أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - اسحاق الشيخ يعقوب - تآكل الماركسية أم الماركسيين؟















المزيد.....

تآكل الماركسية أم الماركسيين؟


اسحاق الشيخ يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 21:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الكاتب والأديب والناقد والمفكر البحريني اللامع عبدالله خليفة.. هو امتداد ثقافي وفكري مثير للجدل في تاريخ الحركة الثقافية والفكرية في البحرين.. وهو خير من يجيد مسك العصا في ميدان الثقافة ان جاز التعبير!!.
ان مسك العصا من الوسط عند عبدالله خليفة مسار ثقافي مرفوض.. وهو ليس من أهل اليمين ولا من أهل الوسط فالوسطية جدلاً لا تأخذ الا إلى اليمين.. ولانه من اهل اليسار تراه لا يهادن لا اليمين ولا الوسط... وانما تراه منحازاً في انسانية بحرينية شفافة إلى اليسار!!
في التسعينات عندما قامت قائمة العنف الطائفي في البحرين كانت الضبابية السياسية تشف كل قوى المعارضة بما فيها القوى الماركسية الا القليل القليل من افرادها الذين كانوا يناهضون الارهاب في غليان العنف الطائفي الشيعي.. وكان صوت عبدالله خليفة يرتفع واثقاً شامخاً آنذاك ضد الاعمال الارهابية الطائفية... وقد اصدر يومها وثيقة تحليلية رائعة بما معناه: ان طريق العنف الطائفي طريق يناقض الطريق الوطني وان له مخاطر مستقبلية سلبية على الحركة الوطنية.. وقد اطلق البعض على تلك الوثيقة الهامة «المانفست» نسبة إلى ما نفست ماركس وانجلز للحركة العمالية الكونية في شعارها التاريخي «يا عمال العالم اتحدوا» وهو ما شكل «نبوءة» سياسية ثقافية لعبدالله خليفة تجاه ما نراه الآن في العنف الطائفي الذي يشق قلب الوطن البحريني إلى نصفين... وقد كان من المحزن ان قيادة رفاق درب عبدالله خليفة وقفوا يوم ذاك موقفاً سلبياً في الرد على الوثيقة وادانتها... وقد عض عبدالله خليفة على حزن عميق ولزم الصمت... وكأنه يقول بينه وبين نفسه المستقبل كشاف.. ويأتي المستقبل صادقاً لما رآه عبدالله خليفة بعد سنوات يمكن عدها على الاصابع فيما نراه اليوم وعلى مدار عامين والعنف الطائفي يخض الوطن خضاً!!.
وفي مقال يوم أمس تحت عنوان «تآكل الماركسية في البحرين» ازعم ان الدقة جافت عنوان المقال: فالماركسية لا تتآكل وانما التآكل في بعض الماركسيين البحرينيين... الماركسيون قد يتآكلون في الماركسية في عدم فهمها وتفهم مدلولاتها الفكرية الوطنية والاممية وقد ينزلقون في متاهات الطائفية البغيضة!!.
وكم يكون الاستاذ عبدالله خليفة صائباً لو استقام قائلاً: «كان الشكل الاولي لتآكل الماركسيين (وليس الماركسية) في البحرين شيعياً فالانقسام الفارسي العربي الذي كان يحفرُ على مدى قرون بين الضفتين الشرقية والغربية للخليج بين الطائفتين الشيعية والسنية ظهر مجدداً وبقوة عبر ولاية الفقيه وكانت ولاية الفقيه شكلاً متخلفاً للقومية الفارسية وهي تظهر مجدداً من خلال عباءة الدين وهذا ما جعل الفئات الريفية المحافظة المتخلفة سياسياً واجتماعياً تقود العملية التحويلية الجديدة وكان الشكل الديني هو بالضرورة عودة إلى الوراء إلى زمنية الاقطاع والصراعات المذهبية بين الدول الاسلامية وتجميد تطور المجتمع الايراني الحر».
ولا يغيب عن البال ان الاستعمار لعب دوراً خبيثاً في هذا المجال عبر القوى الرجعية الفارسية والعربية على حد سواء في تعميق الهوة الطائفية المذهبية وترسيخ الروح الشوفينية القومية التي جعلت الارض خصبة لمفاهيم ولاية الفقيه وتجليات المطامع الاستعمارية في الضغط والتخويف والتلويح بالاطماع الفارسية لابتزاز دول المنطقة ووضعها امام خيارات مُحرجة!!.
واحسب ان التخريب للقوى الوطنية والعلمانية والماركسية وتلغيمها بالعناصر الطائفية من الداخل لتفتيتها واضعافها وتمكين قيادات لا وطنية وانتهازية في المنظمات والاحزاب الوطنية في الاصطفاف سياسياً في خندق واحد مع القوى الطائفية.. وهو ما يشير إلى ذلك عن حق عبدالله خليفة قائلاً: «لم تكن الا عادة في بدء الانفتاح بحثاً عن العضوية المميزة والشخصيات النوعية القليلة ولكن المعبرة عن التجربة التراكمية النضالية لعقود بل للتجميع العشوائي ولهذا فان هذه العضوية الهشة الواسعة ما كان لها ان تصمد امام الاختراقات السياسية الطائفية المنتشرة بقوة».
وتلعب المخابرات وسفارات الدول الاستعمارية دوراً في تفسيخ القوى الماركسية من داخل احزابها والعمل على ايصال قيادات طائفية لحرف الاتجاه الوطني إلى اتجاه طائفي!!.
وقد يكون من المفاجأة للبعض ان احد قيادات الجمعيات السياسية التقدمية اليسارية عمل اكثر من خمس سنوات في السفارة الامريكية في البحرين.. فكيف قفز بقدرة قادر إلى قيادة الامانة العامة في غفلة غافلة... وهو ما شخصه الاستاذ عبدالله خليفة قائلاً: «في العضوية الهشة الواسعة».
ومعلوم ان العلاقة بين جمعية الوفاق والسائرين في ركابها اكثر من حميمية بينها وبين السفارة الامريكية وان عمليات تسلل مشبوهة لا يمكن استبعادها فيما يظهر على السطح ان تكون جمعيات ديمقراطية وتقدمية وماركسية تخوض المواقف الطائفية جنباً إلى جنب بجانب جمعية الوفاق الاسلامية وهو ما ينطبق تماماً فيما ذهب إليه الاستاذ عبدالله خليفة قائلاً: «
وهكذا غدت الاعمال المشتركة مع التنظيمات السياسية من الاتجاه الشيعي هدماً لداخل المنظمات الوطنية التي كانت في حالة تآكل على مدى طويل».
ان التآكل في الماركسيين البحرينيين وليس في الماركسية.. فالماركسية صامدة في التاريخ كنظرية ناقدة ناقضة للرأسمالية ومخازي تجلياتها المتوحشة في الدكتاتورية وقمع الشعوب واضطهادها!!.
ويتنامى الاستاذ عبدالله خليفة في مقالته الرائعة مصوباً قوله: «لكن هذا الجيل يتآكل نظرياً وسياسياً ويعجز عن فهم الماركسية وتطويرها خاصة والجيل الثاني الاكثر فهماً لها يتآكل عملياً و التطور النعي الواسع للاعضاء لا يحدث وتصبح القواعد الشيعية اكثر فأكثر لأن الزخم الجماهيري يتوجه نحوها لهذا تغدو قيادات الانقسام والانتماء لولاية الفقيه تتويجاً لهذا الجيل».
واحسب ان العودة إلى صحيح الماركسية ونقائها في ارادة فكر وعمل حزبي جديد ناكر للذات وضمن المقاييس الجديدة في الحداثة والتحديث ما يتفاعل في المجتمع لاحقاً حكومة وشعباً من اجل ذرع الوطن البحريني بالوطنية في العدل والمساواة وتنقية النفوس والمؤسسات من الظلم والفساد من اجل وطن بحريني حر ناهض على انقاض الطائفية وضد التدخل الايراني ومن اجل الحرية والوحدة الوطنية وتكريس الاستقلال الوطني في وجه انكشارية ولاية الفقيه.. ان استخلاص الدروس الوطنية فيما يطرحه هذا الكاتب والاديب والناقد المثير للجدل الاستاذ عبدالله خليفة حري بأن يكون اهتمام القوى الوطنية التي تريد ان تنهض بالبحرين حكومة وشعباً على انقاض الطائفية!!.



#اسحاق_الشيخ_يعقوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة عشية الثورة!
- انتفاضة وطنية أم انتفاضة طائفية؟
- البيع و الشراء في سوق السياسة ..
- فتحية الليبرالية !
- المرأة في عين حرية المملكة !
- صاحب السنديانة الحمراء يرحل
- معروفهم و منكرهم ليس من الاسلام بشيء !!
- علي الدويغر ذاكرة حرية وطن
- الاسلام السياسي المتطرف أهو فاشي ؟! ما هي الفاشية ؟!
- الكاتب التنويري الكبير عفيف الأخضر .. سلاما
- أ روسيا إمبريالية ؟! ما هي الإمبريالية ؟!
- رنَّ هاتفها!
- تركيا المثال!
- عطر الأرض
- في فقه النصح و التتويب !
- شكري بلعيد سلاماً
- ضجيج الصّمت!!
- ينادون بالحوار ويتجافلون أمام طولة الحوار..
- بيضون يمد عقله الى تركي الحمد
- ما هي الرومانسية؟!


المزيد.....




- العفو الدولية تطالب نيجيريا بمحاسبة قتلة المتظاهرين
- ماذا تعرف عن الاشتراكي الأخير في بكين الذي يحارب الديمقراطية ...
- العدد 615 من جريدة النهج الديمقراطي
- تـحـيـة وتـهـنـئـة حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ 90 لا ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين بتل أبيب
- بيان مشترك.. لفصائل المقاومة الفلسطينية
- كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي في تأبين الر ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28يوليوز 2025
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط محاولة بيرني ساندرز لمنع بيع الأسلحة ...
- بلاغ الكتابة التنفيذية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - اسحاق الشيخ يعقوب - تآكل الماركسية أم الماركسيين؟