وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 22:37
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
هذه لغة القوى الجديدة
كانت هذه لغة القوى الجديدة , أي لغة عسكريّي تركيا الفتاة . كان هؤلاء هم الذين طاردوا الصابونجي في النهاية .
وكان التاجر ـ السياسي الآخر الذي ربما فاق حتى الصابونجي في الفطنة و الذكاء هو محسن شلاش , الذي كانت له في السنوات الأخيرة للنظام العثماني كلمة مسموعة في رسم مسار مدينة النجف , ولكنه كان حريصاً على البقاء في الظل وعدم الظهور سياسياً حتى الاحتلال البريطاني للعراق , حين وقف إلى جانب حركة الاستقلال ـ لا اختياراً بل لضرورات الحالة العاطفية للنجف ـ ثم تحول بعد قمع ثورة العشرين 1920 إلى الاتجاه الذي فرضته مصالحه التجارية , وقدّم الكثير من الخدمات لقوات الاحتلال . وكان شلاش مقرضاً للمال ومضارباً وتاجراً وملاكاً للأراضي ومدير شركة النجف لحافلات الترام ووزيراً للمالية في ظل العهد الملكي , وكانت له أصبع في كل كعكة في النجف . ويمكن تصور مدى القوة التي وصل إليها في العشرينيات من القرن الماضي من خلال المذكرة الآتية المأخوذة من مذكرات سجلات الاستخبارات البريطانية :
(( محسن شلاش هو أكبر تاجر في النجف وكعكته الأكبر هي منطقة أبو صخير من خلال اقراض المال للمزارعين بفائدة باهضة يستردها حبوباً في موسم الحصاد ....... )) .
والطريقة التي جمع بها محسن شلاش أمواله كانت تسمى عند المزارعين (( البيع على الأخضر )) , وكانت وسيلة للكسب السريع تلاقي ترحيباً كبيراً لدى الصرافين والتجار المقرضين للمال عموماً وكان المزارعون , وخصوصاً من بينهم الفلاحون من صغار الملّاك , وهم كثر في الفرات الأوسط , كثيراً ما يضطرون للاعتماد على التجار للحصول على مال فوري قبل نضج المحصول , ولم يكن المال يعطى لهم إلا إذا وقعوا عقوداً مسبقة تنص على تسليم كذا طناً من الحبوب , المحصول بكامله , بسعر كذا وكذا , وهو سعر غالباً ما كان أدنى من أسعار السوق في موسم الحصاد . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟