أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - مخطط تقسيم المنطقة















المزيد.....

مخطط تقسيم المنطقة


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا أوجدت حماس، من الطرف الداعم لها وبأموال من استمرت ؟
لماذا اتخذت الشكل الاسلامي وخط الأخوان المسلمين، وأريد لها أن تكون نداً لمنظمة التحرير الفلسطينية وجرحاً نازفاً في التلاحم الفلسطيني، وكيف استفادت من ترهل هذه الأخيرة واستشراء الفساد فيها، لتخرج إلى الفلسطينيين إلى أنها تعمل وفق الشريعة ومنزهة من الفساد، وتضمر العداء للدولة العبرية بدليل أنها لم تتخلى عن البندقية، وكيف هيمنت على غزة، محولة إياها إلى شبه إمارة .
من الذي قتل أبو عمار ولماذا انتهى دوره ؟ ولماذا يبقى مقتله جعجعة إعلامية لا أكثر ؟

في خبر صحفي، أن 70 شيخاً من السعودية باركوا خطوة إنشاء الجبهة الاسلامية التي تحول إسمها من جيش محمد، إلى هذا الاسم الرنان، وكان يمكن تسميتها بكل بساطة بالجبهة السورية لأجل الخلاص والحرية ، أو بأي اسم وطني آخر، لكن الاتجاه الدولي والاقليمي السائد (( صراحة أو مواربة ))، هو صبغ هذه المنطقة باللون الديني القاتم، لتفريغه تماماً من أي حركات وطنية، اتجاه يجاهد لشغله بالحروب الطائفية، التي تأتمر بأوامر خارجية وفق إرادة الممولين، وتسعى لتحقيق أجندة متفق عليها، بعد أن أزيل عن شعوب المنطقة مسمار الأمان الوطني، العنصر الجامع لمجتمعات هذه الدول، وتم استبداله بأحقاد تم إعادة إحياؤها من التاريخ، كفتن وشعارات بدأنا نسمعها بفجاجة لتصبح من بديهيات يومية ..

لا يمكن فهم ما تقوم به دول العالم أنه خال من التنسيق وتبادل الأدوار . فكما اتفاقية سايكس بيكو قسمت منطقة الشرق الأوسط إلى دول ذات حدود تفصل بينها، تتحالف وتتحارب وتتخاصم، وتحكم من قبل أنظمة ديكتاتورية، وتدار مخابراتياً بحيث لا تملك القرار في إعادة اللحمة أو التكامل فيما بينها، فإن هذه المنطقة ومن جديد يخطط لها بأن تصبح هلامية، عبارة عن إمارات ومدن متصارعة متقاتلة حيناً ومنسجمة مع مصالحها حيناً آخر في مسرحية تتعدد فصولاً .

العراق كان النموذج الأول ونجح نجاحاً باهراً، واليوم دور سوريا ولبنان، والأسد بتآمره وغبائه وقلة حيلته، ليس سوى أداة لتحقيق ما كان مستحيلاً حتى الأمس القريب .
وفي مفارقة غريبة أن بعض الدول الاقليمية تستبعد بأن يزحف هذا المخطط إلى دولها، لكنهم في ذلك قصيري النظر، لأن هذه الحالة ستشكل عدوى قابلة للامتداد والاستشراء في كاف دول المنطقة .

و عندما نتساءل، ما هو الغرض من ارتكاب المجازر الشنيعة من قبل النظام طالما أنها لن تحقق أي نصر على شعب عريض، وما الغاية من ترك هذه الجروح المفتوحة لتلتهب وتمتلئ بالقيح؟
نجد الاجابة بسيطةً .
إنها لتأسيس حرب طائفية طويلة وتفتيت في بنية الدولة .

إن جرائم من هذا النوع، بأدواتها الطائفية التي تجلب من الخارج، هو حرص على إعطاء الحرب صبغة طائفية .

وعندما نتساءل من جديد !!

لماذا عجزت الثورة السورية بكل أجسادها السياسية من المجلس وحتى الائتلاف عن إعلان مجموعة المبادئ لثورتهم أو دولتهم التي يتطلع إليها كل السوريين ؟

ومعروف أن هذه المبادئ تشكل مفتاح تلاحمهم، نجد أن هذا المطلب عتم عليه رغم بداهته، لأن الجهات المانحة والداعمة !!! اعتبرته مؤجلاً، وهو في الحقيقة الترياق لوقف زحف السموم في الجسد السوري . لذلك هي حاربته وما تزال .

في سوريا لن تكون هناك دويلات ذات حدود، لأن كل دويلة ستكون عاجزة عن إقامة وطن ذا كيان مستقل لأسباب تتعلق بالجغرافيا والاقتصاد والتمازج الواسع بين أطياف الشعب السوري، لكن هذه الدويلات ستنشغل بالاقتتال فيما بينها.
بعض السوريين للأسف بات يتلهف لأن توجد على اعتبارها أهون الشرور و تحمل الخلاص.
ستؤمن لهم الملجأ بعد طول تشرد وخوف، وهنا أجزم لهم أنها لن تحمل إمكانية الحياة، وإنما هي أدوات لاستمرار صراع طويل وتفريغ الوطن السوري من عقده الاجتماعي العريق، وتحويل التعايش فيه إلى اقتتال وكراهية وأحقاد متفجرة على الدوام .

حماس كانت نموذج ناجح، يحتذى به . أدى إلى تقسيم الشعب الفلسطيني تدريجياً، وانفصال القطاع عن الضفة، العراق بات ثلاث أقسام، وهو مرشح للتشظي على نار هادئة، وسوريا يسعون لأن تصبح عدة أجزاء وتطبخ أيضاً على نار هادئة، وقودها، هو التمويل من الخارج، ودفع النظام لارتكاب مزيد من المجازر، حرب مفتوحة في كل الجبهات، واستدراج قوات من مرتزقة الخارج، وتمويلها من الخارج أيضاً.

بالتيجة يتقاتل السوريون اليوم ويدعمون من قوى خارجية، تريد لهذه المنطقة بأن تتحول في هويتها، من دول ديمقراطية وطنية، إلى إمارات إسلامية متناحرة،تعمد لترسيخ العداوات بين أهلها، أما الديمقراطية فلا مكان لها، الحريات شعار لا أكثر .

ماذا تريد إسرائيل أكثر من ذلك ؟
هذا سيبعد عنها كابوس أن تكون على حدودها دول ديمقراطية قوية قادرة على فرض إرادتها، يزيل تماماً هاجس أن تذوب بين دول المنطقة وبالتالي تفقد الغاية التي أنشئت من أجلها وتختفي بعد أن صرف على وجودها مئات المليارات من الدولارات . وهي مبالغ تصرف اليوم لتقسيم المنطقة .

جميع الدول الخارجية تحتفظ بأجنداتها ومصالحها، هذا معروف، لكن أين الشعب السوري من كل هذا ؟

هل يعقل أن يكون أداة طيعة لأهدافهم، بحيث تغيب عنه الصورة القاتمة التي يخطط لها ؟
وماذا لو نجحوا في تشكيلها ؟
كم يلزمنا من الوقت لاعادة الثقة والمودة ومن ثم اللحمة بين الأطياف المركبة للوطن السوري، وبناء دولة قامت لأجلها الثورة ؟

ماذا يمكن لجنيف 2 أن يحقق ؟
سيكون ترسيخ لكل هذا، ستستمر جنيف شكلاً، بينما تقوم الأطراف المتقاتلة على الأرض وبدعم وتقاسم الأدوار في تحقيق هذا المخطط بلا هوادة .

وإذا كنا هنا نشكل فئة طليعية مثقفة، فما هو دورنا ؟

البعض يظن أن الملف السوري قد خرج تماماً من أيدي السوريين، وبتنا نحن جزء من مخطط يتهافت على إطلاق التهم، رافعاً بذلك المسؤولية عن كاهله، على اعتباره حذر مما هو جار !!! وانتهى دوره فلا يحمل أكثر من وسعه .


لكن دورنا أكبر من هذا بكثير
دور يتطلب منا كفئة واعية أ تسعى إلى البحث عن نقطة البداية لردة الفعل المناسبة.

البداية بالتأكيد ستكون بتقنين مبادئنا وتشكيل حركة شعبية في الداخل والخارج تدفع بإرادة لا تهزم إلى عدم الانزلاق لما يريده الآخرين، وهي انزلاقات مسمومة تهدف إلى قتل حلمنا، وتحويلنا إلى ارقام، فئات تتصارع لأجل غرض واحد وهو دوام صراع ليس إلا ..

أقول جهارة:
لا يمكن أن يقتل الوطن الكامن في صدورنا، الوطن الذي عشقناه ومات واستشهد لأجله مئات الألوف من السوريين الأبطال .

إن المخطط بات مفضوحاً، لكن كشفه يشكل البداية لعمل طويل وهو إنشاء جبهة وطنية ومن كافة السوريين تسعى ليل نهار لعرقلته، تنكب للعمل لأجل استعادة القرار الوطني، وفرض إرادتها الحرة في بناء سوريا دولة المواطنة والحريات والديمقراطية .

هذا يفترض بنا الاعتماد على أنفسنا، يفترض بنا الوعي بأن جميع الجهات الخارجية تعمل لأجل هذا المخطط دون استثناء .
هل هذا مستحيل ؟
بالتأكيد لا شيء مستحيل، يبقى أن نعمل وأترك لكم اكتشاف الأولويات لأن هذا دوركم، وللحديث بقية .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراهبات مقابل إطلاق سراح سجينات سوريات !!!
- آل الأسد كظاهرة
- بشار الأسد بلمحة سريعة
- مسؤولية الحرية
- إلى الأخ البطل العقيد عبد الجبار العقيدي :
- فرصة الأكراد التاريخية
- أوباما وإسرائيل ومستقبل المنطقة .
- الديمقراطية والأكشن
- لن أكون السبب !!
- تحديات النانو
- كيف يتحول النجم إلى نصف إله
- ماذا لو لم يكن لدينا ثورة ؟
- أميركا .. السعودية .. الثورة
- انشقاق شريف شحادة
- قدري جميل يختار موسكو
- لكي تطمئنوا
- التصعيد العسكري .. إلى أين ؟
- من قلبنا ووجداننا الثوري
- في ضيافة القيصر
- هل أفلس الأسد فجأة ؟


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - مخطط تقسيم المنطقة