أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أثبات ونفي الموت














المزيد.....

أثبات ونفي الموت


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 10:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



العلم والمعرفة يثبتان الموت وينفيان العدم وينفيان التحكم في صيرورته ويثبتان أيضا خروجه عن قواعد يمكن أن تتحكم بحركته الحتمية أو التغلب على تلك القدرية المطلقة كمجهول مؤكد ومعلوم مؤكد في ذات الوقت . الفهم الديني الراهن يسلم بالنتائج القدرية ولم يحاول أن يهتك ستر الغيبيات التي تتوالى في حركية الموت ويقف منها موقف المقدس للإيمان بها , أما الفهم العلمي فلا يتحرج في محاولة اختراق هذا الموضوع دون أن يشعر بالذنب أو تمنعه القدسية المزعومة .
أشرنا إلى الفهم الديني الراهن ونقصد به العقل الديني الذي يفهم وظيفته بالشكل السلبي الذي يجعل منه حامل تصورات ونتائج نهائية غير قابلة لنقض بل وحتى غير قابلة للنقاش أو الافتراض التصوري بوجود خلافها كل ذلك تحت ستار القداسة واحترام ظواهر النصوص والروايات , بل لا يسمح أصلا الخوض العقلي في إمكانية التشكيك بهذه التصورات والنتائج دون أصل الموضوع محل النقاش وهو الموت وسره الذي ينطوي تحته عالم مجهول قابل ولو بالتصور أن نتحرك خارج الفهم التقليدي له وبه وعليه.
أما الفهم الديني الذي حرض عليه النص القدسي المطلق في بعض القراءات الاستشراقية المعمقة له نجد أنه يقف موقف مناقض تماما للفهم الديني التقليدي في كثير من الكليات والجزئيات بل أن طرح التساؤلات والإشكاليات نجد منهجية النص قد مارست هذا الاسلوب في نقاشها وجدالها الذاتي في قبال المخالف والمنكر له وصولا إلى تأسيس منهجية تشكيك تفاعلية مع الموضوع لتتجاوز النتائج الظاهرة بغية الوصول إلى مديات فهم وعقلنه وعلم خارج اطار المألوف الإنساني {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ }الغاشية 17, الفهم التقليدي لا يرى ميزة خاصة للإبل كمخلوق إلا شكلا وتكيفا فقط , ولو نظرنا إلى كل مخلوق فأنه يتميز بنفس الخاصية وهي التكيف الذاتي والشكلي له , ولو أخذنا الأفعى مثلا فقد خلقت بنظام خاص ومتطور يؤمن لها حياة وذاتية مختلفة عن باقي المخلوقات قد لا تتوافر في كائن حي أخر.
إذن التساؤل هنا يتعدى التكيف والتشكيل إلى ما هو أبعد لندرك مجهول غائب في هذا الخلق بتحريض من النص نفسه لم يمنحه قدسية ولا يعترف إلا بالنظر إلية كونه واجب لا بد من إنجازه بصور ما للوصول إلى معلومة مؤطرة بفهم يقيني بدرجة تجعل الباب مفتوح لأن ينظر مرة بعد مرة ويكتشف مجهول بعد مجهول وهذه وظيفية إنسانية بالكينونة الأولى لا يمكن التوقف عنها أو الإنفكاك منها.
في نص أخر يتعدى هذا الموضوع الجزئي لينتقل إلى اطار اكبر في النظر دون أن يستثني من الخلق شيء{أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ .... فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }الأعراف 185,النظر هنا ليس تلمس هذا المنظور له من خلال البصر ليملأ العقول والإفهام بصور حسية تثير فيه العجب والحيرة ومن ثم التسليم بها كونها حقائق مقدسة لا يمكن الولوج في تصور غير تقليدي لها ومحاولة ادراك ما مجهول منها على قاعدة التفكر والتدبر التي حرض عليها الفهم الديني الأصيل.
إن تعطيل النظر العلمي والتدبر الخلاق الذي يوصل الإنسان إلى اكتشاف حقائق وجودية غلفت بستار من القداسة والتحريم منهج مذموم أنكره القرآن الكريم بل جعله منه وصف للجهل المركب الذي يمنع الهدى والاهتداء الواجب بالضرورة الإيمانية الحقة {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }الأعراف 198 , لقد تكون الإنسان على قاعدة تكيفية جعلت منه وظيفيا أن يكون مدركا لكل الحقائق بالقدر الذي أمنت له الكينونة مسخرات تخدم وجوده , وهذا الوجود ليس عبثيا أو جاء ليجعل منه ومن وجوده تحصيل حاصل لإرادة خارجة عنه , بل رتبت عليه قوة ذاتية قادرة على اكتشاف قدرية الوجود أيضا دون أن تعطل أي من مؤديات هذا الاكتشاف أو تجعل له حد محدود لا يمكن اختراقه أو التعدي على قدسيته أبدا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانضباط والإنضباطية في الفكر الإسلامي الأصيل
- الأحلام مصدر قلق إنساني
- الإنسان وليد البيئة
- الدين قاعدة حقوق وواجبات
- أشكالية الفكر الإسلامي مع النص
- الأختلاف في نظرية الحاكمية
- الأحلام وضروريات العقل
- البداوة وعقدة أوباما
- أمركة العالم الكوني , مخاطر وتحديات
- حتمية الوجود الكوني للانسان
- خصائص العقل الفطري
- الحداثة العقلية ومفهوم التفكر
- خصائص العقل المصنوع
- الأحلام دراسة في سيكولوجيا العقل
- مفهوم التصور والتخيل دراسة في المصطلح
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج1
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج2
- الوجود والغيب
- بين الساتر والمدفع
- الوردي والتنظير الأجتماعي


المزيد.....




- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...
- علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
- كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟
- غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي
- إسرائيل تنفذ ضربات على أهداف في إيران
- -أكسيوس-: ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أثبات ونفي الموت