أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - تجربة الدين














المزيد.....

تجربة الدين


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 17:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تجربة الدين
قبل الدخول في تجربة الدين كونها تجسيد لوجود خطين في الحياة الإنسانية يحركان ذات الإنسان لفعل وجوده وتفعيله , أي أن الإنسان إن لم يمارس ما وجب عليه منهما لا يمكن أن يكون نموذج حقيقي له , وهما الخوف والأمل , فلا أظن أن الحياة البشرية تخلو من هذين الوجهين من انعكاسات كونية التواجد البشري على الأرض ومن مفاعيلهما تتشعب كل التصرفات السلوكية والحسية وحتى المعرفية لتطبع عالم الوجود بشيء من الديناميكية التي تجعل الحياة تستمر وتستمر بدافع الخوف والطمع بما يحمل الامل من ترقب وحافز.
الدين كمحرك لهذين العنصرين تمتد مفاعيله بين الخوف والأمل على نطاقين خارجي وذاتي أي خارج الدين وخارج ذاتيته , كما يمتد لخارج الهدف منه وأيضا خارج ذاته ,بمعنى أن عنصري الخوف والأمل يتداخلان في شبكة من العلاقات تمتد عميقا في جذر الانسان الذاتي كمتلقي لتنتهي إلى ما هو أبعد شيء خارجي عن الدين وهو إرادة الديان الأولى قبل خلق الإنسان والدين معا{ الرَّحْمَنُ{1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ{2} خَلَقَ الْإِنسَانَ{3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ{4}الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ{5}الرحمن ,تبدأ عملية المفاعيل من جوهرية أسم الله الرحمن لتنتهي في عملية الحسبان , وما بينهما نجد أن الفعل والفاعل والمفعول به جميعا لا يتركان الخوف من الحساب ولا ينسيان قيمة الرحمة , هذا هو حقيقية الشعور الإنساني بعيدا عن تدينه بخط محدد ,الأمل بالله والخوف منه على امتداد وجوده وبدونهما لا يمكن ان يكون الإنسان عاقلا للدين أو متعقلا له.
إذن الدين كتجربة بشرية تمتد من كونية الخوف والأمل ولكن لا تنتهي بكونية ذات الدين ,بمعنى أننا نفهم أن تجربتنا التي يصوغها الخوف والأمل هي تجربة إنفعالية وليست تجربة فاعلة فينا لأن الفاعل الأصلي فوق بشريتنا ولأنه يملك القوة والقدرة على أن يمنحنا أيا منهما دون أن نكون قادرين أن نتجاوز هذه القوة وهذه القدرة, وبالتالي من وضع الدين لا يمكن أن يكون الخوف والأمل بذاتهما ولكن بمن جعل فيهما من فعل حقيقي وجسد ذلك, فعند تجاوز حقيقة أن الخوف والأمل هما خارج صناعة العقل وأنهما ترتيب فكري سلوكي يصوغه لإنسان من تجربته البشرية كمدرك حسي لفعل الفاعل والجاعل الأصلي لهما , نكون قد أمنا أن العقل يخدعنا بفعله عندما يصوغ الفكرة الوهمية ويؤمن بها ويمارسها كتجربة ويبني عليها تبريراته لهذ الوجود , إنها خديعة المتوهم.
إن من يظن أن التجربة الدينية كلها في جوهرها وصوريتها تنضم تحت مفهوم الوصف البشري يؤكد على حقيقة أن العقل الذي ينطلق منه بحاجة إلى إعادة قراءة نظامه العامل لأنه في هذا الطرح لا يتبنى العقلانية الحقيقية ولا ينحاز للمنطق العقلي السليم الذي يسمي الحقائق بمسمياتها ليتجاوز بحركة التفافية عليه ليبني مجموعة نتائج صحيحة على قاعدة بدأت بخطأ ثم التسليم بها ليؤكد أن الدين بمجمله وبصياغاته ومعطياته وما يرمي له كله خارج القاعدة الأصلية التي تجعل الأشياء كلها فاعلة بدون فعل أو يمنحها القوة على التدرج والتدحرج للأمام وكأن العقل البشري يسلم بمخالفة ما يؤمن به ويدعو له بقانون العلة والمعلول.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الورشة العلمية حول إعادة قراءة الشخصية العراقية واستراتيجيات ...
- شروط القراءة التاريخية
- التأريخ الإسلامي بين الأسطورة والتزييف
- أهمية التجرد والموضوعية في كتابة التأريخ
- حوار أم دوار
- يا سيدي يا حسين أمض بنا
- عالم أبيض وعالم أسود
- الدين السياسي وصورة الرب
- الدستوريه ومفهوم الدولة
- ربط المعرفة بالعمل صناعة العقل الفاعل
- محل العقل ووظيفة التعقل
- التعصب الحضاري ومشكلة أنا وأنت
- الشعوب وخيار الحياة
- ملامح العالم الكوني بعد عالم الحداثة
- الرب السياسي
- إختراق الجدار
- حوار الجدران
- قوة العقل
- أوهام الصراع الغربي مع الإسلام
- النظام العالمي الجديد ومقاربة الصراع والسلام


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - تجربة الدين