أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - بؤس الواقع وجماليات الحضور














المزيد.....

بؤس الواقع وجماليات الحضور


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 22:21
المحور: الادب والفن
    


بؤس الواقع وجماليات الحضور
الاعمال الاخيرة للفنان جميل الكبيسي

ان طاقة الفن كامنة في الفن نفسه, في شكله الجمالي بما هو, لذا يتمتع الفن بمقتضى حرفته بقدر واسع من الاستقلال الذاتي, وهو في تجربته التاريخية يهدم الوعي السائد, متجاوزا التجربة العادية ,هو في ثورة دائمة ضد الواقع الرديء, يتنفس التمرد, وهذا لا يعني تجاوزا في الاسلوب فقط, لكن عليه ان يتحول جماليا و قيميا, وكأسلوب تقنية ,في الفن وتعبير عن غياب الحرية المزمن في مجتمعاتنا الشرقية نجد ان الفن يساند حركات التمرد, كاشفا عن زيف الواقع عن طريق التحول الجمالي, وان طاقة الفن لا تكمن في بعده الجمالي وحسب وانما ينطوي على طاقة تهدم زيف الواقع, حينما يتحول في داخل النسق الى مضمون ,وبالتالي الى شكل هدام ,والفن عندما يكون ثوريا لا يحيل الى شكله, لان الايديولوجيا هي مضمار للذاتية, وان استثمار الواقع تشكيليا ينكر استشراف المستقبل وبالتالي يتجاوز صيغ الفن برومنسياتها, وصراعاتها وحرجها احيانا, وكون الواقع نموذج للفن التقدمي لا ينكر قراءة الروح, لذا فان الاعمال الاخيرة للفنان جميل الكبيسي تضع الواقع الحالي موضع اتهام رغم استحضاره لهذا الواقع بصور جميلة ,لتحرر الفن الحقيقي من ا لرداءة, ويتجاوز بؤس الواقع وتعينه الاجتماعي ,ليكون الفن وسيلة ممكنة لهدم التجربة الحياتية المكبوتة والمشوهة ثقافيا, لذا نرى في لوحاته الجماجم تبتسم من خلال القبو, وبهذا يؤسلب معطيات الموت, ويعيد صياغتها ويرتب قضبان السجن بألوان تتناسب ومتطلبات الشكل الفني, وهو بهذا يبتعث حالة من التحول من الموت الى الامل وهي حاجة كامنة في صميم الفن بتصعيد جمالي, وهو يدرك ان وظيفة الفن هي تحويل المضمون _الواقع_ الى كلية مكتفية بذاتها بإعادة جديدة لصياغة اللغة التشكيلية, وهو بالنتيجة يضع الواقع في قفص الاتهام, وصحيح ان العمل الفني رهينة الشكل الجمالي لكن ما يجعله قريب من الحقيقة هو وعيه المضاد للزائف ,حتى وان كان ظاهرة اجتماعية, وهو بالتالي قطيعة مع اللاجمال, وحساسية اتجاه الخير, والتحرر, مما يجعله في مناعة من ان يكون اسيرا للمعطيات التضليلية, وبالتالي سيكون قادرا على التبليغ بأية لغة, وليس من وظيفة الفن التصالح مع الواقع القائم, وذلك بسبب ميوله التمردية والخاصة بالتطهير, وهكذا نجد ان في اعمال الفنان جميل الكبيسي الاخيرة القدرة على نزع الهالة الاسطورية عن الشكل واعطاء الكلمة للضحايا ومنحهم القدرة قدرة التعرف وبأكثر حد من التفتح وادراك مما يرتكب من فضائع في غياب الحرية, اذ ان الفن منحاز دوما ضد الاضطهاد الغريزي والاجتماعي وهذا هو سر ديمومة الفن وخلوده عبر الاف السنين
(ان القذارة والفحش والخروج عن القانون تعتبر وثيقة الارتباط, من الناحية الرمزية, بطقوس العزل, مثلها في ذلك مثل التعبيرات الطقسية الاخرى التي تتنم عن وضعهم, فهم لا يتعرضون الى اللوم عن تصرفهم اكثر مما يلام الجنين في رحم امه على حقده وجشعه)
:ماري دوغلاس-الطهر والخطر-مفاهيم وطقوس بدائية



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسأ لني منو انت.................
- الملك والبهلوان....الاحزاب الشيوعية وازمة العصر
- المثقفون العرب....مكارثية جديدة ام قلق وجودي
- طيف اللون الاسود
- الطمي والتراب في وادي الثقافة العربية المعاصرة
- ألعمى الثعلبي وعبقرية الرد بالكتابة
- الديموقراطية وثقافة (جبر)
- تدجين الثقافة ورعب المكان
- حروفية التحدي بين التشكيل والنص المعرفي
- الجينالوجيا وثقافة الاستبداد
- مأساة عطيل وثقافة الموجة الثالثة..........
- جيفارا وثورات الربيع العربي
- الدكتور علي الوردي وشخصيات عمارة يعقوبيان
- تأملات في الحداثة بين الواجب الديني واضطراب الذاكرة
- كيف نؤسس للحداثة
- خام برنت....والعنف الدموي
- في الذكرى الحادية عشر لتأسيس الحوار المتمدن: الاعلام الالكتر ...
- صناعة المعرفة.....ومعلقات اليوم
- في العيد.......اليها
- فن الواقع بين الماهية والوجود


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - بؤس الواقع وجماليات الحضور