أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - حتمية الوجود الكوني للانسان














المزيد.....

حتمية الوجود الكوني للانسان


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 16:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حتمية الوجود الكوني للانسان
يصور البعض حتمية الوجود الكوني للإنسان كأنه يمثل الانتقال من مستوى الوجود الفردي والشخصي والجزئي ،إلى مستوى الوجود المدني السياسي بتخليه عن الهوية الذاتية لمصلحة هوية المجتمع الكوني وبالتالي فلا بد من أن المقتضى الذي يتحقق به وجود الإنسان على وجه كوني هو الانتقال الذي يسمح تحديدا، بالتقاطع مع مستوى الوجود الطبيعي المباشر والبديهي المحكوم بمقتضيات الحاجة البيولوجية إلى مستوى وجود مختلف كليا، يقوم على انتظام اجتماعي مدني سياسي مفترض يتحقق ضمنه تحرر الإنسان من الضرورة الطبيعية ليدخل مجال الضرورة الاجتماعية دون أن يبرهن على الامكانية بذلك أو القدرة عليه.
تتحدد هذه الضرورة الاجتماعية عندهم في ضرورة "العيش المشترك" ضمن قواعد ومقتضيات تجعل من العيش المشترك حافزا للاجتماع الإنساني، وليس عبئا على الفرد احتماله رغما عنه ورغما عن الطبيعة, إنه قهر ملجئ قهر يفوق القدرة على القبول ويناقض الطبيعة الإنسانية, فهو محكوم بالفشل القهرية وإن تنجح بفرض واقع معين فلطالما سببت تلك الارتدادات العكسية له على انهيار النظرية وتحطم أركانها والتاريخ يشهد على صحة القول, فتكرار التجربة لا يمكن أن يولد لها النجاح طالما كان أساس الفرض خاطئ وغير متفق مع المنطق العقلي.
لقد نبه الفلاسفة الروس من قبل على مبدأ تميز الذات وارتباطها بحركة التعايش لا بحركة ومقتضيات الصراع فمثلا نجد جورج غوسدورف يرى أن فكرة استقلال الشخص الأخلاقي، كما تحدث عنها كانط لا تعكس حقيقة الوضع الإنساني، لأنها تتغاضى عن أشكال التضامن والتعايش والمشاركة، التي تميز علاقة الناس فيما بينهم، وهنا يقطع غوسدروف بأن حتمية التجرد مجرد وهم قائم على فرض واهن لأنه يخالف طبع الأشياء فهو مثلا لا يرى أن الإنسان يكتسب قيمته الأخلاقية من ذاته، وكأنه «إمبراطور داخل إمبراطورية» ويضع نفسه باعتبار أنا محددة في مقابل العالم و في تعارض مع الآخر إن الأنا الطبيعية في الواقع تنفتح على الكون وعلى الغير، وهي لا توجد واقعا ولا تكتمل ولا تغتني إلا بالمشاركة والتضامن، وبالأخذ و العطاء أن الأنا والأخر عند غوسدروف عالم متكامل متعاون متناظر لا يبنى على المزاحمة والصراع .
إن التجرد عن الهوية وسلخ الذات من خصيصتها والاعتماد على الأنا الكونية, تشكل ارتداد عن حقائق العلم وانحياز للاعتباط الفكري بما يجعل من هذه الدعوة مجرد حلم غير قابل للعيش في العالم الوجودي العالم الذي تشكل على مفهومين مفهوم الصراع والمزاحمة, والصراع حول دفع الاحتواء والتخلص من الفرض الخارجي لا يمكن أن تكون قواعده مبنية إلا على وضع نظرية تحترم الأنا وترتقي بها روحيا إلى المجتمع الواحد الذي يحفظ حق الإنسان في الوجود كما يحفظ للذات التنوع والكثرة ويسهل للتواصل أن يمتد أفقيا كما يمتد عموديا لأجل الإنسان.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصائص العقل الفطري
- الحداثة العقلية ومفهوم التفكر
- خصائص العقل المصنوع
- الأحلام دراسة في سيكولوجيا العقل
- مفهوم التصور والتخيل دراسة في المصطلح
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج1
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج2
- الوجود والغيب
- بين الساتر والمدفع
- الوردي والتنظير الأجتماعي
- لماذا ندعوا لدولة مدنية؟.
- دور الهوية المجتمعية
- الوردي وأشكالية الفهم الديني
- أوربا وصراع الأمم _ أهمية الصراع في تحريك القوة في المجتمع
- الوردي ونظرية المعرفة
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج1
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج2
- لماذا نكره النساء
- الإنسان الكوني وأشكالية الهوية
- مفهوم الجنون في علم السلوك


المزيد.....




- استقبال حار للبابا لاوُن.. وتوافد مئات آلاف الكاثوليك إلى رو ...
- الأوقاف الإسلامية بالقدس: 1251 مستعمرا يتقدمهم بن غفير يقتحم ...
- بن غفير يشارك في اقتحام المسجد الأقصى وسط تصعيد تهويدي
- بعد صدمة فيديوهات الأسرى.. جادي آيزنكوت يحمّل نتنياهو مسئولي ...
- تصاعد المطالب الأميركية اليهودية لإغاثة غزة وسط أسوأ أزمة إن ...
- السودان.. قوى مدنية تبدأ حملة لتصنيف -الإخوان- منظمة إرهابية ...
- الأردن.. إجراءات بحق جمعيات وشركات مرتبطة بتنظيم -الإخوان-
- إغاثة غزة.. منظمات يهودية أميركية تضغط على إسرائيل
- الناخبون اليهود في نيويورك يفضلون ممداني على المرشحين الآخري ...
- الأردن يحيل شركة أمن معلومات تابعة لجماعة الإخوان المحظورة إ ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - حتمية الوجود الكوني للانسان