وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 20:08
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
نوري يواصل سعيه لإضعاف الملك غازي
عندما أصبحت الأزَمة بين يديه و سعى نوري إلى أن يضعف دور غازي . كانت خطته هي أن يجعل الأمير زيد مراقباً لحسابات البيت الملكي ومنحه سلطات واسعة , بما فيها حق العمل كقناة اتصال بين غازي و الحكومة من جهة , وغازي والسفارة البريطانية من جهة أخرى . ولكن الخطة سقطن أو لم يُعمل بها . ومن المحتمل أن يكون زيد قد رفض إعارة نفسه لأهداف نوري . ومن المحتمل أيضاً أن غازي , الذي كان أصلاً (( يغار بحدة من , من أي انتباه يوجه إلى عمه , أو إلى عبد اله , ابن عمه , وقد قاوم أيضاً هذه الخطة مقاومة لم من الممكن التغلب عليها . وعلى كل حال , فإن نوري لم يستطع تنفيذ رغبته . وكان أكثر ما يزعج من وجهة نظره , هو تزايد نفوذ رشيد عالي الكيلاني عند غازي . وفي أواخر كانون الثاني ( يناير ) 1939 جرى تعيين رشيد عالي رئيساً للديوان الملكي بناء على اصرار غازي . وعمل رشيد عالي على اقناع الملك بأنه هو , غازي , عليه من الآن فصاعداً أن يصبح (( العامل المسيطر )) . وفي الوقت نفسه , حاول الملك إعادة إحياء الصلة مع العقيد الصباغ القوي .
وكانت هذا الأحداث هي التي قربت بين نوري والأمير عبد الاله وجعلهما يسيران معاً . وهو ما كان قد بدأ بالظهور من خلال حادثة غريبة لا يمكن تجاهل الاشارة إليها . ففي الأول من آذار ( مارس ) أخبر نوري السفير البريطاني باكتشاف مؤامرة عسكرية للإطاحة بغازي وتتويج عبد الاله . وان المتآمرين اتصلوا بالأمير الي لم يتفق مع نواياهم فوجه إليهم الاتهام فوراً . وفي 6 آذار ( مارس ) أعلن نوري عن المؤامرة المزعومة . وحمل الاعلان تهمة اضافية تقول بوجود اصرار أكيد على اغتيال لا غازي فحسب , بل شخصيات بارزة كثيرة أخرى , من بينها نوري . وكان المتهمون , الذين أعلن عبد الاله أسماءهم , أنصاراً عسكريين ومدنيين لانقلاب بكر صدقي ومن أعداء نوري نفسه . والمر الذي بقيبلا تفسير هو : لماذا يحاول هؤلاء التخلص من غازي , الذي عرف عنه تأييده لهم ؟ إن النقطة المهمة في هذه المسألة كلها , التي كان يعتقد على نطاق واسع أنها من اختلاق نوري و الأمير , هي أنها مكنت نوري من تطهير الجيش من المعارضين له , ومن إحالة عدد كبير من الضباط على التقاعد , وهم ضباط كانت لهم أقدمية على صلاح الدين الصباغ و رفاقه . يتبع
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟