وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 14:07
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
التجار المسلمون
كان التجار المسلمون أكثر انغماساً في السياسة , بالمقارنة طبعاً مع التجار اليهود الأقوياء , مالياً . وعلى الرغم من عدم تدخل الرأسماليين المسلمين الأكثر ثراء في صناعة القرارات الحكومية الحاسمة , فإنهم كانوا رجالاً من ذوي الاتصالات ذات المستوى الأعلى التي ساعدت , إلى جانب مرونتهم تجاه أي سلطة تسلّمت الحكم , في تقدم ونمو أعمالهم .
ويعتبر تاريخ عائلة الخضيري , التي بدأت بتجارة الحبوب وصارت من أصحاب البواخر النهرية ومالكة لمصنع للبيرة بين أشياء أخرى . ففي أيام العثمانيين كان أبرز ممثلي هذه العائلة هو عبد القادر الذي كانت له منزلة وطيدة عند السلطات إلى درجة أن السلطان عبد الحميد أسبغ عليه سنة 1900 لقب (( باشا )) ... ولكنه انحاز بعد 1908 إلى جانب تركيا الفتاة وترأس نادي (( لجنة الاتحاد والترقي )) . وإضافة إلى هذا , واستناداً إلى سجلات الاستخبارات البريطانية , فقد كان عبد القادر على ود تام مع الوالي ناظم باشا سنتي 1910 ـ 1911 وحصل على (( احتكار قيّم جداً )) في تجارة الحبوب . وفي أعقاب ذلك , عندما سيطر البريطانيون على البلاد , لم يُضع عبد القادر الوقت , بل أنه عكس خط سيره ليقيم (( علاقة حميمة معهم )) . أما قاسم الخضيري شقيق عبد القادر , الذي يبدو أنه دافع في وقت مبكر عن الرأي القائل بأن من غير المفيد للعراقيين أن يقاتلوا ضد البريطانيين قبل أن يتضح ما سيكون عليه مصير النزاع , فقد أصبح الآن أبرز الناشطين في دعم وتأييد النظام البريطاني . وكان علي آل بازركان , وهو واحد من زعماء حركة الاستقلال سنة 1920 , قد كتب في وقت لاحق يقول :
(( ما زلت أذكر اليوم ( من العام 1919 ) الذي ذهبت فيه إلى جانب الكرخ من بغداد ورأيت قاسم الخضيري عند رأس الجسر . كان يصيح , وهو يشير إلى ورقة في يده : (( إذا أردتم الحرية , وقعوا هنا )) . قلت له : (( ما هذا , أبا جميل ؟ )) وأخذت الورقة من يده . كان فيها : (( نحن شعب بغداد , نرغب في أن يصبح المستر بيرسي كوكس ملكاً على العراق , وأن يوضع استقلالنا تحت حماية بريطانيا ... )) .
ولكن , بينما كان قاسم يسير مع البريطانيين , كان ياسين , وهو شقيق حركة الاستقلال يكن هنالك واحد على الأقل من أفراد العائلة في الجانب الصحيح من الخندق ليدافع عن مصالح العائلة . والسبب نفسه جر ناجي الخضيري بشكل متزايد إلى مدار نوري السعيد في العهد الملكي , كما أنه يفسر كيف أن عبد المنعم , ابن عم ناجي , راح بعد تأسيس الجمهورية سنة 1958 يتملق سمسار الحبوب والبواخر النهرية حامد , شقيق عبد الكريم قاسم , وشاركه في كل مشروع وضع يده فيه . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
