أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحلام طرايرة - لا مهدي ولا مخلّص، أنتم ومنكم وفيكم الحلّ














المزيد.....

لا مهدي ولا مخلّص، أنتم ومنكم وفيكم الحلّ


أحلام طرايرة

الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 04:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب البعض في دحض وتفنيد روايات المخلّص المنتظر عند أتباع الديانات والمذاهب المختلفة مع اختلاف الأسماء والسياق لصالح كل طائفة في روايتها الخاصة، وقد يكون التشابه الملفت بين الروايات المختلفة وراء البحث والتمحيص في أصولها المشتركة، والتي- برأيي الشخصي- لا تتعدى كونها المخدّر المشترك لكل جماعة دينية أو عقدية لضمان حياديتها وسلبيتها إلى حين ظهور هذا المخلّص الذي سينصرهم على الأعداء- الكفار بالضرورة- وسيجلب معه العدل والسلام لمن على الأرض جميعا.

لا ننكر بعض المحاولات "الثائرة" ضد بعض أنواع الظلم من أصحاب القضايا التي ظنّوها عادلة أو تم إقناعهم بذلك، لكنها لم تتعدّ كونها جزءا مهما من الصراع بين من زرعوا الظلم والخراب وغذّوه وأبقوا عليه عبر العصور بدماء الأبرياء والحالمين. هذه "الثورات" لم تكن في حقيقتها أكثر من أدوات لازمة لتعميق نظام عالمي جائر يموت فيه الملايين جوعاً وقهراً، في حين يضمن بها- أي الثورات- موت آخرين كقتلى أو شهداء قضية.

حتى هؤلاء الثائرين على الظلم –باستثناء بعض الحالات الفردية مثل جيفارا وأوشو- كانت قضيتهم لا تتعدى بقعة صغيرة من الأرض لصالح شعب أو طائفة أو أقلية ما. معظم الثوار على اختلاف خلفياتهم لم تكن قضيتهم الإنسانية جمعاء وظنّوا ويظنّون أن الأمر أكبر بكثير من قدراتهم وأن ثمة رجل أعظم بكثير سيأتي يوما ما لينهي معاناة الإنسانية. والغريب أن بعض الروايات تتمادى في اتكاليتها لتحدّد المكان الذي سيأتي منه هذا المخلّص العظيم على رأس جيش جّرار جبّار، وكأنه بذلك يُعفي ساكني المناطق الأخرى من هذه المهمة العالمية ليكتفوا بالانتظار، الانتظار فقط مع الاحتفاظ بحق التذمر على كل ما هو غير عادل في هذا العالم، إن تذمروا.

وبما أننا نتحدث في قضية عقدية، يعود بنا ذلك إلى حقيقة أن الأنبياء والمصلحين كانوا قد جاءوا بقضية عادلة ضد نظام سافر تستولي فيه أقلية على مقدرات الأغلبية وما يجرّه ذلك من ظلم اجتماعي تُنتهك فيه الحقوق وتُسلب فيه الحريات ويَستعبد فيه القوي الضعيف. لكن هذه الأقلية– التي تملك المال والنفوذ- كانت ما تلبث أن تحافظ على مكتسباتها ونفوذها وتعود إلى حيث بدء بإغراق الناس في هموم الفقر وإلهائهم بقضايا هامشية قبلية أو طائفية أو وطنية!
إن الأقلية المتنفذة تُجيد هذه اللعبة جيدا وباستطاعتها ركوب أي موجة إصلاحية حتى تتمكن فتبث سمومها من جديد، وهكذا دواليك. وكانت فكرة المخّلص المنتظر هي إحدى تلك السموم. ان ينتظر الناس الخلاص من شخص أعظم وأكبر وأجلّ منهم جميعا، ويبقوا راضخين للنظام العالمي القائم كقدر محتوم لا مفرّ منه إلا بمهدي أو مخّلص سيأتي في آخر الزمان. آخذين بعين الاعتبار أن الناس في ذات الوقت- في قرارة أنفسهم- لا يستعجلون آخر الزمان، فآخر الزمان يعني اقتراب النهاية، نهاية الحياة ومن ثم الحساب والعقاب والنار والعذاب وهي ليست أشياء يرغب أي أحد باستعجالها أيّاَ كانت درجة ورعه وإيمانه.

هذه السلبية الفاجرة تركت معظمنا صامتين متذمرين فقط، بل وحتى التذمر تم حظره حيث أُقنع الناس أن هذا الاعوجاج هو ابتلاء من الله وأن ما عليهم إلا الصبر عليه وكفاهم بالله حسيباً. لقد تم اختراق كل المنافذ التعليمية والتربوية لضمان ثبات هذه السلبية وكان من ضمنها ترسيخ روايات المخلّص المنتظر مستغلّين توق الناس وميلهم الفطري لكيان عظيم ينهي معاناتهم ويحقق لهم العدل. ولنا ان نتمعن قليلا بحال البلاد التي تمكنت منها هذه الروايات وبحال الإنسان فيها.

لقد نجح المتنفذون في كل زمان بشتى الوسائل، ومنها استخدام المعتقدات الدينية، أن يحرفوا بوصلة الناس عن الهدف الصحيح- وهو الأمن والأمان والعدل والرفاه لكل الناس دون استثناء- من خلال خلق وتغذية النعرات والنزاعات المختلفة ومن ثم جعلهم ينتظرون مخلّصا يأتي وينهي هذه الخلافات الكثيرة. حتى فقد الناس ثقتهم بقدرتهم على مواجهة هذا النظام الجائر وإنهائه. ونسوا في خضم انشغالهم أن الذي أنشأ النظام القائم بإمكانه أن يبدأ غيره.

والبداية هي أن نستعيد ثقتنا بأنفسنا وبما لدينا، فليس صحيحا أن موارد الأرض لا تكفي من عليها، وليس صحيحا أن الفقر قدرٌ على معظم أهل الأرض أن يسلموا له ويرضوا به، وليس صحيحا أننا عاجزين عن إنقاذ الأرض وإنسانها من النظام القائم وأن علينا ان ننتظر حتى آخر الزمان لنكون ليس اكثر من شاهدين على ما سيحدث فقط- كما نحن الآن تماما!

البداية هي أن ندرك أولا ماذا يمكننا أن نفعل كأفراد وجماعات... أن نعرف أننا نحن المخلّصون وليس رجلا سيأتي في آخر الزمان.



#أحلام_طرايرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يكون القتل موهبة!
- قل لي أيّ إله تعبد أقُل لك من أنت
- وطنيون لا يعرفون الوطنية
- إسرائيل جميلة، الجزيرة تقول ذلك
- العلمانية هي دولة الله
- مرض عضال اسمه الغباء الخطابي العربي
- أنا زلمة!
- حسن وجميلة، حيث وُلدت النكبة
- الإخوان المتخفّين بقناع (حماكِ الله يا مصر!)
- بلاد الموت قهراً هي بلادي
- سّحل الجثث يدوم ما دام القتل شرعياً
- مع براعم وضدّ طيور الجنة.. أطفالنا بين الحياة و الموت
- كذبة الفقر والفقراء.. إحدى أكبر كذبات التاريخ!
- هناك مدّعين بيننا فاحذروهم!
- أن تكون فلسطينياً- اسرائيلياً !!
- هذه الأرض المقدسة، هل هي حقاً مقدسة؟
- أيّ خلافة إسلامية ينتظرون؟؟


المزيد.....




- حركة الجهاد الاسلامي: نبارك عملية الدهس قرب مخيم الفوار جنوب ...
- ماذا عن زيارة الكاردينال الماروني البطريرك بشارة الراعي إلى ...
- من الذي تغيب عن حضور حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام؟
- ماذا عن غياب بابا الفاتيكان عن حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام ...
- ماما جالت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة 2024 وتابع اجدد اغاني ...
- ما هي رمزية كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية؟
- وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى كاتدرائية نوتردام
- وصول الرئيس الأوكراني إلى حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام
- ما هي الأجواء من أمام كاتدرائية نوتردام؟
- Toyor Aljanah.. ثبت تردد طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحلام طرايرة - لا مهدي ولا مخلّص، أنتم ومنكم وفيكم الحلّ