الحلقة الثالثة و التسعون من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 20:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

حركة العروبة الجامعة
بالطبع , فإن حركت العروبة الجامعة كانت قد سبقت الحزب الوطني , فقد ولدت في أعقاب ثورة تركيا الفتاة سنة 1908 . وإلى جانب هذا , فخلال العشرينات من القرن الماضي عرّف الكثير من المنتمين إليها أنفسهم بالتماثل مع النظام الملكي . ولهذا , فإنها وجدت نفسها فقط بصيغتها الأكثر حماسة وتوقداً كتيار داخل الحزب الوطني في الفترة 1928 ـ 1933 . أما في الجيش فقد وجدت تمثيلها الأكثر حماسة في مجموعة سرية من الضباط الشباب بدأت تتجمع سنة 1929 حول صلاح الدين الصباغ , الذي كان ابناً لتاجر موصلي من أصل صيداوي , كانت له اتصالات لفترة بجعفر أبو التمن , ولكنه قدّم دعماً غير محدود لرئيس الوزراء ذي التوجه العروبي الجامع , سنة 1935 ـ 1936 , ياسين الهاشمي , واقترب في الوقت نفسه من نادي المثنى . وكان هذا النادي قد أسس سنة 1935 والتزم علناً ب (( نشر روح القومية العربية .... والمحافظة على التقاليد العربية ........ وخلق ثقافة عربية جديدة تجمع إلى التراث العربي ما يستحق من حضارة الغرب )) , ولكن النادي سرعان ما ربى ميولاً ونزعات أو كشف عن غرائز قريبة من السلطوية . وكان يقف في موقع الواجهة منه رجال من أصول تجارية , أو من الطبقة المهنية المتوسطة , أو مما وصف في حلقات سابقة بكونه أرستقراطية المسؤولين القديمة . ولكن النادي استمد قوته بصورة أساسية من روابطه مع مجموعة الجيش التي كان يرأسها صلاح الدين الصباغ كان يستمد الكثير من الدعم المتوفر له بين الضباط الكثيرين الذين أصولهم مثله من الألوية ( المحافظات ) الشمالية التي كانت لا تزال كاسدة اقتصادياً بسبب قطعها عن مناطقها التجارية في سوريا وما نشأ عن ذلك من حواجز جمركية واختلاف في العملات وقوانين الأعمال وشروطها , والذين كانت مصالحهم الجدية تتجه صراحة ـ لهذا ـ باتجاه العروبة الجامعة . ومن المؤكد أن هذا ليس كل معنى الاتجاه العروبي الجامع الذي جسده الصباغ والذي حافظ نادي المثنى على بقائه ايدلوجياً .

#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات