أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - الجينالوجيا وثقافة الاستبداد














المزيد.....

الجينالوجيا وثقافة الاستبداد


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 21:46
المحور: الادب والفن
    


الجينالوجيا وثقافة الاستبداد
اللوحة الجميلة لا تمنع الوحش من افتراس ضحيته

ببساطة الجينولوجيا هو علم دراسة الجين والجين هو الوحدة المجهرية البرمجية للخلية وهي التي تهيكل وتنظم وتمنهج الفعالية الاساسية للخلية ,وبالتالي هي التي تمنح الصفات الرئيسية للوجود ,ويشترك الانسان والحيوان في القولبة والبناء والفعالية والوظائف على مستوى الجين, ويؤثر الزمكان في صبغ ارادة الخلية , عندما تكون الذات في وضع مقلق بين عدة انزياحات, عندها تتخثر الفلسفة, وتتحول اركيولوجيا فوكو الى بيع وشراء سيارات مستعملة, وتتفوق وظائف الطبيعة على وظائف الفلسفة وينهار تاريخ الافكار.
من اهم محركات الفعل هي العقل, الإرادة, الخيال. كان نيتشة و قد حفر بمطرقة الجينالوجيا صخرة المعرفة ليكشف ان الذات وان تخثرت تحت زيف السطح العلوي, فان الاستبداد قد اختفى مثل الاجنة القديمة داخل عقلنة تبحث عن ذاتها في وثائق الجنس السري والشاذ. ووراء الجسد اللحمي المعرى هناك بقايا رصاصات العقل القديمة تثقب جسد الخطاب كشرارة تهدم كل المفاهيم البنيوية وتشكلها وفق خريطة ظواهرية تحتضن اللاوعي وتشرب من ماءه, وان انتكاس اللاوعي لا يدفعه الى النسيان ,وقد يتفجر الى شظايا تنطلق الى المجهول دون مبرر ذاتي او موضوعي. نحن في قمة الغرور كنا نعرف الكون قاطبة وهذا تقدير متهافت ممن يحيطون بنا. والاستبداد جينولوجيا انانية متأصل في وجدان البشر ,حتى وان كنا خداما او طباخين, ففعالية التباهي, وان كان نكوصا معرفيا فهو مبتغى الفلاسفة لأنه فخر, والفخر عندنا فيما نكتب لا في تصورنا و لا في فعالية لمن نكتب وهذه نزعة ذاتية ,لأنها تتجاوز فعالية المنجز المعرفي, وبالتالي ستكون نزعة ذاتية تمتاز فاعليتها بالصدى وتوصم بالإبهام, واغلب الانتاج الثقافي العربي ينزع الى مجاورة الماضي في حركة ارتدادية وكانه يستكشف بداية الكون دون اسلحة معرفية, ويتكئ على ضلع اعوج انحدرت به الاسطورة الى الحضيض, فيما ينعكس الراهن الحاضر في الفلسفة الغربية, حيث يقارب الفلاسفة رهاناتهم ويحايثونها, ولا زلنا عالة عليهم من حيث انتاج المعرفة والتطبيق ,و تشخيص الراهن هو نزعة بنيوية والراهن هو فعل تجريب ونشاط على مستوى الذات والموضوع ,وهو احدى مقاربات الحداثة او ما بعدها ,وهو تجاوز التابو وقدرة الذات على مواكبة المصداقية , ان كانت الحياة لغزا فهذا يعني ان الفرضية التي تقول ان الطباع المتوارثة جينيا يتعذر تعديلها, ان لم تكن خاطئة فلسنا مجبرين على الامتثال لها طول الوقت ,لذا علينا الابتكار والتعديل, وهذا لا يؤدي بالضرورة الى التغيير, اذ ان هناك صفات مشتركة كالغيرية والاستحواذ ,وعلينا مجبرين الامتثال لها طول الوقت, وان اردنا افساد مخططاتها فلن نخرج بعبرة, في هذا الوجود المبهم ,غير الشعور بالذنب والبحث في المتاهة. والجينالوجيا تقربنا احيانا من حدود من حدود اللذة ,الا ان عقلنة الحشمة تحلينا الى الروايات الاولى, فهي اما تدنيس او تقديس وللتلاعب حاجاته اذ يتحول التابو الى خراب والعلاقات الشاذة الى تسلط وتفرد والنشوة الى تبعيات, وهي اكثر شبها بنظام تعدد الزوجات ففي مثل هذه الانظمة الفقير غير قادر على الاستفادة والثري قادر على تبرير وادارة منظومة الطلاق ,وبالتالي تنمو الاوامر المقدسة ويعاد انتاج جميع الانظمة الاجتماعية المبنية على التسلط والاستبداد جينيا وكأنها اوامر دينية في اطار من البهرجة الثورية, وتجدهم مبتكري الدين الاول مستغلين المفعول التعويضي للكبت.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة عطيل وثقافة الموجة الثالثة..........
- جيفارا وثورات الربيع العربي
- الدكتور علي الوردي وشخصيات عمارة يعقوبيان
- تأملات في الحداثة بين الواجب الديني واضطراب الذاكرة
- كيف نؤسس للحداثة
- خام برنت....والعنف الدموي
- في الذكرى الحادية عشر لتأسيس الحوار المتمدن: الاعلام الالكتر ...
- صناعة المعرفة.....ومعلقات اليوم
- في العيد.......اليها
- فن الواقع بين الماهية والوجود
- عندما تصل المرارة حد الحلقوم
- قصيدة حب الى شالا
- نار وماء وجسد
- سلمى
- ثقافة الفوضى الخلاقة وجمهوريات الكارتون
- وجد...صوفي
- بين الخواتم ضاع حبيبي
- أفاتار)AVATAR(
- بناء الأوطان وثقافة العربان
- البصمة الحضارية والبصمة الغبية


المزيد.....




- ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى -رجل الدولة- و-خادم الثقافة بل ...
- الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق ...
- -للقصة بقية- يحقق أول ترشّح لقناة الجزيرة الإخبارية في جوائز ...
- الكاتبة السورية الكردية مها حسن تعيد -آن فرانك- إلى الحياة
- إصفهان، رائعة الفن والثقافة الزاخرة
- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - الجينالوجيا وثقافة الاستبداد