أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هل مستقبل مصر السياسي في -الشوقراطية-؟!















المزيد.....

هل مستقبل مصر السياسي في -الشوقراطية-؟!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-
ماذا ستختار مصر غداً: الشورى، أم الديمقراطية، أم خليطاً جديداً بينهما. فقد عودتنا مصر، منذ عدة أزمنة أن تأتينا بالجديد في السياسة، والثقافة، والفن.
فكيف سيكون الخليط الجديد الشوقراطي (الشوري الديمقراطي) الذي نتوقعه غداً من مصر؟
بدايةً، علينا أن نُكمل ما تبقى من فروق سياسية وتاريخية، بين الشورى الدينية وبين الديمقراطية اليونانية، وهو ما لم تسمح به المساحة المخصصة لمثل هذا المقال في الأسبوع الماضي، لكي تكون الفكرة واضحة في ذهن القاريء الكريم. وتتضح الفروقات بين الشورى التي كانت سائدة منذ أكثر من 1500 سنة، ولمدة قصيرة جداً من عمر الزمن، وبين النظام الديمقراطي المؤصَّل في الغرب، منذ بداية القرن التاسع عشر. ومن هنا سيفهم الجميع، لماذا يرفض الإسلاميون الديمقراطية، ولماذا يرفض الفريق الآخر الشورى الدينية؟
وهذه هي بقية الفروق بين الشورى والديمقراطية:
1- تتم إقامة مجلس الشورى - والذي هو مستحبٌ وليس مُلزماً للحاكم في رأي أغلبية فقهاء السُنَّة - منذ عهد الخلفاء الراشدين إلى الآن بالتعيين من قِبَل السلطان للمؤيدين، الطائعين، المبارِكين، كما كان يفعل السلف، وليس بالانتخاب الحر المباشر من قِبَل الجمهور. وقد أصبحت هذه المسألة خلافية بين رجال الدين في العصر الحديث. فمنهم من يرى وجوب اختيار أعضاء مجلس الشورى عن طريق الانتخـاب الحر المباشر، ومنهم من يرى وجوب تعيينهم من قبل السلطان، ومنهم من يمزج بين الاختيارين.
2- لا تتناقض دولة الديمقراطية مع نفسها. فمن المبادئ السياسية التي لا يختلف عليها اثنان أن روح الديمقراطية هي قيام الأحزاب الحاكمة والأحزاب المعارضة. وأن الدولة الحرة هي دولة الأحزاب الحرة.
3 - تتمسك الشورى بحرفية الآلية البدائية العفويـة، التي لا تتعدى النصيحة والاستشارة والقـول الحَسن، والتي درجت عليها في العهد الراشدي القصير، ولا تغـيرها حسب ما يُستجد في الحياة السياسيـة كل يوم من تطورات، وتغيرات، ومتطلبات، ومستلزمات.
4- تتم إقامـة المجالس النيابيـة الديمقراطيـة على أسـاس الانتخـاب المبـاشر الحر من الشعـب، ولا تعيين فيهـا من قِبَل السلطان إلا في الدول ذات القشـرة الديمقراطية الرقيقة المُزيَّفـة، حيث يتم تعيين أعضـاء مجلس الشيـوخ (الأعيان) من قِبَل السلطـان ومن المؤيـديـن، الطـائعـين، المبارِكـين أبداً. أما في البلدان الديمقراطيــة العريقــة فلا تعيين يتم، وإنمـا يـأتي مجلس النـواب ومجلس الشيـوخ بالانتخـاب الحر النـزيه المباشر.
5- لا تتمسك الديمقراطية بمنهاج معين، بل هي مرنة أشد المرونة، وتُطوِّر وتُعدِّل من قوانينها من حين لآخر بما يتماشى واحتياجات الحياة السياسية، وما يستجِدُ لها، وما يتغير فيها. ولا تقف عند حد النصيحة بل إقرار الأنظمة، وإجبار السلطة على تنفيذها والرقابة على التنفيذ السليم.
6- تتغير مفاهيم الشورى من عهد إلى آخر ومن فقيه إلى فقيه، بحسب نوعية السلاطين، وبحسب طبقة الفقهاء ونوعيتهم وتقواهم. في حين تتغير مفاهيم الديمقراطية من عهد إلى آخر بحسب تغير الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتطورها ومتطلباتها ومستلزماتها.
7- يقترن النظام الشوري دائماً بالسلطة السياسية الوراثية. فكما أنه لا انتخاب في مجلس الشورى، فكذلك لا انتخاب في رأس السلطة التنفيذية. أما الديمقراطية فتقترن دائماً بالسلطة السياسية التداولية. فكما يتم انتخاب رأس الدولة لمدة محدودة، يتم كذلك انتخاب الهيئات التشريعية.
8- يرفض مجتمــع الشـورى الإسلامـي الاستبـداد المُطـلـق الممنوع شرعاً. أما الاستبـداد المُقيَّــد فهـو غير ممنـوع في هـذا المجتـمع، وهـو غير ممنوع في الشـرع والعقل كما يقول أصحابها. في حين أن مجتمع الديمقراطية الحقَّة يرفض كافة أنواع الاستبداد المُطلقة والمُقيَّدة. بل إن الديمقراطية الحقَّة ضد الطغيان وتنادي بالعدالة على كافة مستويات الحياة. وأن الديمقراطية والاستبداد لا يجتمعان.
9- تُمارس الشورى دائماً في سياق حكم ديني. والديمقراطية تُمارس غالباً في سياق حكم لا ديني.
10- ليست الشورى ممارسة سياسية معزولة، وإنما هي نظام حياة كامل في الأسرة والمجتمع والمعاملات والعلم والسياسة، كما يقول أصحابها. الديمقراطيـة ليست ممارسة سياسية فقط، وإنما هي أيضاً نظام حياة كامـل تبدأ من البيت وتنتهي تحت قبة البرلمان.
11- وأخيراً، لا تنفصل الشورى عن الدين، ومن ثم يظل نظامها مؤسَسَاً على رعايـة المسؤولية أمام الله الذي يراقب النيات والأعمال والأسرار والظواهر. أما الديمقراطية فهي نظام ينطوي على طلاقة الهـوى والشهـوات السياسيــة من قيــود الأخـلاق، كما يقول أعداؤها من المفكرين الإسلاميين.
-2-
ومرة أخرى، وللتذكير جيداً، فمن المعروف، أن الفقهاء انقسمـوا إلى فريقين: فريق يرى الندب (الاستحباب) وفريق يرى الوجـوب (التطبيق). وكـان أقوى هذين الفريقين هو فريق الندب الـذي يرى أن الشورى ليست من المبادئ التي تُلزم الحكام، ولكنها مُستحبـة. فإذا قام بها الحاكم استحق الثواب في الآخرة والثناء في الدنيا، وإذا لم يقم بها وتركها فلا حرج عليه في ذلك.
وقال هؤلاء، أنه لا يوجد في القرآن الكريم، نص صريح على "وجـوب" الشورى. وأن قوله تعالى (وشاورهم في الأمر) (آل عمران:159) نزلـت في أبي بكر وعمر بن الخطاب فقط.
ويرى معظم المفسرين، أن هذه الآية، ليست من النوع الواجـب اللازم، ولكنها من المُستحب الحسن، وذلك لأن النبي المؤيـد بالوحي من قبل الله، ليس بحاجة إلى الشورى، حيث أغناه الله بتسديـد خطاه، وتوفيقه للصواب.
وقال ابن كثير:
" إن الرسول كان يشاور أصحابه في الأمر تطييباً لقلوبهم، ليكون أنشط لهم فيما يفعلونه".
-3-
فماذا ستختار مصر الثورة غداً، الشورى الدينية، لكي تُرضي بها "الأزهر" والجماعات الإسلامية، أم ستختار الديمقراطية لكي تُرضي بها الجانب المخالف الآخر، أم ستختار "الشوقراطية" - وهي صيغة سياسية للحكم، نراها في تركيا وماليزيا مثلاً. وهي خليط حكيم بين الشورى الدينية والديمقراطية اليونانية، لكي تُرضي بها الجميع؟
وعندها سيكون التطبيق صعباً، وستحصل أخطاء كثيرة في السنة الأولى للتطبيق، ولكنها ستخف في السنوات التالية، الى أن يصبح التطبيق دون أخطاء تُذكر.
فهذه هي حال المفاهيم والقيم السياسية الجديدة، في كل زمان ومكان.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلاف بين الجيش المصري و-الإخوان-
- مصر بين الديمقراطية والشورى وبالعكس
- المثقفون والثورة السورية
- مصر بوابة الليبرالية العربية الكبرى
- كيف سيمسكون بذلك الأرنب ويذبحونه؟
- مصر بانتظار الغد الزاهر
- مصر والإرهاب -المقدس- كذباً ويهتاناً
- هل سنتغيّر كما تغيّر العالم كله؟!
- ما هي الليبرالية العربية - الإسلامية؟
- هل الطريق السوي لنا الآن في الليبرالية الإسلامية؟
- لنتعلم من هؤلاء -الليبرالية الإسلامية-
- مصر والسعودية والليبرالية
- من تجليات -الإسلام الليبرالي-
- من خارطة الطريق الى الديمقراطية العربية
- من -الإسلام السياسي- الى الإسلام الليبرالي-
- فرصة الليبراليين العرب الذهبية
- من معانب الحب في الثقافة العربية
- تسليع الجسد
- هتك أسرار الثالوث المحرَّم
- دكتاتورية العراق الجديدة


المزيد.....




- شاهد محاولة بطولية لإنقاذ نسر جريح في أعماق غابة.. هل نجحت؟ ...
- وزارة الصحة الفلسطينية تعلن حصيلة قتلى السبت بنيران إسرائيلي ...
- غزة: خان يونس ودير البلح تحت النار.. وحصيلة ثقيلة للقتلى
- ترامب يؤجج -حرب الرسوم- والاتحاد الأوروبي يراهن على المفاوضا ...
- تعرّف على الأمين العام الجديد للمنظمة الدولية للحماية المدني ...
- مسؤول أممي يرجح عودة ملايين الأفغان لبلادهم ويحذر من التداعي ...
- خبير عسكري: إستراتيجية المقاومة تقضي بنقل المعركة لشمال غزة ...
- شاهد.. برشلونة يتم صفقة جديدة ووجهة أخرى لستيفانو بيولي
- الى الامام العدد 252
- عراقجي: أمريكا خانت الدبلوماسية.. وتعاون إيران مع الوكالة ال ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هل مستقبل مصر السياسي في -الشوقراطية-؟!