أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحلام طرايرة - الإخوان المتخفّين بقناع (حماكِ الله يا مصر!)














المزيد.....

الإخوان المتخفّين بقناع (حماكِ الله يا مصر!)


أحلام طرايرة

الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 08:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تقتلني الأقنعة، ما المانع أن يقولها مناصر الإخوان صراحة: نعم أنا مناصر للإخوان ومغتاظ لأنهم سقطوا؟
وأفقد صوابي متسائلة: لماذا لا يكشف الناس عن جلودهم الحقيقية ويصرّون على ارتداء الأقنعة فوق الأقنعة حتى في ذروة الأحداث ويواصلون اللف والدوران حول ما يريدون قوله دون أن يقولوه صراحة؟ إنني أحترم الإخوان ومناصريهم المعلنين ذلك على الملأ بالرغم من اختلافي الجذري معهم في كل شيء، إلا أنهم على الأقل واضحون جليّون لي، وفي الواقع فخورون بما هم عليهم، ولهم ذلك. أما أولئك الذين كانوا يطيرون فرحأ وقت سقوط مبارك وكانوا يحلفون بحياة الشعب المصري والجيش المصري منذ عامين ونيف فقط. وبقدرة قادر وفي وقت أن أصبحت الثورة موجهة ضد الإخوان المسلمين تحوّل الشعب المصري بنظر نفس اولئك الفرحين المتحمسين سابقا إلى ًشعب جاهل لا يعرف ماذا يريد، مسموم الافكار، رافس للنعمة، متواطئ على الشرعية، منقلب على ذاته، وكاره لشرع الله!

هؤلاء الفرحين سابقا المكلومين حالياً منذ بدأت الحركة الشعبية ضد حكم الإخوان يعرضون أنفسهم كدعاة لوحدة مصر ولا يكفون عن دعاء "حماكِ الله يا مصر" وهو دعاء جميل أنا شخصيا أحبه وأردده كلما حضرت مصر في وجداني، وهي لا تغيب كقلب لنا جميعاً. لكنهم وهو يرددونه وينشرونه على صفحات تواصلهم الاجتماعي دائما ما يشعرونك أنهم اختصروا تكملة الدعاء التي تقول: "من كيد الثائرين على الإخوان" وهذا ما يعززونه دوما بآيات وأحاديث عن الفئة المؤمنة الصابرة التي يتكالب عليها المتكالبون وستنتصر في النهاية وهي الإخوان المسلمين بطبيعة الحال هنا حسب معتقدهم، ولكنهم لسبب ما أجهله- وربما أهتدي إليه لاحقاً- لا يكشفون عن حقيقة ولعهم وشغفهم بالإخوان المسلمين. فتبقى تعبيراتهم وتعليقاتهم على الأحداث لا تتعدى:

- "كيف ينقلبون على الشرعية وعلى الديمقراطية، أم لأن الرئيس المنتخب يخاف الله ويحكم بشرع الله؟؟"

وفي هذا حديث طويل، فهم بطريقة عجائبية يتجاهلون حقيقة أن الشعب هو الذي يمنح الشرعية ويسحبها والشعب المصري في الواقع استخدم حقه في ذلك مع مرسي وهذا شيء صحي لا يفترض أن يكون محل خلاف. وللشعب أن يعزل أي رئيس منتخب قادم إن لم يحترمه ويقدّر معنى أن يكون حاكماً لبلد كمصر. أما شرع الله، فهذه إشارة واضحة أننا أمام إخواني متخفٍ بلباس المسلم المعتدل المحب لشرع الله، مع العلم أن مرسي لم يحكم بشرع الله كما يطمح الطامحون! بل وأن هناك قضايا من إسلاميين قيل أنها سترفع عليه لأنه لم يعمل بشرع الله!

- "أفيقوا يا مناصري الثورة المضادة، ألا تدركون أنكم تساهمون في مؤامرة أميركا ضد الإسلام والمسلمين، ألم تلاحظوا أن أزمة مصر أزاحت الأنظار عما يحصل في سوريا اليوم، ألا تدركون من سيكون المستفيد من ذلك؟"

وفي هذا دغدغة للمشاعر وعزف على ذلك الوتر المهترئ المتمثل بمؤامرة على إسلام غير موجود أصلاً فقد أنهاه المسلمين بأيديهم منذ 1400 عام قبل أن يوجد استعمار ومستعمرين ومؤامرات ومتآمرين. ونلاحظ أنهم يفترضون افتراضاً فاضحاً بأن الثورة في أصلها هي مبادرة إخوانية وأن ما يحدث الآن هو بالضرورة ثورة مضادة، وكلنا نعرف بما فينا الإخوان أنفسهم من أول من تظاهر واعتصم ضد نظام مبارك، ومتى وصل الإخوان إلى ميدان التحرير وقتها. أما الإشارة للأزمة السورية، فهذا أيضاً دفاع إخواني واضح، فالمشروع الإسلاموي في سوريا ليس من مصلحته أن تنحرف بوصلة الأحداث إلى مصر وبالتالي تأجيل مشروعهم السوري وما يترتب عليه من حاجة للسلاح والمال والمقاتلين.

- "لقد تم شحن الشارع ضد مرسي بغير حق منذ توليه الحكم من قبل الإعلام غير الموضوعي ولم يُعطى الرجل فرصة حقيقية ليكون رئيسا"

أيضا هنا يظهر التوجه الإخواني بانتقاد القنوات المعارضة للإخوان، متناسين تماما تلك المناصِرة لهم وما كانت تبثه من تحريض خطير ضد المعارضة، ومن أجل الدفاع عن "الشرعية" حتى لو كان ذلك بالدّم وقالوا ذلك صراحة وقالها الرئيس المعزول بكل عنجهية واستخفاف بالملايين الذين خرجوا ضده في خطابة الرئاسي الأخير. ومليونية "لا للعنف" الإخوانية العنيفة جداً قبل الثلاثين من يوليو هي شاهد حيّ على التحريض والشحن الإخواني ضد كل من يختلف معهم.

- "أنا لست إخوانيا، ولكني أفضّل أن يحكمني رجل يخاف الله من أن يكون علماني مرتزق موالي للغرب"

اسمح لي يا صديقي، ولكن هذا خطاب إخواني بحت لا يخفى على أحد. قد لا تكون إخوانيا ولكنك محب لهم بلا ريب. وهذا حق لك، ولكن السؤال، لماذا تخفي هذا الحب وتلتف على معانية بهذه الصورة؟ أما قصة "موالي للغرب" فهذه قصة أخرى. فالخارجية الأميريكية لم تكن أكثر ارتباكاً وقلقاً مما كانت عليه هذين اليومين منذ الثلاثين من يونيو، والغرب الملعون هذا هو من استجداه الإخوان ليحمي نتائج الديمقراطية المصرية!

أما المنشورات الأكثر استفزازاً:

- " مبروك يا شعب فيفي عبده!"
- "مبروك يا شعب العهر"

بدون شك، هذه التعبيرات لا تصدر إلا عن متشرّب جيّد لفكر إخواني إسلاموي كانت دعوته للعوام هي إخراج مصر من مجونها وفُجرها!!

واعود لسؤالي: لماذا الأقنعة؟ أنتم إخوانيون، أو مؤلفة قلوبكم بحب الإخوان، فلِم الخجل والالتواء على ذلك وكل تلك الآراء المقنعة برفض ما يحدث، والإصرار على نتائج الديمقراطية، والتركيز على أحداث التخريب والشغب، واليقين بأن مصر ذاهبة إلى الهاوية، والتلميح والهمز واللمز المستمر حول نوايا الثوار، والخوف كل الخوف على مستقبل مصر من أبنائها!!!

ليس عيباً أن تعتنق فكراً وتؤيد مذهبا أو حزباً، العيب هو أن تراوغ وتلبس قناعاً وتتحدث باسم هذا الفكر من وراء ستار. الإنسان الحرّ هو من لا يخجل ولا يخاف أن يعلن عن نفسه على الملأ، رضي من رضي وغضب من غضب.

والسلام على مصر وعلى شعب مصر دون استثناء أحد، والأمن والأمان لكل المصريين، بما فيهم الإخوان المسلمين والمكلومين على ما آلت إليه أمورهم...



#أحلام_طرايرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاد الموت قهراً هي بلادي
- سّحل الجثث يدوم ما دام القتل شرعياً
- مع براعم وضدّ طيور الجنة.. أطفالنا بين الحياة و الموت
- كذبة الفقر والفقراء.. إحدى أكبر كذبات التاريخ!
- هناك مدّعين بيننا فاحذروهم!
- أن تكون فلسطينياً- اسرائيلياً !!
- هذه الأرض المقدسة، هل هي حقاً مقدسة؟
- أيّ خلافة إسلامية ينتظرون؟؟


المزيد.....




- اجتماع بين إيران وتركيا وروسيا في الدوحة لبحث الوضع في سوريا ...
- علي معتوق.. تعرف إلى رجل تحدى القصف الإسرائيلي لإنقاذ الحيوا ...
- الجولاني: سقوط النظام السوري -بات وشيكًا-.. والمعارضة تعد ال ...
- مسؤولون إيرانيون ينفون فرار الأسد من سوريا
- ناسا تؤجل إطلاق مهمات برنامج -أرتميس- القمري
- دراسة: القلب يملك -دماغا صغيرا- خاصا به
- احتمال سقوط الأسد والشكوك حول استراتيجية إيران؛ -تم المتاجرة ...
- من طب العيون في لندن إلى الحرب في سوريا.. سيرة بشار الأسد
- سكان دمشق يعيشون حياة طبيعية وسط مخاوف من تقدم الفصائل المعا ...
- إيران تزيد تخصيب اليورانيوم وسط توتر دبلوماسي متصاعد


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحلام طرايرة - الإخوان المتخفّين بقناع (حماكِ الله يا مصر!)