أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - تدجين الثقافة ورعب المكان














المزيد.....

تدجين الثقافة ورعب المكان


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 13:39
المحور: الادب والفن
    


تدجين الثقافة ورعب المكان
د. غالب المسعودي
باغ ..داد. عاصمة الثقافة..............؟
من أروع ما يميز الثقافة الحقيقية ,انها لا تدجن, وهي نبع الحضارة والعمران,إبتكارية,حساسة, أثيرية تعبر حدود الزمن, منغلقة فنيا وهي في تمام الانفتاح, مشاكسة, عنيدة, لا تتعرى لكنها تعري هيكلية الاستبداد المعقلن يوتوبيا بانزياحات الخرافة, لا تطاردها الشبهات, وهي ممنهجة انسانيا, رغم الاساطير التي تأكل لحم بطنها, ترفض الاستسلام, وهي الشاهد على شذوذ المدلولات التقليدية للتردي ومنطق الخفاء والتشتت, المنطق الذي تنمو أردافه ويستوي قفاه,وتحت شعره الداكن تلمع حوافره كالدواب, ليشيد نموذجا في التجربة الثقافية يعبر عن عظمة المنطق المؤسطر بتراجيديات الفكر البري, ناسيا ان الانتماء الثقافي والحضاري جوهره الواقع ,لذا تبدو بنيته المتوحشة, كمنحة تحدد سلفا أولويات سلطة الابتزاز وتتقدم عليها, واللامع في العقل هو غير اللامع في الجلد , فاللامع في العقل ينهمر كشلال من الموسيقى او نسيم بارد في ليلة حراء.
الثقافة الرائعة لا تتحمل الاستفزاز, وهي عملية امتلاك لناصية الابداع بشكل مستمر, وهي علامة ومنار والضال يبحث عن خلاصه في النكوص.
ان تأسيس ميتافيزيقيا انطلاقا من الذات لأمر مستحيل كونها لا تمتلك سر التطابق بين العالم اللامرئي والعالم المحسوس, ولن تستطيع ممارسة فعل الابداع,والشعور بالعالم شعور حاضر يصبح ادراكيا عندما يتأصل بالوعي, رغم الغرائبيات التي نعيشها يوميا .و أن الفكر الاصيل غني ولا يحاول الاختفاء ولا يوجهنا نحو التيه بل يجبرنا على الاقامة وتعزيز الوعي, وفي التعزيز حضور حتى وان كانت الكتابة تمارس بطريقة سرية, إلا انها تمتلك فعالية داخلية وتحفر داخل سرها المقدس, تتحصن بالحدس و الذي يخرجها من مكمنها وظيفتها الاجتماعية ,اما المعنى فهو كامن في بنية محركاتها ,والتي هي سلسلة كشوفات ,قلقة معبئة بالدلالات, قابلة للانفجار, وهي وجود بالقوة يتوج بحضور مادي عبر فتح قنوات الكلام حتى تصل حدود التحريض والتعريض بالواقع المعاش, وبذا تكون المراهنة على النسيان اشبه بلبس طاقية الاخفاء, ان المواجهة هي انشاء يبوح بما لديه وليس ادعاء ساذج في متن الواقع ,والذي يدعي امتلاك الحقيقة ينفي ذاته وذات الاخر ويلغي الروابط التي تقف عليها العلائق الاجتماعية.
ان تسطيح المنجز الفكري, في ظل اشارات الرعب يبدو اكثر التباسا, داخل جزء من الزمن مفرغ من المعنى وبالتالي ينتج كلاما ليس له قواعد في حفريات المعرفة, لكنه يمارس آلياته بخفاء بعيدا عن المراقبة, وبالتالي ينمي خطاب الهيمنة والاستبداد على مستوى المفهوم ,وتجلي الوظيفة العارية, وان كان يمثل مفهوما اوليا غير مكتمل النضج, وهكذا يتولد الصحيح عند العامة, على الرغم من عدم تميزه بالعمق والامتداد, وضمن ما يشغله من حيز في رعب المكان, وبالتالي يقود الى تغيرات منهجية في بنية الواقع وينطلق به في مسار معوج. إن التاريخ يتكلم ولا يسمع وهو كالممثل في مسرح الحياة, لا يعيد كتابة نفسه ولا ينصت الى توجيهات المخرج ,وهذه نهاية ملفتة للنظر ومفجعة حينما لا يتحرك الموضوع اتجاه شكله, ولا يستطيع ان ينبهنا الى المكتوم ,وهذا شلل حضاري وحيادية ساخرة تطوطم المدنس وتجعله سلطة مرجعية في النائبات الكبرى.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروفية التحدي بين التشكيل والنص المعرفي
- الجينالوجيا وثقافة الاستبداد
- مأساة عطيل وثقافة الموجة الثالثة..........
- جيفارا وثورات الربيع العربي
- الدكتور علي الوردي وشخصيات عمارة يعقوبيان
- تأملات في الحداثة بين الواجب الديني واضطراب الذاكرة
- كيف نؤسس للحداثة
- خام برنت....والعنف الدموي
- في الذكرى الحادية عشر لتأسيس الحوار المتمدن: الاعلام الالكتر ...
- صناعة المعرفة.....ومعلقات اليوم
- في العيد.......اليها
- فن الواقع بين الماهية والوجود
- عندما تصل المرارة حد الحلقوم
- قصيدة حب الى شالا
- نار وماء وجسد
- سلمى
- ثقافة الفوضى الخلاقة وجمهوريات الكارتون
- وجد...صوفي
- بين الخواتم ضاع حبيبي
- أفاتار)AVATAR(


المزيد.....




- الرباط.. معرض الكتاب الدولي يستقبل زواره ويناقش -الرواية وعل ...
- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- الغاوون,قصيدة(لحظة الفراق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- الغاوون,قصيدة(الطريق)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - تدجين الثقافة ورعب المكان