أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وصفي أحمد - الحلقة التاسعة و التسعون من ثورة 14 تموز















المزيد.....

الحلقة التاسعة و التسعون من ثورة 14 تموز


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 16:53
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الجناح التقدمي للحزب الوطني الديمقراطي
كان أول تلميح للجادرجي وزملائه إلى ان الشرائح الدنيا للحزب لم تكن تستجيب تماماً لإرادتهم قد جاء في الاجتماع العام الأول للحزب الذي عقد في 26 نيسان ( أبريل ) 1946 , إذ كانوا سمّوا لجنة ادارية مركزية تتألف من سبعة أعضاء مؤسسين , ولكن اكثرية تبلغ 760 عضواً من الذين حضروا الاجتماع هزمت عبد الوهاب مرجان , الذي كان من بين المرشحين , وانتخبت بدلاً منه يسارياً هو المحامي البغدادي زكي عبد الوهاب وهذا ما أدى إلى انسحاب مرجان من الحزب , وسرعان ما جره نوري السعيد إلى جماعته ثم رفعه أخيراً إلى منصب رئيس الوزراء . وفي تعديل طرأ على اللجنة المركزية خلال المؤتمر الأول للحزب في 28 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1946 رقي إلى قيادة الحزب يساري آخر هو طلعت الشيباني , وهو محام من الهويدر , وهي قرية من لواء ( محافظة ) ديالى . وعندما ظهرت إلى العلن بعد ذلك مجموعة شيوعية في صفوف الحزب ( الجناح التقدمي للحزب الوطني الديمقراطي ) وانتقدت اللجنة المركزية على قرار اتخذته بالمشاركة في الانتخابات العامة لشباط 0 فبراير ) 1947 , وعلى قبولها السابق لعرض بمقعد في وزارة انتقالية تشرف على الانتخابات يرأسها نوري السعيد , ادركت نواة قيادة الحزب ـ أي الجادرجي وحديد وحسين جميل ـ أنه صار لا بد من اجراء تطهير في صفوف الحزب إذا ارادوا منع أتباعهم من الانجرار تدريجياً إلى خارج اطار نفوذهم .
وفي الوقت المناسب , طرد من عرّف بنفسه على أنه من (( الجناح التقدمي )) ولكن هؤلاء لم يشكلوا إلا جزء بسيط من الجماعة الكبيرة للعناصر الشيوعية أو المتعاطفة مع الشيوعيين . ومن وجهة نظر الجادرجي كان لابد من اتخاذ اجراءات ذات طبيعة أكثر جذرية . وخلال اجتماعات مغلقة عقدتها اللجنة المركزية بين أيلول ( سبتمبر ) وتشرين الثاني ( نوفمبر ) 1947 , جادل الجادرجي بأن المصدر الحقيقي لمشاكل الحزب يكمن في ضبابية أيدلوجيته , وحث على أن يلزم الحزب نفسه بشكل لا يقبل التأويل بـ (( اشتراكية ديمقراطية )) أو بـ (( فلسفة حزب العمال البريطاني )) كما جاء على لسانه . وأكد الجادرجي نفسه أن هذا لن يميز الوطنيين الديمقراطيين بحدة عن الشيوعيين فحسب بل يضع حداً للدعاية الزائفة التي بدأت الحكومة تبثها والتي تصور الحزب على أنه تنظيم شيوعي أو شبه شيوعي . وقال : (( إن هنالك فرصاً تُفتح أمام حزبنا , ويمكن استنتاج ذلك من تصميم البريطانيين في العراق على محاربة الشيوعية , وعلى معارضة حزب الاستقلال في ظل الظروف الراهنة , في الوقت نفسه )) . وأضاف :
(( أظن أن الانجليز يعتقدون أن قيادة حزبنا أثبتت أنها تحول الحزب باتجاه ديمقراطي , ولكنهم غير مقتنعين بأن الديمقراطية تسود صفوف الحزب .... ولهذا , فاني أرى أن اعلان الاشتراكية الديمقراطية كفلسفة مرشدة لنا , وأن الالتزام بها في حياتنا الحزبية , أصبح ضرورة أيضاً من وجهة النظر التكتيكية .... ولا شك في أن الانجليز يدركون أن حزباً ديمقراطياً كحزبنا لا يمكن أن يكون معادياً بشكل شوفيني لهم أو لآخرين في أي حال , حتى وإن كانت صداقتنا لهم لا تؤخذ على أنها مضمونة )) . وحذر الجادرجي ـ على العموم ـ من أن احتمالات تطور الوضع يجب ألا تؤدي إلى (( أية مساومة من ناحيتنا مع الانجليز على حساب أي حزب , أو على حساب أية مطالب وطنية للشعب , أو على حساب مباديء حزبنا )) .
واتخذ محمد حديد موقفاً معارضاً لتبني الاشتراكية الديمقراطية (( في الوقت الراهن )) , مؤكداً أن هذا سيعطي انطباعاً بالافتقار إلى الثبات في سياسة حزب لم ينقض على وجوده أكثر من ثمانية عشر شهراً وقد يؤدي إلى خسارة كبيرة لثقة الناس بالحزب . وأضاف : (( الاشتراكية تعني تأميم المصارف والصناعات ... وتوزيع الأرض على الفلاحين في المناطق الزراعية , وهذا كله يتعارض مع الأهداف المعلنة للحزب . وفي الوقت نفسه , أصر حديد على ضرورة اعطاء الحزب تمايزاً يضمن استقلاله , وأعرب عن شعوره بأن هذا لا يمكن إنجازه بإبعاد الشيوعيين و الماركسيين عن الحزب , وبإيضاح أن (( الحزب يقف إلى جانب الملكية الخاصة ... والحريات الديمقراطية ... وضد الدكتاتوريات ... بما فيها دكتاتورية العمال )) . ودعم كذلك آراء الجادرجي فيما يتعلق بالانجليز الذين ......
(( عليهم أن يفهموا ... أنه في ما يعارض حزبنا الامبريالية البريطانية ... فإن هدفه هو تقوية الصداقة بين الشعبين العراقي والبريطاني , وأن القضاء على المصالح الامبريالية ...... سوف يعود بالفائدة على الشعب البريطاني , أكثر من ذلك , أن حزبنا يميل إلى اشتراكية ديمقراطية .... وانه يؤيد انتشارها في العالم أكثر مما يؤيد سيطرة النظام السوفيتي )) .
وأيد حسين جميل أساساً محمد حديد , ولكنه اعترض على اصدار الحزب لأي بيان يحمل طابعاً معادياً للسوفييت . وقال أنه لا يمكن خدمة أي غرض مفيد بمعاداة الدول الشيوعية (( التي هي في الواقع , عناصر مضادة للامبريالية في النزاع الدولي الراهن , في حين أن الحكومات الاشتراكية الديمقراطية ( كالوزارة الفرنسية الراهنة , مثلاً ) تحارب حركات التحرير )) . وشدد على أن (( من الضروري التمييز بين أن يكون حزبنا غير شيوعي وأن يكون حزبنا تنظيماً لمقاومة الشيوعية أو الشيوعيين في العراق أو خارجه )) .
وأعرب اليساري زكي عبد الوهاب عن استغرابه لأن تؤيد الحكومة الانجليزية حقاً مجيء رجال يختلفون نوعياً عن الشريحة القائمة (( ويمثلون الشعب وطموحاته ومصالحه فعلاً )) إلى الواجهة السياسية للعراق . وتابع قائلاً إن (( الامبريالية لا تتحرك في أي مكان على أساس عواطف مثالية أو مشاعر أخوية بين الشعوب بل على أساس مصالح اقتصادية وتجارية وعسكرية معقدة ومتشابكة )) . ونظراً لأن (( العدو الأول .... ليس الطبقة الحاكمة بل الانجليز , وهدفنا الفوري ... هو تحرير بلادنا من نفوذهم .... وليس تحقيق الاشتراكية )) , فإن (( قاعدة الصراع الوطني الشعبي يجب أن تكون قاعدة عريضة تضم كل العناصر الوطنية مهما كان لونهم )) . ولهذا فقد , عارض هو وشبيهه فكرياً طلعت الشيباني , استبعاد (( ماركسيين أو غيرهم )) من صفوف الحزب . وعندما قررت أكثرية اللجنة المركزية في النهاية أن تفعل ذلك تحديداً ( اي أن تستبعد الماركسيين ) , وأن تتبنى (( الاشتراكية الديمقراطية )) كمبدأ مرشد في تفسير برنامج الحزب وتدقيق العضوية فيه , من دون إعلان ذلك بشكل دعائي , استقال كل من زكي عبد الوهاب وطلعت الشيباني . يتبع
وصفي السامرائي



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الأوضاع في المنطقة
- الحلقة الخامسة و التسعون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الحادية و التسعون من ثورة 14 تموز
- الحلقة السادسة و التسعون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثالثة و التسعون من ثورة 14 تموز
- الحقة الحادية والتسعون من ثورة 14 تموز
- الحلقة التاسعة و الثمانون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثامنة و الثمانون من ثورة 14تموز
- الحلقة السادسة و الثمانون من ثورة 14 تموز
- الحلقة السابعة و الثمانون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الحادية عشر من السياسة البريطانية في العراق عشية ثورة ...
- الحلقة التاسعة من السياسة البريطانية في العراق عشية 14 تموز
- الحلقة الرابعة والثمانون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الخامسة والثمانون من ثورة 14 تموز
- الحلقة السابعة من السياسة البريطانية في العراق عشية ثورة 14 ...
- الحلقة السادسة من السياسة البريطانية في العراق عشية ثورة 14 ...
- الحلقة الرابعو من السياسات البريطانية عشية ثورة 14 تموز 1958
- الحلقة الخامسة من السياسة البريطانية في العراق عشية ثورة 14 ...
- الحلقة الثالثة من السياسة البريطانية في العراق عشية ثورة 14 ...
- الحلقة الثانية و الثمانون من ثورة 14 تموز


المزيد.....




- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وصفي أحمد - الحلقة التاسعة و التسعون من ثورة 14 تموز