أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - التسييس الديني والدين السياسي















المزيد.....

التسييس الديني والدين السياسي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 18:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أما الردة كمفهوم أصطلاحي فقد لحقته الزيادة بأجتهاد المجتدين دن سند شرعي أو دليل من كتاب الله وسنة رسول الله ولا من أمر معصوم,فقد تعدى من وصف الرجوع عن لزوم البقاء على الشهادتين إلى مناط أوسع,وهذا يشكل تكلفاً بغير مبرر شرعي لم نجد له تعليل إلا الهوى والميل نحو تحكيم العوامل الشخصية وأسقاط النظريات البشرية على النصوص التشريعية التي قلنا أنها من أختصاص الشريعة في تحكيمها وبيان مواردها,فيكون ذلك أجتهاد مقابل النص وهو حد مخالف لكل القواعد التعبدية التكليفية خاصة وإذا تعلقت بالمحترمات الإسلامية وهي الدم والمال والعرض,وإذا ما علمنا أن حد الردة هو القتل,فهو يمس الإنسان بوجوده أصلا.
إن أول إجتهاد من الخليفة الأول أبي بكر كان خاطئا ومتعديا على حد من حدود الله فان كان التحريم والتحليل فى الاسلام له أصول وجذور عقيدية اسلامية تتصل بجوانب منها بقاعدة الطاعة والتسليم لأمر الله كما قلنا سابقا فكل خروج عن هذه الطاعة والتسليم بغي على الله وعلى النص الحاكم,فكذلك البغى والاعتداء على حق الله تعالى فى التشريع له أصول عقيدية شركية أصلها إتباع هوى النفس بكل أسبابه ومقدماته وجذوره ،وهذه الجذور العقيدية هى سبب الزيغ عن الدين الالهى الواحد والتفرق وظهور الأحزاب المذهبية الأرضية على أنقاض الدين السماوى الواحد.
فالبغي أما أن يكون بلا سبب ولا داع له وهو من قبيل التجبر والطغيان{وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} الأنعام110,أو يكون البغي عن علم مزعوم أو بإستناد إلى قراءة ما عن علم سماوي,فهل كان الأجتهاد لديهم عن علم بهذا أى بدليل من كتاب الله{قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِين}الأنعام 149,فهنا طلب من الله لكل الناس المشرك منهم والمؤمن عن سببية كل قول أو فعل أو تقرير يمس موضوع تشريع الله كما يمس الإنسان كمقصود بالحكم الشرعي أو نتائجه أو الترتيبات التي تعقب إيقاعه,فتكون المطالبة{قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا}وخارج العلم الالهى لا يوجد سوى الظن والكذب،يقول تعالى{إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ} أما الحجة البالغة فهى فى كتاب الله جل وعلا {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ}.
ولكي نبقى مع حقيقة قرآنية هى أن عادة البشر أنهم يبغون على العلم الالهى أى الكتاب الالهى فيتفرقون ويختلفون، فيتمسك بعضهم بالحق ويتمسك الاخرون بالباطل سنة من سنن الناس بتعاملهم مع كل الرسالات السابقة{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ}النور34،ونعيد قراءة الاية الكريمة الحاكمة فى موضوعنا مع دعوة لمزيد من التدبر فيها{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}البقرة 213.
فالبغي دائما هو الذي يؤثر في حركة التأريخ ويؤثر في مجريات الأحداث والمقصود به البغي بعد العلم والعلم هنا الأتصال بالأحكام وأدراكها وفهمها بالمستوى الذي يمنع أن يكون هناك بغي أصلا,فالبغي بدون علم جهل والبغي بالعلم جهل مزدوج وظلم وإفساد في الأرض وإفساد لحكم الله وهو الأخطر والأعظم عند الله{وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} البقرة217,إن الفتنة وهو الخروج عن ما هو لازم للأمتثال لأمر الله كما في النص التالي {وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}المائدة49.
فالله تعالى يصف الفتنة أكبر من القتل إنما يشير إلى إن مقدمات بالبغي وهو الخروج عن بعض ما إنزل إليك أكبر من نتيجة القتل التي كانت ثمرة هذا الخروج وهذا الأفتنان بزعم أنه أجتهاد أو تأويل للمقدمات,فكون القتل على مسمى حد الردة بدون حق وتعدى بتأويل وأجتهاد خارج مؤداها أهون وأقل شأنا من الفتون المحذر منه في النصوص وخاصة أذى تعدي على المحرمات مثل النفس والمال والعرض.
وقد دلت روايات تاريخية عديدة على أن معظم القبائل العربية التي حاربها الخليفة لم يكن بسبب ردتها عن الدين،وإنما بسبب رفضها دفع الزكاة أو تريثها في ذلك لارتيابها بشأن الخلافة التي تنازعها المهاجرين والأنصار،واختلاط الأمر على هذه القبائل في مدى أهلية الحكومة الجديدة واعتقادها(أن من سيقوم مقام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حراسة الدين وسياسة الدنيا لن يصل إلى منزلته في العصمة من الخطأ،فخافوا على مستقبلهم في ظل الحكم الجديد)(منصور الحرابي،الدولة العربية الإسلامية:نشأتها ونظامها السياسي،ص 94),وهذا ليس بزعم من الكاتب أو مني ولكنه من ما جهر به الخليفة الأول علنا وتغنى به المؤرخون وعدوه من الفضائل التي تدل على فقهه وعلمه وبذلك غطوا الخطيئة بجريمة أعظم وهي تأويل وتبرير الفتنة.
لقد كان سبب رفضهم دفع الزكاة لــ أبى بكر قولهم أنهم كانوا يدفعونها لله ورسوله والرسول صل الله عليه وأله وسلم قد مات فلماذا يدفعونها لأبى بكر؟أو كما قال ابن القيم الجوزية التلميذ الشهير لابن تيمية((إن رفض دفع مالك وجماعته لم يكن بسبب ردة عن دين،وإنما لشبهة شرعية تخيلوا بها أن الرسول صل الله عليه وآله وسلم بعد أن خاطبه الله سبحانه وتعالى بالآية{خذ من أموالهم صدقة تطهرهم بها}هو وحده المخول بجمع الزكاة منهم،ولما توفاه الله،أصبحوا في حل من دفعها,وقد رفضوا تأدية الزكاة وعدّها ضريبة يدفعها مكرهاً،وقد أرسل هذا الفريق الثاني وفداً إلى المدينة لمفاوضة خليفة رسول الله،وقد نزل على وجهاء الناس في المدينة،عدا العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه،وقد وافق عدد من كبار المسلمين على قبول ما جاءت به رسل الفريق الثاني، وناقشوا في ذلك الأمر،أبا بكر،ومنهم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة، وغيرهم،إلا أن أبا بكر رضي الله عنه قد رفض منهم ذلك،وقال قولته المشهورة "والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صل الله عليه وسلم لجاهدتهم عليه")).
فالنص المنقول عن الخليفة الأول يكشف حقيقة المعنى الأصطلاحي الذي أتخذه شعارا له دون المعنى الحقيقي والذي ورد في كتاب الله وأسندت حقيقته الأحاديث الشريفة التي أوردناها في أول الفصل,فهو أجتهد بهواه الخاص أن يضع حدودا للردة غير تلك الثابتة بالنصوص دون أن نتدخل أو نشير لأسباب ذلك ولكن نجملها بالقول إن تلك الأسباب سياسية بالدرجة الأولى ولها أمتدادات إلى حركات الرفض الشعبي لسياسته وتوليه الحكم خلاف رسول الله.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الوجود في الموجود
- الرجل الذي أحب حمارا _قصة قصيرة
- اليسار و الدولة المدنية
- كلام فوق المعقول
- مشروع الإنسان _الإنسان
- اليسار وافاق العمل المستقبلي
- اليسار العراقي وقراءة في مستقبله السياسي
- الأساس العلمي لدراسة النفس والسلوك
- مفهوم الوجود فلسفيا
- العقلانية ودورها في تثبيت دور العقل
- الوعي العلمي والتجريبي وفهم التأريخ
- الحرية قبل الدين
- التصنيف العقلي والديني
- تجربة الدين
- الورشة العلمية حول إعادة قراءة الشخصية العراقية واستراتيجيات ...
- شروط القراءة التاريخية
- التأريخ الإسلامي بين الأسطورة والتزييف
- أهمية التجرد والموضوعية في كتابة التأريخ
- حوار أم دوار
- يا سيدي يا حسين أمض بنا


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - التسييس الديني والدين السياسي