أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد محمود علي - مقتطفات عن حياة شاعر الغربة حسين مردان ..زيد محمود علي















المزيد.....

مقتطفات عن حياة شاعر الغربة حسين مردان ..زيد محمود علي


زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)


الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 22:59
المحور: الادب والفن
    


مقتطفات عن حياة شاعر الغربة حسين مردان ..

أعرف كل انواع الجوع ....

زيد محمود علي – اربيل


الشاعر حسين مردان ، شاعر لم يكن يخشى مغبة الجهر بأسراره الذاتية والفكرية والحياتية ، فكان يكتب وهو مليء بالكبرياء .. ولم تكن حياته الا مغامرة بذاتها ، في ماكتب من حيث الأفكار في فترة العراق كان في غليان سياسي ، فهي فترة مبنية على الرفض للواقع القائم وعلى التمرد على الكثير من أوجه الحياة . والشاعر حسين مردان من مواليد 1927 ، محافظة ديالى ، قدم الى بغداد عام 1947 حيث مارس العمل الصحفي ، عاش حياة خاصة مشوبة بالتمرد والانفعال الوجداني الأمر الذي جعله يترك الدراسة لينشغل مع همومه الذاتية ، فقد انسجم مع الحركة الوطنية ، وعلى أثر ذلك سجن عام 1952 لمواقفه السياسية .
له من الاعمال
قصائد عارية 1950
اللحن الاسود 1950
طراز خاص
الأرجوحة هادئة الحبال
وله ايضا" من الأثار الادبية
صور مرعبة 1951
رجل في الضباب 1951
رسالة الى عزيزتي فلانه 1952
تىزهار تورق داخل الصاعقة 1952
توفي عام 1972 اثر نوبة قلبية
للشاعر جماهيرية كبيرة من المثقفين والنخبة ، ولحد وقتنا الحاضر . كان صريح في مجاهرته لذاته في مواجهة الآخرين ، ففي أحدى المرات قال :-
ثق ايها القارىء المحترم انك لاتفضلني على الرغم من قذارتي وانحطاطي وتفسخي الا بشيء واحد ، هو أني احيا عاريا" بينما تحيا ساترا" ذاتك بألف قناع ، فنصيحة مني ان لاتقدم على قراءة هذا الديوان اي مايقصده ( القصائد العارية ) اذا كنت تخشى حقيقتك وتخاف رؤية الحيوان الرابض في اعماقك . هذا الشاعر وجد عشيرته بين الرعيل من الفنانين والشعراء امثال – بلند الحيدري وصفاء الحيدري وجواد سليم وغيرهم ، ولاريب انهم احبوه بعمق ، هذا الشاعر مثقوب الجيب ، المنتفخ الوجه ، الضاحك الغاضب ، اللا مبالي الذي يتحدث عن كل شيء دون ان يعرف شيئا" ، سوى رنين الشعر في ذهنه . في ذكرياته الاليمة ايام زمان قال ، لم يكن يهمني شيء ، هل تعرف ايها القارىء ، اني نمت في مقبرة الانكليز في بغداد ليالي كثيرة . لكن ظلت قناعات الشاعر الشخصية فوق كل أعتبار . اما انا اكتب عن هذا الشاعر ، كان يسعدني اللقاء به ، لكن ذلك لم يحدث ، رغم أني كنت في سنوات السبعينيات من زوار مقهى البرلمان في الحيدرخانة في بغداد ، كنت اتذكر عبدالامير الحصيري وعبدالستار ناصر وغيرهم من الادباء لكن ...
تكاد المرأة في ادبه ان تكون القاسم المشترك للكثير مما كتبه من شعر ونقد ادبي ونثر مركز ، وقصص قصيرة ومقالات صحفية ، كان يحب الحياة ، ويكره الموت كما لوكان قرينا" بالصمت . وعن المرأة يقول في قصيدته ( الارجوحة ) ...
بكل منعطف خليع
تصطاف ازهار الربيع
هل انت من ماء وطين ؟
ام سلة من ياسمين
رغم ان حسين مردان احب لكنه لم يتزوج ..
الشاعر يبرر غربته وضيقه بالعالم حيث يقول ..
كيف لا أضيق بهذا العالم
نصفه من المراهقين
والآخر لايجيد غير صناعة الرصاص
انه لعالم مخيف
انه يحافظ هنا يحافظ على اطروحات الشعر المنثور وتقنياته ، فهو متمرد على طريقته ، ومجدد على طريقة الشعر النثري ، الذي يحفل بالمفارقات والصور المتضادة ليخلق منها القصائد الشعرية التي يستعاض بها عن الموسيقى المعتادة في الشعر التقليدي واما الرومانسية الثورية ، تجعل حسين مردان يطفوا على سطح أفكاره حين يرفض الحب بأنتظار الحلول الشاملة للمجتمع اذ يقول ...
سأترك الحب إلى حين
إلى أن نجد العسل لكل طفل
وعندئذ سأعود
الى حبيبتي الجميلة كقنديل من ماس
والى جسمها القهوائي
لكن في في زوايا نظره يؤكد على الجنس عنصرا" سالبا" حيث يقول في بعض الابيات ، من ديوان ( هلاهل نحو الشمس ) .
ملايين الناس
تكدح بأستمرار
ليجلس رجل في الملهى
ويحرق مائة دينار ليشعل
رأس سيجارة لعاهرة .
الاحباط في شعر حسين مردان ، رسم صورة المحبط المأزوم ، وصولا" الى غرض يرمي منه الى جعل المتلقي يلقي بأسباب ذلك الاحباط على المجتمع ، الذي عاش فيه الشاعر في الاربعينيات من القرن الماضي ، وعلى سياسة الدولة وحكامها الذين قيدوا حركة المثقفين الأحرار ، وأفرغوا الثقافة من محتواها الأصيل . والمحبط هو سوداوي النظرة ، متشائم ، حزين يعيش أزمته بتوحد ، ففي قصيدة ( براكين ) يشبه وجوده بلطمة عار سوداء ، حينما يقول ..
ياليالي لم اكن غير خطّ
أسود اللون في جبين الدهور
لعنة جئت للحياة وأمضي
مثلما جئت لعنة للقبور ..
تأثر الشاعر بالفلسفة الوجودية ، من خلال كتابات سارتر ، وحيث اتفق مع قول القاص عبدالرزاق الشيخ ، حين قال ( الوجودية ليست فلسفة اباحية مدمرة كما وصفها أنصاف المثقفين ، وانما هي مرحلة فكرية ، هدفها تحرير العقل من القيود والتقاليد تناسب تطور الفكر البشري ، ورفع الانسان الى قمة البطولة ليتحمل مسؤولياته وأخطاءه وحده . وفي تلك الفترة كانت الوجودية منتشرة في جميع العالم ، وكانت ظاهرة لم يمر مثلها الكثير في تاريخ الادب ، حياة تجتمع على رغبة متأصلة على التمرد ، مليئة بالحركة والتوتر ، مشحونة بالجدة ، متداخلة بالريبة والشك في عالم مضطرب ، ويمتاز بلغة أنيقة المظهر ، ولكنها ايضا" لغة جارحة يهمها احداث الصدمة . وكان مهوسا" بذلك الأبيقوري الملتهب ...
من نماذج شعره
أنا الغريب
أنا وحدي أعوم في الثلج
وعندما يضرب الليل عيني
سأذهب إلى بيتي الصغير
لأسهر مع الكتب
الكتب .. السرطان الذي يأكل أحداقي
إن وجهي كله ورم
وجسمي بحيرة كحول
أما رأسي
فهو مأوى لأفعى الكوليرا
وقلبي كله تجاعيد
فأبحثي عن رجل مهذب
ففي شفتي مافي الأسد
من نتن
أنا بقايا وحشية الغاب
غدا" سينبثق فجر يوم جديد
وبغداد غرقى بالأضواء
والشفاه التي ظلت يابسة
سنة سنة كاملة
تبسم للنسيم البارد
حتى القلوب الميتة
الموغلة في الموت
تتحرك مبتهجة

(من ديوان العالم في تنور)
سيعود الربيع
طريا" كوجود الأطفال
مشرقا" كبريق الأطلس
ولكن برودة الشتاء ستظل على شفتي
إن حبيبتي الخشن كنشارة الخشب
لايحس بعطر الورد
أنا لا أبحث عن الحرير
أنا لا أبحث عن الحب
لأني لا أعرف الربيع
أعرف الجوع
الجوع الذي يلتصق بنفسي
والجوع الذي يدور في رأسي
أعرف كل انواع الجوع
أما الربيع
أما العطر والورد والنمور
فسأعمل ليعرفها أبنائي
(( الربيع والجوع ))
وكالحوت الهرم
أدور حول ردف المركب المتين
والموج يجلد صدري المذبوح
وقهقهات البّحار الجليف
تهز الآفاق
والأصابع القاسية تشد الحبل
وكلما آندفعت نحو القاع
سحب الحديد المعقوف قلبي
وعندما غاصت جثتي
رأيت الصياد اللئيم
يغسل الحبل من دمي
من قصيدة (( صيد الحوت ))


المرجع – مجلة الاقلام العدد11 1984



#زيد_محمود_علي (هاشتاغ)       Zaid_Mahmud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنطقة والموجات الزلزالية
- أختتام فعاليات الحلقة الدراسية الرابعة للثقافة السريانية ...
- 6 ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر ...
- الاتحاد الوطني الكردستاني.. و سجالات ا لمرحلة
- المرحوم الخال عزيز عقراوي ...من دفتر مذكراتي
- قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني.... ومرحلة مابعد الانتخابات ...
- واقع الرياضة الكردستانية ... والفشل الذريع ...زيد محمود علي
- نتائج متواضعة لمنتخب العراق بالملاكمة في بطولة اسيا - زيد مح ...
- مع المصور السينمائي والممثل هوار صديق محمد
- البحث عنده هو الاجابة عن كل الاسئلة الخفية والغامضة....
- الاسبوع الادبي للمسرح في أربيل
- الشاعر التركماني حسام حسرت
- عرفت ان الحياة إجابة في حد ذاتها لكل التساؤلات
- متعة الفنان هي في الرؤية الحقيقية للأشياء...
- رسالة موجهة الى رئيس الوزراء السيد نوري المالكي المحترم
- رضا علي .. الفنان والمربي والاستاذ
- حكومة جزيرة واق واق ...؟
- حكاية من الماضي القريب ....
- السرطان والفساد ....؟
- سعيد حاشوش ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد محمود علي - مقتطفات عن حياة شاعر الغربة حسين مردان ..زيد محمود علي