أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وديع العبيدي - انحطاط الأمة.. والخوف من الكلمة















المزيد.....

انحطاط الأمة.. والخوف من الكلمة


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4317 - 2013 / 12 / 26 - 18:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



انحطاط الأمة.. والخوف من الكلمة
-رسالة للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية للقيام بمسؤولياتها تجاه تحرير العرب من وصايا العبودية-
من ملامح انحطاط الأمة أن يسودها السفهاء [من السَفَه وهو ضعف في العقل]، وأن يُذلّ النبلاء والشرفاء، وكلمة الحق تغترب، ويسودها الجهل والنفاق والشقاق. ولم تجتمع هذه الرذائل في زمن، اجتماعها اليوم في عرب الوهابية وثقافة البترودلار.
اننا نعيش اليوم انحسار العلمانية واللبرالية والتقدمية التي كانت من منجزات المدنية الحديثة التي اجتمعت قوى الاستعمار الأنكلو اميركي والاسلام اليميني الرجعي على محاربتها منذ مقتل الزعيم جمال عبد الناصر وافتعال الحرب الأهلية اللبنانية والمأساة العراقية انتهاء بمصادرة الربيع العربي والقضية السورية. تلك الممارسات المفتعلة ليست غير حرب الرجعية العربية والدينية على المدنية والحداثة والتقدمية، وإذا كان الغرب الاستعماري الامبريالي يخشى ظهور دول مستقلة قوية بعيدة عن محوره، فأن الرجعية العربية كانت تخشى دائما التيار المدني العلماني، الذي يحرر عقول الأمة من الجهل والخرافة والعبودية والذلّ.
ومن سوء حظ العرب، أن تنكسر قوى التحرر والتقدمية والاستقلال، ويسودها المحور السلفي السعودي وعبيده ووعاظه. ومن مظاهر الخزي والعار انسياق حملة شهادات الدكترة وأشباه المتثقفين وراء ربّ المال الذي اصطلح عليه [بترودولار]، ذلك الاجتماع المسخ بين بلدان الجوع والعبودية الدينية.
وهؤلاء لا يدينون إلا أنفسهم، والخزي مصيرهم، ولن ترفعهم عقيرتهم إلى مصاف الفكر، مهما رفعوا من عقيرتهم.
ان حامل الشهادة الأكادمية هو مؤتمن على خطاب العقل والفكر التقدمي، ووظيفته خدمة التنوير والنهضة الفكرية، ونشر لواء العلم والعلمانية، لنقل البشرية من ظلمات الجهل إلى نور العقل [لعلهم يتفكرون]!. ولكن نفرا من ضعاف النفوس، هانت عليهم نفوسهم واستهانوا بعقولهم، وسخروا أنفسهم وعاظ سلاطين، وأدنى من ذلك، خائنين الأمانة، ومبتذلين الرسالة، ومستهترين بحاجات الشباب ومصير الأمة. وليس من الصعب معرفة هؤلاء المرتزقة، فهم كالراقصات والجواري يدورون وراء رأس المال، وما لهم من مبدأ أو ضمير.
أنني أدعو الشباب العربي المثقف والمتنور، الوطني والواعي، فضح هؤلاء المتثاقفين، تجار الدكترة والألقاب الجوفاء، والترفع عن مجالسهم وعدم اتباع سمومهم القاتلة في جسد وعقل العرب. كما أدعو المؤسسات العلمية والأكادمية، لانتباذهم وطردهم من صفوفها، وفي المقدمة منها الجامعات والمؤسسات التي منحتهم ألقابا علمية ليسوا أهلا لها ولاحتمال أمانتها والقيام برسالة التنوير والالتزام بخطاب العقل كما يجب. ولا بدّ للمؤسسة العربية والعالمية للعلوم والفنون والآداب اتخاذ الاجراءات اللازمة والرادعة بحق المؤسسات والأشخاص الذين يفرطون بجوهر الرسالة العلمية والأنسانية، وتسخيرها من أجل دريهمات كالحة ذليلة.
وإذا كانت معركة العرب اليوم، هي معركة الفكر والحرية، فالمنظمات والجمعيات الثقافية والأكادمية اليوم تتحمل المسؤولية الأكبر في الانتصار للعقل والحرية.. وإذا لم تتصرف اليوم. وتقم بدورها. فمتى!
على المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية بحقوق الانسان والتربية والثقافة والعلوم، اتخاذ موقف حقيقي جاد وحازم من ممارسات الاضطهاد والارهاب الفكري الرجعي اليميني المتزايدة في البلاد العربية، ضد الكتاب والباحثين والأدباء. ومن المؤسف حالة الصمم والخرس التي يتظاهر بها المجتمع العالمي والعربي إزاء قرارات حظر الكتب ومقاطعة المفكرات واعتقالهم ونفيهم واغتيالهم، واجراءات محاكم التفتيش العربية بسبب كلمة أو فكرة أو اسم أو قصيدة، مصادرين حريات التأليف والتعبير والتفسير والتأويل والتوظيف التراثي والاجتماعي والثقافي.
فكم من شاعر معتقل بسبب قصيدة تغضب الحكومة، أو كتاب أساء الواعظ الديني فهمه، وكم من مؤلف تعرض للنفي أو التكفير وتطليق زوجته بسبب فكره، أما عدد الذي جرى اغتيالهم وتصفيتهم جسديا من الأدباء والمفكرين والصحفيين والفنانين فهم بالآلاف. في بلدان الهجرة واللجوء يقيم آلاف الأدباء والمفكرين والفنانين العرب الأحرار، هربا من واقع الارهاب الفكري وانعدام الحريات في بلدانهم الأصلية. فلما يتجاهل الغرب كلّ هذه الحقائق والأرقام؟!! ولما نتجاهل نحن ونستمر في الصمت وخيانة رفاق الكلمة وأصدقاء الفكر والحرية؟!! وإلى متى..!
ان حياة وحريات كثير من الأدباء والمفكرين مهددة بالخطر..
وأن كثيرا من كتاباتهم تتعرض للحصار والمقاطعة من الناشرين ووسائل الاعلام..
وسواء في داخل البلاد العربية، أو المهاجر، أعداد كبيرة من الأدباء والمفكرين والمثقفين، يدفنون أحياء..
أما الولايات المتحدة، -راعية الانحطاط الثقافي واليمين الرجعي- والتي سخرت الفكر الديني لتصف البلدان المستقلة والرافضة لسياساتها الاستعمارية والامبريالية بمحور الشر، فقد كان أحرى بها التنديد بدول العار التي تعلن الوصاية على الحريات الفردية والفكرية. ولطالما استخدمت الولايات المتحدة شعارات الحرية وحقوق الانسان غطاء لنشر خطابها الامبريالي، وقد افتضحت اليوم، بحلفها غير المقدس بين الاستعمار والقوى الرجعية والدينية العربية.
على الأمم المتحدة وأدعياء منظمات المجتمع المدني وشعارات الحقوق والحريات، أن لا يغمضوا عيونهم أكثر، عن حقيقة وجود بلدان كثيرة –وهي في تزايد-، تحظر فيها الموسيقى والفنون وبعض الرياضات البدنية، وهي تسعى لحظر الآداب والنشاطات العقلية الحرة، وفي المقدمة من هذه ايران والسعودية وأفغانستان والعراق الأميركي. كثير من العرب كانوا يصفون بلدانهم بأنها سجون كبيرة، ولكنها اليوم، أكثر من سجون، أنها معتقلات عبودية!
ان الفكر العربي والعقل العربي هو فكر شجاع وعقل شجاع، أنه فكر ابن سينا والرازي، عقل ابن رشد وابن خلدون ، وانه لم يكن ذليلا وجبانا يوما ما كما هو اليوم، عندما ربط مصيره بالبترودولار أولا، والخطاب السلفي الوهابي ثانيا. هؤلاء الذي يتظاهرون بالوصاية على الثقافة والفكر، على الكاتب والأديب الحرّ، الجمعيات الأدبية والفنية الجادة، انما يفضحون أنفسهم، ويدينونها شرّ إدانة، - كثير من تلك الأسماء عملت أو ما زالت تعتاش في السعودية وبلدان الخليج- فليس في عالم الفكر والثقافة قمع ووصاية. وكلّ من يستخدم أساليب الوصاية والقمع والاضطهاد هو دكتاتور متخلف- ارهابي- معاد لنهوض الأمة.
انتهى زمن القيود والضوابط المدرسية، ولا مكان لحكم وعاظ السلاطين وجندرمة الفكر والثقافة.
لطالما كانت الأصوات ترتفع ضد بعض البلدان العسكرية والدكتاتورية سابقا، عندما يتعرض كاتب أو كتاب للمحاكمة والمنع، فأين هي أصوات الاحتجاج اليوم، في زمن العولمة والدمقراطية الأميركية وعصر ما بعد الحداثة.
أم أننا حقا وحقيقة، في زمن انحطاط ورذيلة، زمن سيء يفيض قيحا..
زمن يجري فيه تقزيم الرجال واذلال الناس.. ومسح وجودهم على حيطان الدين زورا..
لننتصر للحربة والكلمة الحرة والأدباء المبدعين الأحرار والشرفاء..
والخزي والعار لقوى القمع والارهاب والوصاية .. المرعوبين من حرية الانسان الذي استخلفه الله حرا ومبدعا.. والله ليس إله عبيد وانما إله أحرار، الله ليس إله ظلمات، أنما إله نور ومحبة!..
انتصروا للحرية.. انتصروا للانسان.. فلا حياة بلا كرامة!!..



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (3)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (2)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (1)
- اتجاهات الرأي.. والرؤية العراقية
- الكراهية.. الأكثر كراهية!..
- في علم الاجتماع القبلي (10)
- في علم الاجتماع القبلي (9)
- في علم الاجتماع القبلي (8)
- في علم الاجتماع القبلي (7)
- في علم الاجتماع القبلي (6)
- في علم الاجتماع القبلي (5)
- في علم الاجتماع القبلي (4)
- في علم الاجتماع القبلي (3)
- في علم الاجتماع القبلي (2)
- في علم الاجتماع القبلي (1)
- مصر ونظرية الأمن القومي الستراتيجي
- أوراق شخصية (5)
- هل الدمقراطية كلمة عربية؟!..
- أوراق شخصية (4)
- الدين (و) الاستعمار


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وديع العبيدي - انحطاط الأمة.. والخوف من الكلمة