أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - تأملات في الحداثة بين الواجب الديني واضطراب الذاكرة














المزيد.....

تأملات في الحداثة بين الواجب الديني واضطراب الذاكرة


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 23:00
المحور: الادب والفن
    


تأملات في الحداثة
بين الواجب الديني واضطراب الذاكرة
د. غالب المسعودي
تجربة سقراط
في الوقت الذي ابدى فيه الفيلسوف سقراط ولاءه لمدينته اثينا ,بلغ تحديه للموت انه تجرع السم بشجاعة ,عندما حكمت عليه محكمة الطغاة الثلاثين بالموت, لأنه كان يعتقد ان الهروب قد يشير الى خوفه من الموت الذي لا وجود له لدى اي فيلسوف حقيقي, وفسر تلامذته المحكمة التي عقدت له كتعبير عن صراع سياسي محتدم. كان سقراط يؤمن ان المثاليات تنتمي الى عالم لا يستطيع الا الانسان الحكيم فهمه, مما يجعل الفيلسوف هو الشخص الوحيد المناسب لحكم البشر(تصورات افلاطون في جمهوريته كونه احد تلامذة سقراط) ,فاعترض بشكل صريح على الديموقراطية التي حكمت أثينا في ذلك الوقت, ومنذ وفاته يتم تقييمه من خلال طرح الاستفسارات الفلسفية والتاريخية كونه لم يترك كتابا مؤلفا لكن ما وصلنا هو من خلال تعليماته التي كان يدونها تلامذته, ودون المرور بتجربته الحقيقية لا تستطيع ان نفهم كيف كانت تعاليمه بمثابة ولادة جديدة لا وربا العصور الوسطى والشرق الاوسط الاسلامي, الى جانب تعاليم ارسطو والفلسفة الرواقية ,من خلال الفيلسوف العربي الكندي ,اذ اسهم في تقديم فلسفة سقراط والفلسفة الهيلينية للجمهور الاسلامي في حينها, الى ان عادت فلسفة سقراط واحتلت مكانتها بكل قوتها في الفلسفة الغربية في عصري النهضة والعقلانية ,عندما بدأت النظريات السياسية بالظهور على يد الفيلسوفين الإنكليزيين جون لوك وهوبز, وهنا يطرح السؤال التالي هل كان سقراط نبيا لآلهة الاغريق, ام شهيد الفلسفة ام هو فردا عادي يتبع نهجا حداثي..؟ لأننا من المستحيل ان نكون صورة واضحة وسط الكثير من التناقضات التي تؤطر الصورة(التاريخ الانساني مجموعة تراكمية من الحداثات ), والحداثة تتضمن تجديدا لما هو قديم ومجالات فعاليتها عديدة,
و تكون اكثر وضوحا في المجال الثقافي والفكر التاريخي ,وتدل على مرحلة تطور مجتمع ما, تغذت الحداثة في المجتمعات الاوربية من مصادر متعددة, منها الاكتشافات العلمية, مكننة الصناعة, واتجاهات اجتماعية وسياسية ,وهذا بالتالي يغير اتجاه الصراعات الطبقية ,وتطور الثقافة يدل على الرقي الفكري والاجتماعي للأفراد والجماعات, وبالتالي هي ليست مجموعة من الافكار وحسب بل انها نظرية في السلوك يرسم طريق الحياة بشكل تقدمي اجمالا, وحيث ان الحداثة هي كذلك نجد ان خصوم الحداثة من المتدينين ,يوصمون الحداثة بالهرطقة كون الدين بما يعرف عنه هو المجموع العام للإجابات التي تفسر علاقة البشر بالكون ولكل دين له اجاباته المميزة للأسئلة الميتافيزيقية, ولكل دين اسس وثوابت وهو كوزمولوجيا تغطي الممارسات الفردية والجماعية, وعالم الحداثة ينتمي ومرتبط بمفاهيم الفلسفة الغربية, والفلسفة هي نتاج العقل البشري وهي قابلة للمنهجية والتحديث, رغم انها تحمل احيانا رؤية تصورية شمولية, وهناك تطورات جديدة ومناقشات نظرية للتاريخ والافكار والثقافة.والدين قانون اخلاقي او شريعة ورؤية كونية تشرح كيفية خلق العالم وتركيب السماوات والارض وينظم حياة المؤمنين وفقا للرؤيا التي يقدمها هذا الدين او ذاك, ولكل دين ثوابت منها الاسم ,المؤسس ,الكتاب ,المكان المقدس والطقوس ,وهذه الثوابت قد أوحيت للمؤسس من خلال المقدس, ورغم ان هذه ثوابت, الا اننا نجد ان هناك محاولات كثيرة لتجديد الخطاب الديني والتي تتخذ منهجا عقليا مصدره بشري وهي بالتالي تتعارض مع ثوابت النص ومنها التأويل اللغوي , التفسير والاجتهاد وبها تعود الصراعات كما كانت في بدايتها التأسيسية, وتكون الحرية الدينية مستحيلة, وموقف سقراط الفلسفي من بين ما تركته لنا العصور القديمة يعرفنا على قيمة الفلسفة اذ تعني باليونانية حب الحكمة لكنها ظلت عندنا تحمل قصورا في المعنى والدلالة, وبها سيدان الحداثيون بالهرطقة, وتكون الاسهامات في مجال المعرفة محاولات تخريبية لعقول الشباب ,و تطوير الذات يأتي من خلال تطوير الثروة المادية باي شكل كان, وهذه هي التعليمات الجديدة لمناهضي الحداثة وهي طريقة جديدة في استلاب الانسان.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نؤسس للحداثة
- خام برنت....والعنف الدموي
- في الذكرى الحادية عشر لتأسيس الحوار المتمدن: الاعلام الالكتر ...
- صناعة المعرفة.....ومعلقات اليوم
- في العيد.......اليها
- فن الواقع بين الماهية والوجود
- عندما تصل المرارة حد الحلقوم
- قصيدة حب الى شالا
- نار وماء وجسد
- سلمى
- ثقافة الفوضى الخلاقة وجمهوريات الكارتون
- وجد...صوفي
- بين الخواتم ضاع حبيبي
- أفاتار)AVATAR(
- بناء الأوطان وثقافة العربان
- البصمة الحضارية والبصمة الغبية
- مومس عوراء-كتابة ممسرحة
- متعة الكتابة ونفايات الزمان
- الطرق على آنية الخراب
- مملكة النحل واخلاق التماسيح


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - تأملات في الحداثة بين الواجب الديني واضطراب الذاكرة