أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - شروط القراءة التاريخية














المزيد.....

شروط القراءة التاريخية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 15:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شرط التأريخية الأول ان تعي التأريخ وتفهمه على أنه ليس سجلا فقط للفعل البشري وسرد لقصة الوجود , هذا تبسيط غير علمي للتأريخية وتجهي حقيقي لمعناها ,الفهم التأريخي هو استنباط قوانين المستقبل من خلال حركة الماضي والحاضر حتى يكون بإمكاننا التنبؤ والقياس للفعل القادم وتوقع الحركة التالية منه ,بذلك يساهم التأريخ في تعزيز فرصة تحقق الكمالات البشرية ,ما قيمة التأريخ إن كان يخبرني عن بطولة فلان وشرح تفاصيل واقعة فلان دون أن يبين لي القيمة المرجوة من هذه الحكاية أو تلك ,حتى في النصوص القرآنية التي تناولت بأسوب تأريخي قصص الأقوام والبشرية التي سبقت كان وراءها هدف ليس لسرد القصة واستظهار واستحضار واقعها ,بل ساهمت في بلورة فهم لبعض المعاني والدلالات التي يراد من وراء سوقها أن تؤسس لشيء جديد خارج سياق الزمن الماضي.
لا بد أن نفرق بين تأريخية الفكر الديني ونقد هذا التاريخ لنخرج من بين طياته وملفاته حقائق إصلاح للواقع وللوجود ,وبين أن نفهم الدين كواقعة تأريخية سجلها السرد التأريخي خارج أطارها الروحي والفكري أي جردها من الروح والجوهر ولا بد ان نمارس عليها لنقد وهي ميته وهي خالية من جوهرها كما يدرس الطب كتأريخ خارج الواقع الإنساني ذاته , هل يمكن أن نفهم كيف تطور لطب دون ان نفهم الوقائع التي ساعدت على هذا التطور وأن نفهم كميت التضحيات التي قدمتها البشرية بالأرواح والأنفس قبل أن نصل هذا لتطور, أنها مفارقة أن نجرد الفكرة من جوهرها ومن روحها المحركة ,الدين فكر ذو جوهر وروح يتحرك بالوجود وينتج أثره وتصورته وأحكامه من خلال الروح والجوهر وهما الإيمان الفطري بصورية وشكلية وكونية علاقة الارض والسماء ورسم أفاقها ليتحول ذلك إلى ما يشبه الحاجة المستجدة على الدوام.
للناقد التأريخي حتى يكون منصفا ومتجردا في عمله أن يرى بنفس لعين والمنهج لكل ما يمر به ويطبق ما يعتقد ويؤمن به حتى على فكرته النقدية ذاتها ولا يستثني نفسه منها لأنه بهذا سيكون لا علميا ومنحاز وجاهل جهلا مركبا لا تشفع له تأريخيته المزعومة إن لم يؤمن بها سلفا, فلو طبقنا مثلا نظريته القائلة بسلفية لأحكام القرآنية ومدى تأثر فكر القرآن الكريم بها كما يقول((فلو نظرنا إلى المجتمع العربي آنذاك لأدركنا أنّ هذه الأحكام كانت سائدة ومتداولة لدى العرب في ذلك الوقت أو كانت شبيهة لها كثيرا)) لو طبقنا نفس المبدأ على دراسته النقدية للدين المحمدي أو ما يسميها المقاربة التأريخية لفهم الدين على ما يقول ,سيكون من السهل علينا أن نقول _ لو نظرنا إلى المجتمع الفارسي قديما وحديثا لأدركنا أن دعوة سروش سائدة ومتفشية فيه بدليل أن كل الأصوات الشعوبية والحركات المناهضة للفكر الديني المحمدي والتزندق والإلحادية تخرج من المجتمع الفارسي وهذه حقيقة تأريخية لا يمكن إنكارها وبالتالي فصوت سروش واحد من هذه الأصوات أو أنها شبيه لها كثيرا_ هنا لا يمكن ان ينكر سروش القاعدة التي بنى عليها فكرته وإلا عد رجل عبثي لا فكرة علمية يمتلكها ويدافع عنها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأريخ الإسلامي بين الأسطورة والتزييف
- أهمية التجرد والموضوعية في كتابة التأريخ
- حوار أم دوار
- يا سيدي يا حسين أمض بنا
- عالم أبيض وعالم أسود
- الدين السياسي وصورة الرب
- الدستوريه ومفهوم الدولة
- ربط المعرفة بالعمل صناعة العقل الفاعل
- محل العقل ووظيفة التعقل
- التعصب الحضاري ومشكلة أنا وأنت
- الشعوب وخيار الحياة
- ملامح العالم الكوني بعد عالم الحداثة
- الرب السياسي
- إختراق الجدار
- حوار الجدران
- قوة العقل
- أوهام الصراع الغربي مع الإسلام
- النظام العالمي الجديد ومقاربة الصراع والسلام
- الفرق بين مفهوم القوة والقدرة
- أثبات ونفي الموت


المزيد.....




- نتنياهو يزور الزعيم الروحي للدروز
- -إن مُتنا فليكن في بيت الرب-: المسيحيون في غزة يواجهون التهج ...
- باحثة يهودية: هذان الشخصان فقط يمكنهما وقف المجاعة في غزة
- -الكنيسة الميثودية المتحدة تصبح أول كنيسة تسحب استثماراتها م ...
- ردا على موفق زيدان.. لا لحل الإخوان المسلمين في سوريا
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- نتنياهو يجتمع مع رئيس الطائفة الدرزية لمتابعة الأوضاع في الس ...
- مجلس الكنائس العالمي يُعرب عن تضامنه مع بطاركة القدس ومواطني ...
- لجنة طوارئ كنيسة العائلة المقدسة في غزة تقرر البقاء في الكني ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -العقاب الجماعي- في غزة


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - شروط القراءة التاريخية