أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عباس علي العلي - الدين السياسي وصورة الرب














المزيد.....

الدين السياسي وصورة الرب


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 12:59
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بعد أكثر من شهرين استلمت رسالة مقتضبة من صديقي العربي ردا على رسائلي المتكررة له يعلمني فيها أن صديقنا ومحاورنا قد أنتقل إلى عمل أخر وهو لا يستطيع برغم من حساسية الموضوع واهتمامه الجاد في مواصلة الحوار إلا أن طبيعة عمله الجديد لا تتوافق مع ما نريد مكررا اعتذاره وتحفظه على بعض ما طرحته أنا من أفكار معيبا علي أني لا افهم ولا أدرك قيمة المحاور كشخص وكقوة فكرية مؤثرة متمنيا لي محاولة توسيع أفقي العقلي ومحاولة الابتعاد قدر الإمكان عن المواجهة المباشرة مع الأخر لكي تبقى خيوط الوصل والتواصل ,أي يطالبني بكثير من البرغماتية الفكرية لغرض إيصال ما أريد دون تحسيس الأخر بشيء من ردة فعل غير محسوبة.
لقد توضحت لي الكثير من القضايا التي كانت محل تشكيك في عقليتي وفي ما أؤمن به من أراء حول حقيقة ما يشاع عن أن الذات العربية ذات منغلقة على نفسها عصية أن تفتح شبابيكها على الأخر, وأتضح لي أن المشكلة ليست فيما ترسخ فيها من تصورات قد تبدو للبعض أنها بالية ولم تعد تناسب العصر كمفاهيم ولا كطرح ,والحقيقة أن الموضوع أكبر من هاتين النقطتين وأبعد في جذورهما ,إنها أشكالية كيف يرى أحدنا رب الأخر, العربي والمسلم يرى في لله صورة أكثر قربا من الحقيقة التي طرحها الفهم الإبراهيمي كأساس وهو أن الله ليس مجرد رب يتعاطى بالسياسة كما يتعاطى المخلوق ويبرر ويسوق للسياسي فعله لمجرد أنه قال أن أؤمن به !, إنه الرب الذي في جنب منه أرحم الراحمين وفي الجانب الأخر شديد العقاب
الإشكالية إذن تتمحور في أنا الله وأنت الله أي بمعنى كيف أفهم الله واحدا أو متعددا يتناسب هذا التعدد أو الوحدة في تجزئة الصورة أو تجميعها ,أنا أضمر في داخلي الله عادل{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{8}سورة الزلزلة ,الله الذي جعل من رحمته غطاء للدافع الخيري في الإحياء{مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}المائدة32,لا يبرر لأحد ولا يحمل أحد مسؤولية فعل للغير وكل نفس بما كسبت.
في الجانب الأخر يفهم أنت الله على أنه ذو عقلية براغماتية يهمها أن تنحاز له وأن تؤمن به كيفما يكون الإقرار حتى لو كان ظاهري دون جوهر ودون جذر لأنه يؤمن أي الله أنت أنه في صراع مع الشيطان, فمن لم يكن بصفه حتما سيكون بصف لشيطان ولذلك قدم له المغريات التي من منها من {إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني تكون له الحياة الابدية, ولا يرى عذاب اليوم الاخر لأنه انتقل من الموت للحياة} (يوحنا24:5), هذه الهدية المغرية لا يمكن أن ينالها أحد من أنا الله لأنه صرح في كتبابنا أنهم محاسبون أما الفوز أو العذاب {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }آل عمران55.
إذن ما يقوله السيد المسيح عليه السلام بما ورد عن لسان أتباعه يخالف ما عند ربنا رب أنا الله فهو يقول حسب ما يزعمون{مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ }, هذا الركن الذي يقيم عليه أتباع الدين المسيحي رؤيتهم للأخر ينسف عندي كل أمكانية للتصديق وكل إمكانية للفهم ليس على أساس مجرد الأختلاف بين مؤديات ديني ودينه, بل لأن إيمانه بأنه ناج من أي محاسبة وفوق القانون الرباني الذي يحمي وجودي يجعل من مجرد قبولي فكرته عن الله تشكل عندي عقبة لا يمكن أن أتجاوزها لأن في التسليم بها إقرار بعبوديتي له وإقرار مني بعدم التشابه وإقرار مني بأفضليته لأنه من نتائج ذلك كله قبولي للعنصرية الدينية بأبشع صورها.
التسويق الذي يريد أن يصل له الغربي ليس تسويق مفهوم المصالح المشتركة ولا على مفهوم حق الجميع في الحياة كما هو شائع بل أن الهدف أبعد وأخطر عندما يستدرجك خطوة خطوة لتؤمن بربه الرب الذي يسامحه بمجرد الإيمان بأنه مسيحي ,هذا الإيمان العاصم من المسئولية يضع الأخر في زاوية القبول باشتراطات العصمة أو تقبل صفة البربرية التي يسميها القران بلسانهم أميون, إنهم يستخدمون ربهم في العملية السياسية كلاعب جوكر من كان معه فهو كاسب بالحتمية, أما لو قلت له أترك هذا لرب على جنب ونتعامل كإنسان لإنسان لا يمكن أن يقبل بهذا القياس لأن المعيارية الذاتية عنده تمنعه لمجرد قبول الفكرة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستوريه ومفهوم الدولة
- ربط المعرفة بالعمل صناعة العقل الفاعل
- محل العقل ووظيفة التعقل
- التعصب الحضاري ومشكلة أنا وأنت
- الشعوب وخيار الحياة
- ملامح العالم الكوني بعد عالم الحداثة
- الرب السياسي
- إختراق الجدار
- حوار الجدران
- قوة العقل
- أوهام الصراع الغربي مع الإسلام
- النظام العالمي الجديد ومقاربة الصراع والسلام
- الفرق بين مفهوم القوة والقدرة
- أثبات ونفي الموت
- الانضباط والإنضباطية في الفكر الإسلامي الأصيل
- الأحلام مصدر قلق إنساني
- الإنسان وليد البيئة
- الدين قاعدة حقوق وواجبات
- أشكالية الفكر الإسلامي مع النص
- الأختلاف في نظرية الحاكمية


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عباس علي العلي - الدين السياسي وصورة الرب