاد لا نهوضها
- داعش تجاوزت المنطقة الخضراء
- الأنتخابات القادمة دوران في حلقة مفرغة
- عالمية الولاء الحسيني
- الأنتخابات .. انتباهة غير مجدية
- اليابان تصدر الملوثات ايضا ً
- أمبراطورية الفوضى
- مانديلا..ثورة السلام والعدل والحرية
- القادم .. رقبة حزب الله
- العرب .. الكرسي قبل الكرامة
- النقب تعيد ذكرى مأساة اغتصاب فلسطين
- فلسطين ..قصة احتلال جديدة
- الأنتخابات ويوم السعد
- ممرضاتنا هنديات
- إذن هل هناك فساد ام لا


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - لكي لا يتحول العراق الى سوريا جديدة