وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 20:39
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الطابع التبعي للنظام الملكي
كانت غربة الجزء الأكبر من العراقيين عن النظام الملكي كانت نابعة جزئياً من طابعه التبعي . ومن ناحية اخرى , فقد كان سوء استخدام النفوذ سائداً بدرجة كبيرة , ونظراً لأن أعضاء الوزارة ومؤيديهم (( كانوا من صفوف الطبقات المالكة , فقد كانوا هم أنفسهم بين أولئك الذين يكسبون قبل غيرهم من التضخم , وكانوا بالتالي , في احسن الأحوال , فاتري الهمة في محاربته )) . والواقع أن الاستخبارات البريطانية التي كانت تعكس بوضوح المشاعر العامة السائدة وصفت الحكومة ذات مرة بأنها (( قلة متحكمة من مبتزّي المال )) . ولكن كورنواليس اعترض على هذا , وقال : (( إن وصفهم بشكل لا تمييز فيه بأنهم لصوص هو أمر مبالغ فيه )) , وأصر كذلك على أنه لا يمكن اتهام نوري شخصياً باقتناص الفرص السياسية لتمويل نفسه .
ولكن , الإنجليز بدأوا بعد ذلك يشعرون بطريقة متزايدة بالحاجة إلى (( إعداد )) خلف لنوري يكون مقبولاً عند العراقيين . وأبرقت وزارة الخارجية ( البريطانية ) في أيلول ( سبتمبر) 1943 تقول : (( إن ضعف موقعنا في العراق على المدى الطويل يعتمد بلا شك على المدى على المدى الذي يبقى بيضنا في سلة نوري غير المستقرة نسبياً )) . وكان البريطانيون قد بنوا آمالهم لفترة على صالح جبر , وهو محامي شيعي كان وزيراً للداخلية في وزارة نوري السعيد . ولكن هذه الآمال خابت لأسباب غير محددة . إلا أنه من الواضح أيضاً أنهم لم يضعوه خارج حساباتهم كلياً , إذ انه ارتقى إلى رئاسة الوزراء سنة 1947 بالتعاون مع نوري . وكان البريطانيون قد وضعوا في حساباتهم أيضاً إبراهيم كمال , وهو ضابط شريفي سابق وإداري ضليع , وعادوا الآن إلى تركيز انتباههم عليه , ولكنه كان خصماً لنوري السعيد منذ منتصف الثلاثينيات وواحداً من الأشخاص الذين اتهموا سنة 1940 بالتورط في مقتل رستم حيدر . ولكن إبراهيم كمال بدا عاجزاً عن كسب أتباع شخصيين أو دعم شعبي . ولهذا كان على البريطانيين أن يقنعوا في الوقت الراهن بنوري مع الإصرار على ادخال شيء من (( الدم الجديد )) في وزارته . واحتج نوري في البداية بأن (( من الصعب جداً ايجاد رجال جدد ذوي خبرة في الحكم . وأظهر تردداً في التخلي عن رفاقه الحميمين لمصلحة رجال (( غير مجربين وربما كانوا نقاداً معادين )) . ولكنه عاد فانفتح حتى باتجاه كامل الجادرجي من جماعة الأهالي من دون نجاح .
وأخيراً , وفي حزيران ( يونيو ) 1944 سقطت حكومة نوري السعيد بعد أن أعيد بناؤها لا أقل من تسع مرات , وبعد أن أشاع الوصي بين خصومه أن نوري السعيد لم يعد يحظى بثقته . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟